<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان بين المالكي وكردستان

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

بين المالكي وكردستان

 

 

المحامي  يوسف علي خان

 

تحدثنا في مقالات سابقة عن المشكلة الكردية وهي قضية قديمة وصراع قائم منذ اكثر من الف سنة ...  وتمكنت الدولة العثمانية من احتوائها باشراك العديد من الشخصيات الكردية في العديد من المناصب العثمانية المهمة وحتى في قيادات الجيش ومع ذلك كانت تظهر بين الحين والاخر بعض الازمات على شكل تمردات متفرقة أو القيام بعمليات نوعية تسبب الاذى للسلطنة العثمانية كان اخرها العملية التي قام بها الضابط الكردي برتبة ملازم حيث استطاع ان يدخل مقر مجلس الوزراء وخلال اجتماعه المنعقد واطلق النار على المتواجدين من الوزراء فقتل العديد منهم ومن ضمنهم رئيس الوزراء ولم ينجو منهم سوى عدد قليل بعد أن تم القاء القبض عليه من الحرس المتواجدين .. وعند تشكيل الحكومة العراقية سنة 1921 وما قبلها بقليل فقد طالب الشيخ محمود الحفيد بانشاء الدولة الكردية ووعدته بريطانيا بانها سوف تستجيب الى مطالبه   غير أنها غدرت به وخذلته حيث تم القاء القبض عليه واخمدت حركته انذاك ثم استانف بعد ما يقارب العشرين سنة احمد البارزاني شقيق الملا مصطفى بحركة تمرد سرعان ما اخمدت هي الاخرى فتولى قيادة الحركة الملا مصطفى حيث تمكن من جمع اعداد غفيرة من الضباط الاكراد واعلنوا العصيان على نوري السعيد واستمر كفاحهم اكثر من سنة تقريبا تمكن خلالها نوري السعيد من استمالة بريطانيا اليه ومساعدته في القضاء على الحركة ايضا وهرب الملا الى الاتحاد السوفييتي مع الفي شخص من اتباعه وصل منهم فقط ستمائة ومات الباقي في الطريق ... وقد عاد بعد ثورة تموز بدعوة من الزعيم عبد الكريم قاسم ولم يدم الوئام طويلا حتى اعلن ثورته الملا مصطفى  مجددا واستمر عدة سنوات تمكن الملا من الاتفاق مع البعثيين  للانقلاب  على عبد الكريم والقضاء  عليه... ولكن لم يدم الامر هو الاخر طويلا حتى اعلنت الحرب فيما بين الطرفين و استولى صدام على الحكم واستمر الصدام بكل ضروفه المعروفة التي استعمل فيها السلاح الكيميائي فقتل اعداد غفيرة منهم مما دفع مجلس الامن  لاصدار قراره  الذي حدد خط 36 ليكون الحاجز بين الطرفين وكانت تلك بداية الانفصال الواقعي والحقيقي للاكراد عن الدولة العراقية حيث ترسخ هذا الوضع ليصبح امرا لا عودة فيه واستمر الحال حتى الاحتلال الامريكي الذي اعترفت فيه الكتل التي شكلت الدولة العراقية الثانية اعترافا كاملا بالانفصال تحت تسمية الفدرالية مقابل المكاسب والمنافع التي حصلوا عليها من تسلمهم مقاليد حكم البلاد ...وغدت كردستان دولة كاملة المقومات معترف فيها في الدستور البريمري من قبل جميع الساسة شيعة وسنة  دون استثناء والذين يحاولون تبرأة انفسهم من ذلك الاعتراف دون جدوى ... وإن محاولة المالكي الان لربما لدوافع وطنية أو لغير ذلك فنحن لا يمكننا أن ندخل السرائر ويستحيل علينا كشف النوايا .. بل علينا الاخذ بظواهر الامور... ومهما يكن الدافع من اتخاذه هذا الموقف الصلب من هذه المشكلة القائمة التي يطالب فيها الاكراد بضم المساحات الشاسعة التي تزيد عما يسيطرون عليه في الوقت الحاضر الى دولتهم فإن محاولاته في منع ذلك والاحتفاظ بهذه الاراضي التي اطلق عليها بالاراضي المتنازع عليها او المختلطة كما يحلو لبعض الانتهازيين أن يسموها  فسوف لن يكتب لها النجاح  ((( فقد سبق السيف العذل ))) وفات الاوان فقد اضحى للقيادات الكردية جيش كبير يمتلك احدث الاسلحة ومعروف بولائه الى كتله المضطرة للتوحد في مواجهة العدو الواحد هو الحكومة المركزية بقياداتها المخترقة والمتشابكة الولاءات ومتعددة الواجهات .. ولم يعد بالامكان اعادة كردستان الى الحضيرة العراقية بهذا الوضع القائم في العراق... إلا اللهم بما نتوقعه من اهوال تغير الموازين فلكل حادث حديث .. فالامر لم يعد بيد المالكي كما يتصور البعض .. فقد هيأ صدام كل الضروف الملائمة لتمزيق العراق وهدر امواله والشعب العراقي اليوم يدفع الثمن فهو يدفع 5% من واردات النفط ذليلا الى الكويت  رغم انفه وهو يدفع للدولة الكردية 17%  من الميزانية تعويضا لهم عما فعله بهم صدام .. وان محاولة التصادم معهم قد اضحى امر مستحيل . وإن كل ما فعله نوري السعيد لانقاذ كركوك من الضياع قد اطاح به السياسييون الجدد .. وإن كركوك اليوم معلقة بيد الحكومة التركية وليس بيد الحكومة العراقية .. وقد يكون ثمن ضياع كركوك ايضا التي لم يعد الجيش العراقي يسيطر عليها هي الاخرى.... هو تعهد امريكي لتركيا بادخالها السوق الاوربية المشتركة مقابل السماح للاكراد بضم كركوك الى دولة كردستان وبذلك يتحقق الانفصال التام عن العراق واستمرار الحكومة العراقية بدفع الاتاوة 17% من الميزانية اسوة بشقيقتنا الكويت .. وهكذا فقد ضاع الجزء الشمالي من العراق وسوف يعقبه الجزء الجنوبي بعد تصفية قضية ايران وإقامة منطقة عازلة بين الكويت وحكومة بغداد وفقا للخارطة الموثقة وينتهي العراق الى الابد... والشعب ساكت مرتاح ... فعقارب الساعة لا تعود الى الوراء فهل عاد نصف شط العرب ؟؟؟؟ كل هذه المصائب تحدث ببركة السياسيين الوطنيين ومهما حاولوا فلا يمكنهم التنصل... فان ما يحدث هو بفعلهم وبارادتهم وسوف يحاسبهم التاريخ عن ما ارتكبت ايديهم التي تسببت بقتل الملايين من ابناء هذا الشعب.... قسم قتلهم صدام وزمرته وقسم قتلتهم الكتل السياسية تحت يافطة الارهاب المزعوم ... فقد اضاعوا دولة بناها العراقييون الوطنييون بدمائهم وفرط بها الخونة بمطامعهم ... وانظروا الفرق بين سيلفيا الرئيس البرازيلي الذي كان يشتغل زبالا وجعل شعاره المكنسة الذي استطاع أن  يبنى اعظم دولة صناعية  في امريكا اللاتينية ذات اقوى عملة نقدية واحتياطي هائل ...وانظروا ما فعله بنا اصحاب الاربطة الحريرية والعمائم الملونة كيف دمروا البلاد .. فإن صدق المالكي في نياته واراد أن يمنع التقسيم فبامكانه أن يفعل ذلك بالتهديد باتفاقية 1926 التي تطالب العراق بمنع تشكيل دولة كردية في ولاية الموصل التي كانت تضم الموصل واربيل والسليمانية ودهوك وهو مستمسك دولي لا تستطيع اية جهة دولية ولا حتى امريكا أن تعترض عليه .. كما يمكنه أن يتوقف عن دفع الاتاوة 17% لمنطقة مستعصية  كما يدعي  عن الحكم المركزي وهو يتطلب موقف وطني حقيقي فالمالكي اليوم بالمحك والميزان والشعب العراقي ينتظر منه موقفه الصريح .. فهو القائد العام للقوات المسلحة وبيده الحل والربط... وقد يعامل الاكراد المعاملة بالمثل فهم لايدرسون اللغة الكردية في كردستان فلربما  يمنع تدريس الكردية في المدارس العراقية.. وهناك العديد من الاوراق بامكانه اللعب بها لايقاف عصيان القيادات.... فالشعب الكردي شعب ودود ومحب للشعب العراقي بكافة اطيافه فالدماء مختلطة فيما بيننا فنحن شعب واحد  واليقف السياسييون  وقفة وطنية ولو ليوم واحد فالسونامي سيغرق الجميع .. فبامكان المالكي أن يفعل كل شيء لو اراد كما فعل نوري السعيد وثبّت وحدة العراق ... فاياك يامالكي أن تفرط بالعراق فامامك شعب عظيم ...كما اني في الوقت نفسه انبه القيادات الكردية أن لا تقع في الفخ الامريكي وما خلفها من القزم الصغير الكبير فقد تورطكم وتتخلى عنكم كما تخلى الانكليز عن محمود الحفيد... فمهما امتلكتم من قوة فوضعكم محاصر والحكومة التركية تتربص بكم لمصلحة اتفاقية 1926 التي يحاول الجميع اخفائها ويظهروها في الوقت المناسب عندما تقعون في الفخ وتخسرون كل ما تحقق لكم... واستذكروا تاريخ الدولة الكردية في ايران كيف قضى عليها الشاه في ثلاثة ايام فقط والامر متروك لكم .. فانا من دافع المحبة لكم ولوطني العراق ادعوكم لمد يد الصلح الى الحكومة المركزية ولتنصاعوا  لقوانينها وسلطتها  كائن من كان رئيسها فهي الحاضنة الاوفى لكم والقرار متروك لتقديركم والخوف كل الخوف من المستقبل المجهول  ...

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا