الاردن والتورط في المخطط الامريكي

 

 

كاظم نوري الربيعي

 

بالامس نفى الاردن وجود قوة امريكية ترابط على الحدود  الاردنية مع سورية ومقابل هذا  النفي اكد مسؤول امريكي رفيع وجود هذه القوة التي لم يكشف عن قوامها لكن الاخطر من ذلك  كله هو  الحديث الامريكي  عن نيته  اقامة منطقة "  عازلة " امنه" وعلى طريقة " بنغازي الليبية" على الحدود الاردنية السورية مما يعتي توريط الاردن في حرب كارثية.

 اقامة بنغازي جديدة في سورية او على حدودها  يعد ضربا من ضروب الخيال يعشعش في اذهان القابعين في" البيت الابيض " الذين باتوا يفكرون  بزج الاردن في هذه اللعبة الخطيرة خاصة بعد فشل تركيا   لان الاردن يعيش على المساعدات الامريكية  ويمكن ممارسة ضغوط عليه للاستجابة للمطالب الامريكية لكن  على عمان ان  لاتنسى العراق الذي يعد عمقا اقتصاديا داعما للاردن في جميع الظروف مثلما يزوده بالنفط ومشتقاته .

العراق يرفض التدخل في الشان السوري لادراكه خطورة" المؤامرة" التي تحاك في المنطقة انطلاقا من تدمير سورية ولن تنتهي حتى على حدود " روسيا" القريبة من بحر قزوين  خاصة وان  موسكو شعرت بذلك وكان لها موقف ثابت وواضح في المؤتمرات الدولية والاقليمية واستخدمت حق النقض " الفيتو" اكثر من مرة في مجلس الامن لقطع الطريق على الذين يحاولون استغلال  ما يدور في سورية الان مثلما استغلوا ذلك للتخلص من نظام القذافي رغم الملاحظات  الكثيرة عليه لكنه يبقى  بالسياق العام اكثر تحضرا من الانظمة التي تنفذ اجندات امريكية اسرائيلية وفي مقدمتها نظام العائلتين الحاكمتين في السعودية وقطر تحت ذريعة" الحرية والديمقراطية الزائفة .

الاردن ورغم مواقفه من العراقيين وتمييزه بين عراقي واخر وحجب تاشيرة الدخول عن الكثيرين وهو  يستقبل العراقي " المريش" الذي يحمل في حقيبته الملايين من الدولارات المسروقة من قوت العراقيين يبقى عمقا عراقيا في كل الاحول يتاثر ويؤثر بما يحدث في دول الجوار وخاصة سورية والعراق.

نصيحة للاردن ان لايتورط بالمخطط الامريكي وان  يبتعد عن ما  تخطط له " واشنطن" لمافيه خدمة لاسرائيل التي رفضت وقبل ايام ان يحصل الاردن على التقنية النووية لاغراض سلمية  لدعم شبكات الطاقة الكهربائية في البلاد وفق تصريح لمسؤول اردني فضلا عن طبيعة سكان البلاد ومعظمهم من الفلسطينيين  الذين يشكلون نسبة كبيرة في صفوف سكان الاردن .

 اما الحديث عن " الجماعات الاسلامية" في الاردن  فهو لايقل  عن خطورة عن الماساة المصرية التي اوصلت  هؤلاء " المرائين" الى سدة الحكم في مصر التي تعاني منهم ومن اساليبهم المخادعة التي  تسعى الى تحويل  مصر الحضارة الى   ساحة  للتخلف.

 الاردن اذا سيقع في الفخ ما ان يسمح للامريكيين بتنفيذ اجنداتهم  ضد سورية انطلاقا من الاردن  الذي لازال بحاجة الى العديد من البضائع السورية التي تسد حاجة المواطن الاردني  ولن يستطيع ان يوقف استيراداته من دمشق رغم الاجراءات التي اتخذتها" جامعة الدول غير العربية" للضغط على سورية ومحاولة التدخل في شؤونها الداخلية تحت ذريعة كاذبة تتمثل بالوقوف الى جانب الشعب السوري في خياراته في حين ان سورية تشهد حربا ارهابية مدعومة  اقليميا ودوليا وان الشعب السوري نفسه يعاني من تلك الحرب .

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا