<%@ Language=JavaScript %>  د. كاظم الموسوي أقنعة تتساقط

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

أقنعة تتساقط

 

 

جريدة الوطن - عمان

 

أصبحت سوريا وأمست أمس على متوالية جديدة من التفجيرات الإرهابية بعد تلك التفجيرات التي شهدتها أمس الأول، حيث حصدت تفجيرات أمس وحدها ما يزيد على سبعة وأربعين مدنيًّا سوريًّا أغلبهم من الأطفال والنساء.
إن هذه التفجيرات الإرهابية التي تستهدف المدنيين السوريين قد باتت أسلوبًا متبعًا لدى العصابات الإرهابية والتكفيرية والظلامية التي تقاتل الشعب السوري، ومادة يومية للفضائيات ومختلف وسائل الإعلام، الأمر الذي يطرح تساؤلات كثيرة منها: ما علاقة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة المزعومة بقتل المدنيين الأبرياء؟ ومنذ متى كانت المطالبة بالحقوق المشروعة عبر القتل والتحريض والتأليب وتفخيخ السيارات لاستهداف المدنيين الأبرياء، واستهداف الآمنين في بيوتهم ومضاجعهم، وتجنيد الجماعات الإرهابية والتكفيرية والمرتزقة وأصحاب السوابق والمدمنين ومدهم بالمال والسلاح؟ فما ذنب أولئك الضحايا الأربعة والعشرين من الأطفال والنساء الذين وقعوا ضحية تفجيرات أمس أن يلاقوا مصيرهم بهذه الطريقة الإرهابية البشعة؟
إن ما يندى له الجبين ويزيد الألم ألمًا والجرح نزيفًا أن قتل الشعب السوري واستهدافه بالمفخخات والرصاص الغادر من قبل تلك العصابات الإرهابية ـ المدعومة من الأطراف المتدخلة في الشأن الداخلي السوري ـ ليس باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فحسب، وإنما يتم باسم الإسلام، والإسلام من هكذا أفعال آثمة براء، إنه قتل أنفس بغير حق باسم "الجهاد".
لقد نجحت الولايات المتحدة ـ كعادتها ـ في صناعة الإرهاب داخل سوريا، مثلما نجحت من قبل في أفغانستان حين حرضت وجندت المقاتلين العرب باسم "الإسلام" و"الجهاد" لمقاتلة الشيوعية ونصرة المسلمين هناك، مكونة النواة الأولى لتنظيم القاعدة الذي أصبح يتمدد في كل اتجاه، مسخرة له أسباب هذا التمدد والتفريخ في كل بلد عربي ومسلم يكاد، حيث يتم تحريك عناصره في الوقت والمكان اللذين يختارهما مكونوه، على النحو الذي رأيناه ولا نزال في العراق واليمن والصومال وليبيا، وها هي اليوم واشنطن تنجح في بذر بذرة الإرهاب في سوريا، المسماة "جبهة النصرة"، فبعد أن تعهدتها بالتغذية اللازمة وبعد أن تحولت إلى شجرة ضخمة وتمددت جذورها وأغصانها في أرض سوريا، أعلنت واشنطن تخليها عن الجبهة بإدراجها في قائمة الإرهاب، لتبعد عن نفسها تهم تفريخ الإرهاب ودعمه، ولتوهم الواهمين بأنها ضد الإرهاب وتحاربه وتحارب داعميه.
إن هذا الأسلوب الإرهابي القائم على القتل والترويع داخل سوريا والذي تقوم به العصابات المسلحة والتكفيرية والظلامية مرشح لأن يتعاظم وينتشر على نشاط واسع بعد أن تم توفير الغطاء السياسي له من خلال تبني ما يسمى "الائتلاف الوطني" المعارض لما يسمى "جبهة النصرة" وإدانته البيان الأميركي بشأن إدراج "الجبهة" في قائمة الإرهاب، مطالبًا واشنطن بالتراجع عن بيانها، الأمر الذي يطرح تساؤلًا مهمًّا: كيف يتفق قول المعارضة السورية المسلحة وكذلك ما يسمى "الائتلاف الوطني" بأنهم يمثلون الشعب السوري ويتحدثون باسمه ويدافعون عنه، مع رفضهم للبيان الأميركي ودفاعهم عن مجموعة إرهابية تقتل أبناء الشعب السوري صباح مساء؟ ثم هم في أي قائمة يضعون أنفسهم بعد احتضانهم لهذا التنظيم الإرهابي؟ وما قيمة ما يسعون إليه من سلطة وغيرها إذا كان على حساب إراقة دماء الأبرياء واغتيال براءة أطفال، وقتل نساء بريئات؟
إجمالًا إن هذه المواقف لما يسمى "الائتلاف الوطني" تسقط الأقنعة التي تخفي حقيقة الأهداف التي ينفذها هذا الائتلاف وداعموه على الساحة السورية والتي أصبحت معروفة لكل متابع فطن وهي تدمير سوريا.

 


جريدة الوطن - عمان 14/12/2012

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا