<%@ Language=JavaScript %> جورج حدادين التحرر من التبعية شرط مسبق

 

 

التحرر من التبعية شرط مسبق

 

 

جورج حدادين

7/2/2016

 

 

التبعية ليس حالة بسيطة ومحددة وواضحة، حتى لدى الكثير من النخب، وإنما منظومة معقدة من الأسباب والنتائج والآثار التي يصعب في كثير من الأحيان توضيح العلاقات والترابط والصلات فيما بينها.

التبعية واقع بنيوي، لا يمكن أن يكون موضوعاً يخضع لعملية تصحيح متدرج ( إصلاح) ، أي لا يمكن معالجته بالإصلاح، حيث أن البلدان التابعة لا تستورد فقط الرساميل والتقنيات بل أيضا الأيديولوجيات والسياسيات والأنماط الثقافية والسلوكية، وكذلك استيراد الحلول الجاهزة لمشاكلها وأزماتها الخاصة.

الخروج من التبعية عملية ثورية تقتضي تغيير موازن القوى على الأرض بالفعل النضالي التراكمي التحرري الثوري على كافة الصعد، وفي صفوف الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة، من خلال مشروع تحرري نهضوي توعوي تنموي، عناصره الأساسية:

·        تحرير الإرادة السياسية الوطنية.

·        تحرير الثروات الطبيعية والمقدرات الوطنية.

·        التنمية الوطنية المتمحورة حول الذات الوطنية.

·        تحقيق وحدة الأمة العربية.

عملية الاختيار الحر الطوعي لمجتمع ما أو مجموعة ما ً في تبني طريق تطور محدد أو منظومة فكرية محددة لا يمكن أن يحصل في الواقع إلاّ عبر كسر التبعية, التي تتطلب تغيير موازين القوى على الأرض داخل المجتمع التابع، وفق مشروع تحرري تنموي محدد، وهذا المشروع لا يتم إنفاذه إلاّ عبر بناء حامل اجتماعي ، والذي بدوره يتشكل من خلال وحدة مصالح الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة.

يبدو أن السؤال الملتبس عند البعض كيف يمكن كسر التبعية؟ هل هي عملية طويلة الأمد أم قصيرة؟

كسر التبعية عملية تعتمد النضال اليومي الممنهج للشرائح الوطنية ومؤسساتها، نضال العمال من أجل مطالبهم الخاصة المرتبطة بالمشروع الوطني العام، هو لبنة في مشروع كسر التبعية، نضال الطلبة ضد رفع الرسوم وحقهم في  بناء اتحاد وطني وربط العملية التعليمية بخطط التنمية الوطنية،هو أيضاً لبنة أخرى في مشروع كسر التبعية، نضال الفلاحين من أجل تأمين مستلزمات الإنتاج هو أيضاً لبنة أخرى، دور الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية والمنظمات الوطنية الجماهيرية بكافة صورها وأشكالها، في الجد والكدح المتواصل لتشخيص واقع المجتمع القائم عبر معرفة ثرواته الطبيعية وإمكاناته المتاحة ومقدراته الوطنية، والعمل على تحويل الشرائح من شرائح قائمة بذاتها لشرائح قائمة لذاتها، أي واعيه لدورها وقدرتها في إنجاز التغيير، نشر الوعي في محيطها هو أيضاَ لبنة أخرى، بمعنى أخر الوعي بدور كل هذه القوى في عملية التغيير، والثقة بالقدرات الذاتية لفرض التغيير، هي ركيزة أساس لتغيير موازين القوى على الأرض.

انجاز هذه المهمات النضالية لكافة شرائح المجتمع الوطنية الكادحة والمنتجة، بشكل تراكمي وتكاملي  هو ما يشكل قاعدة وركيزة ومنطلق لبناء الاقتصاد الوطني المنتج والمجتمع المنتج، التي تتصادم بالضرورة مع نهج التبعية، وتخدم مشروع كسر التبعية. كسر التبعية يتطلب تنمية الوعي والإرادة والثقة لدى هذه الشرائح ومنظماتها العمالية والمهنية والفلاحية والشبيبة والطلابية والنسائية والمنظمات الاجتماعية والمنتديات الثقافية  والرياضية ...الخ عبر بناء مشاريعها المطلبية اليومية وربطها بالمشروع الوطني العام، والذي بدوره يخلق المشروع الوطني التحرري التنموي وفي الوقت ذاته يتم بناء الحامل الاجتماعي عبر هذه العملية،

التبعية المفروضة من قبل قوة كبرى مهيمنة مستغِلة على قوة صغرى مستغَلة، هو ما يولد الانحطاط والتخلف والفرقة والعصبيات البدائية وفقدان الهوية الوطنية، على النقيض من هذه العلاقة  هنالك علاقة التحالف والشراكة المتكافلة والمتكافئة بين إطراف تجمعها قيم إنسانية نبيلة ومصالح مشتركة وتشكيلات اقتصادية اجتماعية متقاربة.

الأهداف المشتركة بين الشركاء يشترط إنفاذها تخطيط مشترك ورؤية مشتركة وآليات عمل مشتركة وواضحة ويعود نفعها على الشركاء ذاتهم.

 

 

 

 

تاريخ النشر

14.02.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

14.02.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org