<%@ Language=JavaScript %>

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

تشييع المناضل شكري بلعيد اليوم ..والنهضة تتنكر لاقتراح الجبالي حول الحكومة

«الـنـهـضـة» تتنكّـر لاقـتـراح الجـبـالي: الحكـومـة الحالـيـة مسـتـمـرة

تونس: بلعيد يشيّع اليوم ومخاوف من انتفاضة

تتسارع الأحداث على الساحة التونسية. مشاعر الصدمة ولوعة الفراق التي خيّمت على البلاد أمس، إثر مقتل القيادي المعارض شكري بلعيد، بدأت تتحول إلى مشاعر غضب تنذر بتحرك جماهيري عارم. في هذه الأثناء، بدا أن جريمة الاغتيال أصابت «النهضة» بأزمة خلافات داخلية، بعد تصريح رئيس الحكومة وأمينها العام حمادي الجبالي «الشخصي» بحلّ الحكومة الحالية وتشكيل حكومة تكنوقراط، وهو قرار رفضته الحركة بشكل قاطع بحجة أنه غير مدروس وقد يوحي بتورطها.

وبين الشارع التونسي ومعارضته وبين الحكومة الإسلامية وحلفائها، يبقى المستقبل التونسي مفتوحاً على احتمالات متعددة، تتراوح بين المبشّر ببدء سقوط حكم «النهضة» الذي فشل في امتحان السلطة وحاول سرقة الثورة من أصحابها الأصليين فلحقته اللعنة، وبين منذر بافتتاح عهد الاغتيالات السياسية وجرّ البلاد إلى دائرة العنف، وهو ما كان حذّر منه بلعيد نفسه قبل يومين من اغتياله.

وبانتظار ما تخبئه الأيام المقبلة لمهد «الربيع العربي»، يستعدّ التونسيون اليوم لتشييع مدافعهم الشرس عن الديموقراطية والحرية في مسقط رأسه في جبل جلود، وسط إجراءات أمنية مشددة وتظاهرات حاشدة شهدت مواجهات عنيفة مع الشرطة، في وقت ينظم «الاتحاد العام التونسي للشغل» إضراباً عاماً هو الأول من نوعه منذ 35 سنة.

وفي ما يتعلق بمسألة تشكيل الحكومة، يبدو أن الارتياح الذي قابلت به المعارضة والمجتمع المدني القرار قد ذهب هباء. فقد أعلن رئيس الكتلة البرلمانية لحركة «النهضة» صحبي عتيق، في حديث للتلفزيون الرسمي، رفض قرار الجبالي تشكيل حكومة تكنوقراط. وقال «رفضنا هذا المقترح، فرئيس الحكومة اتخذ هذا القرار من دون استشارة الائتلاف الثلاثي الحاكم أو حركة النهضة».

 

بدوره، أكد نائب رئيس «النهضة» عبد الحميد الجلاصي رفض اقتراح الجبالي، بحجة أن «البلاد ما زالت في حاجة إلى حكومة سياسية ائتلافية على قاعدة انتخابات 23 تشرين الأول 2011» التي أوصلت «النهضة» إلى الحكم، بحسب ما صرّح لإذاعة «شمس أف أم».

وفيما أعاد التأكيد بدوره على رفض حكومة التكنوقراط، كشف عن «إجراء مشاورات مع مجموعة من الأحزاب والكتل في البرلمان، وإن شاء الله سنصل إلى توافقات».

من جانبه، قال رئيس حركة «وفاء» عبد الرؤوف العيادي إن «حديث حمادي الجبالي عن تشكيل حكومة كفاءات وطنية لا يمكن اعتباره سوى تنازل لنداء تونس بعد الابتزاز الذي حصل ضد الحكومة وحركة النهضة عقب وفاة شكري بلعيد»، موضحاً أن «قرار الجبالي جاء استجابة وتنازلاً للثورة المضادة.. والكلام عن تشكيل حكومة كفاءات وطنية في هذا الظرف يُعتبر كلاماً فارغاً لأنه يتحدّث عن شيء مفقود».

وكان الجبالي أعلن عزمه تشكيل «حكومة كفاءات وطنية لا تنتمي إلى أي حزب، تعمل من أجل مصلحة وطننا»، لافتاً إلى أنه «لم يستشر عند اتخاذ هذا الموقف لا أحزاباً حاكمة ولا معارضة، بل ضميري ومسؤوليتي أمام الله والشعب».

رفض «النهضة» للحكومة أكدته الرئاسة التونسية على طريقتها، حيث أعلن الناطق باسم الرئاسة التونسية عدنان منصر أن الرئاسة لا تملك أي معلومات بشأن حكومة جديدة تشكل من تكنوقراط. وقال «لم يتلق الرئيس استقالة رئيس الوزراء ولا تفاصيل حكومة تكنوقراط مصغرة أعلنها رئيس الوزراء».

وعلى خط مواز للجدل السياسي، كان الشارع التونسي يغلي، خوفاً وغضباً. الخوف كان من سيناريو تصفية مشابهة، لتلك التي تعرّض لها بلعيد، في حادث اتهمت عائلته «النهضة» بالوقوف وراءه بعد أن قال بلعيد إنها تحاول الاستئثار بالحكم وقد أعطت الضوء الأخضر للاعتداء على معارضيها.

وعليه، خرج المحامي التونسي أحمد نجيب الشابي، وهو رئيس الحزب الجمهوري المعارض، ليكشف أن اسمه مدرج على «قائمة شخصيات مستهدفة بالاغتيال»، وهو يتمتع بحماية رسمية.

وقال الشابي، في حوار مع إذاعة «أر تي إل» الفرنسية، «أنا مهدد، وزارة الداخلية أعلمتني رسمياً منذ أربعة أشهر أني ضمن قائمة شخصيات مستهدفة بالاغتيال. ورئيس الجمهورية (منصف المرزوقي) وضع لي حراسة أمنية منذ ثلاثة أو أربعة أشهر».

من جهة أخرى، قال الشابي إن التحقيقات في اغتيال بلعيد «لا تزال في بدايتها ولا يمكننا قول أي شيء»، لكنه انتقد «تراخي» السلطات في التعاطي القانوني مع أعمال عنف متكررة استهدفت معارضين وحقوقيين وصحافيين.

يُذكر أنه في العام 2012، قال شيخ سلفي في جرجيس، جنوبي تونس، خلال خطبة ألقاها عبر مكبر صوت أمام مسجد، إن «أحمد نجيب الشابي وشكري بلعيد وأمثالهم من العلمانيين رؤوسهم مطلوبة في جرجيس».

وفيما تؤكد المصادر الأمنية أن التحقيقات في مقتل بلعيد لا تزال مستمرة، نشرت بعض المواقع التونسية ما قالت إنه تسريبات أولية لنتائج تقرير الطب الشرعي تفيد بأن الرصاصات الـ3، التي أصابته في فكيه العلوي والسفلي وبجانب القلب، انطلقت من مسدس لا يملكه أو يستخدمه في تونس سوى عناصر من الجهاز الأمني التابع لوزارة الداخلية.

وقالت هذه التسريبات إن المسدس الذي استعمل في عملية الاغتيال هو مسدس أميركي الصنع من طراز «كولت»، وهو يحمل اسم مخترعه صمويل كولت في العام 1839. ويُعتبر هذا المسدس سلاحاً فردياً من الحجم الخفيف الوزن، ويُستعمل في القتال القريب سواء في حالة الهجوم أو في حالة الدفاع.

في هذه الأثناء، أكدت عائلة الفقيد ورفاقه في حزب «الوطنيين الديموقراطيين» و«الجبهة الشعبية» على أنهم سيحرصون على تأمين تشريح جثة الفقيد منعاً لأي محاولة تزييف لحقيقة وفاته. كما شددوا على أن أي تحقيق في الوفاة لا بد ألا تدخل فيه الحكومة لأنها في موضع اتهام ويخشى من أن توجه نتائجه في اتجاه لا ينصف الفقيد وعائلته وحزبه والديموقراطيين في تونس، في وقت يناقش قياديون في «الجبهة الشعبية» احتمال التقدم بشكوى إلى محكمة العدل الدولية لمتابعة التحقيقات.

ومع انتظار ما ستؤول إليه نتائج التحقيقات، يبقى الشارع التونسي في حالة تأهب ترافقها مشاعر غضب تمظهرت منذ اللحظة الأولى للاغتيال، واستمرت بالتصاعد أمس. وقد شهدت شوارع تونس تظاهرات حاشدة في شارع الحبيب بو رقيبة تعرّضت لإطلاق قنابل غاز على المتظاهرين واشتباكات مع الشرطة. كما نزل التونسيون في محافظات عدة للتعبير عن سخطهم، في وقت هاجم بعض المتظاهرين مقراً للشرطة وأحرقوا ما بداخله.

(«السفير»، أ ف ب، أ ب، رويترز)

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا