<%@ Language=JavaScript %> صالح حسين حكايات فلاحية: السمكة خايسة من راسها !؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

حكايات فلاحية:               

 

السمكة خايسة من راسها !؟

 

 

 صالح حسين

 1 / 3 / 2012

 

في الأيام الأخيرة من السنة الماضية 2012 زرت العراق، وكما يقال أخذنا " جرخلة " على بعض المحافظات العراقية، منها محافظة الديوانية، وألتقيت بالأقرباء والأصدقاء، وبالطبع منهم كثير من الرفاق... في أي مكان يجري فيه الحديث عن العراق ومستقبله، تجري الأشارة إلى دورالمحتالين من السياسيين، سواء كانو علمانيين أم أسلاميين، وهذه دلالة كبيرة على أهتمام وحب العراقيين لوطنهم ومستقبل أجيالهم... لكن دائماً ينتهي ذلك الحديث، أو الأجابة على مجمل تلك التساؤلات، بجملة واحدة هي: أن السمكة خايسة من راسها ... لكننا لانتوقف عند هذه الجملة أو ذلك المثل، بل يجب البحث وبجد، من أين تبدأ محاسبة المفسدين والفساد في العراق؟.

كشفت القناة البغدادية الفضائية ولا زالت تكشف خصوصاً برنامجها ( ستوديو التاسعة ) عن وثائق رسمية تشمل أغلبية رجال الدولة من ( مثقفين وأسلاميين وعلمانيين) الذين أصبحوا أمام الله وأمام شعبهم، متورطين بالفساد المالي والأداري، في جميع مؤسسات الدولة وكذلك مؤسسات الكتل والأحزاب التي ليست فقط تغض النظرعن الذين أرتكبوا الفساد المختلف بمحتواه وأساليبه بل تسهرعلى حمايتهم...ومن هنا يتطلب ليس من الحكومة وأجهزتها مراقبة أو محاسبة المفسدين بل أيضاً من تلك الأحزاب ومنتسبيها وخصوصاً قياداتها الوطنية إن وجدت، علمانية كانت أم إسلامية! ولكن يجب التأكيد على مسألة واحدة هي: إذا أرادت الكتل والأحزاب والمنظمات المدنية العراقية، أن تقضي على الفساد المالي والأداري عليها أن تبدأ أولا بأنفسها ومنتسبيها وفي مقدمتهم نحن الشيوعيون وتياراتنا الديمقراطية واليسارية...! والملاحظ في الشارع العراق اليوم هو أن قوة الكتلة أو الحزب أو المنظمات، تعتمد على كثرة الحرامية والأنتهازية فيهما!

وإذا ما تحدثنا عن أنفسنا نحن الشيوعيين أو اليساريين على أعتبار إننا قدوة للمجتمع حسب أدبياتنا وثقافتنا وألتزاماتنا... اليوم نجد من هو في موقع المسؤولية الحزبية، بأن حصته من التحايل والسرقة تفوق من هو في مؤسسات الدولة، وهنا نتكلم عن مسألة مبدأ، والأمثلة كثيرة وفي متناول اليد...الخ

من هؤلاء واحد من كوادر الحزب الشيوعي ( شيوعيي الأحتلال ) لايختلف عن أمين بغداد السابق ( صابر العيساوي ) تارة عضو محلية الديوانية، وسكرتيرها تارة أخرى، الذي تحاول قيادة الحزب حمايته، من المساءلة الحزبية والقانونية ولو لحين، كما يفعل المسوؤلون في حكومة المالكي، أصبح هذا الكادر بقدرة قادر يملك عقارات ورواتب متعددة له ولعائلته وأقربائه داخل وخارج العراق، ليس هذا فقط ، بل إكتشف نفسه، وربما نسَبَ نفسه مؤخراً بأنه من الأكراد الفيلية لكي يحصل على التعويض الخاص بالمهجرين، في عهد النظام السابق، علما سبق له وأن أخذ تعويضا وقطعة أرض من الدولة على أعتبار إنه ( من المتضررين سياسياً ) ولم يكتف بهذا، بل يستلم هو والمقربين منه، رواتبهم من حصة ميليشات سكرتير الحزب ( حميد مجيد موسى ) التي منحها ( بريمر ) للمليشيات العراقية، إضافة إلى رتبة عسكرية وراتب تقاعد من وزارة البيشمركة في أربيل، وكذلك فهو يستلم راتب تقاعد من دولة السويد إضافة إلى إجار سكنه والضمان الصحي الشامل.

  قد يكون كل ما ذكر أعلاه، أو قسماً منه بدون علم الجهات الضريبية المختصة، السويدية والعراقية، لكننا نجزم أن قيادة الحزب على علم بذلك... فإن كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة أعظم!

ولا نستغرب من إنه يؤجر بيته طيلة فترة سفره للعراق، لحضور إجتماعاته الحزبية في محلية الديوانية، أو لقيادتها طيلة تواجده هناك، بين فترة وأخرى ... إذا أرادت قيادة الحزب إسمه الصريح وغيره، أي على شاكلته من الكوادر الحزبية العائدة للعراق، وثائق تثبت ذلك، فهي موجودة وموثقة بالصور والوقائع !

 والسؤال موجه إلى سكرتارية الحزب الشيوعي العراقي، والتيار الديمقراطي، وخصوصاً الى محلية الديوانية وأعضائها ايضاً هو: إذا كانت هذه الوجوه هي المرشحة للأنتخابات القادمة، حزبية كانت أو تياراً ديمقراطياً، فالأمور محسومة بالفشل!...ثم الم يكن هذا نوع من الفساد المالي والأداري...عابراً لكل الحدود الأنسانية والمبدئية والوطنية ...بينما الأغلبية الساحقة من العراقيين تعيش معانات مختلفة من الفقر والحرمان...الخ!

وإرتباطاً بالموضوع ذاته، ولكن من الجانب السياسي، إن سكرتير الحزب الأسبق والسابق والحالي ( حميد مجيد موسى ) يطالب الرئاسات الثلاث للحكومة، طبعاً ما عدى رئاسة الجمهورية، بأن تكون الدورة الأنتخابية لمرتين فقط . إلا إنه أي ( حميد مجيد ) يبحث ويخطط للدورة الخامسة لسكرتارية الحزب... ويا ريت عمل شئ للعراق أو للحزب الشيوعي العراقي طيلة سكرتاريته، التي تجاوزت العشرين عاماً، وهنا ينطبق عليه المثل الشعبي ( يدعو للصلاة ولا يصلي )!

مشيجيخة: في تلك الفترة من الزيارة 2012 حضرت مجلس فاتحة في محافظة الديوانية، وفي حديث جانبي... أحد الأصدقاء علق قائلا: أن قيادة الحزب الشيوعي العراقي لديها ملفات على أعضاء الحزب الجدد، وهي تعمل وتتعامل تماماً كما تفعل حكومة المالكي معهم ( في الوقت المناسب ) بأستثناء العائدين من الخارج... صديق آخر قال: حتى اليموت من الرفاق الأنصار يدفونه في محافظة أربيل، لضمان راتبه التقاعدي لأهله وذويه من القيادات الكردية! ... في تلك اللحظة تذكرت وتعاطفت أيضاً مع النصير ( أبو عجو )  لأنه سيحاسب في الآخرة طبعاً " بعد عمر طويل"  وفق المادة ( 140 ) من قبل ( ملك - كردي إبن كردي )! وهناك لايشفع له، لا مال، ولا  رفيقه أبو ماجد!

مربط الفرس: أيها الناس يقول الله سبحانه وتعالى: إِن اللهَ لاَ يغَيرُ مَا بِقَومٍ حَتى يغَيِّروا مَا بِأَنفسِهِم... الم يكن صحيحاً ومطابقاً المثل العراقي القائل: ( السمكة خايسة من راسها ) !؟...فمن أين تبدأ محاسبة الفساد والمفسدين...نحن نبحث اليوم عن جيل جديد من ساسة شرفاء وأصحاب ضمائر حية وطنية ...لذلك يجب علينا نحن الشيوعيين واليساريين أيضاً أن تكون لنا كلمة فاصلة بين المعقول وغير المعقول، وبين الممكن وغير الممكن، لذا من الواجب الأخلاقي عدم التستر على هؤلاء المحتالين في أي مكان من العراق أو خارجه! ومن أي صنف كانوا... لايمكن بناء دولة أو حزب أو تيار ديمقراطي بهذه الطرق وبهذا النفاق والخداع... فالعودة إلى مبادئ وأهداف حزبنا مع المطالبة بكشف وعزل المنتفعين والأنتهازيين لأنهم أساءوا إلى تاريخ الحزب وشهدائه وألحقوا أضراراً بالغة بسمعته الوطنية والجماهيرية ... إن واقع الحال وحقيقة الأوضاع في العراق وفي الحزب مريرة، وإذا ما اردنا إطلاق تسمية على هذا الواقع  بـ( شيوعيي الأحتلال ) ، فهي التي تنطبق عليه تماماً، حيث بدأت الجماهير تطلق هذه التسمية فعلا، لأن ممارسات بعض اعضاء قيادة الحزب الحالية وخصوصاً الأغلبية من الكوادر العائدة من الخارج ليست لها أية علاقة بمبادئ  حزبنا الشيوعي العراقي المعروفة وبنهجه الوطني!

وأخيراً: من المفيد للحزب الشيوعي العراقي وتياره الديمقراطي، أن لاتكون هذه الوجوه من الواجهات الجماهيرية، قبل محاسبتها والتأكد من أخلاصها ونظافتها!

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا