<%@ Language=JavaScript %>  صالح حسين  حكايات فلاحية: لاجيت ولا خليتنا إنــام!

 

 

 حكايات فلاحية:         

 

 لاجيت ولا خليتنا إنــام!

 

 

صالح حسين

 

المثل العربي يقول: الصديق قبل الطريق، والجار قبل الدار، والسؤال هو: هل ينطبق هذا المثل على ما يسما باللغة الدوبلوماسية، بالدول ( الشقيقة والصديقة ) للعراق!؟ رغم ما يعتبره البعض أن الأدارة ألأمريكية بـ(حمارها ) و( فيلها ) صديقان للعرب والمسلمين!

 

 

زواج في عصر العولمة، ولكن قبل هذا، ماهي العولمة: حسب ( بنك المعلومات والمعارف ) هي إنصهار العالم في وحدة شاملة تختفي معها القوميات والحدود والأوطان، كما تختفي فيها الفوارق بين البشر سواء كانت بسبب الجنس أو اللون أوالعقيدة و" العولمة " تشمل السياسة والأقتصاد والثقافة والأجتماع والتربية والأعراف والتقاليد والدين والحدود السياسية والجغرافية بين الدول...إلخ.

سألوا أحدهم: ماهو التعريف الأكثر واقعيةً للعولمةِ؟ قال: موت الأميرةِ ديانا، فسألوه : كيف ذلك؟ فأجاب، الدليل هو: أميرة إنكليزية، مع عشيق مصري، بحادث إصطدام في نفق فرنسي، في سيارة ألمانية تعمل بمحرّك هولندي، يقودها بلجيكي، كان مخمورا بالويسكي الإسكتلنديِ، متبوعة مباشرةً مِن قِبل المصورين والصحفيّين الإيطاليينِ، على الدراجات البخاريةِ اليابانيةِ، عولجوا مِن قِبل طبيبِ أمريكيِ، يَستعملُ أدويةَ برازيليةَ، هذا الخبر وغيره يُرسَلُ إليك مِن قِبل عربي، يَستعملُ تقنيةَ بيل جتس الأمريكي، وأنت َتقْرأُ هذا على حاسوبِكَ، الذي يَستعملُ الرقائقَ الالكترونية التايوانيةَ، وشاشة كورية، جمّعَ مِن قِبل العُمّالِ البنغلاديشيينِ في مصنع سنغافوري، ونَقلَ بباخرة صينية، طاقمها هندي، الى ميناء اماراتي، ثم نقل مِن قِبل سائقِ شاحنةِ باكستاني، وترسلها الى بيت عراقي، قبل ان ينسفه مفخخ شيشاني، قادم من تركيا باموال قطرية، ويحمل كلاشنكوف روسي، تدرب في افغانستان، ويفجره بموبايل نوكيا فنلندي، واذ ما أصيب راح يتعالج بمستشفى اسرائيلي. هذه هي ... العولمةُ!

أما العولمة عند العرب فهي: أحدهم، وأقصد هنا ( الملوك والأمراء والرؤساء) راح يخطب بنية من المدينة .. كالوله أهله، عيب لازم تلبس ( لباس داخلي ) رايحين نشوفلك عروس وهذه بنت مدينة، ودارسة في كواليس الأمم المتحدة، ومن عائلة عضو دائم في مجلس الأمن، أخاف من تكعد وياها وتشوفك ما لابس ( لباس داخلي ) ربما ترفض، صاحبنا أرسل واحد من اللوكية مالته للسوك وهم كثر، في زمن "العولمة" واشترى متر قماش وجابه للبيت، خيطوله نص متر ( لباس داخلي ) يسما في لغة العصر أبو ( الخيط ) وكالوله: نص المتر ( الثاني - الباقي ) خليه ليوم ( الزفة ) أي ليلة الدخلة... ومثل ما جرى الترتيب والأتفاق بفضل دبلوماسية الجامعة العربية، ونبيلها العربي، يوم الخطبة وبعد ماعبوله ( التكة - المطاطة ) قالو له أوعلموه ( لقنوه ) أن عملية ( اللبس ) و( النزع ) سهلة، مثل قرارات الجامعة العربية، يعني بدون أي ألتزامات، لا إسلامية، ولاعربية، ولاحتى أخلاقية سياسية!

في اليوم الثاني كشخ ( العريس ) بدشداشة عريضة للتهوية وعطر أبو العود، وقبل ما يتركون البيت، جلكم الله، طب للمرحاض، ونزع اللباس يريد يكمّل الحاجة، إلا إنه من طلع نسه ( لباسه ) والسبب هو: إنه غير متعود على أن يستر نفسه... المهم وصلوا بيت العروس، كعد بالكاع، لانه أبى أن يجلس إلا حسب ترتيب وضع الكعدة العربية، أي كعادته في البيت... وبناءً على شرط مسبق من قبل أهل العروس، الذي هو: أن تشوفه العروس أولا، ومن ثم تعطي رأيها، سلباً أو إيجاباً، كعدت أكباله وهي تتغزل بعضلات كرشه بطريقة العولمة... وكما إتفقوا معه، كل شوية يرفع دشداشته لكي تشوف العروس ( لباسه الداخلي) الجديد، لكنها انتبهت وضحكت لأنها لم تر لباساً قط، ورغم هذا سألها قائلا: إشلون شايفته حلو؟،  العروس نزلت راسها، دلالة على علامة الرضا، كما يفعل حكامنا العرب.. وقال لها بدون تردد أو خجل: ترى بعد عندي نص متر بالبيت.

 تنويه: أتمنى أن لاتذهب أفكاركم خارج فلسفة "العولمة" لأن الحديث يدور اليوم عن النصف الثاني، أي ( نص المتر) من ثروات العرب النفطية الباقية، والتي أصبحت موضع بحث، هدف استراتيجي لأصحاب "العولمة " وأدواتهم من العرب الذين أصلا هم بدون لباس داخلي!

وإذا تسمحوا لي أن أسرد لكم هذه القصة الواقعية وهي نتيجة لما يجري من حروب مدمرة بين العراقيين انفسهم: واحد جاي يدوّر على إبنه الذي فقده في احدى المحافظات، وصار الليل ...وصدفة  مطرت الدنيا .فقال: وين أروح... دك الباب على بيت، وطلعتله ( حرمة - امرأة ) فقال: آني مضيّع ولدي في الحرب الجارية، التي سببها وأشعلها ( التركي، الأيراني، السعودي والأمريكي ) واريد ( أبات - أنام ) ليلتي عندكم، اذا أمكن؟، قالت: آني وحدانية وزوجي قبل شهرين قتل، فيخضم هذه المعارك، وعندي بنات وما أكدر أخليك بيتي، توسل بيها... وقال: الدنيا مطر، وين اروح، المهم قبلت ( المرأة ) وخلته ينام بغرفة، وهي وبناتها بغرفة ثانيه... وقال: أنا من طبعي ( أهذي ) من التعب، وأعتذر مقدماً منج، ترى أحجي وآني نايم، لا تخافون...آخر الليل، وفعلا وهو نايم ضل ( يهذري ) ويردد: راح أجي ... راح  أجي ...المهم صار الصبح، وكعد وسأل المرأة، يمكن سولفت وآني نايم أمبارح؟ كالتله: إي، نعم سولفت بس يا إبن ( القابلة - الداية ) لاجيت ولا خليتنا إنــام ...وبادرته بسؤال هو: هل تتصور أنت هذه هي العولمة!.

 وفي حقيقة الأمر أن مفهوم العولة عند المرأة العربية يختلف مثلا: وحدة من طائفة معينة، متزوجة شاباً من طائفة أخرى، بمراسيم " العولمة " أحد الأيام أحست باعراض التعب... فقامت بإرسال رسالتين ..رسالة إلى زوجها وأخرى إلى أخيها والمكتوب في الرسالتين هو : أنا رايحه... تيجي معي !؟.

 بعد دقيقتين :وصلتها رِسالة من زوجها المصون، ومكتوب فيها :وين رايحه ؟! أنا مشغول، ما أكدر أجي معك، روحي لحالك... فبدأ قلبها يؤلمها أكثر...وبعد ثانيتين: وصلتها رسالة من أخيها، مكتوب فيها : ليش رايحة لحالك ؟! أصبري أنا جاي معك... اِبتسمت، واغمضت عينيها باطمئنان وقالت: مهما كانت " العولمة " يبقى ( زوج المتعة ) أو ( زوج المسيار ) وحتى ( زوج العولمة ) ناقصاً ولن يصبح صاحب نخوة وشيمة كـ(الأخ ) وأردفت قائلة: الأخوة بيننا حب فطري بعيد عن كل المصالح...فهل يسعنا أن نقول: تبقى خوّة العراقيين أكبر من كل العولمة، وأخذت تدندن مع نفسها موّال عراقي قديم هو:  حلاوة وطيب للياكل من تمرنه... نحب نسمع كلامك من تمرنه

 تميل الفيحاء كلها من تمرنـــه... والك شط العرب ياخــذ تـحية

مربط الفرس: نحن نصف العراق في زمن " العولمة " مع الفارق، مثل: وحدة (حلوة - جميلة ) بكل المواصفات وغنية بثروتها، وفي حياتها العائلية كما مثل بقية العوائل، خلاف وصلح وكذلك إنها دائماً تطمح لبناء إسرة سعيدة، إلا أنه في أحدا المرّات كان هناك خلاف، ربما أوسع مما سبقه، تدخل أصدقاء السوء والجيران لأنهم يدعون، إنهم يعرفون قبل غيرهم مثل هذه الخلافات، وحريصون على حلها، وللأسف تربصوا وأخذوا يعطون الحكم والنصائح، وتوصلوا إلى أستنتاج مفاده هو: أن هذه العلاقة بين أفراد هذه الأسرة، في زمن " العولمة " لامستقبل لها، وهم أي هؤلاء ( الأصدقاء والجيران ) مجتمعون يعطون الأشارات إلى الأنفصال أي ( الطلاق ) ليس حباً بهذه الأسرة... وإنما كلا منهم وبنواياه السيئة والرذيلة، يريد أن يتزوج ( الأم ) سواء كان بـ(المتعة ) أو بـ( المسيار ) أو بـ( زواج العولمة ) وهنا إنتفض صويحب قائلا: يا أولاد الشليته...،  يجب أن نصرخ بوجوهكم، بكلمات عالية وقوية، بأن الأحتلال، أحتلال سواء كان ( أمريكياً أم أيرانياً أم تركياً أم سعودياً ) وهؤلاء الذين يدعون النزاهة والصداقة في نياتهم العلنية والمخفية، ماهو إلا تهديم لكبرياء هذه الأسرة الطيبة ومستقبلها! وأردف: ما أريد أختصاره هو: دعوة إلى العراقيين، العراق بيتكم والأسرة العراقية إسرتكم وأنتم أولياء عليه وعليها، فلا تغرنكم أدعاءاتهم وأبتساماتهم، فإن أنيابهم جارحة!.

السويد - صالح حسين / آذار / 2015

 

 

 

 

 

 

16.03.2015

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

16.03.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org