<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان الاوضاع الشاذة مهما طالت لا تدوم

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

الاوضاع الشاذة مهما طالت لا تدوم

 

 

يوسف علي خان

 

المراقب للاوضاع في البلدان العربية اليوم يجدها في مجملها اوضاع غير طبيعية ومثل هذه الاوضاع لا يمكن أن تدوم مع أنها قد تستمر لفترة يمكن أن تكون طويلة بعض الشيء وعلى حساب الشعب وراحته واستقراره وامنه بل وعلى حياته كما حدث في عهد صدام في العراق مثلا وعهد صالح في اليمن والاسد والقذافي وغيرها من البلدان فهي عهود شاذة بنيت على العنف والقهر وهي لا تختلف عن أي قانون كيميائي او فيزيائي بما يجريه  بعض العلماء من ابحاث في المختبرات فهم تمكنوا أن يحولوا  بعض المواد الى ذهب او الى ماس  تحت ضغط كبيرسرعان ما تعود المادة الى طبيعتها حال زوال ذلك الضغط مثلها مثل الغازات التي تتحول الى سوائل نتيجة ضغطها في قناني خاصة سرعان ما تعود الى حالتها الغازية عند انطلاقها ........ وهو نفس الشيء يجري في انظمة الحكم فقد يفرض الديكتاتور شكلا من اشكال الحكم الهمجي الظالم ويلزم ابناء شعبه بالتقيد به ويقمع من يحاول مخالفته ... غير أن هذا الامر سوف يلاقي مقاومة خفية تبقى وتستمر كالجمر تحت الرماد طيلة بقاء الديكتاتورية على  رأسه  ...و تبرز للعيان باي فترة ضعف أو ازمة يقع فيها هذا الديكتاتور... وتنفجر بوجهه جموع شعبه وقد تطيح به كما حدث للكثيرين منهم وكما شاهدنا بام اعيننا ما حدث في العديد من البلدان العربية .. ومع أن كل هذه التقلبات حدثت وفق مشروع اجنبي معد سلفا غير أن الاجنبي استفاد من الاوضاع المزرية  او هيأ الضروف الملائمة لنخر عروش اولائك الزعماء واضعاف مراكزهم .. ولولا هذه الضروف الملائمة والاحتقان المتزايد والهياج العام الذي حفز الشعوب ونظمها وقدم لها وسائل ادامتها لما استطاعت أن تصمد طيلة اشهر او لبعض سنين وبزخم متواصل قد لا تقوى عليه الشعوب دون أن تتلقى الاعانات المستمرة كي تتمكن من أن تنجح في ثورتها والانتصار على حكامها الظالمين .... ولو راقبنا الوضع في مصر وبعد الاطاحة بنظام حسني مبارك وسيطرة الاخوان المسلمين على الحكم ومحاولة الانفراد به تحت ضغط القوة التنظيمية التي يمتلكونها والايحاءات الدينية وفتاوي التكفير  التي يطلقونها ويلصقونها بخصومهم معتمدين على ما لديهم من انصار مستغلين الصبيان  الصغار الذين يندفعون بممارسة كل الافعال مهما تحفها من خطورة على حياتهم في بعض الاحيان واستعمال العنف ضد معارضيهم اضافة لاساليب الخداع والاغراء بالمال المتوفر لديهم بكثرة.... بما يملكونه من اموال الزكاة او ما يصلهم من تبرعات واعانات من مختلف الدول التي تجد مصلحتها في دعمهم ومناصرتهم  ... ومع ذلك ومع كل هذه العوامل المساندة لهم فقد فشلوا في الهيمنة الكاملة على كل شرائح مجتمعهم .. فقد ثارت الفصائل التحررية واللبرالية والعلمانية والنخب المثقفة والعديد من شرائح المجتمع المصري الذي تتعارض اساليب حياته مع توجهات الاخوان المسلمين وهي مستمرة في معارضتها لهم رغم ما يمتلكونه الان من سلطة الحكم والسيطرة على الجيش والمؤسسات الامنية حيث رفض وزير الداخلية تنفيذ الاوامر إلا بكتاب رسمي يوجه له من رئيس الجمهورية بشكل مباشر معللا سبب رفضه  ان لا يقع بنفس المطب الذي وقع به سلفه حين تلقى الاوامر الشفهية من رئيس الدولة حسني مبارك فانكر اصدارها فيما بعد.... وا صبح وزير الداخلية الاسبق تحت طائلة المسؤولية وهذه ادلة  تؤكد شذوذ هذا الحكم الاخواني الاسلامي السياسي وخروجه عن السياق العام لحياة المصريين المبنية على الحرية الكبيرة التي عاشها طيلة اكثر من مائة سنة تقريبا.... انتشرت خلالها مظاهر التحضر والنشاط الثقافي الذي برز من خلاله العديد من الادباء والمفكرين الذين قادوا الحركة النهضوية في مصر خاصة في القاهرة والاسكندرية وتاثير الثقافة الاوربية التي جلبها الوافدون الاجانب لها ...ورغم كل محاولات الحركات الدينية الرجعية التي نشأت في العشرينات من القرن الماضي وتأثيرها الكبير على الغالبية الشعبية الريفية  غير أن تأثير النخب المثقفة الواعية المنتظمة في الاحزاب والجمعيات والمؤسسات الثقافية الاخرى كان له التأثير الاكبر وقد أكد ذلك ما نشاهده اليوم من صمود وتحدي لهذه النخبة  وتأثيرها على كل الحشود الكبيرة التي يحاول الاخوان المسلمون الاعتماد عليها لكنها لم تستطع حتى الان ان تسكت اصوات النخبة المثقفة  التي تزلزل الارض تحت اقدام الاخوان واعتقد في النهاية سوف تطيح بهم في اخر المطاف   ... فالاوضاع الشاذة لا يمكنها أن تستقيم مهما حاول القادة من استعمال اقسى انواع البطش والخداع مع شعوبهم .. والعراق اليوم يعيش نفس ضروف مصر فقد تخلص من وضع شاذ مارسه صدام معه فاطيح به.... مع أنه قد حدث ذلك بشكل غير مباشر وبمساعدة الامريكان لكنه على كل حال بتحفيز وخلق الاجواء الملائمة من التذمر والهياج العام الذي استمر لعدة سنين  التي مكنت الامريكان من التحرك لاحتلال العراق  .. غير انه وللاسف فقد جاؤوا بوضع شاذ هو الاخر فحدث ما حدث ولا زال يحدث من ويلات ومصائب المت بهذا الشعب الصبور فخسر من بنيه اكثر من مليون ونصف مواطن بريء راح ضحية اخطاء متعمدة ارتكبها الامريكان تجاههه .. فقد كان العراق بلد موحد طيلة الحكم الملكي وما جاء بعده من انظمة وحكومات   ومع كل المحاولات التي حاولها الانكليز لزعزعة الاستقرار في بداية استقلال العراق كي يتمكنوا من ابقاء احتلالهم فيه إذ حركوا العشائر في الجنوب محاولين اعلان العصيان على الحكم الملكي فتصدى لهم الجيش العراقي من جانب وحكمة نوري السعيد من جانب اخر هدأت الامور وكذلك فعل مع بعض الحركات الاخرى التي قامت في الشمال فاعاد الامور الى نصابها وعم الهدوء والاستقرار في جميع انحاء العراق  ... وما نعيشه اليوم من اوضاع شاذة التي خلقها بوش الابن انتقاما من الشعب العراقي فاحال العراق الى شعلة من نيران لا زال اوارها ملتهبا دون انقطاع .... إذ جلب الكثير من شذاذ الافاق وسلطهم على رقاب الشعب فعاثوا في ارضه وماله شر فساد وحصنهم من الملاحقة بما منحهم من جنسيات اجنبية ووفر لهم اساليب وطرق الهرب دون مضايقة بل وتحت حمايتهم في بعض الاحيان غير أن هذه الامور سوف لن تستقيم الى الابد ولا بد أن يقف المخلصون من ابناء الشعب لهذه الحفنة المخربة بالمرصاد وتستطيع قوى الخير أن تبني العراق وتعيده الى حالة الاستقرار ويندم الكثير مما يعتقدون بانهم لا تصلهم يد العدالة كما اعتقد من قبل صدام فاخطأ الاعتقاد.... وهو ما سيسري على جميع الدول العربية وسوف يخرج بشار كما خرج قبله ابن علي من تونس وصالح من اليمن إن توفرت له فرصة النجاة وسيفشل المراهنون عليه لانهم لا يدركون حقيقة ما يدور وسوف تنطلق المفاجأت  فما يجري من ضغوط استطاعت أن تصنع الذهب من التراب فسوف تزول كل الضغوط ويعود التراب كما كان الى  تراب ....!!!!

 

يوسف علي خان

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا