<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي  خطط الامبريالية الجديدة

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

خطط الامبريالية الجديدة

 

د. كاظم الموسوي

 

كل يوم تتكشف خطط جديدة للامبريالية الامريكية وتفضح سياساتها في العالمين العربي والإسلامي. ومع ذلك مازالت تحظى بالتخادم وتسهيلات انجازها من اطراف كانت وما زالت توفر لها ما تتطلبه خططها وحروبها ومصالحها. وكأن الحنين للاستعمار القديم لديها يتقدم على ما حصلت من متغيرات وما انجز من نضال وطني وتحرر قومي وتضحيات جسيمة. انكار ذلك لن يخدم من يتعامون ويتعاملون معه بهذه البساطة والتخاذل المخجلين. فما يشهده واقع الحال في العالمين العربي والإسلامي اليوم يؤكد ان الامبريالية الامريكية ومَن يخطط لها او يشاركها تتزعم خططا جديدة ومستمرة في تحقيق مصالحها الامبريالية الاستراتيجية وفي انتهاك صارخ لمصالح وحقوق الشعوب في المنطقة خصوصا.

ما يجري في العراق مثال صارخ لتلك الخطط ونماذجها. فبعد عشر سنوات من الاحتلال والتدمير ورغم انسحاب القوات العسكرية العاملة والادعاءات باتفاقيات استراتيجية وغيرها، يتم التهديد بالتقسيم وتكريس المحاصصة الإثنية والطائفية. وكلما تشعر الادارات الامريكية بوجود مساع لدى القوى السياسية العراقية في الاهتمام بمصالح عراقية وطنية وخدمة شعبها، تشهر  خططها ومشاريعها في استمرار الاخطار التقسيمية وإثارة النزاعات وتعقيد الصعوبات التي تواصل زرع الفتنة والبلبلة وعدم الاستقرار وتغييب الخدمات الاساسية والإدارية الاخرى لاستمرار الوضع الهش والضغوط لتسريع تقديم التنازلات للخطط الامبريالية الجديدة واستمرار الهيمنة والاحتلال بإشكال اخرى. لماذا يشهد العراق التفجيرات السياسية والأمنية والاغتيالات  لحد الآن؟ ولماذا تتصاعد الاحتقانات السياسية ولم يستقر وضعه الامني والسياسي بعد كل تلك السنوات العجاف؟ وما هو دور الخطط الامبريالية الجديدة في تأزيم احواله وارباك امنه وزعزعة استقراره، وتحريك حكومات خارجية للتدخل في شؤونه وإثارة مشاكله؟!. لا يُختلف في الجواب على تلك الاسئلة ومثلها بالتأكيد. اذ لم يكن من مصالح الامبريالية الامريكية والغربية عموما وقواعدها الاستراتيجية في المنطقة ومَن وراءها ان تتقدم احوال العراق وتستثمر ثرواته في خدمة مصالح شعبه والمنطقة عموما. ولهذا تتواصل تلك الخطط في تدمير العراق نموذجا لغيره وإشارة واضحة لكل من يريد او يفكر ببناء وطنه واحترام ارادة شعبه وخياراته الوطنية.

هذا ما تعكسه اوضح الصور وابرز الخطط الجديدة في المنطقة عموما. ومن بينها ما كشفته جولات نواب الكونغرس الامريكي في العالمين العربي والإسلامي مؤخرا وما اعلن من بيانات ومشاريع تؤكد ان تلك الخطط وبداياتها وتداعياتها تثبت تلك النوايا وما تحمله من اخطار فعلية وتهديدات رئيسية ليس لحاضر وواقع الحال بل ومستقبل المنطقة وأجيالها وخيراتها. ولعل ابرز ما تقدم به هؤلاء المشرعون الامريكان (واغلبهم من عتاة الصهاينة او داعمي قاعدتها الاستراتيجية في فلسطين، وللأسف المرحب بهم عند اغلب الحكومات العربية خصوصا) في السياسات الاستراتيجية يبين انهم يسعون الى تدمير المنطقة وخارطتها الجغراسياسية وطموحات شعوبها في التحرر والتقدم والاستقلال. وكل ما عرف ونشر علنا يزيد في اخطار تلك الخطط ونتائجها العدوانية والحربية والاستعمارية. ومتابعة ما ظهر من جولات تلك الوفود الامريكية (وقياداتها اعضاء معروفون بحقدهم وكراهيتهم لكل ما هو عربي وإسلامي) يعري الخطط المنظمة للمنطقة ويكشف بالملموس النوايا المبيتة فيها وتداعياتها اللاحقة وتأثيراتها على مصالح الشعوب والأوطان. فما تقدمت به الوفود التي زارت اغلب بلدان المنطقة ومنها العراق ولبنان وما اعلن منها يؤكد ان تلك الخطط الجديدة للامبريالية تستهدف امن واستقرار المنطقة وتغيير خارطتها السياسية والأمنية والسلم فيها وإرباكها ونهب واستغلال ثرواتها وانتهاك سيادتها وإستقلالها، وحرمانها من التقدم والتطور والتحديث أساسا، وما الحجج فيها إلا رأس الجليد العائم من خططها ومشاريعها الامبريالية.

تعمل هذه الخطط الجديدة على استمرار تحطيم كل امال وخيارات وطنية وشعبية تخدم مصالح شعوبها واستقلالها وسيادتها وبناء اوطانها لخدمة الامن والسلم في المنطقة والعالم. وتظهر انها تسعى الى الاستفراد بالدول والشعوب وعزلها عن محيطها لزيادة استغلالها وتقسيمها بما يخدم قواعدها الاستراتيجية العسكرية والاقتصادية في المنطقة. وتكشف تلك الخطط  في الوقت نفسه الى تشكيل تحالفات لها ضد الدول والشعوب المستهدفة وتحويل الانظار اليها كجهات معادية، وتمرير التطبيع الاستعماري مع قواعدها الاساسية في المنطقة. وتلك الخطط نجحت بصور متعددة في اشغال البلدان المناهضة لها وتحريك طوابير داخلية في العمل على تقويض استقرارها الداخلي وسيادتها الوطنية. كما انها حاولت ان تهيأ اجواء لها في غسل الادمغة وتشويه الوعي في قبول افكارها المعادية للمصالح الوطنية والقومية والتحرك لخدمة تلك المخططات بحماس واندفاع ملفت للانتباه. وبالتأكيد اعتمدت تلك الخطط، من ضمن ما تعتمد عليه عموما، توفر أطراف في المنطقة وقدرات واسعة في مجالات الاعلام والتقنية المتطورة لخدمتها. وهو ما تحقق لها بشكل واسع ومعروف ولم يعد سرا، حتى ان تلك الوسائل اخذت تجاهر بخدمة تلك الخطط والمصالح دون وجل او خشية من عقاب شعبي او وطني او من وازع من ضمير او عقبى ضمير.

تشكل هذه الخطط الجديدة الاخطار الحقيقية على العالمين العربي والإسلامي وقد كانت من بين الاسباب التي دفعت الشعوب فيها للكفاح الوطني والنضال من اجل التحرر الوطني والقومي حين مارستها القوى الاستعمارية القديمة، والآن تعاود تلك القوى الاستعمارية والجديدة فيها ومعها، اعادة تلك الخطط وتجديدها بأساليب وأشكال مناسبة للتغيرات التي حصلت في العالم وفي الثورات التقنية والاجتماعية، وكلها بين معلومة وواضحة ومستورة لم يحرج من كشفها.

أمام هذه الخطط الجديدة تتطلب العودة ايضا الى استعادة بدايات القرن الماضي وضرورة العمل على اعادة الاعتبار لدروس التاريخ وعبر السنوات وتجارب الشعوب وتجديد تيارات وحركات التحرر الوطني والقومي والانتصار للشعوب وخياراتها ومصالحها لمقاومة تلك الخطط وعدم تقبلها بأي شكل او ممارسة خادعة، وتلقين من يراوغ فيها ويخادع او يتلون معها ما يستحقه من دروس وعبر وتجارب. فالمؤمنون الثوريون لا يلدغون...!!

 

كاظم الموسوي

25.09.2012

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا