<%@ Language=JavaScript %> د.كاظم الموسوي غزوات كيري

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

غزوات كيري

 

 

د.كاظم الموسوي

 

وزير الخارجية الامريكي جون كيري (الذي استلم منصبه بداية شباط/ فبراير 2013 ) بدأ مهمته الجديدة بتأكيد هجوم ادارته على المنطقة العربية. فزار عواصم في المنطقة خلال اسابيع قليلة كرسها لتجهيز مهمات ادارته فيها اولا. هذه المهمات ليست جديدة ولكن انشغالات الادارة بمشاريعها العدوانية في مناطق اخرى، اضافة لأزماتها الداخلية سرّعت من الهجمة الامريكية الحالية، والتي تتركز على تكليف قواعدها الاستراتيجية بالعمل نيابة عنها وتسليمها مفاتيح تنفيذ تلك المهمات ضمن اطار التخادم والخدمات المتبادلة.

القاعدة الاستراتيجية الجديدة تعتمد على تحالف تركيا والكيان الاسرائيلي وتطوير علاقاتهما الى القيام بالمهمة سوية وبالتنسيق والإعلان عن دورهما الجديد علنا وصراحة. وهو ما قام به الرئيس الامريكي باراك اوباما بنفسه في زيارته الاخيرة والاولى له بعد تسلمه منصبه للدورة الثانية. واقعيا تجددت العلاقات التي تعثرت مسرحيا بإخراج جديد وتسميات اخرى ولكن الالتزامات فيها والمهمات المطلوبة منها لم تتغير. وهذا ما اعلنه كيري في غزواته في فلسطين المحتلة وتركيا، والتصريح بها بان مهمته "العمل في إطار "استراتيجية بعيدة عن الأضواء" بالنسبة للسلام في المنطقة" (اقرأ الحرب بدلا من السلام) وهو ما تعده الادارة وتستعرض الاستعدادات المحلية له. الامر الذي اكده وزير الحرب الامريكي تشاك هيغل في غزوته هو الاخر، استكمالا لزميله كيري او توازيا معه، في اولى زياراته الى تركيا والكيان، والتصريح عن خطط مناورات مشتركة تحضيرية لما بعد وخارطة طريق للدور الجديد وعقودا دفاعية اضافية حسب مقتضيات ورهانات كل الاطراف.. ولا يتم ذلك إلا بتصفية القضايا الرئيسية فيها. والتي تبدأ في مشاغلة الفلسطينيين في تصفية قضيتهم تحت مسميات اعادة التفاوض وإمكانية السلام وغيرها من جرعات التهدئة التي استمرت طيلة العقود الماضية دون نتائج ولا حلول عادلة. وتصعيد الفتنة الدينية في بلدان المنطقة لإضعاف أي دور لأي من تلك البلدان في مواجهة تلك المخططات، حتى ولو بالكلام. وتصعيد الضغوط ومحاصرة الاهداف الرئيسة في مقدمة الغزوات الامريكية للمنطقة.

تشترك في تصفية القضية الفلسطينية لجنتها العربية وجامعة الحكومات العربية التي تكلفت بها اداريا وأمينها العام خصوصا. تكشفها تصريحات واجتماعات اللجنة والجامعة ولاسيما قمتها الاخيرة. وتصاعد الضغوط على الفلسطينيين الرسميين للدخول معها في العملية الجارية منذ سنوات، والتي توجه كلما ارادت الادارات الامريكية تحريكها وغزو المنطقة، جزئيا او كليا، كما هو الحال الان. ما طرحته اللجنة العربية والجامعة حولها يكشف دورا خطيرا في تنفيذ هذه المهمة الاساسية للمخططات الصهيو امريكية في المنطقة. وكان كثير من المحللين والكتاب وحتى سياسيين قد اشاروا الى ذلك وحذروا من مغبة الصمت او التفرج على مسيرة التخادم والتواطؤ الصارخ عربيا مع تلك المخططات وما بعدها.

اضافة الى اعادة العلاقات بيت تركيا والكيان الصهيوني وتسليمهما الدور الموكل لهما بالنيابة، استدعي زعماء بلدان عربية اضافة لتركيا الى الحج الى البيت الابيض، خلال الاسابيع القادمة، مما يؤشر الى ان المنطقة متجهة الى احداث خطيرة. تأخذ فيها اوضاع سورية، ولبنان والعراق، عربيا، الواجهة الرئيسية في ما يقبل من تطورات تتفاعل الان على الارض وتجري فيها مؤشراتها وردود الفعل عليها مسبقا. مع تقديم واضح للمشاغلة في القضايا الاخرى. وتعمل فيها اطراف متعددة اخرى لتضيف اليها زخما اوسع ومشاركات اعرض تنتهي في الاخير في خدمة المشاريع الصهيو امريكية في المنطقة خصوصا.

توضح غزوات كيري المتلاحقة سير ما يخطط للعرب اساسا، ويعطي لكل التحركات التي تدور الان معنى التخادم مع تلك المخططات، لاسيما من قبل الحكومات العربية الراعية والمحركة لخطط تصفية القضية الفلسطينية وإثارة الفتنة الدينية في المنطقة. والتي توظف لها اموالها وأرصدتها ووسائل اعلامها وإمكاناتها الاخرى، في شراء الذمم وتشويه الوعي العربي وتخريب الشعور الانساني وتدمير الروح المقاومة في العالم العربي.

بخصوص القضية الفلسطينية استبعد البروفيسور رشيد الخالدي، أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة كولومبيا في نيويورك طرح مبادرة سلام أمريكية حاليا، واعتقد أن الرئيس أوباما معروف بأنه سياسي براغماتي ولن يقبل أن يضحي برصيده السياسي ثمنا لمبادرة لن يكتب لها النجاح، في ضوء التشكيل الوزاري المتطرّف الذي أفرزته الانتخابات الإسرائيلية والانقسام المزري في صفوف الفلسطينيين وغياب الضغط العربي على الولايات المتحدة. وأضاف البروفيسور الخالدي أن العرب والفلسطينيين بشكل خاص، تعرّضوا لعملية خداع من الولايات المتحدة طوال عشرات السنين من الجري وراء سراب الوسيط النزيه. وقال لوكالة الانباء السويسرية: إنه من خلال تجربته الشخصية كمستشار للوفد الفلسطيني في محادثات السلام في واشنطن، تأكد من أن الوسيط الأمريكي كان في الواقع يقوم بدور محامي "إسرائيل" في التفاوض مع الفلسطينيين.

كما عقب النائب قيس عبد الكريم "أبو ليلى" نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في تصريح صحفي على جولة وزير الخارجية الامريكي: "إن الوزير الأمريكي جاء خالي الوفاض ولم يحمل معه أية مقترحات جدية وذلك لعدم إستعداد الولايات المتحدة ممارسة أية ضغوطات على حكومة الإحتلال التي يتزعمها بنيامين نتنياهو من أجل تلبيه المستلزمات لعملية سلام جادة وحقيقية ".

فإذا كانت كل غزواته وادارته لا جديد عندها للقضية الرئيسية فماذا تسعى له؟.

الحقيقة الناطقة التي يراد إخفاؤها، تقول ان هذه الغزوات تستهدف ما خططت له الادارة الامريكية وترسمه في المنطقة من تصفية كاملة لكل القضايا التي تعبر عن المصالح العربية ومستقبل العرب وتضعها جميعها او تحاول اركاعها كاملة في خدمة المشاريع الصهيو امريكية. وما تقوم به لجنة مبادرة التصفية العربية وجامعتها تمهد لذلك، لذا وجب التنبيه والتصدي لما يحاك ويرسم وينفذ من قبل تجار الحروب والبترول والغاز والمتخادمين والمتراهنين مع المخططات الاستعمارية المعروفة.

يبقى السؤال: ماذا بعد الغزوات هذه ومتى يتعظ من دروس التاريخ؟.

 

كاظم الموسوي

16.04.2013

 

 

 

 

  

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا