<%@ Language=JavaScript %> نبيل فياض تعددية أم عدائية: هل ضاعت سوريا؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

تعددية أم عدائية: هل ضاعت سوريا؟

 

 

نبيل فياض

 

وفجّرت جرمانا للمرة السابعة. عشرات القتلى من المدنيين سقطوا بين قتيل وجريح. في اليوم الكارثي ذاته، عرفت من صديقة تقيم في جسرين التي تتحكم فيها جبهة النصرة، أنها استضافت بعد ساعات من الحدث الإجرامي امرأة منقبة من عربين مع بناتها المنقبات، اللواتي كن يبحثن عن مكان يصلين فيه العصر، لأنهن ” لاجئات “! وبعد أن أدّت العربينيات صلاتهن، بدأن يشكرن الله، إلههن، على نجاح العملية الجهادية في جرمانا. لم تستطع المرأة صاحبة البيت التعليق، خوفاً على نفسها من القتل من المجرمات العربينيات.

لنفترض أن الصراع انتهى اليوم: هل يمكننا أن نعود للعيش مع العربينيين وأهل دوما وريف إدلب وحلب ومحافظة درعا ودير الزور …؟؟؟

الأسئلة الأصرح التي لم تفكّر بها الدولة يوماً: ما الذي يجمع بين بنت القصاع الكاثوليكية المنفتحة ذات التفكير العصري، وبنت عين ترما السنية الوهابية التكفيرية، التي لم تخرج قط من العصور الوسطى؟

ما الذي يجمع ابن السليمانية السرياني المتحضّر، بابن عندان الذي يعيش على السرقة والقتل؟

ما الذي يربط محردة بحلفايا؟ ما هي القواسم المشتركة بين السلمية الإسماعيلية ومورك الطالبانية؟ ما الذي يجمع بين الصقيلبية وقلعة المضيق؟ بل هل يمكن الحديث عن رابط بين درعا والسويداء غير تلك الهوية التعيسة؟؟

حين كتبت مقالتي الشهيرة، يوسي أم يوسف، قامت القيامة ولم تقعد: هل يعقل أن أعتبر الإسرائيلي ” العدو”، يوسي بيلين، أقرب من الشيخ الأخواني المصري، يوسف القرضاوي؟ نعم! إن جرائم الوهابيين في سوريا لم ترق إليها قط أية جريمة من تلك التي اقترفها ” العدو ” الإسرائيلي بحق العرب. إن شريطاً يظهر فتاة مسيحية وقد تم تقطيع يديها ورجليها وثدييها بعد اغتصابها على أيدي الجماعات الوهابية السورية المسلحة لم نره قط – ولن نراه – على يد يهودي مهما كان حقده لأنه محكوم بالحضارة وحقوق الإنسان.

أجهزة مخابرات الجماعات الوهابية في حلب، التي تسمي نفسها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تعود بنا اليوم إلى عصر الظلمات الوهابي، الذي يحاول السعوديون التنكر له. هل يعقل أن يكون أول قرارات هؤلاء الغلمان المهتاجين جنسياً الملوثين أخلاقياً منع المرأة من قيادة السيارة؟ هل يعقل أن تمنع فتيات القريتين، حيث يسيطر غلامان اسمهما تكتك وتشتوش – الآن أفهم ما كان يقوله كبار أسرتنا من أن الآغا يجب أن لا يرفع قدمه عن رقبة الفلاح – عن الدراسة في الجامعة؛ وفلاحو تلك

البلدة يضربون أخماساً بأسداس، أمام مجموعة صبية يقودهم شابان لم يتجاوزا الخامسة والعشرين من العمر، قتلا قبل يومين شابين يعملان في تركيب أجهزة التسخين بالطاقة الشمسية فقط لرغبتهما بسرقة السيارة والأجهزة؟

الحقيقة أن غالبية السنة السوريين ضد هؤلاء الساقطين. لكن بندقية واحدة أقوى من ألف رأس بشري. إن وضع حلب على وجه التحديد، حيث هجمت قطعان عشائر ريف حلب على أجمل مدن سوريا من أجل القضاء على المدنية فيها، تعني أن الحقد الطبقي، خاصة الحقد الريفي على المدينة والمدنية، هو أحد تجليات هذه الثورة الحقيرة. لقد أخبرني صديق حلبي أصيل أن أحد لصوص عندان، من الذين سرقوا كارفور، افتتح صالة من المسروقات في بلدته التعيسة، واعتزل العمل الجهادي. في دمشق، بالمقابل، الثورة تكاد تنحصر في الريف المتخلف الذي يعيش ما قبل عصر الظلمات: وهل ثمة منطقة أسوأ سمعة حضارياً من غوطة دمشق؟
الحل؟
كله يسأل عن حل؟
هل هؤلاء الذين يدمرون كل البنى التحتية في سوريا يريدون بالفعل بناء دولة الحق والقانون؟ ما علاقة حرق محطات توليد الكهرباء بالديمقراطية؟ ما علاقة تدمير الجسور بالاستبداد؟ ما علاقة تدمير الطائرات بالحرية؟

هل الحل في عزلهم في منطقة بعينها، يصفون بعضهم بعضاً كما يحصل في يبرود، ويستقل باقي المدنيين من الشعب السوري في منطقة أخرى، مع الالتزام بمنطقة عازلة تمنع عنا الطاعون السلفي الوهابي؟

أقولها باختصار: إن التدمير الذي أحدثه المجاهدون في سوريا هو أفضل هدية يمكن تقديمها لإسرائيل، التي لو أرادت فعل ذلك بذاتها، لاحتاجت إلى مئات بلايين الدولارات وعشرات ألوف الجنود

 

 

أوقات الشام

http://shamtimes.net/news_de.php?PartsID=1&NewsID=5419

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا