<%@ Language=JavaScript %> جمال محمد تقي ماذا يحمل عام 2013 للعراق ؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

ماذا يحمل عام 2013 للعراق ؟

 

 

جمال محمد تقي

 

 

استقبل العراق عام 2013 وهو ناقع بماء المطر . .

" مطر ، مطر ، مطر ، اتعلمون اي حزن يبعث المطر ، وكيف تنشج المزاريب اذا انهمر ، مطر ، وفي العراق جوع ، وينثر الغلال فيه موسم الحصاد ، لتشبع الغربان والجراد " هذه انشودة المطر للسياب تنساب وكأنها تلاحق مايلحق بالعراق من حيف لا يغسله المطر ، بل يزيده حيف على حيف ، حيث يشعر الشعب فيه بالضياع ، بلا انتهاء كالدم المراق ، كالجياع !

غير كل حاويات المشاكل والاحتقانات والمحاصصات وانعدام الخدمات والمشاحنات والفساد المتكاثر كالوباء ، والمرحلة الى العام الجديد ضمن ماتكدس وتكلس في مواصيل الحكم القائم وعمليته السياسية عام 2012  ، سيحمل العام الجديد للعراق الكثير مما تعود عليه من شد وجذب مع اقتراب استحقاق كل دورة انتخابية محلية اونيابية ، حيث ستجري فيه انتخابات مجالس المحافظات ، نهاية شهر نيسان ، وبعدها وبحوالي عشرة اشهر تجري انتخابات مجلس النواب ، والجدير بالذكر ان تلك الانتخابات ستجري لاول مرة بعد غياب الوجود العسكري الامريكي القتالي في العراق ، وايضا مع اشتداد وتيرة الصراع على السلطة بين شركاء الحكم القائم ، حيث استطاع المالكي ان يشل محاولات سحب الثقة عنه وان يشتت جهود معارضيه من اتباع القائمة الكردستانية والقائمة العراقية والتيار الصدري وان يفرض هيمنته على اغلب الاجهزة المؤثرة في الحكم من قوات مسلحة ومجالس قضاء الى مجالس المحافظات الى البنك المركزي ، وعطلت قائمته مساعي استصدار قانون في مجلس النواب لا يسمح بتولي مناصب الرئاسات الثلاث لاكثر من دورتين متتاليتين .

كلما ازدادت سخونة الاوضاع في الجوار السوري ، كلما ازدادت حمى احتياطات كتلة دولة القانون ورئيسها للحفاظ على التوازنات الداخلية القائمة ، الصابة بمصلحة استمرار حكمه ، فأي مؤشرات لتفكك النظام القائم في سوريا تقلق المالكي ومن معه وهي تذكي لدى معارضيه وخاصة في كتلتي البرزاني وعلاوي امل الاستقواء عليه وبالتالي محاصرته وعزله بالاستناد لجوار يمتد من تركيا وسوريا والسعودية لمغالبة الجوار القوي الداعم له والمتمثل بايران ، العام الجديد يحمل الكثير بهذا الشأن واغلبه من النوع الذي سيزيد من قلق المالكي ، وعليه فهو يحكم قبضته في التعامل مع المناوئين ويختبر اوضاع المواجهة معهم وحتى يهاجم بعضهم ويجردهم من مسؤولياتهم الحكومية بذرائع وملفات معدة سلفا ، ولا تستخدم الا في الاوقات التي تناسبه ضاربا بعرض الحائط مبدأ الشفافية والمحاسبة القانونية ، وعليه ستظهر اتهامات جديدة لمسؤولين جدد يضر وجودهم بتوجهات المالكي ، وسنلاحظ ان الجهة الوحيدة التي توجه تلك الاتهامات هي كتلة دولة القانون اما فحوى التهم فتتمحور حول المادة 4 ارهاب والفساد ، اما ما يوجه من تهم لكتلة دولة القانون فانها لا تجد طريقها للتحقيق والدهم والاعتقال لان مجريات التقاضي بيد المالكي نفسه ، ففي فساد صفقة السلاح الروسي مثلا والتي توجه فيها اصابع الاتهام للمالكي ومكتبه ، لا نجد ما نجده مع مسؤولي البنك المركزي الذين دوهمت دورهم ومكاتبهم بقوات خاصة تابعة لمكتب المالكي نفسه وهي نفسها التي داهمت مقر وبيت وزير المالية رافع العيساوي .

ستستمر نبرات الاحتجاج والاعتصام التي تشهدها المناطق الغربية من العراق بسبب شعور الاهالي بسياسة التمييز الطائفي والاقصاء والاجتثاث ، وستستمر وسائل تغذيتها وابتزازها من قبل شركاء المالكي من اهل السنة وحتى من اعضاء تكتل البرزاني الذي يلوح بدعم التوجهات الفدرالية لبعض الطائفيين من السنة بل وقد يلتقي معهم في تبني مشروع الجيش الحر في العراق على غرار الجيش الحر في سوريا ، طارق الهاشمي يستشرف باعتصامات المناطق الغربية بداية للربيع العراقي الذي سيحقق التغيير المطلوب في العراق عام 2013 ، والعيساوي والمطلك وغيرهم من شركاء الحكم المحسوبين على هذه المناطق يريدوه ورقة ضغط لتقوية مراكزهم امام المالكي ، فهولاء يحاولون تجيير الحراك الشعبي الجاري لصالح مواقفهم المهزوزة لكنهم فشلوا لان الحراك الشعبي قد تجاوزهم عندما تجاوز منطقه الحسابات الطائفية والمحاصصات التي لم تأتي للبلاد والعباد الا بالشرور ، ونجد هناك اصوات وطنية مخلصة تدخل على خط الاعتصام تدعو للتغيير السلمي بمنطق الثورة على الظلم ومن مظلة مناهضة الاحتلال ومخلفاته ، وهذا ما وجدناه جليا في بيانات رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري ، وفي كلمات ونصائح الشيخ المرجع عبد الملك الساعدي التي جعلت مقتدى الصدر يعلن تضامنه مع متظاهري المناطق الغربية ، محذرا المالكي من ربيع عربي قادم للعراق .

سيبرز الخلاف القائم حول اقرار موازنة عام 2013 في مجلس النواب ، بسبب تناقض مواقف  كتله حول تمرير قوانين اخرى ، وبسبب ما يشوب قانون الميزانية ذاته من اختلالات واختلاسات مستترة بسبب غياب الحسابات النهائية لميزانية 2012 وعدم وجود تخصيصات فعلية لاعادة اعمار المرافق التحتية للخدمات والتعليم والصحة والصناعة والزراعة والسكن ، وغلبة التخصيصات التشغيلية والامنية ، الى استمرار ارتفاع حصص الرئاسات الثلاث من اجمالي مبالغها ، بنفس الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لالغاء البطاقة التموينية ، ورفع الدعم الحكومي عن اسعار السلع الرئيسية ، فاصرار القائمة الكردستانية على عرقلة اقرار قانون الميزانية العامة هو مشكلة خلافية رئيسية في الموضوع برمته ، حيث يرفض نواب الكردستانية التصويت للميزانية  اذا لم تتضمن تخصيص نسبة 17 بالمئة منها كحق مكتسب للاقليم جرى اعتماده في الميزانية السابقة على الرغم من ان الاستحقاق الفعلي للاقليم لا يتعدى 13 بالمئة ، وذلك بحسب نسبة سكانه ، وبحسب حاجته الفعلية ، اما نواب القائمة العراقية فانهم جاهزون للاعتراض على مخصصات رئاسة الوزراء والقوات المسلحة ، والتيار الصدري بدوره سيعترض على المخصصات المتدنية لتعويض الاهالي عن مكونات البطاقة التموينية .

 سيحمل العام الجديد للعراق رئيسا جديد ، فالرئيس طالباني في غيبوبة يبدو انها نهائية ، والرجل حتى لو افاق منها فسيكون بحالة لا تسمح له بممارسة مهامه ، وفي الحالتين سيكون مطلوبا لكرسي الرئاسة بديل يشغله ، ومن نفس فصيلة الطالباني ، ليستكمل الفترة المتبقية حتى موعد الانتخابات العامة القادمة والتي ستجري بعد عام ونيف ، الحراك الظاهر والمستتر جاري بصدد ترشيح البديل، المتنفذون في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يرأسه الطالباني ، اطراف عدة ، اهمها ، كوسرت رسول الشخصية الحزبية الثانية بعد الطالباني وهو يشغل حاليا منصب نائب رئيس كردستان وبرهم صالح الواجهة الطالبانية في حكومة بغداد ورئيس حكومة التناوب في اربيل ، ثم تكتل عائلة الطالباني الذي يتمحور حول ابن الرئيس ، قباد الطالباني ، الذي تولى منصب تمثيل حزب ابيه وحكومة كردستان لدى واشنطن ولفترة طويلة ، ثم زوجة الرئيس ، هيرو ابراهيم احمد ، التي تعتبر شريكة للطالباني في مسيرته وسيرته اضافة لكونها ابنة لاحد السياسيين المرموقين في الحركة القومية الكردية وهي امرأة طموحة ولها علاقات متشابكة في مجالات المال والاعمال والبزنس السياسي وتتمتع بعلاقات عامة وخاصة واسعة مع شخصيات مؤثرة في امريكا واسرائيل وبعض الدول الاوروبية ، غياب الطالباني سيسبب اضطرابا في حزبه الذي يواجه منافسة حادة من حركة التغيير التي يقودها نيشروان مصطفى المنشق اصلا عن حزب الطالباني والذي حقق نتائج انتخابية تفوق فيها على الطالباني وفي معقله السليمانية ، هذا الاضطراب سيشمل ترتيب صفوف التحالف الكردستاني ايضا ، لان للبرزاني مصلحة في بقاء الوضع على حاله اما غياب الطالباني وظهور زعامة قوية معارضة لنهجه ونهج من يخلف الطالباني فانه قد يعرقل مسعاه لاحتواء الجميع تحت رايته راية الدولة الكردية البرزانية ، ومن جهة اخرى فان المالكي هو الاخر يقلب صفحات البدلاء كي يدعم من يجده مناسبا لكبح جماح البرزاني من ناحية ومسايرا لتوجهاته العامة من ناحية اخرى وقد لا يجد من يلبي رغبته تلك ، وعليه قد يتعمد المماطلة لجعل المنصب شاغلا حتى حلول موعد الدورة الانتخابية القادمة ، كي يقوم خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية والمنحدر لهذا المنصب عن حزب الدعوة ، بتصريف اعمال منصب الرئاسة ، بحكم الامر الواقع ، وبما يعود بالمنفعة على المالكي .

حتما سيحمل العام الجديد امالا جديدة لشعب العراق ، بالخلاص الكامل من مخلفات الاحتلال ، واقامة مشروع الدولة الوطنية التي تناهض نظام المحاصصات الطائفية والقومية الفاسد ، وتجسد السيادة الوطنية بانصع صورها ، بعيدا عن كل اشكال التبعية ، امالا جديدة بدولة البناء والاعمار لا دولة الهدم والدمار !

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا