<%@ Language=JavaScript %> الدكتور بهيج سكاكيني تطاول العبيد على الاسياد

 

 

تطاول العبيد على الاسياد

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

قبل عدة أيام وفي مقابلة أجرتها المحطة الأميركية سي إن إن مع وزير الخارجية القطري خالد عطية ذكر بان مجلس الامن الدولي لا يقوم بما فيه الكفاية لحماية الشعب السوري، ولذلك " حملنا على عاتقنا نحن وأصدقاؤنا مهمة القيام بكل ما في وسعنا لحماية الشعب السوري عبر دعم المعارضة السورية المعتدلة".

ومن هم الأصدقاء الذين سيقومون بحماية الشعب السوري والى أي مدى يمكن أن تذهب هذه المساعدة فتأتي باستطراده قائلا، " أي شيء سيؤدي الى حماية الشعب السوري لن ندخر جهدا للقيام به مع السعوديين والأتراك مهما كان هذا الشيء وإذا كان التدخل العسكري سيحمي الشعب السوري فبالطبع سنقوم به".

وذكر أيضا في المقابلة " ان قطر ليس لديها مصالح جيوسياسية أو أجندة في سوريا" وأضاف معلقا " إذا تتبعت الموقف القطري فقد بذلنا كل المحاولات وطرقنا كل الأبواب لإيجاد حل سلمي في سوريا"

وفي سياق الحديث عن المعارضة فقد صرح السيد العطية وبدون حرج قال عن "احرار الشام" بأن " هؤلاء ليسوا حلفاء تنظيم القاعدة وإنما يحاربون لتحرير سورية" وان قطر لا تعتبرهم متطرفين وارهابيين.

من يستمع الى السيد عطية ولا يدري الدور القذر للعائلة الحاكمة قطر وبطانتهم منذ بدأ الازمة السورية ربما يحسب ان قطر تتباكى على الشعب السوري وأنها عملت وما زالت تعمل لصالحه لكن هذا الشعب السوري مشكلته أنه لا يتفهم هذه الحنية!! والمحبة!! التي يكنها لهم حكام قطر الذين أغدقوا وصرفوا مليارات الدولارات للتعبير عن هذا الحب الفياض.

السيد العطية يهدد بالتدخل العسكري في سوريا مع أصدقائه من الزهايمريين والعثمانيين بمعنى "التم المتعوس على خائب الرجا" كما يقول المثل الشعبي. يهدد بالتدخل العسكري وكأن كل ما فعله حكام قطر والسعودية والسلطان أردوغان طيلة ما يقارب من الخمسة سنوات من تجنيد المرتزقة من أكثر من ثمانين دولة من بقاع العالم وتدريبهم في المعسكرات التي أقيمت خصيصا لهذ الغرض وتسليحهم بأحدث الأسلحة وفتح الحدود التركية على مصراعيها لهم وتقديم الدعم اللوجيستي والمادي والإعلامي والسياسي وكل مستلزمات التوحش والعيش لهم لقتال الجيش والدولة والشعب في سوريا، كل هذا لم يكن تدخلا عسكريا في سوريا. نعم والسيد حمد بن جاسم الذي أخلي من منصبه حتى يخلي مكانه للسيد العطية كان قد طرق كل باب في العالم حاملا معه "شنطة حمزة" المليئة بمئات الملايين من الدولارات وعقود بمليارات الدولارات لتجنيد المرتزقة من الدول والرؤساء والشخصيات والعناصر لمحاربة الدولة السورية والعمل على عزلها على الساحة الدولية والإقليمية. فشل الشيخ حمد وذهب الى مزبلة التاريخ ومن الواضح ان خليفته لم يتعظ وسيلقى نفس المصير.

السيد العطية يتباكى على الشعب السوري ويريد لدولته ان تقوم بحمايته، في الوقت الذي لم ترفع دولته صوتا ضد ما يحدث من سفك دماء للشعب الفلسطيني الأعزل على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين. لم نسمع انه عمل على تهديد الكيان الصهيوني بالتدخل العسكري مع اصدقاؤه. ولم نسمع تهديدا حتى بقطع العلاقات مع الكيان الغاصب نتيجة الاعتداءات المتكررة والمستمرة على المسجد الأقصى.

مجلس الامن لا يقوم بما يجب ان يقوم به تجاه الشعب السوري يقول السيد عطية. نعم هذا صحيح ولكن لماذا؟ ما لم يذكره السيد عطيه ان مجلس الامن لم يقم بمحاسبة الدول مثل دولته التي ما زالت تمد الارهابيون بالمال والعتاد كما هو الحال أيضا السعودية مصنعة الإرهابيين وتركيا التي ما زالت ترعاهم وتقدم لهم كل الدعم وتفتح حدودها لهم بالرغم من الدعوات بإقفال الحدود امامهم. مجلس الامن لم يحترم قراراته بشأن تجفيف مصادر تمويل الجماعات الإرهابية أو محاسبة الدول التي ما زالت ترعاه على الرغم من وجود الأدلة الدامغة لقطر والسعودية وتركيا والعديد من المشايخ والامراء الخليجيين. والمجلس لم يحقق في امداد الولايات المتحدة للإرهابيين بالأسلحة "بالخطأ" أو بإرسال سيارات الدفع الرباعي اليهم. كما لم يحقق مجلس الامن او يتابع من يشتري النفط من هؤلاء القتلة وآكلي الأعضاء البشرية. ولم يحقق مجلس الامن فيمن يساعدهم على تهريب القطع الاثرية التي نهبت من العراق وسوريا. ولم يحقق مجلس الامن أو يتابع التجارة بالأعضاء البشرية أو حتى بالبشر على ايدي المجموعات الإرهابية. ولم يحقق مجلس الامن في الاستغلال الجنسي للفتيات للقاصرات في مخيمات اللجوء في تركيا والأردن من قبل مشايخ واثرياء الخليج والمنحرفين امثالهم.

أضف الى ذلك أن مجلس الامن لم يتحرك لمنع المجازر في اليمن الذي يقوم بها العدوان السعودي الأمريكي الى جانب تدمير بناه التحتية بالكامل. مجلس الامن لم يستطيع تأمين وقف القصف المتواصل برا وجوا وبحرا ولو لساعات معدودة لإدخال المساعدات الإنسانية. ومجلس الامن لم يتدخل لحماية الفلسطينيين من الفاشية الصهيونية ولم يتدخل لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. ولم يحرك ساكنا لوقف عمليات الاعدامات الميدانية لأطفال فلسطين على ايدي جنود الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين. ولكن كل هذا لم يراه السيد عطية ولا يدخل ضمن اهتمام الدولة العظمى التي يمثلها، فهو أعمى البصر والبصيرة مثل الحكام الذين يمثلهم.

والسيد العطية يؤكد ان "قطر ليس لديها مصالح جيوسياسية أو أجندة في سوريا". مصالح جيوسياسية! السيد عطية يضع دولته بمكانة الدول الكبيرة في العالم مثل الصين أو روسيا أو أمريكا أو المانيا ما شاءالله. هلا يخبرنا السيد عطية عن مساحة دولته العظمى؟  ومنعد باننا لن نعد عليه ان نصف مساحتها خصصت للقواعد الأميركية. وما هو تعداد سكانها من القطريين؟ وما نسبتهم المئوية بالنسبة لسكان قطر؟ عدد سكان دولة قطر الأصليين لا يتجاوز 270 ألف يعنى بمجملهم لا يتجاوزن ثمن سكان مدينة دمشق فقط وليس محافظة دمشق.

لقد عرض أمير قطر الاب مليارات الدولارات للرئيس الأسد مقابل لإمداد خط أنابيب غاز من قطر الى الموانئ السورية على البحر الأبيض المتوسط وذلك لتصدير الغاز الى الدول الأوروبية ومنافسة الغاز الروسي والإيراني ولكن الدولة السورية رفضت المشروع. ولم يفت أسابيع معدودة بعدها قبل ان تبدأ الازمة السورية وانخراط قطر في مخططات تدمير سوريا واسقاط الدولة تماشيا مع المخططات الامريكية في تدمير الدول الوطنية وجيوشها وفرض الهيمنة والسيطرة الكاملة على المنطقة خدمة للمصالح الامبريالية والصهيو-أمريكية وتصفية القضية الفلسطينية. ودخول قطر في هذا المشروع هو دخول ألأداة المنفذة لدفع الفواتير والعبد الذي يستجيب لسيده وحامي عرشه. ومنذ بداية الازمة انخرطت الابواق الإعلامية القطرية وفي مقدمتها رأس الفتنة فضائية الجزيرة وداعي الفتنة الشيخ القرضاوي و "المفكر العربي" والمنظر عزمي بشارة وجوقة من المرتزقة المتخصصة في التضليل وحبك الاكاذيب الإعلامية. منظومة إعلامية متكاملة عملت في محاولة تدمير الدولة السورية ولم ينتبه الكثيرون الى حقيقة الجزيرة ودورها القذر الا بعد فترة طويلة نسبيا. والان أوجد حكام قطر بوق اعلامي جديد لنفث السموم ممثلا بمجلة العربي الجديد بعد ان افتضح أمر الجزيرة وانفض عدد المتابعين لها بعد ان استطاعت ولفترة أن تصبح ركيزة إعلامية رئيسية. ودفعت العائلة الحاكمة المليارات من الدولارات وما زالت تدفع في محاولات بائسة ويائسة لإسقاط الدولة السورية.

وتأتي تصريحات السيد العطية متزامنة ومتناغمة مع رفيق دربه وزير الخارجية السعودي الحديث العهد مثله السيد الجبير الذي زار تركيا مؤخرا بعد زيارة لموسكو وألمانيا فهو مشغول في محاولة شراء مواقف الدول والرؤساء فيما يتعلق بالمستقبل السياسي للدولة والنظام السوري ويعلن بان أي حل سياسي في سوريا لا يتضمن رحيل الأسد لن يكتب له النجاح. ولم يعد خافيا على أحد التنسيق بين ال سعود وحكام قطر وتركيا اردوغان للملمة المجموعات الإرهابية من احرار الشام والنصرة وجيش الفتح وجيش الإسلام وغيرها من المجموعات الارهابية التي تظهر وتختفي وتتوحد وتتفكك، وذلك في محاولة لتقديم مسخ جديد تحت مسمى المعارضة المعتدلة وذلك لاستثمار وجوده على طاولة المفاوضات فيما اذا نضجت الظروف لإيجاد حل سياسي للازمة السورية.

وما يهمنا في النهاية هو التأكيد أولا :على ان قطر والسعودية وتركيا أردوغان الذين ينبحون ليلا نهارا ويقومون بإطلاق التصريحات النارية وكأنهم من يديرون الساحة ويحددون من سيكون ومن لن يكون ما هم الا حفنة من العبيد الذين يعطون بين الحين والأخر هامشا يحاولون من خلاله التطاول على اسياد وقادة الميدان، وما صراخهم ونعيقهم الان الا لخسارتهم في الميدان وادراكهم التام بان فشلهم لن يؤدي الا الى اندثارهم وسقوط عروشهم أو على اقل تقدير تأثيرهم على مجريات الأمور والاحداث في المنطقة.

وثانيا: انهم بمجموعهم لا يشكلون أكثر من أدوات ودمى تستخدمها الولايات المتحدة في محاولة لتنفيذ مخططاتها وبرامجها واستراتيجيتها في المنطقة التي ترتكز الى تدمير الدول الوطنية وتغيير النظم والقادة الذين يقفون ضد تنفيذ مخططاتهم للسيطرة والهيمنة على المنطقة ومقدراتها من خلال إعادة رسم الخرائط والتحالفات السياسية وتفتيت المنطقة الى جزر أرخبيل متصارعة على أسس طائفية ومذهبية وعرقية متصارعة فيما بينها، والحفاظ على أمن الكيان الصهيوني وضمان تفوقه العسكري بالتحديد على دول الجوار قاطبة.

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

تاريخ النشر

26.10.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

26.10.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org