<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان  الثورة السورية واهداف قادتها المتناقضة

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

الثورة السورية واهداف قادتها المتناقضة

 

 

يوسف علي خان 

 

لقد تكاثر اعداد المحللين في الاونة الاخيرة وانا واحد منهم طبعا يحللون الوضع السوري كما سبق وان حللوا الاو ضاع التي جرت في غيرها من الدول العربية فادعى البعض منهم بانه صراع فوضوي لم يعرف كنهه او صراع على السلطة بين فئات كتلية او حزبية او تدخل طائفي من قبل قوى خارجية تأخذ اتجاهين متضاددين اتجاه شيعي  تدعمه ايران والعراق وحزب الله اللبناني واتجاه سني و سلفي  تدعمه السعودية وتركيا ومصر .. وبهذا التحليل يصورون ما يحدث في سوريا على انه تحريض دولي خارجي طائفي فقط دون النظر الى الدوافع الداخلية التي لولا توفرها لما قامت اية حركة في سوريا ولا في أي بلد عربي اخر فقد صور المشهد قاصرا وناقصا ومشوها مع ايماننا التام بكونه مخطط امريكي صرف لكن لا بد من ايجاد المبرر لاثارته  .. فالصراع في سوريا من وجهة نظري هو نتيجة دوافع معينة واضحة المعالم ابتنى فيها حزب البعث بالاساس قبل خمسين سنة عليه يتعلق بالتنوع العرقي والديني وكل منها كان له هدف معين في الانتماء الى ذلك الحزب الذي تبعثر فيما بعد في عهد حافظ اسد كما تبعثر حزب البعث في العراق في عهد صدام .. اذ يتزعم الجانب العرقي الاكراد الذين كانوا يحلمون بتأسيس الوطن القومي المستقل لهم في شمال شرق سوريا  وكما استطاع اخوانهم الاكراد ان يفعلوه في العراق اذ استطاعوا ان يؤسسوا دولتهم المستقلة بمساعدة الغرب  في كردستان العراق  .. وكذا الحال بالنسبة  للطوائف الغير اسلامية المتعددة في سوريا والتي كانت تشعر باحوالها السيئة  بعد تأسيس الدول العربية المنبثقة عن مؤتمر سايكس بيكو والتي تضم اديان متعددة وطوائف متنوعة تشعر بعدم انتمائها للاكثرية العربية المسلمة فاتفقت في حينه كل تلك العرقيات  مع الطائفة العلوية التي كانت تشعر بكونها هي الاخرى  اقلية مضطهدة داخل المساحة السورية التي ينتمي معظم سكانها الى الطائفة السنية فاتحد الجميع داخل شرنقة حزب البعث العربي الاشتراكي بعد تحولات عديدة لا مجال لذكرها الان  وكونوا قوة تمكنت من السيطرة على الحكم في سوريا واعتقدت كل الفئات التي انضوت تحت لواء حزب البعث بانه سوف يحقق جميع طموحاتهم واهدافهم الخفية .. غير ان الذي حدث هو انفراد حافظ اسد في الحكم ونكث جميع وعوده للمنتمين تحت راية هذا الحزب... كما وجد الاخوان المسلمون بانهم قد اصبحوا مهمشين من قبل الفئات العلوية التي انفردت في حكم البلاد فانقلب الجميع على عائلة الاسد .. وكانت البداية قبل اكثر من ثلاثين سنة عندما قام الاخوان المسلمون بانتفاضة كبيرة تصدى لها حافظ الاسد بكل قوة خاصة في مدينتي حمص وحما فقصف المدن السورية وقتل الالاف من المواطنين واضطر الكثيرون الهرب الى العراق مستغلين الخلاف بين الاسد وصدام اذ احتضنهم المسلم جدا والمؤمن صدام حسين في حينه وهيأ لهم السكن وفتح لهم ابواب المدارس وفضلهم حتى على الشعب العراقي ببعض الامتيازات وادخل العديد منهم في مخابراته ولم يتمكن الاخوان المسلمون في سوريا بعد ذلك التاريخ من التحرك او الانتفاض حتى قامت الثورات العربية الاخيرة وتمكن الاخوان من السيطرة على الامور في عدة دول عربية فوجدوا الفرصة ملائمة لا عادة الكرة من جديد والاتنفاضة على بشار الابن محاولين السيطرة على الحكم بعد ان وعدوا بدعم كبير من قبل الاخوان المسلمين في مصر وبعض الفصائل الفلسطينية مثل حماس وقد استغل الاكراد هذه الفرصة الذهبية المواتية للاشتراك في الثورة مع اختلاف اهدافهم مع اهداف الاخوان المسلمين بعد ان خذلهم الاسد ووقف ضد اهدافهم بل وحاربهم محاربة شديدة حتى منعهم من التحدث بلغتهم الكردية او الاعتراف بهويتهم العرقية مع ما بنوه من امال بانتمائهم الى حزب البعث في بداية مشواره وبعد ان تخلوا عن الحزب الشيوعي الذي كانوا قد اسسوه في سوريا وفشلوا في كسب التأييد له غير انهم لم يحصلوا على مبتغاهم لا من الحزب الشيوعي ولا من حزب البعث فقد وجدوا في الانضمام الى صفوف الثورة الحالية والاشتراك بها فرصة جديدة  املين الدعم اللوجستي من قبل اكراد العراق وتركيا فيتمكنون من ان يكونوا ادوات فعالة في الضغط على الاخوان المسلمين وبمساعدة الادارة الامريكية كما فعلت في العراق ان يحصلوا على حقوقهم ويؤسسوا لهم اقليمهم المستقل ثم يتمكنوا شيئا فشيئا من حصولهم على الاستقلال الناجز كدولة كردية في الجانب الشرقي من سوريا لها حكومتها وبرلمانها وقوانينها كما هي الحال في كردستان العراق ثم يحصلوا على الاعتراف الدولي بعد ان تتقسم سوريا وكما هو مخطط لها الى اربعة اقسام في المستقبل القريب اسوة ببقية الدول العربية المجاورة ... ولكن ومع اشتراك الاكراد والمساهمة الفعالة مع الاخوان المسلمين في هذه الثورة فقد اختلفوا وبعد وقت قصير من اشتعال فتيلها ... اتضح ذلك من خلال المؤتمرات المتعددة  التي عقدوها في عدة امكنة  لوضع الاسس المستقبلية لهذه الثورة اذ اصر الاكراد بان تضم حميع المقررات التي تقرها القيادات الثورية  الاعتراف الكامل بالحكم الذاتي للاكراد داخل اقليم مستقل لهم وهو ما رفضه الاخوان المسلمون الذين يبنون ثورتهم التي شاركوا فيها في جميع البلدان العربية على اعادة تأسيس الخلافة الاسلامية الشاملة التي تضم جميع البلدان الاسلامية في العالم وعلى ان يكون الاخوان المسلمون هم الخلفاء فيها وبهذه الصورة فهم لا يعترفون في تواجد الدول الاقليمية  وباي شكل كان... وهذا الخلاف قد اضعف الثورة السورية بانقسام فصائلها الى قسمين متعارضين اضافة للمواقف الدولية المتباينة بين المعسكر الشرقي الذي يضم  الاتحاد الروسي والصين من جهة تؤيده ايران والعراق وحزب الله والذين يدعمون الجهة الشيعية التي وجدت من مصلحتها دعم العلويين باعتبا رهم جزء من الطائفة الشيعية المضادة للاخوان المسلمين الذين يمثلون التوجه السني مما خلق توازن دولي في القضية السورية لايسمح لاي طرف ان يتفوق على الطرف الاخر ويديم امد المعارك التي تسحق في كل يوم مئات السوريين وهو ما ترغب له اسرائيل وتؤيدها الادارة الامريكية مما سيجعل الحسم في احسن الاحوال هو مجرد تغيير في زعامة الاسد واستبداله بشخصية يتوافق عليها الجميع وكما حدث في اليمن و ليبيا وتونس وحتى في مصر حيث ثبت وجود الاتفاق السري بين الاخوان والادارة الامريكية على سياسة متوازنة تبقي العلاقة هادئة دائمة مع اسرائيل ..وتحقق المخطط الامريكي في جميع اجزاء الدول العربية بتقسيم هذه الدول وفق الخرائط الجديدة وذلك بتقسيم العراق وقد حدثت البداية بايجاد اقليم كردستان  ثم ستبدأ بتقسيم سوريا بتأسيس الدولة الكردية السورية وتسير القافلة حتى نهايتها في تقسيم الجميع في ترحالها الاخير  وعليه فكل التحليلات التي تخرج عن نطاق هذا التحليل هو دجل ونفاق وتظليل او جهل في فهم الحقائق والوقائع ولا اعتقد بان كل المحللين جهلة الى هذا الحد ففيهم العديد من الاذكياء غير ان المصلحة تغير التفكير وتقلب الحقائق وتكيف الامور حسب ما يتطلب  ...!!!

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا