<%@ Language=JavaScript %> كمال خلف الطويل أبو علي هيكل

 

 

 

أبو علي هيكل

 

 

كمال خلف الطويل

 

كطبيب اقترب من أحوال الأستاذ لعقدين أدرك كم إرادة الحياة صلدة لديه. في أكتوبر 99 اتصل بي توأم الروح فوزي، الشقيق الأصغر ـ بخمسة عشر عاماً ـ للأستاذ، ليخبرني بنبرة جزعة أنه ذاهب للتو الى كليفلاند لاستقبال «الأستاذ» ـ هكذا اعتاد على وصف الشقيق ـ والذي على وشك الوصول إليها حيث سيتوجه من فوره الى مشفاها الشهير لإجراء جراحة بولية عاجلة. أجبته أنني سألحق به بعد يومين، لا سيما وفوزي مضطر للعودة الى جامعته هيوارد للتدريس، فيما تحركي أكثر مرونة، في ضوء ارتباط مسبق لي في كليفلاند وديترويت في تلك الآونة. رجوت زميلين بارزين في كليفلاند كلينيك ان يزورا هيكل، بعد الجراحة، مسبوقين بـ «بوكيه» زهور باسم الجمعية الطبية العربية الأميركية ـ كنت حينها رئيسها السابق ورئيس مؤسسة وقفها ـ فقاما بالواجب وأفاضا. وصلت مساء يوم جمعة وكان هيكل قد انتقل الى فندقه قبلها بساعات، مقيماً في جناح قصي منه، واتصلت فجاء صوت علي مرحباً ومطمئناً وتحدثنا كزميلين يعرفان البير وغطاه، ثم أخذ هيكل السماعة ليؤكد التطمين ويثني، فداعبته بالقول: أما وأنت تشعر بقوة حصان فأنا أدعوك للنزول الى قاعة الاحتفالات حيث يقيم فرع الجمعية حفله السنوي، وتكون أنت ضيف الشرف، فاعتذر وقال: أنا لا أريد ان آخذك من زملائك الليلة، ولست بعد في وضع يسمح لي بالنزول، وإذن انتظرك في الصباح، وهكذا كان.
دلفت وزوجتي الى الجناح في الصباح لأجد رجلاً يئن من الألم، وبوصف له كطعنات خنجر في خاصرة.. لكنه برغم ذلك راغب في الكلام، وكأنه يحتاج سميراً ويتحدى ألمه في آن ... وبطبيعة الحال، بدأ الحديث حول استئصال الكلية والحالب وقمة المثانة (أظن على الجانب الأيسر) الذي أجراه بسبب إصابة سرطانية في ذلك الحالب. وذكرته ان تلك بالضبط كانت إصابة الملك حسين في خريف 92، وكأنه قد نقل إليك العدوى لفرط حبه لك! فداهمته ضحكة دعته أن يرجوني تجنيبه أي سبب للضحك! فقلت: خلينا في الجد.. ما قراءتك للمشهد عشية الألفية؟ فانطلق مبحراً في سياحة جيوستراتيجية وسعت ما بين المحيطين، وفي استعارات جغراسياسية تحس مع سماعها أنه يصوغها للتو. وبين الفينة والأخرى كان يعض على أضراسه من الألم ليعود ويغالبه بتدفق في الحديث هادر. سألته: أراك شديد النكير على الحسن والحسين في «وجهات نظر» فهل هو بوح متأخر أم تصفية حساب؟ فقال: لم يكن لي أن أقدم قراءة شاملة لسجلهما إلا بعد أن يتوقف دورهما بالرحيل، وإلا فهي منقوصة، ثم إن كلاهما صديق لي وليس من شيمي الطعن من الخلف بل الطعان في الوجه ومن الأمام، وهما كانا أول العارفين... أبديت تشككاً في سابق روايات مثل رأفت الهجان وتساءلت هل في ذكرك حيازة «الموساد» على تسجيلات مؤتمري القمة في المغرب (الدار البيضاء ـ 65 والرباط ـ 69) قدر من المبالغة في معلومات قدمت إليه ؟ فقال: أنا معك في تلفيقية بطولية وأهمية دور رأفت الهجان، لكن القياس على ذلك مغربياً ليس بالضرورة دقيقاً. استطرد في حديثه عن «الموساد» بالقول إن الأخير حاز على عينة من بول حافظ الأسد في عمان أثناء حضوره جنازة الملك حسين. وجدني مستغرباً بعض الشيء فانتقل لتبادل المعلومات حول صحته، وثنى على ما أعلمه عن ضعف ضخ عضلته القلبية المعتلة وتسببه في نوبات إغماء تطول وتقصر. نقلت الحديث لموضوع التوريث المصري الذي بدأ الحديث حوله بخفر، عند المشتغلين بالشأن العام في مصر، فعلق جازماً: غير ممكن لأسباب عدة أهمها رفض الجيش. كان الهم الأكبر المسيطر على نبرة حديثه وزن مصر النوعي في الإقليم واقترابه من حد الريشة بحكم خور شريحتها الحاكمة وضعف بصيرتها، فإذا أضاف لذلك الغياب القريب لحافظ الأسد والدعث المضطرد للعراق المحاصر فالصورة عنده مدلهمة بالخطب.
رِن الهاتف ليجيب علي ويبلغ والده ان السيد عبدالمحسن على الخط فقلت: لا بده عبدالمحسن ابوالنور، فكتم ضحكة مؤلمة محاولاً ابتسامة معاتبة وقائلاً: بعدين معاك يابوكمال! فاعتذرت ضاحكاً لينهي المكالمة بسرعة ويقول: أنا فين والقطان فين.. يريدني ان أتوقف في لندن لحضور خمسين زواجه، «ده ما كانشي يتعز بس ازاي»؟ قلت: بالمناسبة، كيف هي أحوالك مع ياسر عرفات؟ فقال: لن يأخذ شيئاً من أوسلو فوق ما أخذ، لكنه في المقابل لا يستطيع ان يعطي اكثر. قلت: أستاذ، ما حكايتك مع الشام؟ تمهل برهة وقال: من لا يحافظ على الشام يفرط بمصر ... فيها وعليها الصراع، لفرط قيمتها.
حدقت في وجهه قائلاً: أنا مغادرك الى ديترويت لبقية النهار، لكن زوجتي باقية هنا على تماس. عدت عند المغرب لأجده في بهو الفندق متكئا على ساعد زوجتي، وعصاه في اليد الاخرى، وهما يغدوان بتؤدة جيئة ورواحاً. قلت: معي تعض على أسنانك من الألم اما مع أم علي فصار الألم فعل ماض.. كاد يضحك بلا تمنع خشية وقال: هما شاربيك يا أخي «اللي بيقطعوا النفس» وراح يطنب في الثناء عليها.
كانت أياماً حافلة في حياته واجه فيها قدره وصبر وفاز في معركته ضد السرطان. ثم واجه أزمة أصغر، بعدها بعقد، أتت به الى بوسطن، وسرعان ما تعافى من آثارها.
لكن أزمته الأكبر كانت خسارته لفوزي، وهو في الرابعة والستين، في شتاء 2002... لم تكن غالبية الناس تعرف عن فوزي ولم يكن هو متشاوفاً بشقيقه الأكبر، لكن قيمته عند الاخير بانت بعفوية شديدة الدرامية عندما التقيته في مكتبه في تموز اللاحق. جذبني محتضناً بقوة و «نهنه» على كتفي بنفس شبه مكتوم يحاول عبثاً التجلد، مضت ثوان بدت بطول الدقائق، ثم خرجت من فمه عبارة لا أنساها ما حييت: أنت من رائحة الحبيب.. كان أخاً ورفيقاً وابناً لا يعوّضه معيض.. غيرت دفة الحديث بالسؤال عن الشقيقة تهاني ثم جلسنا لنقاش مسهب قبل ان نتفارق بقرب مسجد عمر مكرم، حيث توجه لسرادق عزاء.
فوجئت به في ديسمبر 2013 ببيروت وهو يعود لتدخين السيجار، فعلق بالقول: عمري من ورائي، أريد أن أشرب رحيق الحياة بتوسع معتدل.
حالما سمعت عن كسر عنق الفخذ عنده الصيف الفائت انقبضت من نوع الإصابة في سنه، حيث هي في المعتاد نقطة انكسار في مسيرة الجسم بعموم، لكنني سارعت بالرهان على فولاذية إرادة الحياة عنده وقدرته على مغالبة معيقاتها... ولا زال الرهان مستمراً.

http://assafir.com/Article/474176

------------------------------------------------------------------

ماضٍ إلى الإقامة في التاريخ

 

نصري الصايغ

محمد حسنين هيكل، تاريخ بلا ضفاف. يتسع لأكثر من نصف قرن عربي من «الجنون والوهم وأحلام المغامرين». ممتلئ بالوقائع والوثائق، قريب من الأسرار المكتومة والمعلومة، على مسافة حميمة مع صناع القرار، أو على مسافة متعمدة. ملم بتفاصيل الأحداث وخلفياتها ومقدماتها وتداعياتها. لم تبعده السياسة عن الصحافة ولا لجمته. لاعب في مسرح التاريخ، في زمن المد القومي والشعبي الناصري، لا يخشى رأياً يبديه، بل، مرغوباً كان، يأنس إليه القادة، قبل اتخاذ القرار. لم يكن كاتب السلطة، بل كان شريكاً بالرأي، وعندما يؤوب إلى مكتبه، كان قلمه سيده. وغالباً ما كان القلم والقرار، على ضفة واحدة. كاتب الرئيس، لا! كاتب مصر، في زمن «الريس» نعم. هكذا كان إلى أن انكسر التوازن، فحاولت السلطة أن تملي، ما يأنفه القلم. تشبَّث بحرية الرأي وحرية الكتابة، وكان الثمن باهظاً.
محمد حسنين هيكل، رجل تاريخ، ولم يكن مؤرخاً. أعداؤه، تكاثروا بعد عزله واعتزاله «الأهرام» التي أعطى فيها ثمانية عشر عاماً من شبابه وما بعد الشباب، راح يكتب ما عرفه وما كان شاهداً عليه. تكاثر خصومه بالأجرة. شنوا عليه عداوة عدوانية. شاهد التاريخ وزائره الدائم، اتهم بأنه مزور التاريخ. تلك فضيحة. اتهام بصدقية الرجل. محاولة لإخراجه من دائرة التأثير. تعمد وضعه في قفص الاتهام الأخلاقي، توطئة لدفعه إلى يد القضاء، ليحقق معه المدّعي العام الاشتراكي، كمجرم عادي... هذا زمن الأعداء.
غريب هذا الرجل، لم يشعر بالإهانة. انتصر عليهم بلامبالاته. يقينه: أن مزور التاريخ يقوم بتزويره لمصلحة حاكم أو لرضى سلطة. المصالح السياسية والدنيوية في قبضتهما. فالمصالح «عند الأقوياء الحاكمين وليست عند الضعفاء الموتى». ثم، إن هيكل لم يكن مؤرخاً ولا ادّعى ذلك، برغم أن ما كتبه كان وسيكون سنداً لكتابة التاريخ في ما بعد. لا مفر من شهادته. وهو أنكر على نفسه أن يكون مؤرخاً. ذلك أن الذين عاشوا وقائع التاريخ لا يستطيعون التأريخ لها، «لأن رؤيتهم مشوبة بتجربتهم الذاتية... ما يستطيعون تقديمه، هو شهادة للتاريخ وليس تاريخاً. ولقد خلص من تلك الواقعة بقول ختامي: «رويت وقائع ما عشت». وماذا لم يعشه هيكل: الثورة الناصرية، تأميم قناة السويس، التحوُّل الاشتراكي، حرب اليمن، الوحدة التي فشلت، النكسة التي قصمت ظهر الأمة، الثورة الفلسطينية، الغياب المفاجئ للقائد، الوراثة الصعبة، التركة الثقيلة، الطريق إلى حرب رمضان، الحرب بذاتها، وبعد ذلك، وقع الخلاف والطلاق بين صاحب الرأي وصاحب السلطة. وهو القائل، «هناك مسافة بين الرأي والقرار... الرأي حق لكل إنسان، القرار واجب ثقيل، يحمله الذين وُضعت فيه الثقة لتحمل المسؤولية»... وبعد الطلاق، تحوَّل العالم العربي إلى مسرح اللامعقول، حرب الخليج، ثم حروب الخليج، ثم المفاوضات السرية والعلنية مع إسرائيل، وصولاً إلى رماد الأمة في الحريق المشتعل، استجداءً للنهايات.
في خزانته تراث من الأحداث والوثائق. يكتب عن مصر، وعينه على أميركا يجس نبض السوفيات، يتساءل عن مواقف إسرائيل ومكاسبها، يشيح ببصره عن أفريقيا. هو كاتب بأجهزة لاقطة متعددة، منضوية في وعيه وتجيب عن أسئلته. فـ «بصراحة»، لم تكن كتابة صحافية عادية وتقريرية، بل معظمها، جاء مثقلاً بالأسئلة وهموم المرحلة وتوقعات الأحداث وكيفية تصرف أولي الأمر في السلطة. وتقرأ مفتوحة على معرفة الكاتب بما يدركه من خفايا وقرارات وإرادات السلطة. هي الكتابة المسؤولية، وليست المسؤولة، والتي تسمى الكتابة التاريخية.
محمد حسنين هيكل، تاريخ بلا ضفاف. ومن يدخل التاريخ مثله، بجدارته واحترامه وخشوعه للوقائع، لا يستطيع أحد إخراجه منه. من يتطفل ويقحم نفسه في التاريخ، بلا مؤونة ولا جدارة، يتكفل التاريخ ان يلفظه بسرعة. وغالباً ما فعل ذلك. من نسيهم التاريخ أكثر من الذين حفظهم. هيكل، «زائر التاريخ»، هو في مكان إقامته. في التاريخ كان وفي التاريخ سيبقى. آثاره المكتوبة تشهد على قرن عربي إقليمي دولي، مسجل بدقة العارف والمحلل. صوابه لنا وأخطاؤه عليه. وكان يتقبل ذلك برحابة النقد، كان التقاؤه بعبد الناصر، مفترقاً في حياته. قيل، إنه قلم «الريس»، وكان ذلك ظالماً لهيكل. معضلة الصحافة والسلطة أبدية، قلما تنجو الصحافة من تسلط السلطة. بين عبد الناصر وهيكل، توأمة. مشاركة بالرأي والتحليل والمعلومة، أما القرار، فناصيته معلقة بإرادة الحاكم. المسافة الفاصلة بين الإثنين، كانت مبنية على التواصل والاحترام والدقة والمسؤولية. لا هو كان عقل عبد الناصر، ولا كان مجرد قلم مستكتب عنده. كيمياء ؟؟؟؟ والحلم، أكملا صورة المثنى: عبد الناصر هيكل.
بعد عبد الناصر، جاء خريف الخلافات. الحاكم الجديد، يثبت جدارته بتفرده. يؤكد على أنه ليس نسخة عن عبد الناصر، بتبديل التقليد واللغة والمعاني. لم يعد هيكل داخل الهيكل إلا شكلاً. هو قال في ما بعد «كنت واحداً من اللاعبين، عندما كانت المنطقة مسرحاً للتاريخ. خرجت منها عندما أصبحت مسرح عرائس». اختلف مع السادات حول «سنة الحسم» وطريقة «إبعاد السوفيات» وكيفية معالجة «الفتنة الطائفية» وأسلوب تعامله مع شباب الجامعات والمثقفين الذين تعرضوا للمحاكمات والسجن. اتهمه السادات بأنه يريد فرض رأيه عليه. وبعد «حرب أوكتوبر»، وكتابة هيكل سلسلة مقالات تسائل هذه الحرب وما نتج عنها وكيفية إدارتها وأبعادها، تحوَّلت ظنون السادات إلى شكوك وغضب، فأخرج هيكل من «الأهرام» وعُزل عبر ترقيته إلى مستشار الرئيس مع محاولة إقناعه بأنه سيكون «كيسنجر بتاعي». غير أن هيكل، اعتصم بالصحافي، ولم تطأ قدماه قصر عابدين أبداً، ولما سئل عن الحدث من قبل صحافي بريطاني، قال هيكل: «استعملت رأيي للتعبير عن رأيي والرئيس استعمل سلطته».
كان السادات، كما تظن كل سلطة، أنها تستطيع أن تخنق حرية القول، عبر العزل والمحاكمة وتحشيد الصغار على الكبار. خسر السادات معركته. دخل هيكل السجن، ولكنه ظل ممسكاً بالتاريخ، يكتب أحداثه كما يراها، لا كما تملى عليه.
ذات محاولة، خيَّره السادات، إذا أردت العودة إلى «الأهرام»، إلى أي موقع، فسيكون لك ذلك. بشرط واحد، أن تلتزم.
لم يلتزم.. ظل حراً... وعاش عمره كما يريده ويختمه كما يشاؤه. هل كان بلا أخطاء؟ متعة الاكتشافات، أن تجول في ما كتبه، وأن تشعر، أنه لا يلزم قارئه، إلا بالوعي.
هل كانت «البروباغندا» جزءاً من مهمته؟ أحياناً. وتحديداً في زمن المعارك.
انتهى زمن المعارك. الرجل، تاريخ في التاريخ. سيقيم فيه كثيراً وطويلاً. وزواره، في آثاره، سيتعرفون على التاريخ الحي، كما كتبه، وأحياناً كما فهمه، محمد حسنين هيكل. الذي صنع بقلمه شخصيته الفذة.

http://assafir.com/Article/474181

 

 

 

 

 

تاريخ النشر

18.02.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

18.02.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org