<%@ Language=JavaScript %> جمال محمد تقي لماذا لا يكون هناك تجمع دولي لاصدقاء فلسطين وغزة تحديدا ؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

لماذا لا يكون هناك تجمع دولي لاصدقاء فلسطين وغزة تحديدا ؟

 

 

جمال محمد تقي

 

قصف جحيمي جوي وبحري وبري لاينقصه سوى القصف النووي تتعرض له بقعة فلسطينية لا تتجاوز مساحتها 360 كم ، وهي من اكثر مناطق العالم كثافة سكانية حيث يعيش على هذه الارض الثائرة والمتطلعة لربيع فلسطيني دائم ، والمحاصرة ومن كل الجهات ، حوالي مليوني فلسطيني اغلبهم من الذين شردتهم اسرائيل عام 48 ليحتل بيوتهم وحقولهم ، الصهاينة الذين تكالبوا على فلسطين من كل حدب وصوب بدعم من الدول الغربية التي ارادت تبييض وجهها ازاء ماتعرض له يهود اوروبا من مذابح على ايدي نازييها وفاشييها ، ومنذ ذلك الحين وحتى الان وهي تبرر لاسرائيل نازيتها وفاشيتها ، ازاء الفلسطينيين عموما ، واهل غزة تحديدا ، حيث بتبادل ادوار الضحية والجلاد معها فقط يستقيم التوازن الاخلاقي لمعادلاتها الجائرة والتي لا ينقصها سوى الاخلاق الانسانية ذاتها !

ليست هي المرة الاولى التي تتعرض فيها غزة الصامدة لعدوان اسرائيلي غاشم ومجرم وبكل انواع الاسلحة المحللة والمحرمة والتي لا تميز بين الاهداف المدنية والعسكرية ، لان العقيدة العسكرية الاسرائيلية تعتبر كل فلسطيني وان كان رضيعا ، هو هدف عسكري لابد من استهدافه قصفا وتدميرا اواعتقالا وابعادا ومحاصرة ، فمنذ الانسحاب الاسرائيلي من غزة عام 2005 كخطوة استباقية تتفادى فيها اسرائيل الكلفة العالية لاحتلالها المباشر لمنطقة يصعب اختراقها ديموغرافيا ، وتجعلها اكثر تركيزا على الاستيطان المنتج في الضفة الغربية ، هذا مع استمرار اسرائيل بتحكمها وعن بعد بمصير غزة واهلها ، وفعلا كان عدوان عامي 2008 و 2009 ترجمة ميدانية لهذه الخطة الشيطانية التي قوبلت بتصميم غزاوي وبسالة نادرة جعلت من اسطورة الجيش الذي لا يقهر اكذوبة لا تضاهيها سوى اكذوبة القبة الحديدية التي ارادت منها اسرائيل تعجيز فصائل المقاومة ، وذلك بتجريدها من قوة ردعها الوحيدة ، اي بشل فاعلية صواريخها التي باتت قادرة على الوصول الى تل ابيب والقدس !

كتبت صحيفة نيويورك تايمز تقول ، ان انسحاب اسرائيل من غزة عام 2005 كلفها فقط نقل 7500 مستوطن الى مواقع استيطانية بديلة اغلبها كانت في اراضي الضفة وخاصة القدس الشرقية وما حولها ، حيث بنت فيها اسرائيل خلال فترة السبع سنوات الماضية فقط  94 الف وحدة سكنية جديدة تستوعب اكثر من 150 الف مستوطن . الصحيفة تشيد بالانسحاب لانه وفر لاسرائيل فرص اكبر للاستثمار الاستيطاني وايضا للاستثمار في المشاكل المستحدثة بين الفلسطينيين انفسهم ، وعليه هي لا تنصح اسرائيل باجتياح القطاع او التفكير باستعادته !

الجريمة الاسرائيلية تتواصل والخسائر البشرية الفلسطينية بالمئات بين قتيل وجريح ، ولم يبقى شيء من معالم غزة الحكومية والعامة لم يمسه الجنون الاسرائيلي الذي انفلتت عربدته بعد ان تلمست اسرائيل  لمس اليد ، انعدام جدوى قبتها الحديدية التي لم تمنع صواريخ المقاومة من دك مركز ثقل الكيان الصهيوني وعاصمته .

الموقف الرسمي العربي وبالرغم من تبدل الاحوال في مصر مازال خجولا ، وما زال يعول على توسلات الدول الخليجية بامريكا لكبح جماح اسرائيل وثنيها عن فكرة الاجتياح البري الذي سيؤجج الشارع العربي والاسلامي ، ويجعله متماهيا مع المواقف الايرانية ومواقف حزب الله وبما يعود بالنفع على الحالة المعنوية للنظام في سوريا والتي ستساهم حتما باستعادته لزمام المبادرة ، خاصة وان مصداقية تركيا ستكون على المحك وهي التي تقدم نفسها على انها السند الاعظم لغزة ، في حين انها مشغولة بمهمة اسقاط النظام في سوريا والتي تشاركها فيها الدول الغربية حليفة اسرائيل المستدامة ، اضافة الى تصلب عود الاحتجاجات الشعبية في الاردن جار سوريا الذي كان يحاول النأي بنفسه عن العدوى الربيعية السارية في المنطقة وذلك بتعويله على الدعم الخليجي وعلى علاقات حسن الجوار مع اسرائيل ومن دون استفزازات علنية  للمشاعر الاردنية والفلسطينية ، فالنظام الاردني يتعامل مع السلطة الفلسطينية ويتبنى وجهات نظرها المتطابقة نصا وروحا مع وجهات نظره ، حيث لا سبيل لانهاء المشكلات مع اسرائيل الا بالحوار وان رفضته اسرائيل فالاردن سينتظره كما تنتظره السلطة الوطنية الفلسطينية !

 الخشية من تبعات العدوان وليس العدوان بحد ذاته ، هو ما يشغل بال تلك الدول ، حيث سيفوت عليها فرصة محاصرة المحور الايراني السوري من خلال استمرار تركيز الانظار على سوريا وشحذ همم الدول الكبرى لاستصدار قرار اممي ملزم يخول الناتو او من يحل محله بالتدخل العسكري لاسقاط النظام في دمشق وتسليم السلطة فيها لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية .

لم يجد رئيس وزراء دولة امير المؤمنين التي عيدت قطاع غزة بزيارة اميرية معززة بوعود مليارية ، ما يقوله في اجتماع الجامعة العربية غير ان ينفي وصف الذئب عن اسرائيل ، وجلد العرب بوصف النعاج ، ولم يجد ممثل دولة خادم الحرمين الشريفين ما يقوله غير تهديد اسرائيل بسحب مبادرة السلام العربية التي نساها اصحابها انفسهم بعد ان وجدوا انها قد ولدت ميتة ، لان السلام لا يستجدى بل يقاتل من اجل تحقيقه ، اما الاستسلام فهو لا يحتاج الى مبادرة او اقناع ، انه  قائم على الارض وموثق بالصوت والصورة ومجسم امام الجميع ، ومن الواضح ان من يرفضه ويقاوم استمراه سيحرج المستسلمين ويجعلهم بوضع كوضع وزراء الخارجية العرب الذين يناقشون العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة !

لماذا هذه الجدية بل والثورية الراديكالية عندما يتعلق الامر بدعم الحرب الاهلية الجارية في سوريا وتصدير كل انواع الاسلحة لزيادة معدلات اندلاعها ، من دون التريث ولو قليلا لتفادي المزيد من القتل والدمار لبلد عربي يستحق شعبه جهودنا من اجل اصلاح ذات البين بتنازلات متبادلة ومضمونة من اجل مستقبل معلوم وليس مجهول لا يستبقي من سوريا غير تاريخها ؟

لماذا لا يسعى امير المؤمنين وخادم الحرمين وكل خلفاء وامراء ورؤساء العرب والمسلمين الى اقامة تجمع دولي ضاغط ، تجمع اصدقاء غزة اوالقدس او فلسطين كل فلسطين ، الغرض الاني منه رفع الحصار عن غزة وايقاف العدوان الاسرائيلي عليها ، والغرض المتوسط منه انسحاب اسرائيل من كل الارضي الفلسطينية المحتلة عام 67 ، وازالة كل المستوطنات الاسرائيلية القائمة على الاراضي الفلسطينية ، اما الغرض البعيد فهو الدفع باتجاه اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ، دولة كاملة السيادة ، دولة لا وصاية لاسرائيل عليها ، دولة لها حق التصرف بثرواتها المائية والمعدنية والبحرية دولة حقيقية وليست وهمية ؟

لمجلس الامن والرباعية الدولية والجمعية العامة وحلف الناتو ، مواقف تؤخر ولا تقدم ، مثلها كمثل مواقف هذه المؤسسات الدولية تجاه القضية السورية ، وعليه من الواجب السعي لاقامة تجمع دولي لاصدقاء فلسطين يدعم حقوقه المشروعة ويساعده على انتزاعها وبكل الوسائل المتاحة بما فيها الكفاح المسلح ، لان الشرعية الدولية تعطي الحق للشعوب المحتلة بالمقاومة .

اليس خادم الحرمين هو اكثر من يهمه امر ومصير اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، فأين هو من العدوان الاسرائيلي المتواصل على حرمته ، خاصة وان كل مؤشرات النفس الطويل تقول بأن هناك قرارا اسرائيليا بازالته لاقامة الهيكل اليهودي على انقاضه ، فالحفر تحت اساساته لم ينقطع والتهويد جاري على قدم وساق لكل معالم ما حوله ، اين المواقف الشرعية لصاحب مبادرة السلام العربية من هذا العدوان الذي فيه اهانة لتاريخ وحاضر ومستقبل كل العرب والمسلمين ، هذا عن القدس اذا اعتبرنا ان علاقة دولة خادم الحرمين ليست على مايرام مع حماس التي تحكم قطاع غزة وبالتالي فان دولته غير متحمسة لمساعدتها ؟

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا