<%@ Language=JavaScript %> صالح حسين حكايات فلاحية: بين الفتن وتجار الحروب!!

 

 

 

حكايات فلاحية: بين الفتن وتجار الحروب !!

 

 

صالح حسين

 

 

ملاحظة:  الصور المرفقة ( قمم ...قمم )  قديمها وجديدها لقادة بلا إمم... بعد أن أعلن السفير السعودي ( عادل الجبير ) من الولايات المتحدة، إن بلاد " الحرميين " قد شنت عملية عسكرية واسعة، بـ( 185 ) طائرة حربية متطورة،  يوم -  26 / مارس /  2015 ضد ( الجمهورية العربية اليمنية / صنعاء )  ضمن " تحالف عربي " اقليمي شرعي حسب أدعائه، من ( 10 ) دول عربية من أصل ( 22 ) للدفاع عن حكومة الرئيس الممدد لنفسه بالشرعية ( عبد ربه منصور هادي ). وللتذكير يقال: أن تسمية العملية العسكرية  بـ( عاصفة الحزم ) جاءت نسبة إلى مقولة ( الملك عبد العزيز ) حيث قال: الحزم أبو العزم أبو الظفرات والترك أبو الفرك أبو الحسرات!!

 

 

 

لأول مرة في تاريخ القمم وبياناتها الختامية، جاء البيان الختامي للقمة السادسة والعشرين - آذار / 2015 منسجما مع تطلعات الملوك والأمراء العرب وأصحاب المعالي من تجار الفتن والحروب، السذج المتخاذلين على مدى التاريخ... وجاء في القرارات: تأييداً ودعماً كاملاً لما يقوم به " التحالف العربي " الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضمن عملية عاصفة " الحزم " سيئة الصيت، باستخدام القوة العسكرية الهادفة لإعادة الشرعنة السياسية للدولة اليمينة!

 قبل أيام مرت علينا الذكرى ألـ( 70 ) لتاسيس الجامعة العربية في عام (1945) ومن ذلك الحين ليومنا هذا، وحسب ما جاء في موقع (من ويكيبيديا - الموسوعة الحرة) عقد القادة العرب (39 )اجتماع قمة، بينها( 25 ) قمة عادية و(11 ) طارئة، إلى جانب ثلاثة قمم اقتصادية !

ولو تطرقنا إلى القمم الأخيرة، والغريب إنها اصبحت تعقد سنوياً، فقد أنجبت كثيرا من الخلافات والحروب بين العرب انفسهم: القمة العربية الثالثة والعشرين: بغداد - 27 - 29 مارس / آذار 2012 ( قمة الصندوق الأسود )،القمة العربية الرابعة والعشرين:  قطر- 26 - 27 مارس / آذار2013 ( قمة التهويد )،القمة العربية الخامسة والعشرين:  الكويت - 25- 26 مارس/ آذار 2014 ( قمة بيت المانحين والممولين للحروب العربية العربية)، القمة العربية السادسة والعشرون:  القاهرة - 28 - 29 مارس / آذار 2015 ( قمة رأس المال الثابت والمتغيير)... والسؤال هو: ماذا تبقى لقمة العرب الـ( 27 ) القادمة!؟

ولذلك أصبحت " القمم " مصدرا للعواصف مثلا: عاصفة ( الصحراء) عاصفة ( الحزم ) وبأنتظارعاصفة ( اللزم ) من اللحى، هذا إذا بقت للعرب لحى، وإذا ما قرأنا تاريخ الجامعة العربية، فقد عودتنا الـ( قمم ) وما تحمله بياناتها الختامية، على مزيد من القتل والخراب... فإن أغلبيتها تنتهي أما بغزو وأحتلال عربي عربي، وإما لغزو واحتلال أجنبي أستعماري...ومن القدر حدث هذا في زمن ( نبيل العربي ) الذي حّول أحلام العرب إلى خريف عربي عربي، أحرق الأخضر واليابس، وهوالرئيس الوحيد الذي واكب هزائم العرب ومؤتمراتهم وصاغ بتمعن بياناتهم الختامية، من تاريخ تسلمه للجامعة العربية عام ( 2011 ) ولحد اليوم، لن ولم يبخل جهداً لتفرقة وحدة وقوة العرب!

نعيد قليلا للذاكرة، بغياب ( نبيل العربي ) ونقرأ القمة العربية التي عقدت في العاصمة السورية (دمشق ) بتاريخ 29- 30 - 2008  وقد صدر في ختام أعمالها عدد من القرارات التي تتعلق بقضايا العمل العربي منها:  دعم سورية في أستعادة الجولان، التضامن مع سورية ولبنان في مواجهة إسرائيل، السلام العادل والشامل خيار أستراتيجي، إدانة الجرائم الأسراتيلية بحق الفلسطينيين، رفض العقوبات الأمريكية ضد سورية، وأحترام وحدة وسيادة وأستقلال العراق ...الخ.

وهنا تذكرت الكاتب الفلسطيني ( خالد عيسى ) حيث قال: المرحوم ياسر عرفات رئيس شرعي حاصرته إسرائيل ووصلت الدبابات الإسرائيلية الى غرفة نومه، قبل الرئيس (عبد ربه منصورهادي-  في 2015 ) وتساءل: لماذا لم يتحرك عرصات العرب لإنقاذ شرعيته؟...بالمقابل نرى بعض الكتّاب وشلة من المثقفين أصحاب ( النظارات - العوينات ) الشمسية، والمحللين السياسيين من الخليجيين، يرددون: ( أبى من أبى ) ويباركون فتك دماء العرب والمسلمين.

  وإذا تكلمنا عن الشرعية المزعومة، وطرحنا السؤال: أين تقف السعودية و( التحالف العربي )  بالنسبة إلى شرعية: ( زيد بن علي، معمر القذافي، بشارالأسد وعلي عبد الله صالح، قياساً لأدعاءاتهم اليوم عن " شرعية - عبد ربه منصور هادي " وقبل ذلك أجتاح الأسرائليون بيروت عام ( 1982) والعدوان الأسرائيلي على جنوب لبنان عام ( 2006 ) حتى هنا أختلف القادة العرب مع شعوبهم بين المؤيد للمقاومة، والمنبطح لأسرائيل، واليوم نرى بالعين المجردة، عمق أو سعة اللاعب الأسرائيلي في الساحة العربية وخصوصاً الخليجية... فأين السعودية ومجلس خليجها، وما وراءها من العرب المرتشين على كل ماجرى!؟. هل ننسى ببساطة ما عملته السعودية بالعراق، الذي لازال يئن تحت وطأت الحصار والغزو، وألأحتلال، وهل ينسى العرب وأجيالهم الحاضرة والقادمة دورها في تربية القاعدة ( عدداً وعدة ) في أفغانستان، وما زرعته من دواعش في العراق وسورية، وعموم المنطقة العربية، بأستثناء دول الخليج، لاندري عن أي خليفة من الخلفاء الراشدين، يريدون ملوك وأمراء السعودية أن ينتصروا له،  ألم يكن دولارهم الأسود هو الذي ( دمّر ) إمة العرب بكامل نسيجها الأجتماعي والأقتصادي والثقافي وحتى معتقداتها السماوية! وضفوا كل أمكانياتهم وممتلكاتهم لتشتيت العائلة العربية!

نعم ربما يقال : أنتم خير إمة اخرجت للناس، ولكن قلبتموها رأساً على عقب، بدبلوسيتكم المريضة، ونواياكم الخائبة وأصطفافاتكم المريبة والكاذبة، تتفقدون دائما مع أعداء الأمة، ودائماً يشار لكم بانكم أتفقتم على أن لاتتفقوا، والدليل هو: خططكم ومشاريعكم في ضرب العراق وجيشه، ليبيا وجيشها، سورية وجيشها، واليمن وجيشها، وحاولتم أن تفعلوها في مصر وجيشها، إلا أن مستشاريكم من الصهاينة وغيرهم من العرب المنبطحين والمهووسين بأمراض العظمة، نصحوكم وربما منعوكم لحين، أن لاتلعبوها مع مصر الكنانة، إلا إنكم دخلتم عليها من الباب الخلفي ومسكتم اليد التي تؤلمها! بملياراتكم من الدولارات الأمريكية، نفس الإساليب والحجج إستعملت مع العراق، حينما كانت طائراتكم وصواريخكم تضرب بغداد، تصرخون في قنواتكم الفضائية، بأنكم تضربون جيش صدام، جيش القذافي، جيش الأسد، واليوم تتجاهرون بضرب الجيش اليمني وتقولون: جيش عبد الله صالح.

مربط الفرس: يعيش العرب اليوم بين الفتن وتجار الحروب، قال الله تعالى : واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة، وأعلموا أن الله شديد العقاب (الأنفال 25 ) وتعريف الفتنة، هي: أقوال وأعمال تخالف الشريعة الإسلامية، وتؤدي إلى انعدام الأمن، واختلال الجماعة، وحدوث الفرقة بين المسلمين، وتسمى في العصر الحاضربـ(الاضطرابات، أوالحروب الأهلية ) التي نراها اليوم في إمتنا العربية، وهنا تذكرنا الشرعية المزيفة التي جلبتها السعودية لأخراج صدام حسين من الكويت، وتدمير الجيش العراق من قبل قوات التحالف السعودي الأمريكي، واليوم يجمع أمراء السعودية ما تبقى بجعبتهم من شتات العرب وغيرهم، ذات الشرعية ونفسها، التي غزت بها جمهورية اليمن اليوم، وأصبحت تحت عبائتها وهي أكثر خرابا ودماراً، ومهما كانت المبررات، فإنها لا تجيز الغزو والحرب... والسؤال هو: من هم أصحاب مشروع الـ( ربيع العربي ) ألم يكونوا السعوديين ومن سار بركابهم، من دول الخليج، زّمروا وطبّلوا ورقصوا على الحان نبيلهم ( العربي ) وحولوا عواصم الدول العربية إلى مخيمات، تعاني من ابسط متطلبات الحياة.

وأخيراً: ربما تتذكرون قصيدة الشاعر ( مظفر النواب ) عندما تحدث شعراً عن ( القمم ) حيث قال: قمم ... قمم .. قمم...

 معزى على غنم

 مضرطة لها نغم

 لا تنعقد القمة...لتنعقد القمة

 أي تفو على أول من فيها

إلى آخر من فيها، من الملوك .. والشيوخ .. والخدم! 

 

 

 

 

14.04.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

14.04.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org