<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان محو الامية ومفهومها الاستراتيجي

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

محو الامية ومفهومها الاستراتيجي

 

 

المحامي يوسف علي خان

 

يقصد بمحو الامية هو ازالة الجهل وشحن عقول الناس بالعلم والمعرفة... ولا بد من اجل  اتخاذ مثل هذا الاجراء مبد ئيا هو التوجه في طريقين... الطريق الاول هو التوعية والتثقيف عن طريق الالقاء  المباشر بكل الوسائل المرئية والمسموعة وثانيا عن طريق الوسائل المقروءة... ولا يتم ذلك إلا بتعليم الناس القراءة والكتابة كي يتمكنوا من قراءة الكتب والمجلات والجرائد وكل اوجه المعرفة المكتوبة  ..  كذلك فالاكتفاء بتعليم القراءة والكتابة ليس كافيا  كي تتكون عند الناس خزين من المعلومات التي تساعدهم بعد ذلك على حسن  التصرف خلال حياتهم اليومية أو التدرج  في تلقي العلوم  ..كما تصبح لديهم القدرة  بعد تعلمهم وتثقفهم على الاطلاع على حضارات الاخرين وما وصلت اليه المعرفة داخل مجتمعاتهم من خلال ما سطروه في مؤلفاتهم وكتبهم من علوم في مختلف المجاتلات كالتكنلوجيا وما اكتشفوه من اسرار الحياة الطبيعية او الكونية فبدون التعلم والمعرفة بمباديء القراءة والكتابة على الاقل بلغتنا سوف تبقى تلك الكتب طلاسم وابواب مغلقة حتى بالنسبة لما يقدمه علمائنا وكتابنا ومفكرينا اضافة لما قد يترجمه هولاء العلماء والكتاب من الكتب الاجنبية في جميع الاختصاصات للاطلاع عليها واستيعاب مكنوناتها من العلوم والاداب .. كما يمكننا عن طريق القراءة والكتابة من معرفة تاريخ امتنا فلولا استطاعة بعض العلماء من فك رموز الكتابة المسمارية ثم تمكنهم من فك شفرات الكتابة الهولغريفية لتعذر معرفة الكثير عن حضارات السلف بما كانت عليه حياتهم وكيف كانوا يعيشون .. ومهما استطاع العلم أن يصنع من وسائل تقنية لعرض ما هو موجود في العالم عن طريق المشاهدة المرئية فسوف يبقى الكتاب هو المصدر الاول لنهل المعرفة وتبقى الكتابة هي لغة التخاطب الاساسية التي قد لا يكون اللسان في بعض الاحيان مجديا بما قد يواكبه في بعض الامور من ضروريات السرية في بعض المجالات ...بل وحتى ما نشاهده من وسائل نقل المعلومات أو التخاطب التي توصل اليها العلماء عن طريق الكتابة والقراءة فهما امران لايمكن الاستغناء عنهما باي حال من الاحوال ...فمحو الامية هو واجب وطني يترتب في عنق كل من يتولى امور الناس ورعاية شؤونهم أن يعلم كل من يكونوا تحت سلطته مباديء الكتابة والقراءة إن كان عن طريق المدارس أو عن طريق الهيئات الخاصة التي تقوم بتعليم من لم تسنح له فرصة التعلم في المدارس من الاميين نساءا وذكورا وان يكون التعليم شرط من شروط المواطنة... التي تترتب في ذمة كل مواطن يقيم داخل حدود الدولة... ويكون ذلك واجب الزامي يعرض من يرفض التعلم الى المسؤولية القانونية كي تضطر الناس جميعا للتوجه الى مراكز محو الامية التي على الدولة فتحها في كل انحاء البلاد وخاصة في القرى والارياف التي تنتشر فيها الامية بشكل عارم   ولكن يجب على الحكومة  اولا تو فير الضروف الملائمة بالنسبة للهيئات التعليمية الرسمية داخل المدارس وتوفير الاجواء المريحة للطلبة والمعلمين وكذلك تهيأة الضروف والاستعدادات المادية للمنظات الاهلية التي تتبرع بالمساعدة في محو الامية للغير منتسبين للمدارس الحكومية والذين لم تتح الفرص لهم للدخول الى المدارس في السنين السابقة وظلوا اميين لا يجيدون الكتابة والقراءة .. واهم هذه الاستعدادات هي ايجاد اماكن سكن ملائمة وطرق مواصلات متوفرة لانتقال الطلاب والدارسين من الاماكن البعيدة التي لايمكن تهياة المدارس واماكن التعلم في مناطقهم او قراهم فمن غير الممكن انشاء المدارس في كل قرية ولعدد قليل من الطلاب او توفير العدد الكافي من المعلمين مما يتطلب احتشاد مجاميع من الطلاب وانتقالهم من اماكن سكناهم في القرى المجاورة والتي قد يبعد البعض منها عن الاخرى لربما بمسافة خمسة او عشرة كيلومترات مما يتطلب تهياة السيارات او الباصات الكافية والحاضرة لجلبهم من مناطقهم واعادتهم بعد انتهاء الدوام كما يجب ان تتوفر الطرق السالكة لسير المركبات وإلا فيكون من المتعذر على هذه المركبات السير ايام المطر وفي الايام الموحلة .. فعليه فهناك عدة امور على الحكومة توفرها كي تتمكن الهيئات التدريسية من الانتقال الى القرى والسكنى فيها مع عوائلهم ان كانوا من الذكور او السيدات من الاناث وإلا فسوف تصبح العملية صعبة ان لم تكن مستحيلة... فالتعليم ليس بالامر الهين ويجب ان يمتد الى جميع الارياف فهي اكثر حاجة الى التعليم وإن ما نشاهده اليوم من تردي الحالة في تراجع مستمر ومتزايد وما نشاهده من تسرب معظم الطلبة والمتواجدين حاليا في المدارس القليلة المتناثرة هنا وهناك في بعض القرى وعدم وجود الهيئات التدريسية فان معظم هذه المدارس يتواجد فيها معلم واحد هو المدير وهو المعلم وهو كل شيء في هذه المدرسة التي يداوم فيها بعض الطلبة حفاة عراة يفترشون الارض لعدم تواجد الرحلات الضرورية لجلوس الطلبة والذين قد لا يتجاوز اعدادهم العشرة طلاب في اوضاع مزرية لا تليق بما يجب أن يكون عليه الشعب العراقي صاحب مليارات الدولارات والنفط الهادر الذي لاينضب ..ولكن للاسف لم يترك اللصوص من بعض الذين يتحركون بالساحة والذين لم يتركوا شيئا  لانفاقه على محو الامية من الاموال التي نهبوها وتركوا الملايين في جهلهم يعمهون .. فعلى الدولة أن تتجه الى القرى وتبدأ ببناء المشاريع المختلفة فيها واهمها المصانع والمشاريع الحيوية الاخرى وبالامكان أن يتطلع الجهلة من السياسيين الذين يجوبون البلدان الاوربية او يسهرون في صالات الروليت في مونت كارلو أو سيبحون في جزر الكناري..... أن يزوروا  على الاقل محطات الضخ الانكليزية في تي 1 أو في كي3 داخل العراق وغير ها.... من محطات النفط التي كانت تديرها الشركات البريطانية والتي كانت عبارة عن مدن مصغرة اوربية على ارفع درجات التطور والمتوفر فيها كل وسائل الراحة ... وتعمل مثيلا لها في كل قرية... وبذلك ستبدأ الثقافة والمعرفة ويبدأ التطور الحقيقي في البلاد.... وسوف تجد بعد ذلك قد تبخر الارهاب الذي ارعبهم وهم يعلمون تماما بان 90% من الارهابيين كما يصفونهم هم من القرويين وسكان الريف.... فلو اصلحوا احوالهم ونشروا العلم والثقافة بينهم ووفروا لهم وسائل الرزق الكافي فسوف لن تجد ارهابي يقتل او يفجر وسيعيش الناس بامان ..أما اذا بقيت الحكومة تهتم بمناطق محددة من بغداد حيث تعقد المؤتمرات لخداع الدول باظهار العراق على غير حقيقته المزرية.... كما كان يحاول صدام ان يفعله معتقدا بان الدول لا تعرف الحقيقة... فقد فعل مثل النعام فدفن راسه في التراب  وكشف عورته... حتى الذين كان يدفع لهم الكوبونات من الصحفيين ورجال الدين المصريين قد فضحوه حيث قال احد رؤساء الصحف المشهورة في مصرعندما سأله احد الاشخاص في ندوة تلفزيونية عن حقيقة استلامه الكوبونات.. فاجاب النبي قد قبل الهدية فلماذا لا نقبلها نحن ... فهل نحن خيرا منه .. ومع كل تلك الكوبونات التي دفعها من اموال العراقيين  فقد فشل.. فذهب هو وذهبت كوبوناته هدرا..... فعلى الحكومة ان لا تسلك طريق صدام وتبدأ بمحو الامية وبناء المدارس في كل انحاء العراق بما تملكه من اموال هائلة وعلى وزير الاسكان ان لا يتحجج بعدم وجود اراضي لانشاء المشاريع عليها وهو يعلم ان هناك الاف الدونمات متروكة وبامكانه انشاء المشاريع عليها وإذا تعذر عليه الحصول على الموافقات كما يدعي فالمفروض ان يقدم استقالته احتجاجا  اذا لم تستجيب الجهات المختصة على منحه الاراضي التي يحتاجها لانشاء المدارس..   للتخلص من الازدواجية في الدوام والقيام بتهيأة مدارس في الارياف تتوفر فيها كافة اسباب الحياة الكريمة وتعيين المعلمين وتهياة وسائل النقل وتبليط الشوارع بما ييسر سير المركبات ونشر التعليم كي لا يبقى امي في هذا البلد وبغير هذا فسوف يستمر الارهاب وتستمر الفوضى ويستمر الخصام والنزاع كما على وزير التربية أن يولي اهتماما مضاعفا لما هي عليه الحالة في مرافق التعليم المختلفة ويعيد النظر في المناهج البالية المرهقة والغير مجدية  .. وبغير هذا فالنقرأ على العراق السلام  ....!!!!

يوسف علي خان

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا