<%@ Language=JavaScript %> أحمد القندرجي العطلة المطرية

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            


 

 

العطلة المطرية

 

أحمد القندرجي *

 

هل تشكر الارض قطر المطر
وتغضب ان لم يجدها الغمام 

 ((بدر شاكر السياب في سفر ايوب))


 اكتب هذا المقال ونحن نتمتع بالعطلة المطرية بعد ان سقط غيث من السماء جعل بعض مناطقنا تصلح لتمثيل فلم عن الحرب العالمية الثانية وغرق الدبابات الالمانية في الوحل الروسي او تصلح لعمل فلم من رواية الحرب والسلام لتولستوي وهو يصور في الرواية  احداث تدور في فترة اجتياح نابليون لروسيا وهو ينسحب من موسكو تحت وطاءة الشتاء الروسي ..في حالة سقوط المطر نسمع عن تهدم بعض المنازل لعل هذا ماحدث خلال سقوط الامطار عشية سقوط الامطارسابقآ  قبل العاشر من محرم في واسط يومها انتقد المواطنون هذة الحالة بشدة اذ في الوقت الذي يحرص فية مسؤولوا الحكومة المحلية ومجلس المحافظة والدوائر الخدمية على المشاركة  في الشعائر الحسينية فأن  ظهورهم وسط المواكب والمناطق ملئى بالوحل ووسط اخبار سمعت عن سقوط منزل على عائلة ووفاة افرادها كل هذة الامور جعلت تواجدهم في المواكب ذي نتائج عكسية 100% .
تصور عزيزي المواطن بينما تقف في احد مواكب التعزية وانت تشاهد الارض ممتلئة بالوحل وحذائك ملطخ هو الاخر
بالطين وملابسك  مبللة بمياة الامطار او مياة المجاري وانت تسمع بقصص سقوط بعض البيوت ووفاة من فيها وفي هذة اللحظة يدخل عليك مسؤول معزز بحمايتة وهم يحملون اسلحة ظاهرة او مخفية وصاحبنا المسؤول يتبختر ويقول
هو من وسط المجموعة التي تحيط بة ((مأجورين انشاء الله ويسلم على  الاخرين )) سوف لن انقل شعوري الشخصي واترك للقراء
الكرام ان يتصوروا الحدث ...؟
تصوروا ان هنالك في هذا الموكب من يقول ويصيح اننا نملك مقومات النهوض والتطور واننا افضل من الغرب الكافر ونحن في حال احسن من  اليابان ومن انكلترا وتصوراوا ان هنالك من يدعوا العالم الى ان يتعلم منا!!! اكيد ان مدينة ضبابية مثل  لندن اذا رزقنا الله امطار مثلها فأننا سوف نعيش حياتنا في عطلة مطرية والله الموفق .
((ان اهم لحظة تراودنا هي لحظة اكتشاف الحقيقة حتى لواكتشفت انك حمار ))*عبد الرزاق الجبران في كتاب  جمهورية النبي .او تتملكك رغبة في قراءة كتاب علي شريعتي (النباهه والاستحمار .وهو يقول هنالك ملاين البشر في العالم الاسلامي هم ضحية الاستحمار ويقول شريعتي ليس الخوف من الدين ولكن من تصنيع الدين ).آي من توظيف الدين واستغلالة سياسيآ واجتماعيآ بما يحقق مصالح المنتفعين .رحم اللة ابي ذر اذ عاش وحيدآ ومات وحيدآ وهو يعترض على توظيف واستغلال الدين .

ان توظيف الدين لمكاسب سياسية وتوظيفة بشكل يقمع الحرية ويسكت صاحب كل رأي حر وتوظيفة لتحقيق مكاسب سياسية وتوظيفة لحماية المفسدين وحماية المنحرفين في الجهاز الاداري والحكومي يعتبر بكل المقايس كارثة كبرى كارثة كبرى ان تقمع الحريات وتقتل المدنية ويحمى المفسدين والمافيات والمحاصصة كارثة ان ينتفع من الديمقراطية اعداءها وينتفع من الدين من يستغلة ويوظفة هذا الامر اليوم اصبح واضح وضوح الشمس في كبد السماء ولم يعد الامر مقتصرآ على الجانب المحلي العراقي بل ان الامر تعدى ذالك الى المستوى الدولي العالمي يشير الكاتب الامريكي والصحفي الكبير ورئيس تحرير صحيفة ((the nation ))روبرت دريفوس في كتابة المثير ((لعبة الشيطان ))يشير الى ماقالة واحد من اهم ضباط المخابرات الامريكية (سي اي اية ) وهو 

رييل مارك جريشيت في كتابه (التناقض الاسلام ...رجال الدين الشيعة والاصولين السنة والديمقراطية العربية الاتية ) روبرت دريفوس يتكلم في لعبة الشيطان عن وقائع كثيرة تتعلق بأدارة الولايات المتحدة للدين وتوظيفة في مشاريع سياسية ومع تحفظ على بعض ما جاء في الكتاب لكنه كتاب مهم لفهم مايجري . . 

لأننا نشهد توظيف القومية والدين والطائفة والقبيلة في الصراع السياسي بصيغ تقتل الديمقراطية وروحها ورونقها وجوهرها وهو الحرية  . قال الاديب والمفكر الانكليزي الكبير برنارد شو 

((الانسان هو الحيوان الوحيد الذي يثير رعبي ..بينما لايشكل الاسد الشبعان اي اذى فليس لدية اي مذاهب او طوائف او احزاب ))او كما قال شو ساخرآ (سامحة فأنة يعتقد ان عادات قبيلتة قوانين طبيعية )...

ان مايحدث سوف  ينعكس سلبآ على مجمل النخب في فرنسا بلد العالم الصناعي الكبير بلد الثورة الفرنسية العظمى بلد روسو وفولتير وجان بول سارتروديغول بلد الضباب والخدمات البلدية الممتازة وباريس مدينة الضوء وعدم انقطاع التيار الكهربائي تلك المدينة التي تغنى بها رفاعة الطهطهاوي في كتابة تلخيص الابريز في تلخيص باريز تلك البلاد التي تجسد مقولة اسلام بدون مسلمين بلاد شعارات الحرية والاخاء والمساواة هنالك ممثل فرنسي طلب اللجوء واكتساب الجنسية البلجيكية  يدعى بيرار دوبارديو والسبب في لجوءة الى هذا الفعل هو ان الضرائب في فرنسا على الفئات البرجوازية العليا هي ضرائب عالية تصل الى 85 % من قيمة لاحظ ان بيرار هذا لم يكن موظف واغتنى ولم يكن سياسي  واثرى على حساب المال العام ولم يكن صاحب شركة مقاولات او سلاح واغتنى من التعاقدات الحكومية بل كان ممثل وفنان ولكن لأن شعبة يمتلك روح ترفض التمايز الطبقي فأنة يفرض علية ضريبة عالية ولأن هذا الممثل بيرار يعرف 

انة لن يستطيع الافلات من النظام الضريبي علية قرر السفر والخروج بينما في بلادنا يغتني من يغتني من المال العام من مال الشعب ويجلس معززآ مكرمآ في البلاد وهناك من يدافع عنه دفاعآ مستميت لا بل هناك من يصفة بأنة مؤمن وخوش ادمي.  قبل ايام حضرت مجلس فاتحة وفي نهاية المجلس قام احد  المعممين بالقاء خطبة ومن باب حث الناس على الصلاة قال مامعناه اننا نتسامح في الفساد وحتى الانحراف الاخلاقي لكن تارك الصلاة لايسامح  قلت في نفسي اي ثقافة يسوق لها هذا الرجل الم يقرء علي شريعتي في دين ضد الدين او في النباهة والاستحمار 

اذا انعدم شعور الانسان بهموم مجتمعة فلا فرق ان يكون في مسجد يصلي او في كان في خمارة يحتسي الخمر هكذا تكلم علي شريعتي وهكذا تفعل فرنسا وهكذا نعيش نحن بمثل ثقافة هذا الشيخ  الم يقرء عن ابي ذر عن علي عن الحلاج  ((اذا لم تكن شاهدآ على عصرك ولم تقف في ساحة الكفاح الدائر بين الحق والباطل واذا لم تتخذ موقفآ صحيحآ من ذالك الصراع الدائر في العالم فكن ماتشاء مصليآ متعبدآ في محراب ام شاربآ للخمر في الحانات فكلا الامرين يصبحان سواء ))علي شريعتي ....

(((السلطة لاتفسد الرجال انما الاغبياء اذا وضعوا في السلطة فأنهم يفسدونها )))برنارد شو 

 


*احمد القندرجي هو احمد سامي داخل 


 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا