<%@ Language=JavaScript %> مالك حسن علي عزيز الحاج : والحقد العنصري على الروس

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

 

عزيز الحاج : والحقد العنصري على الروس

 

 

مالك حسن علي

 

منذ بداية الازمة الاوكرانية والسيد عزيز الحاج يقف موقفا يصعب فهمه. يبرر البعض موقفه المعادي للشعب الروسي باعتباره يستقي معلوماته من المصادر الغربية و لذلك هي احادية الجانب. وهنا مبعث الغرابة لان عزيز الحاج رجل موسوعي ومتمكن من لغات عديدة فلذلك لا يصمد هذا المبرر امام الحجج الدامغة .  هناك الكثير من الصحفيين والسياسيين الغربيين الشرفاء الذين ينظرون الى الامور في اوكرانيا بغير نظارات الفاشيين الاوكرانيين التي يرى بها عزيز الحاج الامور الان .

 واكرر ليس من الصعب على عزيز الحاج معرفة الحقائق، لو أراد. فهو يعرف جيدا بعض اللغات السلافية ، وانا واثق انه يعرف الروسية ايضا  لاسباب لا نريد ذكرها هنا . ولكنه ، ومع الاسف يفضل فقط الاستماع الى تلفزيونات الفاشيين الجدد في اوكرانيا، ويضع نفسه في هذا الموقف الذي يصعب فهمه ،انه  حتى لا يكلف نفسه عناء الاطلاع على ما كتبته بعض الصحف الالمانية، التي ربما لديها طبعات انجليزية  وهي لغة يتقنها عزيز الحاج. فقد فضحت بيلد الالمانية مثلا وجود مئات المرتزقة الاجانب ضمن من قاموا باسقاط النظام السابق في اوكرانيا. وعاش مراسلها اكثر من اسبوع بين الروس الاوكرانيين المعتصمين في شرق اوكرانيا  وفضح اكاذيب الحكومة  القائلة انهم ( ضباط من روسيا او مولدافيا ). واغلق عزيز الحاج عينيه عن رؤية العصابات المسلحة التي استولت على السلطة ( وهناك كم من الافلام عن ذلك على الانترنت). واغمض عينيه ولم ير كيف ان الشرطة ، اثناء حكم الرئيس السابق، كانت مكتوفة الايدي باوامر من الرئيس الذي منعها من الرد على اعتداءات الفاشيين من جماعة سفوبودا والقطاع الايمن. بل ان السيد عزيز الحاج صم أذنيه ، حاله في ذلك حال الكثير من القيادات الغربية التي خططت لاحداث اوكرانيا ، ولم يسمع المخابرة الهاتفية بين وزير خارجية استونيا ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوربي  كاثرين آشتون،  وقد تحدث عن هذا الفضيحة الكثير من وسائل الاعلام الغربية المنصفة، حيث ان الوزير المذكور  اخبرها ان من يقتلون المتظاهرين في الميدان والشرطة الاوكرانية، على حد سواء، هم مسلحون يعملون لصالح احد الاحزاب اليمينية التي استولت على السلطة بعد هروب الرئيس.

ولم ير عزيز الحاج الجريمة الجديدة التي ارتكبها الفاشيون الجدد  في مدينة أوديسا ،حين قدموا من كييف ومناطق اخرى بحجة تشجيع مباراة كرة القدم، وبدأوا يبحثون عن الروس ،  كما فعل فاشيوا الثلاثينات في البحث عن اليهود، وحاصروا مجموعة من الروس العزل في مبنى نقابات العمال ، واحرقوا مخارج المبنى ، وحين تصاعد الحريق  حاول المحاصرون الهروب  بشتى الطرق ، فكان الفاشيون لهم بالمرصاد وتصيدوا كل من حاول القاء نفسه من النوافذ و أطلقوا عليه النيران ومن وقع على ارض الشارع كانت تتلقفه عصي الفاشيين وهرواتهم الخشبية والحديدية، الامر الذي ادى الى وفاة 46 مواطنا روسيا أوكرانيا  اعزل.

كل هذه الوقائع لم تثر اهتمام السيد عزيز الحاج وانما واصل التغطية على الفاشيين الجدد وتبرير مواقفهم في مقال سابق له في ايلاف. واليوم، 11/ 05/2014  طلع علينا بمقال آخر في موقع ايلاف  نفسه،  اقل ما يقال عنه انه ذوو نفس  وحقد  عنصري ضد الروس وليس ضد روسيا والانظمة . وهو موقف تشمئز منه النفوس.

 هذه بعض الاوصاف التي اطلقها على الشعب الروسي في اوكرانيا      " العصابات الروسية المسلحة في المناطق الاوكرانية الشرقية".. تصوروا  "العصابات "  وليس الشعب الروسي في اوكرانيا . وفي مجال آخر يقول " العصابات الروسية الارهابية المدججة بالسلاح والملثمة  وبينهم ضباط ورجال مخابرات روس وقوات خاصة تسللوا من وراء الحدود".

انه كلام ساذج يعيب على سياسي مثل عزيز الحاج ان يقوله. العصابات التي يتحدث عنها خرجت اليوم بالالاف للادلاء باصواتها في الاستفتاء الذي قرروا القيام به في شرق أوكرانيا . والروس في اوكرانيا قومية يصل تعدادها الى عدة ملايين وليسوا عصابة مسلحة مرسلة من خارج الحدود .هذا بالضبط ما قاله اعلام الفاشيين الاوكرانيين في الايام الاولى ثم كفوا عن ترداد هذا الكلام السخيف فكيف ترضى ايها السياسي المحترم ان تردد ترهات تخلى عنها اصحابها بعد نزول الالاف الى شوارع مدن شرق اوكرانيا، علما ان وجوههم غير ملثمة والكثير من قادتهم ظهروا امام وسائل الاعلام الغربية واظهروا لهم وثائقهم الاوكرانية واخرسوا بذلك سلطات الانقلاب في كييف.

 الغريب ان عزيز الحاج الشيوعي السابق منذ بداية الاربعينات والذي يفترض به ان يعرف التاريخ وخاصة تاريخ الاتحاد السوفيتي يشوه هذا التاريخ بشكل فظ وينسب الى الروس كل جرائم ستالين وقيادة الحقبة السوفيتية ، إذ يقول (نرى من المفيد العودة للممارسات الروسية زمن الحقبة السوفيتية وما تركته في الذاكرة الجمعية لكثير من الشعوب والقوميات في اوروبا وآسيا) . ناسيا ان ستالين لم يكن روسيا وان بيريا   ( المجرم الاكبر ) لم يكن روسيا وان معظم القيادات لم تكن روسية وانما اوكرانية وارمنية ويهودية ولم يكن بين القياديين الا القليل من الروس وحتى لينين لم يكن روسيا صرفا وانما فيه خليط من الدماء الروسية والتترية واليهودية، فكيف تقول انها ممارسات روسية  وتلصق كل الجرائم بالروس؟ . هل معنى هذا ان جرائم صدام وحزب البعث والكثير من جحوشه الاكراد ضد الشعب الكردي هي جرائم  قام بها العرب؟ . يا له من منطق أعوج لايستقيم مع اي واقع .

ويقول عن بوتين ( انه لا يتردد عن انتحال ذريعة هتلر في الاعتداء على الغير وانتهاك الحدود وخرق القانون الدولي ونعني هنا حجة الدفاع عن سلامة وحقوق الروس والناطقين بالروسية في اراضي الاخرين ). هذا كلام مضحك ولا يقنع حتى طفل في المدرسة الابتدائية ، ولا ينبغي ان يصدر عنك بالذات ، وانت الذي تدعو  ليل نهار  امريكا واوروبا للتدخل  ومحاربة نظام الاسد ( وهو نظام مجرم بالفعل ) ، وكنت انا، وانت والمئات من العراقيين نؤيد حق شعوب يوغسلافيا في تقرير مصيرها ، وما زلت شخصيا ، اتمنى ان يحصل الاكراد على استقلالهم ، بدعم من المجتمع الدولي. وشجعنا امريكا والدول الغربية على عدم الالتفات للحدود وخرق القانون الدولي ونصرة هذه الشعوب الغريبة عنها, نسيت كل هذا و تنكر على الروس في روسيا حقهم في  نصرة اشقائهم في محنتهم ؟ ما هذا المنطق الغريب ؟ مع العلم  ان الشعب الروسي ، في القرم والمناطق الشرقية في اوكرانيا ، لجا الى الاسلوب الشرعي المعترف به في هذه الحالات  ، وهو ما لم يحصل في يوغسلافيا السابقة ، الا وهو الاستفتاء ، الذي لم يعجبك واصحابك الفاشيين الجدد. ترى هل سيعني موقفك هذا الاعتراض مستقبلا على قيام الشعب الكردي في تركيا او العراق او ايران او سوريا في الدعوة الى استفتاء شعبي لتحديد مصيرهم ؟

 ولو قرأت التاريخ بشكل صحيح فسترى ان  خروشوف (الاوكراني وزعيم الحزب الشيوعي السوفيتي في فترة من الزمن) هو الذي اقتطع القرم من روسيا واهداها الى اوكرانيا وان ستالين اهدى هذه المناطق الشرقية الى اوكرانيا دون ان يسألا او يستفتيا أحدا في الامر ، وهي جريمة ينبغي ان تشير اليها لو اردت ان تكون موضوعيا في كتاباتك.

لا تكن انتقائيا في مسالة حق الشعوب  في تقرير مصيرها ، والاهم من ذلك ابتعد عن توجهات وخطابات الفاشيين الجدد  وانت في اواخر ايام حياتك التي نتمنى لها ان تطول . وابحث اكثر عن الحقائق واعرضها بامانة ودون لوي اعناقها.

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا