<%@ Language=JavaScript %> معتصم حمادة رهانها على الخارج

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

رهانها على الخارج

 

 

معتصم حمادة

 

من حق القيادة الفلسطينية، ومن واجبها كذلك، أن تنشغل بما يسمى "اليوم التالي لنيويورك". أي بحث ودراسة قرارات وإجراءات تحصين الاعتراف الدولي بفلسطين، دولة ذات حدود وعاصمة.

ها هو القرار الثاني الذي يصدر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة (قبله القرار 181) والثالث إذا ما أضفنا لهما إعلان الاستقلال عن المجلس الوطني الفلسطيني، دون أن تتجسد هذه الدولة وتتجسد سيادتها على أرضها، بإعلانات سياسية، وإجراءات قانونية وإدارية وأمنية، في مقدمها إعلان بسط السيادة الوطنية على كل شبر من أرض الدولة، بما يضع الاحتلال في حالة نشاز سياسي وقانوني بالتناقض مع القرار الأممي، وقرار إعلان بسط السيادة.

إسرائيل احتاجت الى حوالى خمسة أشهر لتقيم دولتها تجسيداً للقرار 181. بدأت على الفور بسط سيادتها بقوة السلاح، إلى أن توسعت حدود هذه الدولة وتجاوزت ما هو مقرر لها دولياً.

الدولة الفلسطينية ما زالت جنيناً في بطن التاريخ وبطن الاحتلال، دون ان يعني ذلك ان كل جنين سيولد حتماً سليماً معافي، وقابلاً للحياة.

القيادة الفلسطينية اجتمعت واحتفلت وتبادلت التهاني بالقرار  الأممي بشأن فلسطين، وأبدت اعجابها بنفسها، إذ ان عدد المعترفين بالدولة تجاوز  التوقعات الفلسطينية الرسمية.

درست القيادة الفلسطينية الأمر من جانبين وأهملت جانباً ثالثاً.

الأول: البحث في "تحصين القرار الأممي"، بالتقدم بطلب العضوية إلى المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، على غرار عضوية فلسطين في الأونسكو. وهو أمر جيد. هي منظمات تحتاج إلى ما بين شهر وستة أشهر للبت بطلب عضوية  فلسطين بعد تقديمه لها.

الثاني التحوط للحصار المالي الذي هددت به الولايات المتحدة وتل أبيب، بالدعوة إلى "مؤتمر وطني اجتماعي" تحضره الفاعليات الاقتصادية والنقابية خوفاً من خضة شعبية ضد حكومة فياض كخضة أيلول الشهيرة.

الجانب الثالث (وهو ما أهملته القيادة الفلسطينية وتجاوزت نقاشه) هو المتعلق بالإجراءات والقوانين الواجب اتخاذها، ميدانياً، وعلى الصعيد الداخلي، لتقوم الدولة حقاً وتبسط سيادتها على أرضها، ويشعر المواطن الفلسطيني أن ثمة شيئاً قد تغير، إلى الأمام، وليس فقط إلى الوراء، تحت ضغط تقليص أموال السلطة.

نعتقد أن اهتمام القيادة الفلسطينية بهذه الأمور الداخلية سوف يتأخر قليلاً لسببين: انتظار ما سوف تسفر عنه محاولات استئناف المفاوضات، ولأن هذه الأمور، هي في الأساس، أكثر تعقيداً، تتعلق بالشأن الفلسطيني الداخلي (انقسام وسلطتان وغموض سياسي) كما بالاحتلال وواشنطن والمحيط الإقليمي.

ما زالت القيادة الفلسطينية تهرب بعينيها إلى الخارج. لأنها ترتعب كلما أدارت نظرها نحو الداخل، الشائك وشديد التعقيد، والحافل بعناصر التفجير الذاتي.

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا