<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي الاتحاد الأوروبي وجائزة نوبل للسلام

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الاتحاد الأوروبي وجائزة نوبل للسلام

 

 

د. كاظم الموسوي

 

حصل الاتحاد الاوروبي على جائزة نوبل للسلام لهذا العام 2012، فهل الاختيار صائب؟ وهل تسمية الجائزة متطابق مع الهدف منها والاتحاد الاوروبي؟!.

حسب اللجنة المقررة للجائزة، فالاتحاد الأوروبي ساهم منذ أكثر من ستة عقود في تشجيع السلام والمصالحة والديمقراطية وحقوق الانسان في أوروبا. اجل .. في أوروبا، ولكن هناك تصريحات تعمم القول دون تحديده وهنا السؤال الكبير.. هل حقا الاتحاد الاوروبي شجع السلام والديمقراطية وحقوق الانسان في العالم، خارج اوروبا؟. قبل الاجابة كانت ردود الفعل ناطقة بمضمون الفوز ولاسيما من اركانه، فرئيس المفوضية الأوروبية مانويل خوسيه باروسو كتب على حسابه على تويتر إنه "من عظيم الشرف" ان يفوز الاتحاد الذي يضم 500 مليون مواطن أوروبي من 27 دولة بهذه الجائزة. ورحب رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولز بالإعلان وقال لوكالة رويترز إنه "متأثر بشده ويشعر بالفخر بهذا الفوز". وأضاف "هذا الاتحاد يمثل مشروعا بدّل الحرب بالسلام في القارة الاوروبية". وأُعتبر هذا الإعلان بمثابة مفاجئة بالنظر إلى المشكلات التي يغرق فيها الاتحاد ومعارضة سكان النرويج له، البلد الذي اعلنت فيه الجائزة وعلى ارضه تعقد حفلات تسليمها، لأنهم يرون فيه تهديدا لسيادة الدول الاعضاء. وكانت النرويج قد صوتت ضد الانضمام للاتحاد الاوروبي مرتين اثنين. وتعتبر الاتحاد من أكبر الكتل المصدرة للأسلحة، ما يقارب 32% من صادرات الأسلحة في العالم.

فوز الاتحاد الاوروبي بالجائزة لهذا العام لا يختلف عن الاعوام التي منحت بها للرئيس الامريكي باراك اوباما ومن سبقوه من شخصيات رسمية كانت في حينها موضع جدل وصراع حول حقيقة مشاركتهم في ارساء دعائم السلام والأمن والديمقراطية  في العالم، دع حقوق الانسان في بلدانهم او في أي مكان من المعمورة.. ومنهم متهم بجرائم حرب حسب التوصيف العالمي لها. وهنا التشابك بين الجائزة والاتحاد الاوروبي اذا ما قورن بالأسماء السابقة ووقائع الحال.

لا خلاف ان الاتحاد الاوروبي حقق الكثير لما هدف له في انشائه لأعضائه من الدول الاوروبية وما سعى اليه داخلها، رغم اعتراضات وتساؤلات حادة داخل سكانه ايضا، ورغم الازمات المتتالية التي يعيشها الان بعد تلك العقود من اعلانه. ولاشك ان علاقاته الدولية واسعة واتفاقياته المتنوعة وأدواره الاخرى عالميا لها مكانها في خارطة العالم اليوم، وكذا شراكاته مع الدول المجاورة او البعيدة عنه، ولكن شراكته الاستراتيجية مع الضفة الاخرى من المحيط الاطلسي ودورها في خططه الاستراتيجية، ومفاعليها دوليا، ولاسيما مع العالمين العربي والاسلامي، تترك بصماتها عليه وتؤثر في قراراته الاستراتيجية وهي التي لابد من قراءتها قبل منحه الجائزة وارتباطها بمضمونها المطلوب اشاعته وتفعليه على الارض والواقع، لا الابتعاد بها عن الهدف الرئيس منها، والإصرار على تأكيد انحيازاتها السياسية على جوانبها المعنوية والأساسية من انشائها.

يشارك الاتحاد الاوروبي في اللجنة الرباعية بخصوص القضية المركزية في العالم العربي ودوره فيها معلوم ومسؤوليته التاريخية لا تعفيه عن تطوراتها وتداعياتها والمآسي والكوارث التي الحقتها ضد حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في وطنه وحياته كشعب مثل بقية الشعوب في العالم معروفة ايضا، وهذه المشاركة لم تغير من مسؤوليات الاتحاد ولا في مسيرة الحل السليم للقضية، بل ان اللجنة والاتحاد خصوصا يلعبان دورا سلبيا لحد الان فيها، بل وتعمل اللجنة والناطق باسمها الى تصفية القضية ونكران الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتصب الزيت على النيران في العالم العربي والاسلامي باستمرارها في تهميش القضية وأبعادها عن مركزيتها في السياسات الدولية وغمط مشروعيتها الرئيسة والصمت على استمرار الاحتلال والاستيطان، بل والإصرار على التنكر لدورها في انشائها وتازيمها الى الان.

كما ان الفضيحة الاخرى المعرية لدور الاتحاد الاوروبي، اضافة للقضية الفلسطينية، مشاركة اعضاء بارزين في الاتحاد في احلاف الراغبين في جرائم العدوان والغزو والاحتلال لبلدين اخرين، هما افغانستان والعراق. ومازال البلدان يعانيان من هذه الجرائم التي خاضتها الادارات الامريكية وحلفاؤها الاوروبيون. فعن أي امن وسلام قام به الاتحاد الاوروبي في هاتين القضيتين تحديدا ومثالا؟. ان خطط الهروب والهزيمة الان من افغانستان والعراق تثبت حجم الانتهاكات والجرائم التي مورست فيهما، وكذلك تتواصل مع مخططات العدوان ضد شعوب العالمين العربي والاسلامي، وهي بكل احوالها، قانونيا واخلاقيا وانسانيا، فظائع وفضائح لجرائم حرب وإبادة وضد الانسانية ويتوجب محاكمتها وإدانتها والاعتراف بأضرارها وخسائرها وتداعياتها والتعويض عنها بما يسهم في دعم الامن والسلام العالمين وأهداف جائزة نوبل للسلام.

يضع الاتحاد في اوراقه الكثير من الخطط التي يمكن القول عنها انها كلام جميل ومعسول ولكن الممارسات الفعلية تفضحه ولا تدعم مصداقيته وتقول بتناقضاته مع اهدافه المعلنة. فالكلام عن الشراكة مع بعض دول الجوار من اعضاء العالم العربي لا تستهدف غير امن واستقرار دول الاتحاد الاوروبي نفسه، بينما تنظم وتستهدف عمليا لتفريق اية امكانية لتوحيد دول العالم العربي وتوسيع الخلافات الداخلية بينها ولا تقدم لها نموذجها في الاتحاد الاوروبي ومثاله التوسعي في القارة الاوروبية. وكذا الحال مع جنوب وشرق اسيا، ومجموعات وتجمعات الدول الافريقية. ولا يمكن اعتبار المساعدات وبعض الدعم الذي تقدمه دول الاتحاد الاوروبي، سواء باسمه او بمفردها، الى حالات الكوارث الطبيعية او بعض البلدان التي تحتاجها دون اهداف سياسية ايضا، او في اطار العمل الخيري الانساني، رغم اهميتها في اغلب الاحيان. وهنا تحاول الدول الرئيسية في الاتحاد استغلال مثل هذه الاوضاع والتبجح بدورها او فعاليتها، وتنسى ادوراها السابقة في الاستعمار ومجازرها التاريخية في تلك البلدان او القارات الاخرى.

حصول الاتحاد الاوروبي على جائزة نوبل للسلام  يجب ان يغير في كثير من القضايا والمسائل الدولية، ومنها اهمية الجائزة ودور الاتحاد الاوروبي فيها، كما يتطلب اعادة الاعتبار للأمن والسلام والديمقراطية وحقوق الانسان، ليس في اوروبا وحسب، ودون استثناءات او تمييز.

 

كاظم الموسوي

04.12.2012

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا