<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي طائرة بدون طيار ومصداقية المصدر

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

طائرة بدون طيار ومصداقية المصدر

 

 

د. كاظم الموسوي

 

طرحت قضية الطائرة بدون طيار اسئلة في العلاقات الدولية والاستراتيجيات الامبراطورية واستخداماتها العملية وبينت ان استخدامها بكثرة في الاونة الاخيرة من قبل الولايات المتحدة الامريكية في البلدان العربية والإسلامية خصوصا هو اسلوب جديد في شن الحروب الامبريالية على الشعوب التي تتعرض لها. وتكشف الادارات الامريكية في استخدام هذه الطائرة عن خداعها السياسي والعسكري ورعبها من الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها في حربيها في افغانستان والعراق وهزيمتها المعنوية والأخلاقية قبل العسكرية منهما. واتسع نطاق استخدامها بالتعاون والتنسيق مع اجهزة وأموال عربية، نشرت وسائل الاعلام الغربية بعضا من أخبارها، وفضحت فيها التعاون والتواطؤ التآمري بين الانظمة الراعية لمثل هذه الممارسات والاستخدام لمثل هذه الاسلحة. كما ان الولايات المتحدة نشرت هذه الطائرات في قواعدها الاستراتيجية في المنطقة ووفرت لها وسائل الرصد والعمل المباشر ونجحت في اغلب اهدافها العدوانية في اكثر من محاولة ومخطط لها، إلا انها لم تكن ذكية ودقيقة في العديد من الأهداف لاسيما في القرى الافغانية واليمنية حيث اصابت أو قتلت مدنيين ابرياء من نساء وأطفال وشيوخ، استهدفوا دون ذنب لهم، ولم تستطع الادارات الامريكية تبريرها في وسائل الخداع والتضليل التابعة لها أو لمن تبعها من اجهزة وحكومات في المنطقة. وتعرت مهمة الطائرة وسياسات استخدامها والأهداف منها في الوقت نفسه، سواء في العمليات العسكرية او الاستخبارية واستطلاع المعلومات المصورة عن الاهداف المخططة لها.

اسقطت الجمهورية الاسلامية في ايران، من خلال تصديها العسكري الذكي واصطياد عدد من تلك الطائرات في اراضيها، اسطورتها العلمية وتمكنت من كشف اسرار كثيرة منها. وحصول ايران عليها واستثمار اسرارها العسكرية، بما يعادل تفوقها واستخداماتها، لاسيما وتعرض ايران نفسها لخطورتها واستهدافها الصارخ من قبل الولايات المتحدة الامريكية وقواعدها الاستراتيجية في المنطقة والدعم الكبير لمثل تلك المخططات من قبل جيران ايران. مما يوفر لإيران امكانات اضافية لخططها في المواجهة واستيعاب التهديدات المباشرة وغير المباشرة التي تزداد وتتسع وتضغط عليها للسبق في موازين القوى الاستراتيجي والتداعيات المتعلقة بعواقب أي صراع عسكري او غزو واحتلال اخر في المنطقة.

بعد الهزيمة التي منيب بها القوات العسكرية الامريكية والحليفة لها والدروس منها استعدت الادارة الامريكية ووزارة حربها للتخطيط والتنسيق مع قواعدها الاستراتيجية، لاسيما الكيان الإسرائيلي وجيران ايران، لشن انواع اخرى من الحرب على ايران وحلفائها في المنطقة. ولم تخف الادارات الامريكية ولا حلفاؤها وقواعدها ذلك، بل يتسابقون في استخدام كل الاساليب والوسائل التي بحوزتهم في تلك الحرب التي يسمونها مرة بالاستباقية، او غير المباشرة، او الحرب القائمة والتي شواهدها الملموسة والمعلنة رسميا جلية في معارك الفيروسات الالكترونية واغتيال العلماء والحصار الاقتصادي والتهديد المستمر والمماطلات في المفاوضات حول البرامج النووية السلمية، وغيرها.

تكذب الادارة الامريكية ومؤسساتها العسكرية في مواجهتها الحربية لإيران وتوظف كل آلتها الاعلامية، ولاسيما باللغة العربية، للتضليل على مخططاتها المعلنة فيما تقوم به من اشكال الحرب على ايران واستعداء جيرانها عليها وخداع الرأي العام في المنطقة وغرس مخططات غسل الادمغة وتشويه الوعي. كما انها تذيع تحريفا وتبهيتا لكل منجز علمي او مشاريع متطورة ايرانية. وتنظم ما تريد في محاربة ايران ومخططاها التنموية او التعاونية مع البلدان الجارة او البعيدة عنها، المناهضة للهيمنة الاستعمارية والامبريالية الامريكية الصهيونية. وليس اخرها طبعا كذبها لما قامت به ايران من انزال طائرة ثالثة، كما اعلن مسؤول عسكري إيراني وربما اكثر لطائرة بدون طيار. حيث أعلن في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام، أن إيران أسقطت في الماضي طائرات أميركية بدون طيار من طراز "سكان ايغل" مثل تلك التي أنزلتها القوات الإيرانية مؤخرا.

وكان قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني قد اكد أسقاط طائرة بدون طيار من هذا النوع، دون أن يكشف زمان ومكان سقوطها وغيرها من التي يستخدمها خصوصا الأسطول الخامس المتمركز في البحرين. ولكنه أضاف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء "بين أيدينا أصلا نماذج من هذه الطائرة التي قمنا باقتناصها أو سقطت والطائرة الأخيرة لم تقدم لنا أية معلومات مفيدة تقنيا، لأننا ننتج من النوع نفسه". وهذا يعني من جهة اخرى قدرات ايران العسكرية المتطورة التي لم يرد الانتباه لها والإشادة بها، خاصة لبلد نام واستراتيجي في المنطقة.

أعلن الحرس الثوري الإيراني، في بيان انه "تم الاستيلاء على طائرة أميركية بدون طيار كانت تقوم بدورية فوق مياه الخليج، وتقوم بالاستطلاع وجمع المعلومات، وذلك فور دخولها الأجواء الإيرانية". وكان الحرس قد افاد بان الخبراء الإيرانيين كانوا قد "فككوا بالكامل" أسرار ومعطيات هذه الطائرة الفائقة السرية، واستخدموها في انتاج طائراتهم بلا طيار.

كالعادة كذبت الادارة الامريكية خبر انزال ايران لطائرة بلا طيار امريكي، مما يسر لإيران السخرية من هذا النفي، ووضحت المصادر الايرانية ليس اصطياد الطائرة وحسب وإنما مهماتها التي كانت تقوم بها، ولخصتها في "مهمة تجسس" في الأجواء الايرانية. وأكدت طهران امتلاكها أدلة تثبت إنزال الطائرة، معلنة استحواذها على المعطيات التي سجلتها، كما هددت بـكشف مسائل مُحرجة لواشنطن. وسبق لها ان انزلت طائرة بدون طيار من طراز "آر كيو - 170 سنتينل"، في 4 كانون الأول/ ديسمبر 2011، ونفت الولايات المتحدة ذلك في حينها ايضا، ولكنها عادت واعترفت بعد ان كشفت ايران صورا لها داخل مخابر ايرانية، واستفادت من تحليل وفك اسرارها في صناعتها لامثالها. وكانت تلك ضربة علمية وعسكرية واستطلاعية كبيرة من قبل القوات الايرانية وقدراتها المتنامية في تلك الصناعات.

طائرات بدون طيار امريكية تحوم في المنطقة وتقوم بمهماتها ولكنها لم تعد بعبعا مخيفا بعد الآن رغم كل الاخطار والتداعيات منها.

 

كاظم الموسوي

20.01.2013

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا