<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان ماذا يحدث في مصر

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

ماذا يحدث في مصر

 

 

المحامي يوسف علي خان

 

سنتحدث اليوم عما يحدث في مصر فلم اعد ارى هناك حاجة في الاستمرار بالحديث عما يحدث في العراق فهو أمر ميؤوس منه .... فقد تكشفت كل الامور ولم يعد هناك شيء خاف يحتاج الى تبيان أو ايضاح ... فالساسة العراقييون قد تكشفت سرارئرهم واتضحت معالم نشاطاتهم إن كان في العمالة للبعض منهم... أو البحث عن المال ونهب ما يمكن نهبهلغيرهم .. وهناك  فريق أخر يبحث عن الجاه لان ما توفر لديه من أموال لم يعد بحاجة الى المزيد منه ... وربما يكون هناك قلة تحاول أن تصلح أمورها وتحسن وضعها أمام الشعب وتحاول ان تتجه الى مافيه خير لهذا االبلد مع قلتهم ابتغاء مرضاة الناخبين من اجل كسب اصواتهم للجولات المقبلة ...ولكن المواقف قد تحددت واصبح المواطن يعرف الاهداف ويدرك النوايا لدى جميع الكتل والفصائل .... ولاعتقادي بان ما يحدث في مصر الان سوف يكون له التأثير الحاسم لما يجري في المنطقة ... لما لمصر من مركز سياسي واجتماعي اضافة لمركزه بالنسبة للتيارات الدينية السياسية السنية ... فمصر القلب النابض للامة العربية التي تعتمد عليها بمواجهة القوة الفارسية التي أخذ نفوذها يتضخم ويستفحل كقوة مضادة للتيار السني الذي سيطر على المنطقة العربية منذ الاحتلال العثماني وحتى الان ... فقد اتجهت للتعرض لهذه الاوضاع المتلاحقة التي اعقبت ثورة يناير والتي أطاحت بحكم التوريث في العديد من الدول العربية ... وما أدته السياسات المتباينة والمواقف المتعارضة التي اتخذتها الاحزاب اللبرالية والعلمانية والاشتراكية والتي ادت الى التفرق  في كتل صغيرة قسمت حشودها الكبيرة وجعلتها مجرد مجاميع سياسية صغيرة  لا حول لها ولا قوة ... ففسحت المجال لقوى الردة الحكومية السابقة التي اطلق عليها بالفلول أن تجمع شتاتها وتقف في صفوف التنافس على السلطة كما مكنت فصائل الاخوان المسلمين والسلفيين من رص صفوفها والتوحد في وجه القوى اللبرالية مستغلة الانقسامات في صفوف اللبراليين وحراجة موقف الفلول من اعوان الحكم السابق ... فتقدمت التيارات الاسلامية بالشعارات الدينية وفتاوي التكفير وفق ما يحقق مصالحهم الذاتية فتمكنوا من اثارة المشاعر الدينية لدى السواد الاعظم من القرويين وسكان الريف اضافة للبذل الذي ما رسوه بفضل ما يمتلكون من اموال طائلة فهي مؤسسات يتسيد على قيادتها العديد مما يمتلكون رؤوس الاموال الضخمة من اصحاب الشركات والمعامل والتجار الكبار الذين انظموا الى هذه المؤسسة الدينية... ليس من منطلق الوازع الديني الحقيقي بل لكي تكون لهم السلطة التي تمكنهم من خلالها تمشية امور شركاتهم ومؤسساتهم التجارية ومن خلال هذه القدرات المالية الكبيرة التي وظفوها بنجاح قاموا بتوزيع العطايا من المواد الغذائية والالبسة المختلفة تمكنوا بواسطتها من جذب الملايين من الفقراء والمسحوقين الى صفوفهم والتصويت لمرشحهم مرسي مما ساعد كثيرا واثر في نتيجة التصويت لصالحهم وفوز مرشحهم في انتخابات رئاسة الجمهورية وتراجع اصوات القوى اللبرالية المتفرقة التي اراد  كل من زعمائها أن يكون هو الرئيس دون غيره من زعماء الكتل الاخرين... فخسر الجميع .. اضافة الى انظمام العديد من التيارات اللبرالية نفسها الى جانب مرشح الاخوان نكاية بمرشح الحكم السابق احمد شفيق اعتقادا بأن هذا المرشح الاخواني سيقدر هذا الموقف النبيل ويسير معهم لتحقيق ما يصبون له من اهداف باعتباره كما ادعى رئيسا لكل  المصريين وليس رئيسا للاخوان المسلمين ...فمنح هذا الموقف الخاطيء فرصة  أن يتقدم المنافس احمد شفيق وحصوله على اصوات قاربت ما حصل عليه مرسي ... وهناك من ادعى بان احمد شفيق كان هو الفائز الحقيقي لولا حدوث بعض التزويرات من قبل اولي الامر فاعلنوا فوز مرشح الاخوان مع كل الدعم الذي وجه لصالح مرسي... ففرح اللبرالييون بفوز مرشح الاخوان في بداية الامر لكن سرعان ما خاب ظنهم وفشلوا في اعتقادهم فشلا ذريعا... فقد تبرأ منهم الشخص الذي دعموه كي يفوز بالانتخاب ويصبح رئيسا للجمهورية فحال اعلان النتائج وقف ضدهم واخذ يحكم وفق ما يمليه عليه المرشد العام للاخوان كما لم يقدم للفقراء ما وعدهم به وبقوا على حالهم المزرية دون أن تتحسن احوالهم... فشعر الجميع بالخطأ الذي ارتكبوه بسبب تفرقهم الى فرق صغيرة ففسحوا المجال لخصومهم من الطرفين التيارات الاسلامية أو ما اطلقوا عليهم بالفلول من اعوان النظام السابق فبدأؤا بالانقلاب على الرئيس الجديد غير انه كان يجب أن يجدوا المبرر للانتفاضة عليه مجددا وتحشيد القوى الشعبية ضده .... لكن مرسي لم يتوقف ويتنبه فلم يترك الوقت ليمضي دون أن يخلق المبرر للانقلاب  عليه  فاراد أن يتغدى بهم قبل أن يتعشون به محاولا القذف باللبراليين  الى الحضيض .... فاصدر قراره المثير والذي اطلق عليه بالاعلان الدستوري والذي حصر فيه لنفسه جميع الصلاحيات السلطوية ...ليصبح الحاكم بامره دون منازع ... وذلك تحت تأثير قيادات الاخوان وبعض الملتفين حوله من المستشارين الذين اثاروا فيه الغرور مستغلين جهله بالقانون وحتى بالعمل السياسي الذي لم يسبق أن مارسه لتواجده طول الوقت في الاعتقال او السجون أو في امريكا أو في قاعات الجامعات ...كل هذا دفعه للوقوع في هذا المطب الذي كانت تنتظره جميع الكتل والا حزاب اللبرالية فاصدر قراراته المثيرة ... كما قام بعزل المدعي العام خلافا للقانون وتعرض للسلطة القضائية وحجم صلاحياتها فحقق الفرصة الذهبية للثورة عليه ... والوقوف ضده وتحشيد القوى الوطنية بالخروج الى الشوارع وساحة التحرير كما وقفت في السابق في بداية ثورة يناير ..والتظاهر والاعتصام لاسقاط مبارك ..وقد دعمتها معظم الهيئات القضائية وخاصة المحكمة الدستورية لما لها من ثقل قانوني أو اجتماعي كبير ... كما صرح  نادي القضاة بمواقفه وتصريحاته  المخالفة لمرسي وتعهد بالوقوف ضده فبدأت المعركة ... وقد اعلنت القوى اللبرالية في البداية عن سلمية التظاهرات والاحتجاجات غير أن الاخوان المسلمين ومن منطلق غرورهم لكونهم بيدهم السلطة خرجوا مؤيدين للرئيس فحدثت الاشتباكات وسقط القتلى والجرحى ما زاد في الطين بله واعيدت ذكرى موقعة الجمل مرة اخرى ...ويبدو لي أن ما نوهت عنه في مقالة سابقة بان المرحلة الامريكية الثانية في الانقضاض على الدين الاسلامي وانهائه قد بدأت وأن بوادرها قد بانت وبيد رجال الدين انفسهم  المتأمركين.. فقد اتبع الاخوان المسلمون الكذب الفني وهو اسوأ الخصال في هذا الدين .. غير انهم جعلوه الاسلوب الاساسي والمسلك الذي يسيرون عليه ... فتجد زعمائهم يخرجون على الناس ليؤيدوا كل ما تطالب به الجماهير والاحزاب وكل شرائح المجتمع ويوافقون عليه غير انهم يفعلون شيئا اخر مخالف تماما .. فقد اتخذوا من اسلوب المراوغة منهجا اساسيا لهم وهو ما يتبعه زعيمهم المنتخب مرسي... فقد اصدر اعلاناته الدستورية التي منح لنفسه فيها جميع الصلاحيات المخولة للسلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية... واطاح بالمدعي العام وعين بدله احد اعوانه التابعين للاخوان... كما فعل ذلك في جميع المؤسسات الاخرى في الدولة ...وبعد أن شاهد الثورة تقوم ضده من جديد خرج نائبه المستشار مكي ليعلن للناس بان الدستور الذي صاغه الاخوان المسلمون سيعرض للاستفتاء فان رفضه الشعب فاننهم  سيغيرونه..... وهو يعلم بان غالبية الشعب المصري شعب جاهل امي باكثرية مواطنيه ... لا يعرفون ما هو الدستور ولا يفهمون بالقوانين فكيف سيمكنهم من فهم نصوص الدستور المعقدة التي تستعصي حتى على الكثير من المثقفين الغير متخصصين ... فإذا فهذا الشعب المتخلف في اكثريته سيعتمد على ما للاخوان من سمعة دينية اسلامية وسوف يقول نعم ... اضافة لما سيقدمونه خلال الاستفتاء من مواد غذائية والبسه كما فعلوا خلال الانتخابات التي جرت لانتخاب الرئيس ويحصلون على تاييد غالبية الشعب .... وهي لعبة ذكية ودهاء ماكر ... غير انها مدمرة لحقوق الشعب وللتقدم والتطور وتخريب للحضارة وابقاء المجتمع المصري في حالة تخلف دائم ...ومما زاد في السوء  ان الرئيس مرسي خرج ليطلب من قيادات الاحزاب اللبرالية الاجتماع معه والاستماع لمطاليبهم وتعهد بدراستها في عملية مراوغة مفضوحة كي يكسب الوقت ويمرر الاستفتاء على الدستور الذي يمنحه الصلاحيات المطلقة ثم يتنكر لكل تعهداته كما يفعل في كل مرة ويقول للعالم بانه يحكم وفق الدستور ... ويكون عند ذلك هو صادق وليس هناك من سيعترض ويدعي بان هذا الدستور هو دستور دكتاتوري لا ينسجم ومصالح الشعب ... كما حدث للدستور العراقي الذي شرعه بريمر ... حيث اخذ كل فريق أو طائفة تتمسك بما يلائمها فيه فكل شيء متوفر فيه ... لمصلحة الفرقاء المتعارضة فجميع نصوص مواده متعارضة متناقضة يدحض بعضها البعض الاخر وبامكان كل فريق أن يتمسك بما يحقق مصلحته ضد الفريق الاخر فخلق فوضى عارمة لا اول لها ولا اخر ...... وهو نفس ما يريد مرسي أن يمرره في مصر غير أن في مصر فقهاء ورجال قانون ابطال يقفون ضد الاحتيال والمراوغة .. فهل في العراق امثال اؤلائك الفقهاء والمخلصين وإن وجدوا هل بامكانهم أن يقفوا وقفة مصر  ؟؟؟   لربما  .... ولا زالت العركة قائمة في مصر ونحن في انتظار نهايتها لنرى  كيف ستستقر الامور ؟؟؟؟؟ 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا