<%@ Language=JavaScript %>
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

الفن في المواجهة أيضا

 

د. كاظم الموسوي   

 

قبل أن يدخل الشعب العراقي معتركا بين نيران القمع والدكتاتورية والاحتلال كان وما زال الفن في العراق مواجها ومشتركا في التعبير عما تحت الرماد الذي يغطي ارض العراق. سنوات الحروب وإرهاب السلطة والحصار الجائر والغزو لم تثن المثقف العراقي من رفع سبابته مواجها وغاضبا ومعبرا عن الروح العراقية، وتاريخها المشهود لها، ماضيا وراهنا، الرافضة لكل ضيم وإرهاب واضطهاد وقسوة وعدوان على القيم والكرامة والكبرياء. منذ أيام كلكامش وصديقه انكيدو مرورا بمسلة حمورابي الشهيرة والجنائن المعلقة وأسوار نينوى وبوابات آشور والزقورة وأور وليس انتهاءا بديوان الشعر العربي وبيت الحكمة ومدارس النحو والفقه والفن والعمران.

بعد تفجر ثورة الرابع عشر من تموز/ يوليو 1958 تحرر الشعب العراقي من الاستعمار والارتهان إلى مخططاته العدوانية وسعى إلى بناء دولته ونظامه الوطني وعملت قواه السياسية جادة في إنجاز مهام الثورة الوطنية التحررية الديمقراطية، وأنجزت الكثير منها، من بينها تأميم النفط العراقي ومحاولات توزيع الثروة على أبناء العراق بما يخدم ويقدم العراق وتعميم مجانية التعليم والصحة وتوفير فرص العمل والسكن. إلا أن هذه المحاولات تعرضت وخلال سنوات إلى انتكاسات متكررة، لعبت شركات النفط الأجنبية والدول الأوروبية التي طردت من العراق دورها في محاربة حركة التحرر الوطني وتقدم الثورة في العراق، وعانى خلالها الشعب ويلات الردة والتخلف والانقسام ومؤامرات النيل منه وطنيا وزجه في حروب مدمرة، وزادها محاصرته بحجج واهية وأسباب كاذبة، وقصفه بشتى أنواع الأسلحة المحرمة ومنها اليورانيوم المنضب، وانتهت به الأحوال إلى الاحتلال.

يكافح الشعب العراقي نير احتلال عسكري غاشم، بعد ان غزت القوات الأمريكية ومن تحالف معها البلاد دون شرعية أو احترام للقوانين الدولية، وبذرائع أثبتت لجان الاحتلال كذبها وخداعها، وتبين بعد كل تلك الانتهاكات والعدوان جوهر الاحتلال وأهدافه الاستعمارية وتدميره للدولة ومؤسساتها وفرض قوانينه ومشاريعه المعادية لطموحات الشعب ومصالحه الوطنية. لم يكن العدوان الأمريكي - البريطاني على العراق من اجل مصالح الشعب العراقي، ولا لخدمة أهدافه، بل للهيمنة عليه ونهب ثرواته وتحطيم تطلعاته المشروعة في النهضة والعمران والمشاركة في عالم جديد لإنسان القرن الواحد والعشرين.

الثقافة العراقية شاركت بمجهودات غير قليلة في إعادة بناء الإنسان وقيمه وإيمانه في الحرية والتغيير والأمل والعمل المنشود. ومن بين جدران الاحتلال ودباباته وقفت الثقافة الوطنية تتصدى وتواجه وتشير إلى تراث كبير مملوء بصفحات من صولات أبو الطيب المتنبي والشريف الرضي وغضب محمد مهدي الجواهري وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي وسعدي يوسف وجداريات جواد سليم وفائق حسن ومسرحيات يوسف العاني وزينب وقاسم محمد وناهدة الرماح، والآلاف من المبدعين والرواد والمنتجين في شتى مجالات الإبداع الإنساني.

في هذا المجلد نموذج متواصل لذلك الهم والمعنى، أصوات أخرى على ذات النهج، من اجل الشعب وإنهاء الاحتلال، من اجل الإنسان وفي سبيل كرامته، رغم المنافي والمسافات، ورغم البعد والحصار. تجسد ثيمات التماثيل التي ينحتها مكي حسين صورة الثور العراقي الجامح على أبواب عشتار / العراق، واسد بابل في تحديه التاريخي في ارض الفيحاء.

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا