<%@ Language=JavaScript %> د. عمر ظاهر  برافو عبدالباري عطوان ... وشركاه

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

 

برافو عبدالباري عطوان ... وشركاه

 

 

  د. عمر ظاهر 

 كاتب عراقي

 

الحديث عن مخاطر التدخل الأجنبي في سورية، أو اقتراب التدخل الأجنبي في سورية له هدفان، لكنه يصدر من مجموعة واحدة من العرب يضع كل من أفرادها قناعا متميزا على وجهه، فيخلقون هرجا، ومرجا يوحي بأن المتنبئين بمثل هذا التدخل كثيرون، ويأتون من منابع مختلفة، ولهم مشارب متباينة.

 

 أما الهدفان فهما

:

أولا)، الإيحاء بأن ليس هناك أي تدخل خارجي في سورية الآن، وأن ما يجري من قتل، وتدمير، وتهجير هو شأن داخلي سوري....نعم السوريون (ثاروا) وهذه طبيعة (الثورات)، خاصة أن هناك نظام لا يتنازل لشعبه، والسوريون شعب يحب العنف بلا حدود! هكذا.

 وبهذا فإن الحديث عن مخاطر التدخل الخارجي ليس إلا استغباء للناس وكأن الناس لا تعرف بحجم التدخل القطري، والسعودي، والليبي، والتركي، والأمريكي، والفرنسي، والبريطاني، في سورية الآن

!

 وكأن "الجهاديين" يأتون من المدن السورية فقط، وليس من الشيشان، ومن ليبيا، واليمن، والعراق، وغيرها... وكأن الأسلحة التي يستخدمها هؤلاء صناعة محلية سورية! وكأن الأموال التي تصرف على تجنيد المرتزقة يدفعها الشعب السوري من قوت يومه

!

 برافو عبدالباري عطوان وشركاه ! ليس هناك في العالم العربي كله أحد تستطيع أبواق الصهيونية أن تستغبيه إلى هذا الحد

 

 ثانيا)، الإيحاء بأن معسكر الشر والعدوان الأمريكي الإسرائيلي الخليجي ما يزال يملك المبادرة في هذا الصراع، وأن التدخل الخارجي سيحسم الأمر وينهي الصراع، وأن الطرف الآخر ليس أمامه إلا أن يفعل ما من شأنه أن يتجنب هذا التدخل

 

 التدخل في الشأن السوري قائم بشكل لم يحدث حتى في أفغانستان أيام المجاهدين "الأفغان العرب" في الثمانينيات..ولن يتجاوز هذا الحد لأنه لم يعد بالإمكان أكثر مما كان...ما يتحدث عنه عبدالباري عطوان وشركاه على موقع "القدس العربي" هو الحرب، وليس التدخل، أي ما يسميه عطوان "قصف السجادة"...مخيف يا عبدالباري، والقيادة السورية، والقيادة الإيرانية، وقيادة حزب الله لم يسمعوا من قبل بقصف السجادة، وسوف يمتلؤون رعبا حين يسمعونها من فمك

!

 على الرغم من تواضع معرفة كاتب هذه السطور بالسياسة وبدهاليز عالم الصحافة والعلاقات وراء الكواليس قياسا إلى معرفة  عطوان، الذي يتحف الناس كل يوم بسيل من الحذلقات الكلامية عن سورية، من التدخل الذي يرتقبه إلى هروب الأسد إلى أمريكا اللاتينية الذي يمني عطوانه نفسه به، إلا أنه، كأي إنسان عربي بسيط، يستطيع أن يطمئن عبدالباري وشركاه أن مثل هذا التدخل/الحرب لن يحصل، لأسباب يعرفها الإنسان العربي على بساطته لأنه إنسان يتكلم عن خبرة بالعدو وجبنه وخسته، وليس  عن معرفة وعلاقات حميمة مع مصادر المعلومات المغرضة.

 

 ودعني أتكلم من منطلق هذا الإنسان البسيط ليرى عبدالباري وشركاه أن من المعيب على الإنسان العربي، سواء كان صحفيا أو فلاحا أن يسهم في الحرب الصهيونية النفسية ضد بلد وشعب عربي 

 

 أولا)، الأمريكان والإسرائيليون لن يخاطروا بطيار واحد بإرساله إلى الجحيم في سماء سوريا...ليس لديهم مانع من إرسال المجاهدين إلى سوريا سواء كانوا أصحاب خمارات أو طياريين سعوديين أو نعاج قطريين، فأن يقتل ألف تيس فإلى جهنم الكبرى، أما أن يُقتل أو يؤسر طيار أمريكي أو إسرائيلي- فشاليط مثالا

!

 ثانيا) لقد غزوا العراق لأنهم كانوا متأكدين من خلوه من أسلحة الدمار الشامل، ولو كان لدى العراق أسلحة دمار شامل فعلا لكنت الآن تسمع ثغاء تيوس السعودية في مراع بعيدة عن الخليج

 

حين تكون لديهم أدنى الشكوك حول وجود أسلحة دمار شامل، فإنهم يفكرون ألف مرة قبل الإقدام على حماقة...كوريا الشمالية مثال شاخص أمام أعيننا.

 

 ويا عبدالباري، رأيت أنت بأم عينيك أن الألعاب النارية التي أطلقت من غزة على تل أبيب قبل أيام صعقت العدو وأفقدته صوابه، وجعلته يركع، ولو لم يكن أمامه إخوته الأعزاء، الإخوان المسلمون، لظل راكعا.

 

 أنت جاهل يا عبدالباري، وكنت على مدى سنوات تخدعنا بحذلقاتك الكلامية وعنترياتك الثورية...عندما يكون هناك سلاح في يد تمتلك إرادة القتال فإن أمريكا وإسرائيل لن يدفعا بجندي واحد إلى الحرب قبل أن يضحيا بآخر تيس في الخليج، وبآخر خائن في فلسطين، وبآخر جحش في العراق..رحم الله كمال عدوان .. حقا ما قالوه بأن "النار يخلّف عار"

!

 ثالثا) أمريكا لم تخض أبدا حربا على جبهتين في وقت واحد، ولن تفعلها...ولهذا فهدئ من روعك، فالحرب على سوريا ستكون إشارة قيام الساعة لأن من سيرد لن يكون السوريون وحدهم، ولا حزب الله وحده، ولا إيران وحدها

 

 رابعا) يا عبدالباري.. أنت وشركاك تكيدون كيدا، وربك يكيد كيدا، وكيدكم ضعيف...إن الحديث عن الأسلحة الكيمياوية في سورية سيكون له فعل الصاعقة على النعاج الذين يُعدّ لذبحهم على أطراف الشام...إن نداءً واحدا بينهم بالمزاح "سلاح كيمياوي" سيجعلهم يفرون كالخراف...رأينا هذا في العراق، حين كان الآلاف من "الثوار" يهربون، وينتشرون في الجبال والوديان لمجرد انتشار إشاعة بأن الجيش العراقي ينوي استخدام الأسلحة الكيمياوية.

 

 وخامسا) أمريكا لم تعد القوة العظمى الوحيدة في العالم حتى تقرر التدخل في شؤون البلدان الأخرى متى ما شاءت

!

 هل تفهم هذا يا شاطر؟

 

  كم من الأقنعة أسقطت عن الوجوه الكالحة... عبدالباري عطوان أنت على ما يبدو نادم على مجافاتك لتيوس الخليج لبضع سنوات، وأنت ترى الآن معاناة الشعب السوري مناسبة ومدخلا للتقرب إلى هؤلاء التيوس، ونيل رضاهم ومكارمهم

!

 لِمَ لا؟ فعلها إخوة لك من قبل...لكن هيهات أن تنال أموال النفط القذرة من كرامة الشعب العربي

إنه سيكنس كل التيوس والنعاج ومعهم من رفع عقيرته ليُسهم في الحرب النفسية التي تشنها الصهيونية على شعب سورية

!

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا