<%@ Language=JavaScript %> صالح حسين حكايات فلاحية: تأخذ حبة...مفارقات ومتفرقات أخرى!

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

حكايات فلاحية:                          

 

تأخذ حبة...مفارقات ومتفرقات أخرى!

 

 

صالح حسين 

 20 / 1 / 2013

 

إلى أصدقائي ورفاقي وأخص منهم الأخ ( كاظم مطير ) نعم... إنه غداءً فاخراً، حسب الطلب، التمن ولحم الديك الرومي، وخبز التنور، الشلغم والفجل والتولة، والوجه الحسن، وطيبة هلي، وجوه كريمة غالية بحضورها، وحديث لن تنقصه الصراحة... والدعوة المفتوحة من قبل الأخ ( علي حسين الحاج فاضل ) وآخرين نأمل أن تحالفنا الصدفة بعون الله، لتلبيتها، رغم رفضنا المسبق والدائم للعزائم ومشتقاتها.

قد يبدو العنوان أعلاه ( تأخذ حبة ) غريباً، على الذين لم يزوروا العراق، فكلمة أو مفردة ( تأخذ ) تعني ( تفضل ) وكذلك تعني إذا ( ترغب ) أما مفردة ( حبة ) المقصود بها، نوع من حبوب الأسبرين وغيرها.

 عندما تصيبك وعكة صحّية وأنت في العراق الجديد، يبادر الكثير من الأصدقاء، بقولهم ( تأخذ حبة ) لأن الكثير إن لم نقل الجميع، يحمل في جيبه، أكثر من نوع من الحبوب... والغريب في الأمر، أغلبهم يعتقد أن ما يحمله هو من تلك الحبوب، هي الأكثر فائدة صحّياً، والأكثر غرابة، إذا ما رفضت طلبه ربما يزعل أو يقاطعك، ومن المفيد أن نذكر هنا، أن هذه الحبوب تباع بالمفرد، بدون ( علبة – باكيت ) فراطة، لا راجيته من دكتور، ولا معروف مصدرها أو تاريخ أنتهاء صلاحيتها...الخ

ومن يتداول  كلمة أو مفردة ( تأخذ حبة ) هم الرجال فقط، فالنساء لا تقول ( تأخذ حبة ) لأنها تعني في الريف ( البوسة - القبلة ) وهذه من المحرمات العشائرية والدينية! وربما القانونية أيضاً!

المفارقات : في العراق الجديد: العملاء أكثر من الوطنيين، الحرامي أقوى من أهل البيت، النفاق أكثر من العدل، الكذب مصدر الحديث ومربطه، الولاء للعشيرة والطائفة قبل الولاء للوطن، ولكن هناك أناس طيبون وصادقون لمبادئهم ودينهم ومخلصون لوطنيتهم... الخ

متفرقات: يقال أن تركيبة العراقيين مثل ( الدولمة ) التي يحبونها, تتعدد مكوناتهم وبمجموعهم يشكلون هذا الوطن المسمى الـ(عراق ) فمنذ آلاف السنين، لم يكن العراق بلون واحد, ولن يكن مسلما فقط ...والمثل العربي يقول: ( أعط الخبز لخبازته ولو تاكل نصه ) الرفيق الخالد ( يوسف سلمان - فهد ) رحمه الله، نقل عنه، ومحكمة قال: لو أعطينا نفس المقادير ونفس الوقت لشخصين مختلفين في المكان والزمان، ليعملا ( طبخة – وليمة ) معينة، بالنتيجة نجد أن هناك إختلافاً ملحوظاً بينهما في الطعم والرائحة، وهذا ما يقال عنه ( الطبخ  نفس ) وهنا بيت القصيد.

الدولمة: من اللأكلات الاساسية المشهورة في العراق وتعتبر من الاكلات المعروفة التي يطبخها كل بيت عراقي حتى لو سكن في أوربا، وهذه الأكلة منتشرة في عموم العراق وبعض البلدان العربية مثل: لبنان، سورية، مصر، فلسطين، الجزائر وغيرها، ولكن بأسماء مختلفة، فأصل الأكلة كما تشير الكثير من المصادر يعود إلى تركيا، وهناك من يعتقد بأنها إنتشرت أولا في محافظة أربيل / العراق، التي كان معظم سكانها يتحدثون اللغة التركمانية، لكن السياسة فعلت فعلها، فهجر الأتراك إلى محافظات أخرى، منها كركوك... مقادير ( الدولمة ) تتكون، من التمن، اللحم المفروم، قشور الخيار، الباذنجان، ( الشجر - الكوسة البصل والفلفل، ويحتل السلق أو الملفوف أو ورق العنب صدارة المواد الأساسية، ولأول مرة أجد فيها حبات ( الباجلة – الفول ) والذرة الناعمة الصغيرة، كان ذلك في بيت إبن أخي ( أركان ) قد تكون زوجته ( أم شام ) أكتسبت هذه الخبرة من محافظة كركوك لأنها من سكنتها... شكراً لهم... بيت عامر وسفرة دائمة.

من المتفرقات ايضاً: إذا ما تحدثنا عن بيت أخي ( أبو فهد ) فهو يشبه البيت الأبيض الأمريكي، بأركانه السبع، وأقول هذا لأن ( أبو فهد ) عنده سبع أولاد ذكور متزوجين يعيشون مع والدهم وكل واحد منهم عنده غرفة وباب مستقل، ضمن البيت المركزي، ولديهم أطفال لاتستطيع التمييز بينهم، لابالعمر ولا بالشكل، فيهم ( الأسمر، الأشقر، وإللي عيونه خضر ) إلا أنهم يعرفون آباءهم، عكس رجال البيت الأبيض.

أما قصر الضيافة، أي الـ( مضيف ) فهو تماماً يشبه، مكتب الرئيس الأمريكي ( أوباما ) حيث أن ( أبا فهد ) وكما هو يعتقد، إنه يدير شوؤن العائلة والمقربين منها مباشرة بأصبعه، كما يفعل ( أوباما ) بالملوك والرؤساء والأمراء العرب، وبالطبع منهم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ( حميد مجيد موسى )، وعنده أي ( أبو فهد ) خروف ( ذكر الغنم ) بـ( ليته ) المعروفة والمشهورة دولياً، يشبه أحد المسؤولين العراقيين ( المنتفخين ) بالمال الحرام، وكذلك عنده كلب، بس مو أمريكي " عربي " يشبه لحد ما وزير خارجية دولة عربية، إلا إنه لاينفق المال السحت، كما يفعل ذلك الوزير، وهو أي هذا الكلب أكثر وفاء وصدقاً، وبغريزته لم ( يزر ) علّى ولو مرة واحدة كما يفعل مع الغرباء، وكأنه يعرفني عن قرب من أهل البيت، علماً إنني لم أشاهده من قبل ولم أكرمه، كما يفعل المرشحون للأنتخابات البرلمانية العراقية كل مرة!

- عند كاظم: لكثرة دعوات العزايم من قبل الأصدقاء، أبتكر الصديق ( أبو عباس ) طرفة ( كذبة ) بيضاء هي: كلما دعاني أحد لعزيمة، أقول له إني معزوم عند ( كاظم – أبو عباس ) لغرض التخلص من إللألتزام وما يترتب عليه من قبل أصدقاء آخرين، طبعاً هذا لايخلو من قسم اليمين، وحسب أعتقاده، مثل هذه الحالة ممكن القسم فيها حتى لو كانت غيرصحيحة، شرط أن لايكون القسم بـ( رأس العباس )...هنا تذكرت طرفة، حدثت معي عام ( 1975 ) عندما أعتقلت من قبل أمن قضاء النعمانية ( عاشور وأمين ) رحمهم ألله، الساعة السادسة مساء، ومن ثم تسفيري على وجه السرعة إلى أمن محافظة الكوت، بعد التحقيق مباشرة، الساعة تقترب من العاشرة ليلا، وإذا بشخص يصعب وصفه، إقترب مني قائلا: تفضل ( أبو مهدي – أبو سارة ) أنت معزوم ...من تلك اللحظة لم أعرف التفاصيل الدقيقة عما كان يجري معي من أنواع التعذيب، حتى الساعة الرابعة صباحاً، وكل الذي أعرفه هو: أن الذين أشتركوا بتلك ( العزيمة – التعذيب ) هم ( الحسين ) و( العباس )! حسب ما يكنى لهما في دائرة الأمن ! والحق يقال أن ( العباس ) كان شرطي أمن محترف، حيث كان أكثر قسوة من الحسين!... عندما سردت هذه القصة إلى أحد الرفاق، أبتسم وقال: في البداية أنا أيضاً جرى معي ذلك، ولكن في المرة الثانية من أعتقالي تجنبت القول: أنا دخيل ( الحسين ) أو دخيل ( العباس ) قلت: والكلام لـ( رفيقي ) أنا دخيل السيدة زينب، وإذا بها الرفيقة زينب ( بلا تشابيه ) تقترب مني وهي بكامل عضلاتها وكأنما خلقها ألله لتعذيبنا نحن الشيوعيين، بيدها اليسرى ( صوندة – نربيش ) محشوّة بنوع من الحصى، كانت مخصصة للتعذيب سلفاً، وإذا بزينب أخرى، ليست تلك التي يعرفها الناس بعطفها ورقتها!...الخ.

 فقلت: حينها لرفيقي، إللي يشوف ( مصيبة - عزيمة ) غيره، يرضا ( بمصيبته –  بعزيمته ) فمن تلك اللحظة، أضربت عن العزايم وما وراءها!  

- الصّرة: هي من المفرداة المتداولة في الريف، وتعني في اللغة العربية ( كيس القماش ) أو ( البكجة ) التي يوضع فيها شيء ما، لكن هذه المرة نحن نضع فيها، أحاديث مر عليها زمن غير بعيد، وإذا نصنفها فهي سنين عجاف... صديقي القديم الجديد ( أبو عبود ) له وعائلته فضل كبير علّى، أيام الجبهة الوطنية عام 1976 .

عندما زرت العراق بداية كانون الأول من السنة الماضية 2012 رأيته في فاتحة أخي ( أبو محمد ) رحمه الله، وبعد السلام قال: يراد لنا وقت لكي نفتح ( الصّرة ) أوعدته بذلك، إن سمح الوقت، وقبل الحديث يقال: أن أعرابياً إسمه ( موسى ) سرق ( صرّة ) فيها دراهم، ثم دخل المسجد ليصلي، فقرأ الإمام : " وما تلك بيمينك ياموسى (  الأعرابي حميد مجيد موسى ) قال: والله إنك لساحر، ثم رمى الصّرة وخرج هارباً ".

قوله تعالى: "وما تلك بيمينك يا موسى قال: هي عصاي، أتوكأ عليها وأهش بها غنمي، ولي فيها مآرب أخرى، قال: ألقها ياموسى، فألقاها، فإذا هي حية تسعى، قال: خذها ولاتخف سنعيدها إلى سيرتها الاولى"... الحديث السياسي وفي وقت متأخر من الليل له شجون، لاشك إنه أخذنا لفتح كثير من ( الملفات ) و ( الصرر ) بعيداً عن المادة " 4 أرهاب " ومشتقاتها!...وأختتمنا الحديث بطرفة تقول: " صلى أعرابي مع قوم، فقرأ الإمام: أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا، فقال الأعرابي : أهلكك الله وحدك: أيش ذنب الذين معك. فقطع القوم الصلاة من شدة الضحك " أما العراقيون الذين أرتبطوا بالأحتلال الأمريكي وما حمله من أجندة منها الطائفية، فقد تركوا الصلاة، وأخذوا يضحكون على بعضهم !

 مشيجيخة: وإذا ما أحد سألني عن إنطباعاتي عندما زرت العراق، بداية كانون الأول من السنة الماضية / 2012 جوابي هو: يقال أن المطار هو المرآة العاكسة لصورة أي بلد، ولكن أقول: كل شي تغير في العراق إلى الأسوأ، حتى ماء ( دجلة والفرات ) لوناً وطعماً ورائحة، ناهيك عن البيئة، الصحة، الزراعة، الكهرباء، المدارس، الطرق داخل وخارج المدن... فقط ماعدى ( كراسي وموكيت ) قاعة أنتظار المغادرين بمطار بغداد الدولي، التي تركتها منذ عام ( 1976 ) لازالت كما هي! تراكمت عليها الأوساخ وبقع سوداء تشبه بلونها التمر الهندي، أقول ذلك لآن أحذية المسافرين تكاد أن ( تلزك ) بالموكيت، إضافة إلى كثرة الغبار والرائحة العتيقة الكريهة! والملفت هنا هو: أن جميع المطارات في العالم لايوجد فيها أي نوع من الموكيتات أو الفرش، فقط مطار بغداد الدولي! أما ما يسمى بالسوق الحرة، لايجد المسافر فيها غير ( علكة ) أبو السهم! وفانيلات نص ردن... تصوّر وأنت متجه إلى أوربا في منتصف شهر كانون الأول!... لم أشاهد مسافراً واحداً قد إشترى شيئا ما، من ذلك السوق!... والحق يقال: لاشي يذكر بالنسبة للرشوة ومشتقاتها داخل المطار...وما رأيته من الموظفين على أختلاف رتبهم وأعمالهم، كانوا في غاية الأدب والأحترام، بما فيها الكلاب البوليسية الأمريكية، التي تعمل ضمن الشركات الأمنية غير المعلنة، وربما لاتشملها ولاتعنيها السيادة الوطنية...لم أشاهد إشارة ضوئية تعمل، ولا شرطي مرور ولم أر خطوط عبور المشاة، في خمس محافظات زرتها، مقارنة بمدينة ( مالمو ) السويدية، التي يوجد فيها أكثر من ( 900 ) ألف إشارة أرشادية وضوئية، الغرض منها السير المنظم للمركبات وسلامة الناس، أما ما يتعلق بـ( سونار - sonar ) كاشف المتفجرات وغيرها، الذي كلف الدولة ملايين الدولارات وآلاف الضحايا، قسمأ بـ( رأس العباس ) كان معي صديقي العزيز ( أبو لجين ) وهو يحمل مسدس مرخص من قبل الدولة، عبرنا أكثر من عشر نقاط تفتيش ولم يؤشر، لاسلباً ولا أيجاباً، ومن المنطق الصحيح  القول: أن ( سونار - sonar ) قد توفى بدون شهادة وفاة... الخ.

الشيء الغريب في العراق الجديد هو: إذا رايت أثنين أو أكثر من الناس، قد أختلفا على شيء ما، فهما يقسمان بكتاب الله ورسوله كذباً، ولا يقسمان بـ( رأس العباس ) وهذا ينطبق على جميع الطوائف العراقية، ويفسر من قبل الناهين عن المعروف والآمرين بالمنكر وهم كثر، إنه الدلالة على الوحدة الوطنية، وقد تكون الدلالة على ظهور الـ( مهدي ) عجل الله فرجه، لاأدري قد يدخل هذا ضمن الكذب الأسود والأبيض!، وقد تكون الديمقراطية الأسلامية بشقيها ( السني ) و ( الشيعي ) تبيح ذلك، وربما بعض خريجوا جامعة ماركس " الأسلامية " وغيرهم، العائدين للعراق الجريح بإسم الكفاءات العلمية،  دخلوا على الخط!.

 مربط الفرس: في " العراق الجديد " الأغلبية تنهش في جسم الدولة، وتدعي كذباً إنها متضررة، بسبب النظام السابق، الذي أصبح شمّاعة للفاشلين في مؤسسات الدولة، هؤلاء يبحثون ( ما عدى الفقراء والمعدمين ) عن " التعويض المادي " بما فيهم الرئاسات الثلاث ومنتسبيها، بطرق مختلفة منها : الكذب، التحايل...المهم هو: سرقة المال العام، والأمر لايخلو من الرشوة وشهود الزور بـ( الدفع النقدي ) غير المؤجل، لأثبات الباطل، والدولة لارقيب ولاحسيب، أو بالأحرى الحكومة هي التي تغض النظر هنا وهناك!، وإذا ما أختصرنا الحديث بـ( مقياس رختر ) فقد تأخرت ساعة العمل في " العراق الديمقراطي " إلى أكثر من ( 30 ) سنة، تحت الصفر، أي إلى الوراء...ألخ

أقول بكل حرص وأمانة، أن جميع الفقراء من العراقيين وخصوصاً منهم العمال والفلاحين والكسبة، ناهيك عن الأيتام والأرامل وكبار السن، فهم تحت خط الفقر والحرمان من أبسط الحقوق في الحياة، حيث يزداد وبأضطراد الفقر والجهل والأمراض ... فهل من مجيب!؟

مواقع النشر:  كوكل - Google  ( حكايات فلاحية ... صالح حسين.

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا