<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان الدولة المستحيلة في كردستان العراق

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الدولة المستحيلة في كردستان العراق

 

 

المحامي يوسف علي خان

 

انه ليس لغز ولا احجية بل هي الحقيقة الثابتة التي لا تقبل التطبيق .. فيمكن أن تحدث في الجنوب ويمكن أن تحدث في أي مكان في العراق إلا في الشمال مهما حدث ومهما تغيرت الاحوال فهي حقيقة ثابتة إلا إذا زالت تركيا من الوجود او احتلت مثل ما حل في العراق....   فكدولة داخل دولة يمكن أن تعيش لكنها كدولة مستقلة فهي امنية و خيال  ودولة  مستحيلة.... و قد يتسائل البعض هل هناك دولة مستحيلة.؟؟؟.. وهل صحيح بأن الاكراد باقون ضمن الدولة العراقية  باختيارهم و بارادتهم ورغبتهم الحقيقية   ؟؟؟ وهم احرار ببقائهم او انفصالهم واعلان دولتهم المستقلة متى يشاؤون  ..اعتقد انه ادعاء غير واقعي...  فلقد حاولوا كسر طوق المستحيل من  خلال  ثوراتهم المتكررة  غير انها لم تتكلل بالنجاح  لان الامر ليس بيد العراق  ولا بيد خونته أو انتهازييه وخارج سلطاتهم... فهناك العديد من المستحيلات في العالم وفي الكون ومن ضمنها تأسيس دولة كردية مستقلة  في شمال العراق  ... فبالامكان أن تؤسس دولة كردية  في سوريا وهو امر محتمل مع صعوبته القصوى غير أن ذلك جائز قانونا... كما يمكن في ايران او حتى في تركيا نفسها  ولكنه مستحيل في شمال  العراق لسبب قانوني ودولي بنفس الوقت لايمكن تجاوزه على الاطلاق ..فقد اشرنا في مقالات سابقة الى الاتفاقية التي ابرمت بين الحكومة التركية والحكومة العراقية بعد مفاوضات استمرت عدة سنوات حتى تم الاتفاق عليها سنة 1926 واضحت وثيقة رسمية سجلت في عصبة الامم انذاك ولا زال مفعولها قائما لم تلغه أي من الدولتين او تخالف احد بنوده .. إذ ينص احد اهم بنوده ((( أن تمتنع  الدولة العراقية من الموافقة على تأسيس دولة كردية في ولاية الموصل وإذا وافقت على ذلك باي وقت من الاوقات فسوف تقوم الحكومة التركية باسترداد ولاية الموصل وضمها الى حدود الدولة التركية  من جديد وتصبح خاضعة لها .. ))) والمعروف بان ولاية الموصل كانت تشمل اربيل والسليمانية ودهوك وكركوك .. فهي جميعها تابعة الى ولاية الموصل التي لم تستطع القوات البريطانية من احتلالها خلال الحرب العظمى الاولى  حتى قيام الهدنة بين الحكومة التركيا والحلفاء المشتركين في الحرب...  حيث بقيت ولاية الموصل تابعة رسميا الى الحكومة التركية حتى تم عقد الاتفاقية بين الحكومتين سنة 1926 فتنازلت تركيا عن المنطقة الشمالية وفق شروط هذه الاتفاقية ... وعليه لا يمكن باي حال من الاحوال تأسيس دولة كردية مستقلة في احد اجزاء ولاية الموصل على الاطلاق .. فانه وبموجب بنود هذه الاتفاقية الصارمة فلا يحق للحكومة العراقية مطلقا الموافقة بارادتها المنفردة ودون موافقة الدولة  التركية بالسماح للاكراد انشاء دولة مستقلة داخل حدود المنطقة الشمالية التابعة لولاية الموصل حيث أن جميع اراضي كردستان الحالية بموجب الوثائق الدولية لازالت تابعة لولاية الموصل ولا يمكنها الانفصال عنها حتى ولا بارادة وقرار من مجلس الامن... إذ لو اصدر مجلس الامن قرار بالموافقة على تاسيس الدولة الكردية فستعود ولاية الموصل برمتها اولا الى تركيا وتصبح جزء منها  ثم حصول مجلس الامن على موافقة تركيا بتاسيس الدولة الكردية فليس من صلاحية الحكومة العراقية منح الموافقة الى الاكراد بتاسيس دولتهم الكردية ابدا .. وبالطبع فسوف لا تتم الموافقة بالنسبة للحكومة التركيا بعد استعادة ولاية الموصل السماح للاكراد بتأسيس دولتهم  إلا باجراء استفتاء  شعبي عام في المنطقة الكردية الواسعة في تركيا للحصول على موافقة الشعب الكردي المتواجد هناك من حزب البكاكا  وغيره بتاسيس الدولة الكردية فهل سيوافق الشعب التركي على ذلك وهل ستوافق الحكومة التركية نفسها على اجراء مثل هذا الاستفتاء... وهل بامكان الادارة الامريكية الضغط على تركيا كي توافق  على اجراء مثل هذا الاستفتاء الذي سيفصل بالضرورة ثلث الاراضي التركية وانفصال اكثر من عشرين مليون كردي ضمن دولتهم الواسعة التي ستضم اكراد العراق وتركيا وهي امور مستحيلة خاصة إذا ما عرفنا العلاقة الوثيقة بين تركيا وامريكا وبانها عضو في الحلف المركزي  ؟؟؟؟ وكيف سيكون حال الاكراد العراقيين إذا ما اصبحوا تحت رحمة الحكومة التركية وضمن حدودها هل سيستطيعون تشكيل حكومتهم المستقلة  بوزرائها وقياداتها وكما هي الحال في الوقت  الحاضر في العراق  ووجود البشمركة كجيش نظامي  في الاراضي التركية واعلان كرد ستان اقليم مستقل خارج نطاق السيطرة التركية وهل ستكون احوالهم المعاشية كما هي الان تحت خيمة الدولة العراقية ؟؟؟؟   وهل  أن كل ذلك لا يعرفه الساسة الاكراد وهل أن ما كانوا يدعونه بانهم اختا روا البقاء ضمن الدولة العراقية بارادتهم واختارهم الذاتي  هو ادعاء صادق ؟؟؟... أم انهم مرغمون و مضطرون وخارج نطاق ارادتهم تماما خشية أن يقعوا في براثن الدولة التركية وهل أن السيد رئيس الوزراء المالكي لا يعلم بوجود هذه الاتفاقية أم انه لربما  يهددهم بها في الخفاء إذ يعلم بعجزهم التام عن المطالبة بالاستقلال الناجز بوجود هذه الاتفاقية القاهرة التي تكسر الظهر... إضافة لما يحصلون عليه من مكاسب ومنافع وهم خارج ارادة الحكومة العراقية..... وهل ستوافق محافظة نينوى صاحبة الولاية على الشمال بموجب تلك الاتفاقية بالانظمام الى تركيا والانفصال عن العراق ...فلكل هذه الحقائق ومع كل ذلك فقد ادهشني  تصريح  احد النواب الاكراد قبل يومين ليقول... اننا فقط نطالب بحقوقنا من الحكومة العراقية ...فلا ادري ماذا يقصد النائب الكردي من وجود بقايا حقوق لم يحصلوا عليها عند العراقيين ؟؟؟؟ هل يريدون أن يتغولوا على العراق ويحتلوه برمته الا يكفيهم رئاسة الدولة ورئاسة اركان الجيش  و سيطرتهم على البرلمان المركزي ومشاركتهم في الوزارة و حصولهم على 17% من الميزانية  فلم يبقى سوى  أن تأتي دباباتهم وتحتل وزارة النفط كما فعل اعمامنا الامريكان وحرسوها وحافظوا عليها .. فهل تريدون أن تكونوا بدائلهم في العلن ... فتكونوا عند ذلك قد حصلتم على حقوقكم .؟؟؟ .. فهل لا زالت هناك بقية من حقوق أيها الاشقاء الاعزاء وفي الخفاء ما كان اعظم  .... فقد اخذتم عشرة اضعاف مما يجب ان يعطى لكم أو مما كنتم تطالبون به  ...  ومهما حاولت القيادات الكردية بعشرات الزيارات الى الحكومة  التركية  لاقناعها بالضغط على الحكومة العراقية بالموافقة على الانفصال  و مع ما  قدمت من تنازلات كبيرة الى تركيا بفتح الابواب للشركات والمقاولات الضخمة ... ولكن يبدو انها باءت بالفشل...  فالحكومة التركية لم تستجب لمطاليبهم رغم كل تلك الزيارات ورفضت الغاء هذه الاتفاقية لان فيها خطر عليها  .. فإن كان في العراق ثلاثة ملايين كردي ففي تركيا سبعة عشر مليون كردي ... كما ان العراق نفسه لا يجرؤ على الموافقة  وان موافقته المنفردة لا قيمة لها حتى لو ضغطت عليه امريكا...كما ان امريكا عاجزة على ما يبدو عن الضغط على تركيا فالقضية معقدة ومتشابكة  لا يحلها لا انتهازيوا  العراق من بعض السياسيين الذين ابدوا استعدادهم لبيع العراق مقابل أن يحصلوا على المناصب ...  ولا اية جهة دوليه بامكانها فعل شيء ... والمعمعة قائمة ومشتعلة   و حتى لو اجتمعت شياطين الارض برمتها فسوف لن يكون بامكانهم حلها   ...فكيف ستكون النتيجة ؟؟؟... هل من مجيب ؟؟؟؟؟  !!!! ...............((((((( عندي الجواب الشافي والله اعلم ))))))

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا