<%@ Language=JavaScript %> مبادرة المجلس الوطنى دعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

مبادرة المجلس الوطنى المصري

دعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة

 

إيمانا من المجلس الوطنى بدوره الذى قام من أجله، واستشعاره لخطر الاستقطاب الطائفى والمذهبى، الذى يهدد مصر بالتقسيم، ويودى بوحدتها التى استقرت منذ فجر التاريخ، وهو يقوم بدوره الثورى والجماهيرى؛ داعما للثورة ومشاركا للثوار، ومازال حاضنا للجميع بلا تمييز عرقى أو طائفى أو مذهبى.

واستمر يمارس دوره على الأرض مع الثورة والثوار؛ بالرغم من نزوع فصائل كثيرة منه إلى أحزابها وتنظيماتها وائتلافاتها وجماعاتها. وجرت انتخابات الرئاسة وكان للمجلس الوطنى تحفظات عليها، وأسفرت عن فوز د. محمد مرسى الإخوانى رئيسا للجمهورية. وتمخضت النتيجة عن سوء إدارة مؤسسة الرئاسة وبطئها وترددها وعنادها فى اتخاذ القرارات.

هذا أربك الدولة وجعلها فى مهب الريح، وجاء التعجيل بعرض الدستور للاستفتاء فى ديسمبر 2012 بغير توافق وطنى ولا رضا عام ليقصم ظهر الوطن، ويحول الشرخ إلى صدع قد ينتهى بـ"لبننة مصر" أو صوملتها. وإن قسمة الشعب الواحد إلى أكثر من طائفة ومذهب على أرض واحدة أخطر من قسمتها إلى دويلات؛ فى الأولى صراع واقتتال طائفى دام، وفى الثانية قلق وتحفز لحماية حدود كل دويلة، وكلا الحالين مرفوض، ويفتح الطريق أمام التدخل الخارجى، الذى قد ينتهى بالغزو والاحتلال.

وحيث أن الأوضاع غير مستقرة والانقسام الحاد واضح بين شعب مصر، ومعلوم أن الثورة يقوم بها غالبية الشعب ضد نظام مستبد، ولا تكون من فصيل معارض ضد فصيل حاكم فى مجتمع منقسم على نفسه، فالنظم المستبدة لها أقلية تستغلها وليس لها شعوب تحميها وتدافع عنها، أما الفصيل الحاكم سواء جاء بديمقراطية حقيقية أو ديمقراطية قبلية فله أنصار يحمونه ويدافعون عنه ويفتدونه، وتتحول المواجهة بين الفصيلين إلى حرب أهلية تقضى على الاخضر واليابس. وليست الثورة من فصيل ضد فصيل، وفى النهاية يدفع الوطن الثمن تمزقا من أحشائه، ومن دماء شبابه وأرواح شهدائه.

واستدراكا لخطر قادم وخروجا من المأزق الحالى وهروبا من جحيمه وحرصا على وحدة مصر أرضا وشعبا، وعلى استعادة الثورة لاستكمال أهدافها بشكل سلمى؛ يعلن المجلس الوطنى ما يلى:

أولا.. تمسك المجلس بجمر الثورة واستكمال مسيرتها حتى تحقق أهدافها بشكل سلمى، مع تحفظ المجلس على الانتخابات البرلمانية القادمة فى ظل حكم طائفى؛ إلا أنه ليس ضد من يريد خوض الانتخابات البرلمانية، ويدعم كل من يقف على أرض وطنية وقابضا على جمر الثورة.

ثانيا.. يطرح المجلس مبادرة تدعو إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة أسوة بما يحدث فى الدول الديمقراطية؛ حين يسودها القلق والاحتقان وعدم الرضا على الحكم.

والدافع وراء هذه المبادرة عدة أسباب يمكن إجمالها فى الآتى:

1 ‪- سوء إدارة مؤسسة الرئاسة ودورها فى تقسيم البلاد طولا وعرضا.

2 ‪- عداء مؤسسة الرئاسة الواضح لـ"النظام الجمهورى" وكسر هيبته وتصفية مؤسساته والعمل على تحويل مصر إلى دويلات طائفية ومذهبية.

3 ‪- دلالة عودة الاعتصام بالميادين واستئناف المد الثورى، وارتفاع سقف المطالب والمناداة يسقوط "حكم المرشد" بلسان جيل جديد رافض لحكم الإخوان، وهذا نذير خطر يصعب توقع مداه والسيطرة عليه.

4 ‪- إن شرعية الرئيس منقوصة لأنها نتاج مشروعية مخطوفة، فرضتها لحظة فض اشتباك بين الثورة والثورة المضادة، وفى محاولة انقاذ ما يمكن إنقاذه، فى ظروف ثورة مهددة بحربة رأسها د. مرسى، وكان أقصى ما حصل عليه من جماعته وحلفائها السلفيين فى جولة الانتخابات الأولى خمسة ملايين صوت.

5 ‪- ما كشفت عنه معركة الإعادة مع أحمد شفيق، وفيها فاز مرسى بثلاثة عشر مليون صوت، بزيادة ثمانية ملايين ناخب من غير "الإخوان" ومع ذلك انحاز لجماعته، وتنكر للملايين التي انتخبته من خارجها، وكان عليه أن يعى أن مصر فى حاجة إلى رئيس لكل مواطنيها.

6 ‪- ومن المتوقع أن تسحب تلك الملايين الثمانية تأييدها لمرسى، وقطعا للشك باليقين يبقى الحل فى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة؛ من أجل أن يحصل على شرعية كاملة غير مشكوك فيها، أو يتعرف على حجم جماعته وحدود تأثيرها على الناخب.

7 - تجرى الانتخابات المبكرة فى الدول الديمقراطية حين تواجه مأزقا أو تحدث فيها قلاقل، وهى تؤكد شرعية الحاكم عند الفوز، أو يعتزل الحياة أو ينتقل إلى صفوف المعارضة بعد الهزيمة، وتلك آلية مثلى؛ تحافظ على تماسك الشعب، وتحمى أراضيه، وتصون استقلاله.

8 ‪- الحاكم المستبد - حتى وإن جاء بانتخابات ديمقراطية - عادة ما يتمسك بشرعية منقوصة لانتخابات مخطوفة، فيرفض إجراء انتخابات مبكرة، يحترق بعناده الوطن؛ مفضلا مصالح جماعته على المصلحة العامة.

9 ‪- الاستجابة لانتخابات رئاسية مبكرة بطريقة ديمقراطية تسحب مبرر النزول إلى الميادين فى 25 يناير والاعتصام والمطالبة بسقوط النظام ورحيله.. وتجنب البلاد سقوط مزيد من الشهداء والضحايا الجدد.

10 ‪- وعدم استجابة الحكم لإجراء انتخابات مبكرة تحمله تبعة سوء التقدير، وتجعله مسئولا عما يمكن أن يحدث للبلاد من اضطرابات وتناحر بين أبنائها.

الديمقراطية الحقيقية تحتاج مناخا يسوده الاستقرار وتكافؤ الفرص والمساواة والعدالة الاجتماعية والنزاهة والوضوح، والأمر ليس زيادة عددية تبرر اختطاف الثورة باسم الطائفة أو المذهب فى لحظات صراع محموم على سلطة لا تعمل إلا لحماية الجماعة ومصالحها، ومن أجل التحكم فى أرزاق وأعناق الشعب.

إن التضحية من أجل حماية وطن موحد وشعب متماسك أثمن من أى مكاسب صغيرة لا تدوم.

عاشت ثورة ٢٥ يناير وعاشت مصر حرة وأبية.

 

القاهرة 7 يناير ٢٠١٣

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا