تركيا  تعوض فشلها" اوروبيا" بالتدخل في شؤون الدول المجاورة!!!

 

 

كاظم نوري الربيعي

 

بعد سنوات من الجهد والمحاولات التركية المضنية الفاشلة التي وصلت فيها الى حد    اليأس من ولوج  بوابة الاتحاد الاوربي اعتبر اردوغان ان الوضع في  بلاده  مثاليا وربما يفوق حتى اوضاع بعض من دول الاتحاد الاوربي  في محاولة لاقناع نفسه  هكذا هي غطرسة " تركيا الاردوغانية" المنبوذة اوربيا وفشلت جميع محاولاتها طيلة  عقود من  نيل عضوية  الاتحاد الاوربي.

بعد هذا الفشل  استغلت تركيا  الاوضاع التي احاقت بالمنطقة العربية ودولها فتقدمت " صفوف المتامرين" لتعوض فشلها اوربيا  متجهة نحو المنطقة العربية وبتوجيه من  الولايات المتحدة  التي تقود حلف شمال  الاطلسي " ناتو".

   ولن تاتي  اعتباطا اطلاق تلك التسميات الغربية  على " انقرة " منها " انها تمثل "الجناح   الشرقي" للحلف وغيرها من المسميات بل جاءت  تشجيعا لها ومن منطلق  توجهات الحلف " العدوانية " وهو  ما دفع ساسة تركيا الحاليين  الى التمادي في  سياستهم ازاء دول الجوار والتدخل في شؤونها الداخلية وتحديدا سورية والعراق وسبق ذلك ليبيا   وباتت لاتخفي انقرة  صفاقتها بالتدخل علنا وحتى في ايران عندما  اتهمتها  بايواء عناصر من مسلحي حزب العمال  الكردستاني المحظور في تركيا  .

 الاتحاد الاوربي كما هو  معروف ومنذ غزو القوات التركية  لجزيرة قبرص واحتلالها  ثم تجزئتها  قبل عدة عقود لازال  يرفض اي طلب تركي  للانضمام الى عضوية الاتحاد بينما  يخضع القسم الاخر من قبرص الى  ادارة اليونان  وهي الاخرى دولة  عضو في حلف" ناتو" وعضو في الاتحاد الاوربي في ذات الوقت.

تركيا وبنهجها الحالي اضاعت المشيتين " لاهي دولة اوربية" كما هي تدعي وتطالب بعضوية في الاتحاد الاوربي ولاهي دولة محسوبة  على المنطقة الاسيوية رغم الحديث التركي الرسمي عن " مدينة اسطنبول " والتغني  بالقسم الاوربي للمدينة اكثر من القسم الاسيوي   منها .

الاتحاد الاوربي لم يرفض عضوية تركيا في الاتحاد من منطلق مزاجي بل ان هناك اسبابا عديدة كانت وراء اهمال طلبات انقرة  والحاحها المتكرر الذي يصطدم بالرفض دوما من بينها ان تركيا لازالت غير مستوفية شروط  نيل عضوية الاتحاد خاصة  فيما يتعلق  بحقوق الانسان والتعامل مع الاقليات  وبالذات " الكرد " والعرب الذين استحوذت على  مدنهم وغيرهم حيث يمنعون حتى من  التحدث بلغاتهم الام  وهي التي تدعي الحرص على حرية الشعوب الاخرى دون الالتفات الى طوائف الشعب التركي  والشيئ الاهم هو ان هناك عددا من الدول الاوربية  في الاتحاد لازالت  تتصفح التاريخ الاسود ل" انقرة" جيدا وتدرك اية طموحات لامحدودة لدى قادة تركيا  الحالمين  ب" الامبراطورية "لاسيما وان هناك عددا من دول الاتحاد الاوربي  سبق وتعرضت اراضيها  للاحتلال  من قبل" الدولة العثمانية" تحت واجهة " نشر الاسلام" وهي  " كذبة" كبيرة لان طموحات تركيا الامبراطورية" لاشان لها بالاسلام والا بماذا نفسر تامرها على دول وشعوب  مسلمة في منطقة اسيا مثل سورية والعراق  وقد يشمل ايران لاحقا.

 هل تريد نشر  اسلام خاص بها في هذه الدول ؟؟

اذا  لاتوجد علاقة لتحركاتها" العدوانية" هذه   بالاسلام او نشره لا في اوربا في عهد "  الدولة العثمانية" ولا في المنطقة العربية والاسلامية كما  تزعم انقرة خاصة ان معظم  شعوب دولها من  المسلمين.

  بل ان  كل نشاط تركيا الاردوغانية وبالتنسيق مع قطر والسعودية وبايعاز من واشنطن ينصب على اثارة " النعرات الطائفية" بين المسلمين في البلد الواحد  وتقسيم  المقسم من الدول تنقيذا لاجندات خارجية  مثلما  توغلت  ابان"  الدولة العثمانية" في عدد من الدول الاوربية من منطلق  عدواني وهناك  مجازر ارتكبت في العديد من البلدان وفي مقدمتها  " مجزرة الارمن" التي تعد   نقطة سوداء  تلطخ جبين تركيا العثمانية ولازالت تلك الجريمة تلاحقها  حتى الان  رغم ارتكابها في السنين الغابرة .

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا