<%@ Language=JavaScript %> على محسن حميد يمن الأزمات.. خلق الفراغ للسيطرة على السلطة بالقطعة

 

 

 

يمن الأزمات..

 

خلق الفراغ للسيطرة على السلطة بالقطعة

 

 

على محسن حميد

                

         

قبل أن يكمل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي شهره الرابع في سدة الحكم تعود سكان محيط جامعة صنعاء على مشاهدة مظاهرات بعد قيلولة القات لــ «شباب الثورة المستقل» من الحوثيين (أنصار الله الآن).

 وفي إحداها - 25/6/2012- طالب هؤلاء بإسقاط النظام وبرحيل هادي وطرد السفير الأمريكي ووزعوا منشورا عن «ركود الثورة نتيجة محاولة القوى الحزبية سلب الثورة حيويتها وقوتها وانتقد الدور الخارجي والصمود لتحقيق كل أهداف الثورة ( ثورة فبراير 2011 ) التي لا تقبل التجزئة».

وقبل عام تقريبا شارك ممثلون لأنصار الله في اجتماع يعقد كل أربعاء لــ «جبهة إنقاذ الثورة» فاجأوا الحاضرين بمقترح يطالب الرئيس هادي بإقالة الحكومة والتخلي عن المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة جديدة مع التزام بتحرك جماهيري لتأييده في المحافظات سيتم الإعداد له خلال أسبوع.لم يقبل المقترح لأن شرعية هادي مستمدة جزئيا من المبادرة ولأن أهداف الجبهة تتمحور حول مراقبة الفساد الذي زاد استشراء في المرحلة الانتقالية وعقد مؤتمرات وكتابة ونشر تقارير عنه والمطالبة بمحاربته وبرعاية شهداء ثورة فبراير 2011 وكلف شخصين لدراسته ولمزيد من النقاش في اجتماع قادم . هذه خلفية توضح أن ما تم في 21 سبتمبر 2014، التوقيع على وثيقة السلم والشراكة ، وفي 22 يناير 2015، اضطرار الرئيس هادي للاستقالة وحصاره في منزله وقبله بساعات استقالة رئيس الوزراء بحاح وحصاره أيضا، كان نتيجة تخطيط مبكر مدروس.

لم يكتف بخلق فراغ سياسي بل تلى هذين التطورين الخطيرين محاولة خرقاء لملئه بعقد مؤتمر وطني موسع بصنعاء في 30 يناير استمر ثلاثة أيام غابت عنه كل القوى الشريكة في الحوار الذي يرعاه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الدبلوماسي الصبور جمال بنعمر وشارك فيه ممثلو حزب صالح الذين شوهدوا في اليومين الأولين وغابوا في الثالث وانتهى بإحالة حل الأزمة إلى من هم متهمون بصنعها.

اليمنيون بعد أربع سنوات من المعاناة وجوع 60% منهم يعودون من جديد إلى نقطة البداية ويخشون من تحالف أعداء الأمس صالح وأنصار الله ووأد طموحاتهم في التغيير. إن من أسباب ما حدث سوء إدارة المرحلة الانتقالية من قبل قيادات سياسية وحزبية لم ترتفع إلى مستوى التحديات وثقة الشعب بها ولم تهتبل الفرص المتاحة لمعالجة الأزمات ومنها الاقتصادية التي أبدت أطراف عربية ودولية في إطار «πمجموعة أصدقاء اليمن» استعدادا للمساعدة على حلها بتمويل مشاريع تنموية بــ 8 مليار دولار تنتظر مناخا ملائما لتوظيفها.

ما قام به أنصار الله يواجه مقاومة وتسبب في شرخ وطني وفي 25 يناير قاموا بما لم يكن يتصوره أحد عندما واجهوا بالعنف مظاهرات رفاقهم السابقين من شباب وشابات في نفس ساحة التغيير أيقونة الثورة اليمنية الشعبية ضد صالح الذي قتل وشرد عشرات الآلاف منهم خلال حروبه الست التي قرر تسمية خاتمتها الفاشلة في عام 2010 « عملية الأرض المحروقة».

إن من أسوأ الأمور أن تجتمع القوة والغطرسة مع سوء تقدير للوضع والاستهانة بالآخر وكأن مالكها يدافع عن نظام شرعي ومنتخب شعبيا. لقد راهنا على تغيير لم يتم في المرحلة الانتقالية ومهما تكن قتامة الوضع الحالي فسيستمر نضال اليمنيين لبناء حكم رشيد، ودولة مدنية حديثة وديمقراطية بمواطن حر وبمواطنة متساوية ومساواة بين الرجل والمرأة وتنمية شاملة ودولة مستقلة لا وصاية عليها. والمطلوب من أنصار الله ما يلي:

1- إنهاء الإقامة الجبرية للرئيس هادي ورئيس الوزراء والوزراء الجنوبيين الذين يحتجزون بسبب استهداف وزير الدفاع لتعطيل دور القوات المسلحة في هذا الظرف الاستثنائي بعد خلافه العلني معهم .

2- التراجع عن سياسة حافة الهاوية تحت ما يسمى ثورة 21 سبتمبر وغواية الوهم بأن خلق أزمة جديدة سيحل أزمات سابقة لأن خلق فراغ سياسي أمر لا يحتمله البلد ولا يساعد على تطبيع الأوضاع وأن عليهم سحب قواتهم من صنعاء وغيرها طبقا لاتفاق السلم والشراكة الذي حدد الدولة وحدها كمالك للسلاح وتنفيذ ما عليهم من التزامات بموجبه هم وحزب الإصلاح كتنظيمين وحيدين مسلحين.

3- التوقف عن شيطنة الخارج والحديث عن اليمن وكأنه مستعمرة يديرها السفير الأمريكي لأن هذا مهين لليمنيين . إن دور الخارج مرغوب فيه ونريد استمراره وهو لصالحهم أيضا وليتذكروا أن أمريكا رفضت إلحاحات صالح لكي تدرجهم في قائمة الإرهاب خلال حروبه العبثية الست ضدهم وأنها لا تغني لمن يعزف لحن تبعيتهم لإيران. باختصار لا غنى عن دور الخارج بشقيه الخليجي والدولي للخروج من الأزمة السياسة والاقتصادية وخلق وفاق وطني استعصى حتى الآن. والتوقف عن عقد مؤتمرات «شعبية» والتهديد باللجان الشعبية والثورية وسحب المهلة أو الإنذار للقوى السياسية التي يمتهنها إعلامهم وبعض قياداتهم علنا ثم يطلب منها البحث عن حل .

4- إن معارضة تقسيم اليمن إلى أقاليم ستة في نظام فيدرالي جديد ليس سوى ذريعة لأن التقسيم لم يكن نهائيا ويخضع للتوافقات والدستور كان مسودة ولم يناقش مطلقا من قبل شركاء الحوار. والإدراك بأنه لا مكان لحكم الإسلام السياسي في اليمن مهما كانت الراية التي يرفعها. والكف عن التحدث باسم الشعب الذي لم يفوضهم لغياب آليات التفويض وعن التهديد باللجان الشعبية واللجان الثورية التي لاشرعية لها.

5- الحذر ممن يأكلون في كل الموائد. والتذكر بأن اليمن أكبر من الطموحات الأحادية الجهوية أو الفردية. وعدم التهوين من سوء الوضع الاقتصادي ومن معاناة الناس والرد على من يتحدث عنهما بأننا في حالة ابتلاء إلهي وأننا عانينا سبع سنوات في صعدة أثناء حرب صالح ضدنا. إن ما يجري امتحان لكل قوى شمال الشمال كي لا تغرد خارج السرب الوطني في يمن متنوع وهش وأن تكف عن الإصرار على استمرار ممارسة هيمنتها على بقية اليمن تحت أي مسوغ أو غطاء وهذا يستدعي إعادة النظر في المكونات الجغرافية لإقليم أزال، إقليم الحكم منذ 1100 سنة.

 

06.02.2015

عن الأهرام المصرية

http://www.ahram.org.eg/WriterArticles/2067/2015/0.aspx

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

06.02.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org