<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان المسألة الكردية في مأزق الانفصال

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

المسألة الكردية في مأزق الانفصال

 

 

المحامي يوسف علي خان

 

تحدثنا في مقال سابق عن الدولة المستحيلة في كردستان العراق وبينا سبب هذه الاستحالة بوجود اتفاقية 1926  وقد تحدث الكثيرون عن هذه المشكلة التي يعاني منها العراق بشكل واضح وجلي منذ تأسيس الدولة الحديثة عام 1921 وحتى اليوم والتي خلقتها في الحقيقة بريطانيا بعد انتصارها في الحرب العالمية الاولى وما سبقها من اتفاقية سايكس بيكو التي اتفق فيها على تقسيم العالم العربي بل منطقة الشرق الاوسط التي كانت تحت سيطرة الخلافة العثمانية... إذ  قسمتها بين الفرقاء المتحالفين بموجب تلك الاتفاقية المشؤومة بشكل لا ينسجم مع الواقع الطبيعي القومي البشري والواقع الجغرافي للمنطقة وهو ما كان يجب ان تراعيه وتقسم هذه الممتلكات العثمانية بشكل يحقق العدالة لجميع التجمعات البشرية وفق الثوابت والتجمعات القومية للسكان ... إذ كان عليها أن تراعي التجمع القومي الكردي المتمركز في تركيا والعراق وسوريا وايران في تكتل دولة كردية واحدة منعزلة عن هذا التشتت الدولي المتواجد على ارض الواقع في ايران وسوريا والعراق وتركيا ... وكان بامكانها انذاك ان تفعل ذلك في الوقت الذي كانت فيه الدولة العظمى المنتصرة هي وحلفائها على جميع الدول الاخرى ومن ضمنهم تركيا نفسها الدولة المنكمشة المتهادنة التي تتواجد فيها اكبر شريحة كردية... ولم يكن بامكان تلك الدول المعارضة او الرفض ..... غير انها لم تفعل لكنها فعلت العكس فقسمت المناطق التي يتواجد فيها الاكراد بين جميع تلك الدول ووضعت في كل دولة جزء من المناطق التي يتجمع فيها الاكراد وسببت لجميع هذه الدول المشاكل مع الشرائح الكردية منذ اتفاقية سايكس بيكو وحتى يومنا هذا... فغبنت الاكراد وجعلت في نفس الوقت كل شريحة كردية في أي من الدول التي حوت جزء منهم مثل شوكة موخزة مقلقة مغروزة  طول الوقت في جسد هذه الدول... تؤجج المواقف كلما سنحت لها الفرص ...ولكنها بالمقابل فقد سلخت وفصلت من الجسد العراقي العديد من المناطق العربية  التي كانت جزء لا يتجزأ منها طيلة دهر من الزمن... ومنحت قسم منها لايران وهي منطقة المحمرة التي كان يترأسها الشيخ خزعل  الغنية بالنفط... وعزلت قسم اخر وهو الكويت لتبقيه تحت سيطرتها وجعلته قاعد ة عسكرية لجيوشها في بداية الامر .... كما فصلت الاسكندرونة عن سوريا وضمتها الى تركيا...  وهي ارض عربية بجميع سكانها والذين يمنعون حتى من التحدث بالغة العربية إلا بالخفاء...  .فقد فعلت كل ذلك دون رغبة وارادة سكان هذه المناطق العربية خاصة المحمرة التي جميع سكانها الاصليين من العرب الاقحاح... والذين قد غدوا هم كذلك شوكة في جسد الدولة الفارسية حتى الان يثيرون لها القلاقل ويطالبون الانفصال عن ايران ..فهل كان كل ما فعلته اجراء عفوي نتج عن جهل في حقيقة ثوابت  طبيعة المنطقة ام انه امر متعمد .. ؟؟؟ وهل يمكن أن يصدق ان الامر كان بغفلة  وعن جهل في الطبيعة الجغرافية او التوزيع السكاني  في تلك المناطق .. وهو صادر من الدولة العظمى التي لاتغيب عنها الشمس... و التي كان لها تواجد كبير حتى في ايام الدولة العثمانية وقبل قيام الحرب .. ولكنها  تعمدت خلق الفوضى والارتباك واثارة الحروب التي لا زالت محتدمة بين جميع الاطراف... ولم تنعم كل هذه المناطق بالاستقرار منذ معاهدة سايكس بيكو وحتى الان... وادت الى ازهاق ارواح الملايين من ابناء المنطقة ولا زالت معلقة لاتجد لها حل .. فاهالي الاهواز (( المحمرة )) لا زالوا يطالبون بالانفصال عن ايران لكونهم عرب عاشوا ضمن المناطق العربية لا لاف السنين فهم يريدون إما العودة لاحضان الام العراق او لنيل الاستقلال داخل دولة عربية مستقلة منفصلة عن ايران .. وهو امر ترفضه ايران وتعتبره من المستحيلات ان تتخلى عن اهم منطقة في عموم ايران لما تكتنزه من موارد نفطية هائلة تنحصر كلها في عبادان .. كما يحاول الاكراد في شمال ايران هم الاخرون يحاولون الانفصال عن ايران واعادة تأسيس دولتهم الكردية المستقلة كما فعلها من قبل الملا عمر .. وكذا الحال بالنسبة لاكراد العراق فقد حاولوا ولا زالوا يحاولون الانفصال عن العراق وتأسيس دولتهم الكردية في كر دستان فاوقعتهم الاتفاقية التركية العراقية بين فكي كماشة بنصوص اتفاقية 1926  فإن انفصلوا عن العراق وقعوا في براثن تركيا فلا يعلمون كيف يتصرفون واين المفر ... ؟؟؟؟  وكذا الحال بالنسبة لاكراد تركيا التي قد اطبقت الخناق عليهم وانكرت هويتهم الكردية حتى وقت قريب...  وهو ما يجري في سوريا كذلك التي انكرت عليهم هويتهم الكردية وسجلتهم عرب كما فعل صدام ..و حرموا حتى من التحدث بلغتهم الكردية مع كل محاولاتهم للتحرك والنشاط بتأسيس الحزب الشيوعي فيها من الاكراد مستنجدين بالاتحاد السوفييتي والاستقواء به غير انه خذلهم لارتباطه بصفقات الاسلحة مع حكومة الاسد فهي اكثر فائدة له من مساندة الاكراد ... فثورات هذه الاقوام بدأت مع اتفاقية سايكس بيكو فابتدأت في ايران وتمكنوا من تأسيس دولتهم في شمالها الغربي  لكن  سرعان ما اطبق عليها الشاه وازالها من الوجود... فلم تستطع البقاء سوى بضع سنين ..ثم بدأت في العراق بمراحل متعددة باشعال الثورات ثم بمحاولة اقناع الدولتين التركية والعراقية على الغاء اتفاقية 1926 وفشلت كل المحاولات السابقة وعادت الان من جديد بشتى الاغراءات لشراء ذ مم بعض المسؤولين العراقيين والضغط على البعض الاخر من قبل امريكا والغرب واقناع تركيا بشتى المغريات والضمانات والتنازلات ولكن بعد الحصول على كركرك مصدر النفط الوحيد الذي يوفر لهم المال للادامة والاستمرار فدولة دون موارد لا تستقيم فا نفصالهم يعني فقدانهم الى 17% من ميزانية العراق  أي ما يزيد على العشرين مليار دولار ..وهو مبلغ لايحلم به أي مسؤول في غيرها من المحافظات ...فالسرقة بالعراق لم تعد مثل ما كان ايام زمان بالالاف او بالملايين بل اصبحت السرقات اليوم بالمليارات فماذا يفعل السياسي بمائة مليون او مائتي مليون فهي لا تكفي (( خرجية للاولاد )) فهي سرقات تافهة لا ينظر اليها السياسي في هذه الايام ولا يعر لها أي التفات  ..فعلى كل حال فموقف الاكراد في مأزق لا يحسدون عليه فإما ان يستمروا بقبض العشرين مليار ويبقون منفصلين عمليا ومتصلين اسميا او يحاولون الاستقلال دون كركوك وهو انتحار لهم لامحال....  واننا بهذه المناسبة ندعو الله ليل نهار ان يجد  للاكراد منفذ خلاص من هذا المازق ويحنن عليهم قلب المالكي واردوكان وكذلك ندعو الله ان ينقذ الشعب العراقي من كل الشوكات المؤلة المغروسة في جميع انحاء  جسده من كل الجهات انه سميع مجيب .. فالوضع في العراق قنبلة نخشى ان تثور  ؟؟؟؟؟...!!!

 

المحامي يوسف علي خان

09.01.2013

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا