<%@ Language=JavaScript %> د. بهيج سكاكيني المبادرة المصرية...الموافقة واالتراجع السريع عنها من الجانب الإسرائيلي...الأسباب

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

المبادرة المصرية...

 

الموافقة واالتراجع السريع عنها من الجانب الإسرائيلي ...الأسباب

 

 

د. بهيج سكاكيني

 

وأخيرا دخلت مصر على خط محاولة "التهدئة ووقف اطلاق النار" بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية في غزة. ولكن للأسف الشديد فان المحتوى وجوهر هذه المبادرة والطريقة التي ظهرت بها على حيز الوجود تسبب في مقتلها، أو كما قال أحدهم لقد ولدت ميتة. ومما لا شك فيه ان هذه المبادرة لم تكن لتظهر دون التنسيق مع الجانب الصهيوني والامريكي، وخاصة اذا ما علمنا ان رئيس المخابرات العامة المصرية كان في زيارة الى الكيان الصهيوني قبل ظهور هذه المبادرة، وبالتالي فمن المنطقي أن يكون قد تم التشاور والاتفاق على البنود التي من الممكن لحكومة نتنياهو الموافقة عليها، وهذا ما يدلل السرعة التي تمت بها موافقة حكومة الكيان الصهيوني المصغرة عليها والذي سنتعرض له بعد قليل. ومن الضروري أن نؤكد هنا وكما ورد على لسان المتحدثين لكافة الفصائل الفلسطينية في المقاومة، انه لم يتم استشارة أي فصيل منهم في المبادرة قبل ظهورها وتناقلها عبر وسائل الإعلام، وهذا بالتأكيد شكل خطأ كبيرا وخاصة وان المبادرة لم توفر حتى المطالب الدنيا لفصائل المقاومة، ولم تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات والمعادلات التي أوجدتها المقاومة على الأرض. ما نريد أن نتعرض له هنا بالتحديد أسباب الموافقة السريعة عليها من قبل الحكومة الإسرائيلية المصغرة وسحب هذه الموافقة بعد ساعات من الموافقة عليها.

لقد جاءت موافقة الحكومة الصهيونية على المبادرة لأنها تؤمن لها نوع من الاريحية في البنود التي وردت والتي في تقديري أنها اسواء من تلك التي تم الاتفاق عليها عام 2012 والتي تنصلت منها حكومة نتنياهو. الى جانب ذلك أراد الكيان الصهيوني من وراء الموافقة عليها في البداية محاولة التفاف على الرأي العام العالمي الذي بدأ يتحول لصالح الفلسطينيين وخاصة مع مشاهدة حجم الدمار للمناطق السكنية واعداد الشهداء من الأطفال والنساء نتيجة العدوان البربري، بالإضافة الى محاولة الحصول على "الشرعية" الدولية والإقليمية لأي تصعيد مبيت من قبله على قطاع غزة، بما في ذلك تصعيد وتكثيف القصف البري والجوي والبحري وإمكانية توغل بري محدود في القطاع. وللتدليل على ذلك الانسحاب السريع الذي تم بعد ساعات من الموافقة عليها مدعية أن ذلك جاء لعدم موافقة حماس عليها، هذا مع العلم أنه لغاية تلك اللحظة لم يتصل الطرف المصري بحماس أو أطراف فلسطينية أخرى ولم يتسلم أي طرف فلسطيني رسميا ورقة مكتوبة تحمل بنود المقترحات المصرية. وربما الطرف الوحيد الذي كان قد أبدى رفضه للمقترحات هو تنظيم الجهاد الإسلامي. بالإضافة الى ذلك وبتناغم واضح مع الكيان الصهيوني جاء تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من جنيف حمل فيه حماس مسؤولية فشل الاتفاقية التي عرضتها مصر. لم تكن حماس قد أعلنت موقف بعد وذكر أبو مرزوق نائب الأمين العام لحماس من القاهرة، أن حماس تتدارس الموضوع مع بقية فصائل المقاومة لكي تخرج في موقف موحد من المقترحات المصرية. ولقد استغل نتنياهو زيارة وزير الخارجية الالماني الى الكيان الصهيوني ليهاجم حماس في المؤتمر الصحفي المشترك، وان اسرائيل كانت تود ان تحل القضية بالطرق الدبلوماسية، ولكن حماس اختارت الحرب، وعليه فأن الجيش الإسرائيلي سيقوم بتوجيه ضربة قاسية لها ...الخ. ومن المؤكد انه سيفعل نفس الشيء في حال زيارة وزير الخارجية الفرنسي الى فلسطين المحتلة. بالإضافة الى كل هذا فان ما يسمى بالجامعة العربية قد تبنت المبادرة المصرية وبالتالي فان الخروج عليها من المقاومة الفلسطينية يعني بما يعنيه الخروج عن الاجماع العربي. ولا شك أن الكيان الصهيوني سيستغل هذه المواقف الدولية والعربية الى أبعد الحدود في التعامل مع قطاع غزة. وهذا واضح وضوح الشمس من تصريحات وزير خارجية الكيان الصهيوني ليبرمان مباشرة بعد الاتهامات التي وجهت الى حماس بإفشال المساعي المصرية "للتهدئة". نقتطف هنا بعض من تصريحاته. "يجب على إسرائيل ان تذهب حتى النهاية". " العالم ملزم بمنحنا الدعم السياسي الكامل للذهاب حتى النهاية". المقصود بالنهاية هنا هو إعادة احتلال القطاع أو تدميره بالكامل على رؤوس سكانه. " الوضع في المنطقة يسمح بعملية احتلال لقطاع غزة". الذي يبدو انه قد اخذ الضوء الأخضر من مواقف الجامعة العربية العبرية. وهكذا دواليك.

ومما لا شك فيه، ان محاولة كسب "الشرعية" الدولية والإقليمية لعدوانها الهمجي أو على الأقل تحييد ما يسمى بالمجتمع الدولي من شأنه أن يجنب الكيان الصهيوني تحمل تبعات ما ارتكب جيشه والطبقة السياسية المتحكمة بالقرارات من المجازر والجرائم التي ترقى الى جرائم ضد الانسانية بكل المقاييس والأعراف الدولية.

ولا بد أن ننوه في النهاية هنا من أن الكيان الصهيوني، والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية، وأطراف إقليمية عربية، وبعض الأطراف الفلسطينية للأسف تريد أن تختزل القضية الفلسطينية بما يدور في غزة وتختزل غزة بحماس، وذلك ضمن المخططات الخبيثة التي تقوم على تجزئة المجزئ وتقسيم المقسم، واختزال القضية والحل ربما بفتح معبر هنا أو هناك، والإبقاء على الاحتلال بتجميل صورته البشعة. من الضروري التنبه لهذا المخطط الذي من شأنه ان يضعف المقاومة الفلسطينية ويزيد التكالب على قضيتنا واطالة أمد الاحتلال.

 

الدكتور بهيج سكاكيني

16.07.2014

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا