<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن دع العدو يتفسخ

 

 

دع العدو يتفسخ

 

 

حمزة الحسن

 

بعيداً عن الضجيج،
عمل الرئيس بوتين بمبدأ سياسي روسي منذ زمن لينين يقول:
لا تضرب عدواً قبل أن يتفسخ بالافعال والاقوال،

وتنتشر رائحة تعفنه لكي يعرف الناس،
وبعد ذلك اطرح مشروعاً لصالح الناس وسيرفضه،
وعندها تكون فضيحته قد صارت مشعة وواضحة.

تركت روسيا الولايات المتحدة والغرب الاستعماري ــــ للغرب أكثر من وجه ــــ وحلفاء المنطقة،
على مدى سنوات يتفسخون أمام العالم،
وعندما صارت الرائحة، رائحة خلق داعش طفل الغرب الوحشي المدلل بتعبير رئيس وزراء فرنسا السابق دوفلبان، تزكم الانوف،
وتزايد وعي الناس بحقيقة هذا التنظيم المتوحش،
بدأ الهجوم الروسي،
ولكي تكتمل حلقات الفضيحة عمل الروس بالمبدأ السابق، اي دع العدو يتفسخ واطرح مشروعا يرفضه، ستطرح روسيا قرارا في مجلس الامن من اجل تحالف دولي للقضاء على داعش،
وهي تعرف جيدا ان هذا القرار سيرفض،
بل بدأت بوادر الرفض قبل طرح القرار،
وهو الهدف الروسي لاخراج الزير من البير لكي تصبح الفضيحة مغردةً.

لا حاجة الى التذكير بحقائق معروفة من قبيل ان داعش مشروع تخريب للمنطقة،
وان هذا المشروع يدار بأدوات محلية،
وليس من مصلحة" صناع داعش" ان ينتهي أو يُهزم،
لأن المطلوب ليس هزيمة داعش بل" ادارة الحرب"،
وفي ادارة الحرب تتساقط المكاسب مع تساقط الناس،
وهو المبدأ الذي صاغه كيسنجر القائل" ليس من واجبنا حل الأزمات بل ادارتها".

لماذا البكاء على داعش؟ على الاطفال؟ على المدن؟ اليوم فقط بعد سنوات من التدمير المنظم؟
الرئيس بوتين لن يخرج من هذه المعركة التي رهن فيها شرف وتاريخ روسيا بل رهن مصيره الشخصي بها مهزوماً،
خاصة وان الوقائع السورية كاملة منذ 2011 واضحة لدى الروس في السياسة والارض والسلاح والجغرافيا وحتى ادق التفاصيل الاستخبارية،
لذلك كان دخول الحرب سلساً جداً،
واذا كان الروس حسب الاعلام المخادع قد دخلوا " المستنقع السوري"،
فلماذا هذا العويل والخوف على مصير روسيا من هذا المستنقع؟
ولماذا هذا هو المستنقع الوحيد بعد المستنقعات الامريكية في فيتنام وكوريا وافغانستان وليبيا والعراق وامريكا اللاتينية وفي غيرها؟

الروس يعلمون جيدا ان هزيمة داعش واخواتها كفكر متوحش مستحيلة،
لأن هذه مهمة العالم العربي ونخبه في تعرية هذا الفكر الارهابي الوهابي،
لكن الروس، من بين أهداف أخرى، سيحولون هذه المنظمات الارهابية المتعددة الأسماء والعناوين،
الى قطعان هائمة هاربة مختبئة في الجبال والمدن والسهول،
وتقطيع اوصالها وعزلها،
وتصبح عاجزة عن احتلال المدن والسيطرة على المواقع،
وتتحول المشكلة معها الى مشكلة أمنية،
وتنتقل هذه العصابات من طور الجيوش الى الفلول الهاربة، والتنظيم السري،
ولن يحدث غير ذلك في الشهور القادمة.

العالم يشم اليوم رائحة تفسخ هذه المشاريع الاجرامية،
ويرى دولا كبرى وصغرى تتفسخ علناً،
أما نحن، مع الأسف، لم نعد نشم هذا التفسخ،
ومازلنا نبحث في التاريخ والجينات والاديان والشفرة الوراثية عن أسباب هذا الخراب المفضوح:

نحن لا نشم شيئاً،
هل هناك جثة تشم العفن؟

 

 

حمزة الحسن

https://www.facebook.com/hmst.alhasn?fref=nf

 

 

تاريخ النشر

05.10.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

05.10.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org