<%@ Language=JavaScript %> عارف معروف   الله اكبر  !

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الله اكبر  !

 

 

عارف معروف  

 

 حينما انطلقت قبل اكثر من اربعة عشر قرنا كانت فتحا مبينا اشار الى  افق  جديد من الوعي وفجر  آخر اوسع مدى بما لاحد له . " الله اكبر "...كانت خلاصة جهد معرفي انساني طويل انبجست نتائجه الزاهرة في بشر وسط صحراء العرب. وهكذا حملتها الاكف وتلاقفتها الاكف  حتى تخوم المعمورة  راية وبشارة بصبح مختلف . لكنها ، مثل كل عبارة في فم البشر ، قديما وحديثا ، عبّرت عن المعنى مرة وتجاوزته  الى نقيضه مرات ! فغلفت غاياتهم، على اختلافها ، صفحة تستهوي الافئدة وفتيلا يفجر الحماسة او دثارا يحجب البصيرة ويمنع الاسئلة !

وهكذا ..فاذ جعلت " الله اكبر " سنابك الخيل تطأ تخوم الصين في بواكيرها ،انطوت،  كذلك ، على غايات مطلقيها  الخاصة ، المضادة ،في ذات البواكير . فمن المحتمل ، بل من المؤكد ، ان الاسياف التي اعملت في جسد الحسين تمزيقا كانت تخوض بمهرجان الدم، ذاك ، تحت صرخات "الله اكبر" . ومن المحتمل ، كذلك ، بل ومن المؤكد ، ان المرهفات اللواتي  قطعن سلاميات نائله واحتززن رأس عثمان ، كن يستمدن العزم والحماسة من صرخات " الله اكبر " . كذلك كان امر سيف ابن ملجم وهو يهوى على رأس علي وخنجر بن لؤلؤة وهو يغور في جانب عمر !

و على مدى التاريخ اللاحق، كانت  "الله اكبر" ، منيرة مرة ومظلمة مرات ومرات ..تهدر بها الحناجر وهي ترفع الوضيع الى سدة الامر والنهي  و....تهتف بها  صرخات الدهماء وهي تحط السامق الشريف الى درك السحل والمثلة !... " الله اكبر " كانت نشيد انقلاب شباط 1963  الذي لعلعت به اذاعة بغداد في الوقت الذي كان العراق يغرق في الدم ، و .. " الله اكبر " كانت صرخات الموتورين وهم يقيدون عبد الكريم قاسم وصحبه الى الكراسي ليعدمونهم بالرصاص دون محاكمة ، " الله اكبر " كانت العبارة التي اضافها صدام حسين ، بمكر ، الى  العلم ليمهر اسلامه الزائف ويشهد الناس على دولته العربية الاسلامية  الكاذبة في مواجهة ايران الاسلامية  وليعصم راية السلطة من التغيير ، مهما اختلفت الاعصر  وفعل المناؤون!

يطلق تاجر الغرائز ،الاريب، اليوم ، صرخته وسط الجموع : "تكبير" ....فتستجيب لها صرخات قصيرة ، حادة ، لاتشبه الصوت البشري في شيء تصدر عن اعماق سحيقة لاصلة لها بالوف السنوات من تحضر وتفكر وتأنسن الانسان.. "الله اكبر "... " الله اكبر "، وتندفع ، اثرها ،قطعان  من "البشر " وهي تطأ باظلافها وحوافرها كل جميل وحميم وعريق وبنّاء..

" تكبير "...وتشد الاكف على السكاكين والخناجر وهي تتعطش بضمأ خرافي الى الدم   والظلام والغاب ... "تكبير"... وتنعدم الرؤيا ويغلف الحجر المشاعر فتدمر الاوطان وتمزق الرايات ويذبح الطفل ويغدر الصديق ويحرق الجار ....

  ليست مصادفة ابدا ، ان يتم بيع وتداول  عقار الهلوسة الجماعية .. " تكبير " .. حيث تفوح روائح الجاسوسية  ونوازع التخريب ومرامي التقسيم واعادة التقسيم بل وبيع اوطان وشعوب كاملة بالجملة والمفرد.

قلنا اذن ، ان "الله اكبر" ، مثل كل عبارة في فم البشر ، عبّرت عن معنى حقيقي  ،  ناصع ، صادق ،مرّة وتجاوزته الى ان تكون غطاءا لغايات ومآرب حالكة مرات ومرات !  لكنها المرة الاولى التي يبدو وكأن طلاقا بائنا بينونة كبرى قد فسخ العلاقة بين الله وهذه الصرخة ، بين الاسلام وانسانيته وبين تجارة " التكبير "، حيث اسفر تاجر الدم والظلام ، بائع عقار الهلوسة الجماعية ، لاول مرة ، عن وجهه في عز النهار بعد عقود من تجنب الضوء  والسير الحذر لصق جدران الشوارع الخلفية المعتمه ليبدو ...هازئا ، شامتا ، ومطالبا بنصيب اكبر بازاء الاسياد :ان كل اسلحتكم المتطورة الفتاكة وجيوشكم الجرارة ، ان كل ما تظهرون وتبطنون من ركام المعلوماتية والرقميات ، ان كل وكالات تجسسكم وشبكات معلوماتكم ، ان كل ما تنفقونه من مليارات ومليارات ، لايعدل ، اليوم ، بأثره ونتائجه، كلمة واحدة مما توفرت عليه عبقريتي: "  تكبير " ... " الله اكبر " ! 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا