|
|
|---|
|
صوت اليسار العراقي
تصدرها مجموعة من الكتاب العراقيين webmaster@saotaliassar.org للمراسلة |
|---|
محمود صبري .. فنان وفيلسوف من بغداد

|
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي

يمكن
اعتبار الفنان العراقي محمود صبري
مدرسة فنية قائمة بحد ذاتها، فهو
صاحب اللوحات ذات المواضيع
الثورية مثل " جنازة الشهيد "
التي استوحاها من تشييع السجين
السياسي نعمان محمد صالح في بغداد
في عام 1951 و" ثورة الجزائر" عن
نضال بلاد المليون شهيد و" تل
الزعتر " عن المجزرة التي راح
ضحيتها مئات الفلسطينيين و" حامل
الصليب " التي تجسد مأساة الشعبين
اللبناني والفلسطيني. لكن محمود
صبري شأنه شأن كبار الفنانين
العالميين لا يقف عند مرحلة معينة
في الابداع الفني بل يواصل البحث
عن اشكال تعبيرية جديدة في لوحاته
الجدارية ومنها " وطني" التي لم
يقدر لها ان تأخذ مكانها في الجهة
الخلفية لنصب " الحرية" لجواد
سليم في وسط بغداد.
منصب
مدير مصلحة المعارض وتولى تصميم
اول معرض تجاري دولي في العراق.
واستقال من المنصب في عام 1960
حيث توجه للدراسة في معهد سوريكوف
الفني بموسكو. وكان قد قرر نهائيا
الانصراف الى الابداع الفني.
وفي
موسكو بالذات بدأت تتشكل لديه
افكار جديدة حول وظيفة الفن في
المرحلة الجديدة من تطور البشرية.
وبالذات مع الثورة العلمية –
التكنيكية. فالفن يؤدي في كل
مرحلة تأريخية وظيفة ما منذ العصر
الحجري وايام الفراعنة والبابليين
والاغريق وحتى عصر النهضة ومرحلة
الثورة الصناعية . وقد افرزت كل
مرحلة اعمالا فنية متميزة تحفظ
اليوم في المتاحف العالمية. اما
في الوقت الحاضر فقد بدأ عصر
الذرة وميكانيكا الكم وغزو
الفضاء. علما ان محمود صبري كان
دوما يبدي الاهتمام بالعلوم
وعلاقتها بالفنون. وكان يقبل على
مطالعة كتب الفلسفة وعلم الاجتماع
وحتى ادب الخيال العلمي. وروى مرة
كيف قضى ليلة بأكلمها في مطالعة
رواية ايفان يفريموف " ضباب
اندروميدا" وهي من ادب الخيال
العلمي والتي اثرت فكرتها فيه
بالغ التأثير من حيث علاقة
الانسان بالطبيعة وبالكون.