<%@ Language=JavaScript %> عبد الجبار نوري خواطر بغدادية----- أحلاها مُرْ

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

خواطر بغدادية ----- أحلاها مُرْ

 

 

عبد الجبار نوري

 

 

لم أودع حبيبتي بغداد قبل عشرة سنوات لأعتقادي بأنّ الوداع يعني الرحيل السرمدي فلا بدّ اللقاء فتلك سمات وعلامات الحب العذري والعشق الصوفي المفضوح بدموعٍ غير أرادية ، وهي توأم روحي حين يرتبط بها حبلي السري منذ  الطفولة البريئة ، وطيش الشباب فيها ملاعب صباي ، ورفاقي وأصدقائي ، ولأوكسجين أزقتها الحلوة  النقية أنعاشاً لحواسي المتعبة ، وتحية أجلال لشاعر الياسمين " نزار قباني " حين قال فيها : عيناك يا بغداد منذُ طفولتي شمسان نائمتان في أهدابي ، وصباحات( فيروزية ) بغدادية بعذوبة نسيمها العليل :بغداد والشعراء والصورُ ذهب الزمان وضوعهُ العطرُ، وكوكب الشرق أم كلثوم :بغداد يا قلعة الأسود ، وجميع مظاهرها المدنية والحضارية تسلب اللب وتأسر الأحساس حين يقول الجواهري في دجلتها الرقراقة :حييتُ سفحك عن بعدٍ فحيّيني يا دجلة الخير يا أمّ البساتيني ، أمْا الرصافة والكرخ حين قال فيها الشاعرالعباسي "علي أبن الجهم" المولود في (بغداد )عام 188 للهجرة :عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري....أعدن ليّ الشوق القديم ولم أكن سلوتُ ولكن زدن جمراً على جمرِ...وبتنا على رغم الوشاة كأننا خليطان من ماء الغمام والخمرِ ، أم شارع الرشيد ونصب الحرية وشارع المتنبي ومقهى الشاهبندر وتمثال الرصافي و مدينة الألعاب وشارع فلسطين واليرموك والمنصور وملعب الشعب والكشافه والشورحه والشواكه وسوق حماده والكرادة وبغداد الجديدة ومدينة الثورة والحرية والقشله والأعظمية والكاظمية وقاسم أبو الكص والحاتي وكبة السراي ووووو آه يابغداد كم أنت رائعة ؟ ----- والآن ألا يحق لي أنْ أوجه عتاباً وديأً ؟؟-عفواً ليس مسماراًعلى لوحة أمين بغداد - { عزيزي لقد رأيتُ مدينة الرشيد الزوراء مدينة الأحلام معكوسة !!! بل هي تموت كالأشجار واقفة ، لا أسمع زقزقة عصافيرها ولا هدير دجلتها ، وصدقني تمتمتُ مع نفسي بهذيانٍ صامتْ : رباه أهذهِ بغداد ؟ .

أنّ جغرافية المدن – وأنت تعلم يا سيدي المسؤول -  في كل العالم تخضع لقوانين وضوابط صحية وبيئية وعرفية أجتماعية  وحضارية في تقسيماتها البلدية ، أنا لا أطمح أنْ تكون بمستوى المدن الأوربية لأنه حلمٌ طوباوي غير واقعي!! غير مسموح لنا أنْ نحلم بهِ ونتمناه لأنّ  "التمني رأس مال المفلس " حيث وجدتُ : 1-فوضى الأرصفة ألمكتظة بالباعة المتجولين ، وبعرض جميع أنواع البضائع المتضاربة أحياناً الفواكه والخضر ألى جانب الأحذية والنعل – جلكم الله - والملابس ألى جانب بيع الأسماك والكل يروّجْ لبضاعتهِ بمكبرات الصوت ، أو بمسجلات الصوت وهي ظاهرة غير حضارية يا سيادة الأمين . 2- والغريب يا مسؤولي المدينة أنّ بعض الأرصفة بنيت عليها أكشاك ثابتة من حديد وأسمنت  أين قوانين أمانة بغداد منها ؟ أليست هذهِ الفوضى بعينها ؟. 3- وجدتُ – وأنا شاهد عيان – مطاعم على الأرصفة لتقديم أنواع الأطعمة !!!! .4- السيارات مركونة بعشوائية حينها يمكن وضع السيارات المفخخة بينها ( وهنا تسكب العبرات ) وهي سبب حصد الآلاف من الأبرياء وتخريب البنى التحتية وهي أشارة ألى الجهد الأمني لوضع قوانين رادعة وصارمة على المخالف. 5- فوضى سير السيارات بدون وجود الأشارات الضوئية ، وأنْ وُجِدَتْ لاتحترم لغياب العقاب سيدي المسؤول أنا لا أدعو ألى محاربة الباعة المتجولين لربما يكونون من جيش العاطلين ، ولا ألى قطع الأرزاق ، ولكن ألى تنظيم المدينة ببناء أسواق خاصة لبيع البضاعة ، وتخصيص مرئاب خاص للسيارات لكل منطقة ، وتكملة الأشارات الضوئية في المدينة ، ولبس حزام الأمان وأقتناء مطفأة الحريق وتاير سبير وأجازة سوق وسنوية السيارة( وهذهِ شروط الأمان حيث كنا مجبورين عليها في العهد العصملي !!! ) 6- العقوبة والثواب : تطبيق قوانين صارمة ورادعة للمخالف لكل هذهِ الفقرات السلبية المذكورة وتكريم أحسن مواطن  بجائزة أحسن مواطن وأحسنسائق----والله من وراء القصد .

 

عبد الجبار نوري/ السويد

 

 22.10.2014

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا