<%@ Language=JavaScript %> د. إقبال محمد علي لماذا يريد أوباما ازالة المالكي ؟؟؟ بقلم : مايك وتني 15 آب 2014

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

لماذا يريد أوباما ازالة المالكي ؟؟؟

 

بقلم : مايك وتني

15 آب 2014

 

ترجمة : د. إقبال محمد علي

Standing in Washington's Way

Why Obama Wants Maliki Removed

By: Mike Whitney

 

تضغط أدارة أوباما بشدة من أجل تغيير النظام في العراق ، و السبب أن رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي طائفي متعصب جداً .و لكن الواقع يقول ، إن معاملة المالكي السيئة للطائفة السنية ، لم يكن السبب الحقيقي وراء قرار إزاحته من قبل واشنطن . و سواء  كان المالكي" طائفياً جدا" او لم يكن فليس لهذا اية صلة  بموضوع الاطاحة به كلياً. السبب الحقيقي ، هو رفضه التوقيع على" اتفاقية شرعية وجود القوات الامريكية في العراق" عام 2011. إضافة إلى رفضه منح الحصانة لعشرات الآلاف من جنود الإدارة الأمريكية عند تركها  العراق بعد الانسحاب الرسمي . هذا ما أغضب واشنطن . و لهذا السبب قررت الادارة الأمريكية استبدال المالكي.

و قد تأكَدَ ذلك من بيان البيت الأبيض الذي صرح به نائب الرئيس بايدن بعد ساعات فقط من التغيير .....  (الإنقلاب)  بدعم حيدر العبادي  الذي اختير  (منافساً للمالكي) كرئيس للوزراء . و جاء في  الوثيقة التي كانت تحت عنوان : عرض للمكالمة التلفونية بين نائب الرئيس الأمريكي  مع رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي.

"اتصل نائب الرئيس جو بايدن برئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي لتهنئته على ترشيحه لتشكيل الحكومة الجديدة ووضع برنامج وطني يكون منسجما مع سير العملية الدستورية في العراق.و بالمقابل أعرب رئيس الوزراء المكلف عن نيته في التحرك وبالسرعة الممكنة بتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة وشاملة قادرة على مواجهة تهديدات الدولة الإسلامية في العراق والشام، وبناء مستقبل أفضل للعراقيين بمختلف أقلياته و طوائفه .كما نقل نائب الرئيس الامريكي، تهنئة الرئيس أوباما الذي كرر التزامه و دعمه  الكامل لحكومة عراقية جديدة ،شاملة، لا سيما في حربها ضد  ISIL. كما ناقش الزعيمان أيضا الخطوات العملية  للتفعيل الكامل لأطُر الاتفاقات الستراتيجية بين البلدين في جميع المجالات، بما في ذلك الدبلوماسية، والتعاون الاقتصادي، والأمن. شكر رئيس الوزراء المكلف العبادي نائب الرئيس بايدن للتهنئة ، واتفقا على البقاء على اتصال دائم أثناء سير عملية تشكيل الحكومة ". (البيت الأبيض)

هل انتبهتم إلى الضربة هنا !! . كما ناقش الزعيمان أيضا الخطوات العملية  للتفعيل الكامل لأطُر الاتفاقات الستراتيجية بين البلدين في جميع المجالات، بما في ذلك الدبلوماسية، والتعاون الاقتصادي، والأمن ، هذا هو الهدف الرئيسي من كل القضية . لنقرأ  هذه الجزء الصغير من المادة التي تقع تحت بند  الدفاع و الامن  

"....  فاللجنة العسكرية المشتركة في العراق (JMC)، .... تعالج قضايا مثل : أمن الحدود، والاستراتيجية العسكرية العراقية، إشراك قوات الأمن العراقية في التدريبات الإقليمية. ومن المرجح ان  الاجتماع المقبل لِلجنة  التنسيق المشترك( JCC ) سيعقد في واشنطن هذا العام.

وقع وزير الدفاع بالوكالة( الدليمي) على مذكرة التفاهم حول التعاون الأمني ​​مع وزارة الدفاع الأمريكية. يتمثل هذا الاتفاق بضرورة التعاون  العسكري المتين بين الجيشين العراقي و الأمريكي ، يؤمن آليات "زيادة التعاون الدفاعي في بعض المجالات بما في ذلك التخطيط الدفاعي، والتعاون في مكافحة الإرهاب، والتدريبات المشتركة.

 إن برنامج الميبعات العسكرية الخارجية  في العراق( FMS) هو واحد من اكبر البرامج في العالم ، ورمز هام لشراكة أمنية طويلة الأمد يتوخاها كِلا البلدين." نحن ملتزمون بتلبية احتياجات المعدات العراقية و بأسرع وقت ممكن ". (اتفاقية الإطار الاستراتيجي الأمريكي، وزارة الخارجية الأمريكية)

 

هذه هي مجرد بداية مد أنف البعير في الخيمة. فليس هناك من شك ، من أن الهدف النهائي للولايات المتحدة  وضع  " قدمها مرة أخرى على ارض العراق" ، أن السبب وراء سماح  أوباما للميليشيا الإرهابية (ISIS) للاستيلاء على 30٪ من الأراضي العراقية و السيطرة على ثاني أكبر مدينة في العراق ثم التغلغل إلى ما يقارب ال 50 ميلا من بغداد ، و من دون أن يرفع اصبعه للمساعدة !!! ، ذلك لأنه كان ينوي زيادة التواجد العسكري  لقواته في العراق و كانت الميليشيا الإرهابية(ISIS) هيَ الطُعُم ، لإعادة نشر الآلاف من القوات الامريكية المقاتلة في العراق، و تخويف صناع السياسة العراقية ( من شيوخ العشائر وغيرهم) و اقناعهم بالأستسلام بعد أن رأوا ما يقوم به الإرهابيون المتعطشون لسفك الدماء وتقطيع الرؤوس و الرقاب  بدم بارد . (ملاحظة : من السهل النظر إلى القضية بالشكل التالي –  الميليشيا الأرهابية  ISIS  قد لا تكون خاضعة للسيطرة الأمريكية ولكن وجودهم في العراق خدم بالتأكيد  الأهداف الستراتيجية لواشنطن.

  الباحثة المستقلة والصحفية ثريا أولريش Soraya Sepahpour-Ulrich, كانت واحدة من المحللين القلائل  الذين فهموا ما يجري ، ففي  مقابلة لها مع صحافة التلفزيون الايراني،  تقول:

  " كان لدى الامريكان  و منذ فترة طويلة خطط  للبقاء في العراق و الخليج الفارسي بشكل دائم .  الهيمنة على الخليج الفارسي كانت  هي العنصر المركزي السستراتيجي للولايات المتحدة .و وجود ISIL ساعدهم في تحقيق هدفهم هذا" . أضافت بعدها : بعد ان أجْبَر  رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي  القوات الاميركية للخروج  من العراق بعد رفضه التوقيع  على اتفاقية شرعية وجود القوات الامريكية في العراق عام2011 و رفضه منح الحصانة لعشرات الآلاف من جنود الإدارة الأمريكية عند تركها  العراق بعد الانسحاب ، وجدت الولايات المتحدة طريقها للدخول  مرة أخرى.

- رفض حكومة المالكي منح حصانة لآلاف من القوات الأمريكية على البقاء في العراق بعد عام 2011 بحجة تدريب القوات المحلية.

- كانت الحكومة وافقت على السماح لبعض من القوات الأمريكية البقاء لفترة أطول لأغراض "التدريب"، لكنها رفضت حمايتهم من الملاحقة القضائية. ونتيجة لذلك بقيت هذه القوة غير قابلة  للإنتشار .

- ووفقا لللأتفاق الأمني الثنائي عام 2008، المعروف باسم اتفاقية وضع القوات (SOFA)، غادرت جميع القوات الامريكية البلاد في ديسمبر كانون الاول عام 2011.

تُكمِل أولريش حديثها :"من المثير للإستغراب جدا أن يسكت الأمريكان و هم يَرَون ISIL يستحوذون على مدن ومناطق ، كانت تعتبر قواعد حيوية و أساسية للولايات المتحدة في المنطقة ( الاراضي الغنية بالنفط ) !! أمريكا  تمول وتدرب الاكراد . إسرائيل تدرب الاكراد منذ عام  2005  من منطلق ، أن النفط العراقي سيذهب  إليهم ، وذلك ما كان يحدث بالفعل ..  "....

"لا يمكنني أن أُصدق ولو لِلحظة واحدة أن أمريكا قد تخلت عن فكرة وضع العراق وسوريا وإيران تحت سيطرتها الكاملة .... الولايات المتدحدة خلقت شبحاً إسمه  ISIL ، حجة لبقائها في العراق" .

 

بِنكَو .... Bingo.. إستخدام كلمة"الطائفي جدا" ما هي إلا خدعة . أن كل ما تريده واشنطن هو أن تمركز قواتها القتالية حيث النفط . في النهاية يبدو أن سبب كل المصائب هو  النفط ، أليس هذا حقيقة ؟

 وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل أختصر الموضوع  تماما في تموز 2007 عندما قال: " يتصور الأخرون أننا لا نحارب من أجل النفط. بالطبع نحن نحارب من أجل النفط . يتحدثون عن المصالح الوطنية للولايات المتحدة. عماذا يتحدث برأيك هؤلاء بحق  رأيك  بحق الجحيم ؟ نحن لسنا هناك لأجل أكل التين ".  Blog Washington

ان ما يقوله  أوباما عن إلقاء القنابل على الجهاديين ISIS خارج حدود أربيل لا يتناسب و تصريحاته السابقة  مِن أنه لن يقدم المساعدة في الدفاع عن العراق ما لم يكن هناك شكل من أشكال التحرك  على الجبهة السياسية؟ بعبارة أخرى، تنحية  المالكي وعزله من منصبه . تغيرت لهجته بسرعة، أليس كذلك ؟ ولكن ، لماذا ؟

 النفط .هذا هو السبب .  لنرتب الأسباب العشرة التي دفعت أوباما إلى قصف مواقع ISIS خارج أربيل. وهي كالتالي:

1-اكسون موبيل .... شركة نفط امريكية

2- شيفرون ... شركة نفط أمريكية

3- أسبيكت أنيرجي _  تزويد الطاقة الطاقة

4- ماراثون أويل كوربوريشن

5- هيلوود - للطاقة الدولية

6- هنت أويل _ شركة لإنتاج الغاز و النفط

7- برايم أويل _ النفط

8 ميرفي النفط _ إستكشاف النفط و إنتاجه

9 هيس كوربوريشن _ البحث عن الغاز ، النفط و موارد الطاقة اأخرى

10-HKN الطاقة _ إستكشاف النفط و الغاز

فما هو مغزى هذه الرسالة  هنا ( نعني هنا القصف) ؟ ما الذي أراده أوباما بإطلاقه هذه البرقية ؟ بالطبع لإفهام ما لا تدركه  ISIS عن سياسة الولايات المتحدة ؟ ببساطة ، تقول لهم امريكا: "أنتم يمكنكم أن تقتلوا أكبر عدد من العرب والمسيحيين كما تريدون ، ولكن في اللحظة التي ستفكرون بوضع اصبع واحد على أي حقل من حقول  النفط ، عند ذاك سنقوم بقصفكم و ستكونون في غياهب النسيان." ألم تكن هذه هيَ الرسالة؟ بطبيعة الحال كان هذا المغزى من الرسالة .

 و بالمناسبة ، سبب خروج الولايات المتحدة  في البداية من العراق ، لم يكن بسبب حفظ أوباما لوعوده في حملته الانتخابية .  لا. لقد كان هذا الضجيج حيلة دعائية إعلامية فقط.  السبب  الحقيقي أن أوباما سَلَم  ملف العراق للأحمق بايدن عند توليه منصبه لاول مرة كنائب رئيس الجمهورية، وفشله الذريع في هذا الجانب. من الصعب تصديق هذا، أليس كذلك؟  . نظرة على الوصف المختصر لبايدن الذي قامت به  النيويوركر:

"عندما كنت اتفحص مؤهلات بايدن في الشهر الماضي و جدل مستشاريه بشأن المالكي : أنهم لم يكونوا بجانب المالكي أبداً ، و تأييدنا له جاء بسبب حصوله على أغلبية االأصوات الإنتخابية في العراق. هذه القراءة للتاريخ عرضت بطريقة متحفظة، مبهمة قللت من أهمية الحدث نفسه .... توقع بايدن ان المالكي سيوقع على تمديد اتفاقية بقاء  القوات الأمريكية على في العراق. "المالكي يريد منا أن نبقى على قرب لأنه خلاف ذلك لا يرى مستقبلا للعراق " .و وفقا لحساباتنا. "أراهنكم على منصبي كنائب الرئيس بأن  المالكي سيمدد الاتفاقية  SOFA".

أي من تلك التنبؤات لم تتحقق ، المالكي لم يمدد ، تركت القوات الامريكية العراق في كانون الاول 2011. تعمقت الأزمة في ربيع هذا العام، فالبيت الأبيض لم يُحقِر المالكي علناً، إلا أنهم في الواضح كانوا مع تغييره.  وَلَت مشاعر التعاطف وبدلاً منها رُسِمت  مخططات الطلاق التي طال أمدها مع المالكي والتي هي على وشك الأنتهاء هذا الأسبوع .أعاد أوباما الطائرات العسكرية الأمريكية إلى سماء العراق، و أجازَ الضربات بحجة حماية البعثات الدبلوماسية الأمريكية والأقليات الدينية والعرقية، منع المسلحين السنة من التقدم إلى المدينة الكردية أربيل        

 يوم الاثنين، رفع الغطاء عن مجرى سياسي آخر في  بغداد: تم ترشيح رئيس وزراء جديد، حيدر العبادي، لاستبداله بالمالكي،  لكن المالكي رفض التخلي عن السلطة معلناً على شاشة التلفزيون أنه سيقوم بإتخاذ الإجراءات        القانونية اللازمة للطعن بقانونية القرار، بينما شوهدت قوات الأمن الموالية له  تتخذ مواقع حول المدينة .

 Breaking Up: Maliki and Biden“, The New Yorker    

إقرأ الفقرة مرة أخرى .إنها بحقٍ أشبه بكرة كاملة من الشمع  . بايدن أفسد إاتفاق SOFA، لذا قرر أوباما التخلص من المالكي بأسرع ما يمكن ،و قد تم بالإجماع وضع الخطة لاستبدال المالكي  بحيدر العبادي

من الجدير بالذكر هنا ، أن أوباما كان انتُقِد من قبل وسائل الإعلام و لأكثر من عام بسبب سحبه للقوات من العراق. (بحث بسيط في جوجل عن - " اتفاقية المالكي" شرعية بقاء القوات"- ، سوف تجدون مئات المقالات التي وبخت أوباما باعتباره الرجل "الذي خسِر العراق"، أو  " الرجل الذي هَجَر العراق"، أو الرجل الذي نظم "الانسحاب المأساوي". بالنسسبة لفقهاء اليمين الأمريكان!!! لم تكن القضية عندهم مشكلة  الحرب نفسها، ولكن الطريقة التي انتهت بها. إنهم يلومون أوباما على كل الأخطاء . هذا ما دفع  أوباما  إلى التسريع بإزالة المالكي ونشر القوات المريكية في العراق مجدداً . لقد كانت محاولة من جانبه لاسترضاء اليمين.

 أوباما، بايدن، كيري والجميع في الإدارة الأميركية عبروا عن دعمهم لمجهول تقريباً (حيدرالعبادي) ، و هذا ما دفع  إلى الشكوك بأن وكالة المخابرات الأمريكية خلف ذلك أو  (ربما وزارة الخارجية) و أنهم كانوا يعملون وراء الكواليس لعزل المالكي. لكن أوباما نفى بشدة أي تورط له في الموضوع. نشرت صحيفة الغارديان شيئاً حول هذا الموضوع :

"نفى مسؤولون أميركيون مشاركتهم في المؤامرة لإطاحة رئيس الوزراء نوري المالكي ، رغم سلسلة  المكالمات الهاتفية المكثفة التي قام بها باراك أوباما وجو بايدن ، عدمَ دعمهم للمالكي و ضرورة إيجاد بديل له .....

و تعالت و تزايدت الأصوات الحادة في ادارة اوباما في إنتقادها للمالكي في الأسابيع الأخيرة، متهمةً إياه بعدم قدرته على مواجهة الانتفاضة الإسلامية الحالية و اخفاقه في الحكم بما يتناسب و مصلحة جميع العراقيين  . قام أوباما بتوجيه "تعليماته للدبلوماسيون في واشنطن وبغداد لإيجاد بديل  " للمالكي. ... كما أدلى أوباما  أيضا باحتمال توجيه ضربة من قبل القوات الأمريكية ضد الدولة الإسلامية، والانفصاليين المعروفين أيضا باسم إيزيس أو إيسيل Isis or Isil, ، ولكن هذا لن يتم ما لم يقم رئيس الوزراء المفترض ، الجديد حيدر العبادي بتشكيل حكومة دائمة.

نفى  مسؤولي الإدارة الامريكية هذه المزاعم يوم الاثنين ، من انهم  كانوا مشجعين ل "تغيير النظام"  و إستمروا مصرين على  أن ما تقوم الولايات المتحدة ما هو إلا تقديم الدعم  لسير العملية الديمقراطية الدستورية لا تفضيلها لسياسيين افراد .    

 " الولايات المتحدة تنفي دورها في مؤامرة للاطاحة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "، الغارديان) US denierole in plot to oust Iraqi prime minister Nouri al-Maliki”, Guardian)
 

ملخص الحديث:

- ضاعف اوباما انتقاداته للمالكي في الأسابيع القليلة الماضية.

- أوباما يلقي اللوم  على المالكي في  "الإنتفاضة الإسلامية الحالية" التي كانت تغذيها وكالة المخابرات المركزية  الأمرييية التي قامت بتسليح ، تدريب و تمويل هؤلاء المعتوهين الوهابيين لتقوم بنقلهم بعد ذلك إلى العراق.

- يقول أوباما إن الولايات المتحدة لن تساعد في هزيمة غزو الجهاديين ما لم يتم استبدال المالكي.

- أخبر  أوباما "دبلوماسييه في واشنطن وبغداد لإيجاد" بديل" للمالكي.

- "رفض المسؤولون يوم الاثنين  المزاعم التي تقول بتشجيع " الولايات المتحدة تغيير النظام "، وتصر بدلا من ذلك  على أن الولايات المتحدة كانت تدعم صحة سير العملية الدستورية ."

- يا للمزحة !!  كيفما أردتم للأمور أن تسير ، ففي النهاية إن ما حَدَثَ كان  إنقلاباً، ومهما بَطبَطتُم ، فهو إنقلاب .  انقلاب . لا يهم ما يقوله أوباما. لا يهم ما تقوله وسائل الإعلام.  المؤلم  أن الولايات المتحدة كان لها اليد في ذلك الإنقلاب .

 في مقالة لجريدة النيويورك تايمز  :

" صرح كبار مسؤولي إدارة أوباما ، أن ممثلي الإدارة الأمريكية المتواجدين الان في  العراق كانوا منشغلين  في    الأيام العشرة الأخيرة في الحوارات للإستقرار في إختيار البديل للمالكي" .

 “Iraqis Nominate Maliki Successor, Causing Standoff”, New York Times

 

أليس هذا  بمثابة اعتراف بالذنب ؟ "كبار مسؤولي إدارة أوباما" يجتمعون في الأيام العشرة الماضية لاتخاذ قرار بشأن  إختيارخلف لرئيس الوزراء الحالي، أن هذا التصرف لا يختلف عن تصرف  فيكتوريا نولاند بالتآمر لإزالة رئيس الوزراء الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش و جلب الدمية الأمريكية بدلاً منه  ؟ .  نفس ما حدث في اوكرانيا بالأمس يحدث في العراق اليوم . أليس كذلك؟

شيء آخر من صحيفة نيويورك تايمز يستحق التفحص :

"  خلال إسبوع فقط أصبح السيد العبادي مرشحا. ولأنه حليف سابق للسيد المالكي، و من نفس الحزب لذا أصبح  ترشيحه جذاباً ، لأنه يمثل الاعتراف بشرعية كتلة المالكي بعد فوزهم في الانتخابات الوطنية في  نيسان الماضي. "  و هذا ما شجعهم أكثر في الأنقلاب ضد المالكي" . طرحت هذه الأفكار أثناء المناقشات في المداولات الداخلية ، هذا ما ذكره أحد المفاوضين الشيعة و الذي طلب عدم ذكر إسمه ".

 و الأن هل تريد ان تصدق ما يصرحون به ؟ هل تصدق ما يقولونه؟ . لم يكن اختيار العبادي لأن له موقف أو وجهات نظر معينة بشأن الطائفية أو غيرها و التي جعلت منه المرشح "المفضل" لديهم ، لقد تم اختياره بدقة على أساس أن ترشيحه سيجد فرصة أكبر للنجاح . هذا كل شيء .أليست هذه هي الديمقراطية ؟ التخلص من المالكي بأي ثمن" . شن حملة منظمة من قبل فرقة أوباما !  هذا يرينا ،كم كانوا  يائسين .

 

لكن، لربما كان أوباما على حق طيلة هذا الوقت ؛ أهذا ما كنت تفكر به عزيزي القارئ؟ المالكي  طاغية حديدي ، شرس ،  غذى الكراهية ،الطائفية والانقسام . ربما سيكون من الأفضل التخلص منه . ربما  كان أوباما صادقا في الرغبة (كما تقول صحيفة نيويورك تايمز) " في الحفاظ على وحدة العراق من خلال محاولاته إيقاف ISIS"  من إعلان إنشاء  دولة الخلافة الإسلامية السنية متجاهلين  الحدود الوطنية. "

اذا كان هذا ما كنتم تفكرون به فأنتم على خطأ !! .  تغيير القيادة، لن يغير النظام. امريكا نفسها لا تريد تغيير النظام . الولايات المتحدة  وحوش ، طغاة ، خالون من الرحمة ... (هل ألقيتم  نظرة على على ما يحدث في مصر في الآونة الأخيرة ؟ ).. انهم يريدون أُناساً تتبع  الأوامر، لا غير . خرج المالكي من حدود تحفظه معهم  ، المخالفة التي يستحقها الآن ، الكارد الوردي ( البطاقة الحمراء ) .... باي للمالكي .. هذا كل ما في الامر.

و فكرة أن يقوم العبادي بتوحيد العراق ،  لهيَ فكرة مثيرة للسخرية حقاً . الأمر الواقع يقول ، إن العراق قد تم تقسيمه بالفعل و بلا عودة .  ما كانت ترنو إليه الكثير المؤسسات الأمريكية السياسية (بما في ذلك جو بايدن) و منذ اليوم الاول : دولة كردية منفصلة،  تبيع النفط الرخيص إلى إسرائيل وترفض تمرير عائداتها النفطية إلى بغداد و هذه حقيقة واقعة ، دولة سنية بلا حدود ؟ هيَ حقيقة واقعة ستأخذ شكلها المطلوب في السنوات القليلة المقبلة . العبادي  لا أرضية له لتغيير هذا الواقع ‘إنه مجرد دُمية جديدة. العراق مُزِق أرباً إربا على يد قوى كانت أكبر منه ،اكبر من أن يتمكن من التصدي لها أو السيطرة عليها . وظيفة العبادي اليوم ، هي مجرد التوقيع على سطور منقطة تسمح للولايات المتحدة إعادة فتح قواعدها، إعادة نشر قواتها... وإكمال وظيفتها كإمبراطورية.

امريكا لا ترغب في عراق مستقل. امريكا تريد النفط و النفط فقط . امريكا  تريد التسلط. امريكا تريد تدمير و طمس الهوية العربية : الثقافة ، العادات ، الكرامة ، الادب،العلوم،الشعر ...الخ . إنهاء القومية العربية، أو أي شيء يمكن أن يؤدي إلى ظهور دول مستقلة ذات سيادة، أبادة أي شيء يمكن أن يعيقهم من سلب و نهب هذه البلدان .

هذه الطريقة الوحيدة التي تبني بها الأمبريالية نفسها.... . نهاية القصة ،  المالكي يقف  في طريق واشنطن، المالكي يجب ان يختفي.  

سواء كان المالكي "طائفي جدا" أم لم يكن ، لا فرق. لقدختم مصيره اللحظة التي رفض فيها التوقيع على اتفاقية SOFA.

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا