<%@ Language=JavaScript %> علي محسن حميد خطاب الإفك في جمعة "الحوار" :الرئيس يدخل متعمدا منطقة العيب
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

خطاب الإفك في جمعة "الحوار" :الرئيس يدخل متعمدا منطقة العيب

 

 

علي محسن حميد


 هل هي إرادة الله التي تعجل بالنهاية وتجعل الرئيس ينزلق في منزلق مذل يهوي به إلى مستنقع لاقرار له. أم أن مستشاري السوء وشركاء  النهاية المتشابهة  هم الذين سولوا له ارتكاب خطيئة الحديث عن الاختلاط وتحريمه له؟ بداية هل يميز الرئيس بين الحلال والحرام؟ الجواب بالنفي . الفاعل رئيس دولة يعد حارس القيم والقدوة  في أقواله وأفعاله، والاستقامة مسلكه .لكن ماذا نعمل؟ لقد رمانا حظنا السيئ الذي طال أمده برئيس من هذا النوع . لكم سمعت من الشيخ سنان أبو لحوم كلاما عن  ماض مشبوه وعن أهمية الأصل . ونعلم جميعا أن التعليم  يهذب الفرد  ويقوم سلوكه .هي غلطتنا الكبرى لأننا قبلنا رئيسا لم يدخل مدرسة ابتدائية وحارب التعليم وجعله مرتبطا بالأمن في المدارس وفي الجامعات، وقال في معرض سخريته من التعليم في  جامعة  صنعاء إن الحياة هي أكبر جامعة. وليس من قبيل المبالغة  أنه لايوجد شعب في الدنيا مني بما مني به الشعب اليمني من قيادة لاتملك مقومات القيادة بما تعنيه من صدق وأمانة وحرص على المصالح العامة وبعد عن الهوى والفساد والحض عليه وسفك الدم ونهب المال العام واتباع سياسة فرق تسد. وبهذا الصدد يصدق الأستاذ محمد عبدالله الفسيل القائل  بأن الرئيس وظف ذكاءه للّدغ كالحشرات. ويروى أن  المرحوم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر قال للرئيس بطّل، بطّل، ماتسترش ترقد إلا وقد كذبت وفجرت. ما قاله الرئيس  في جمعة الحوار فجور صارخ يستدعي دراسة متعمقة من أساتذة علم الاجتماع  والسلوك لسبرأغوارثقافته وتأثيرخلفيته الاجتماعية والمهنية في تكوينه وسلوكه . ما قاله الرئيس في جمعة  نصفها بالمباركة ونهنئ بعضنا بعضا بها وسماها هو بجمعة الحوار يندى له الجبين . الرئيس أبى إلا أن يرتكب خطيئة أو جرما  كما يفعل كل جمعة، وعوضا عن سفك دماء اعتاد على سفكها كل جمعة قال ما قاله في  جمعة أنفق فيها مئات الملايين من الريالات وربما المليارات لكي يخطب ويؤكد على شرعية دستورية مفقودة أحد ملامحها عدم سيطرة نظامه على أجزاء كبيرة من البلد وعلى جزء من الجيش وثورة شعبية تطالب بالإطاحة به سلميا.
من احتشدوا أمامه وهو يخطب شهدوا عليه وهو ينتهك أعراض بناتهم وأخواتهم في ساحات أخرى تمتد من صنعاء إلى حضرموت . من الواجب دعوة هؤلاء للامتناع عن التجمع الأسبوعي إذا طال به العمر في السلطة لأسابيع قليلة قادمة، إلا إذا كانوا راضين عما قاله من بذاءة. من المؤكد أن أخلاقهم لاتقبل ذلك .من احتشدوا في هذا اليوم شهود عيان على كلماته المنحطة، وسيفكرون مرة ومرتين في حضور جمعة أخرى مهما دفع لهم من مال حرام، وسينفضون من حوله لأنهم لايشرفهم أن يكون هذا هو رئيسهم. ليفترض هؤلاء أن  ما صدر عن الرئيس صدر عن المشترك أو أي طرف معارض آخر، ماذا  سيكون عليه موقفهم؟  هل سيسكتون ؟ هل يعقل أن يعطي الرئيس لنفسه الحق في الإساءة لنساء اليمن  لأنه رئيس ؟ يختلف الناس  سياسيا  وهذا أمر مقبول ودستوري، لكن أن نتجاوز الحدود الأخلاقية ونسيء عمدا وعلنا لنساء فضليات مشكلتهن الوحيدة  مع الرئيس أنهن يطالبن برحيله فذلك غير مقبول البتة. هل هي ثقافة الرئيس الذكورية أم عقليته المتخلفة التي  تجعله يقبل مطالبة الرجال برحيله ولايقبل بمطالبة النساء اللآتي ساوى الدستور بينهن وبين الرجال في الحقوق والواجبات؟!
 اتحاد نساء اليمن:
أين اتحاد نساء اليمن ودفاعه عن شرف وعرض المرأة اليمينة؟ لماذا هذا الصمت المريب؟ هل هو اتحاد للنساء كلهن  أم اتحاد لنساء المؤتمر ونساء الأمن ؟ هل هو ناطق باسمهن وممثل لهن أم هو صوت السلطة ولسان حال الرئيس؟ كان يجب عليه تحديد موقف  في نفس اليوم وبدون إبطاء، وأن يكون في طليعة النساء اللاتي ذهبن إلى النائب العام لتقديم شكوى ضد الرئيس. معلوم أن الاتحاد لاشرعية له ولاجمهور له، و مع هذا  كان بإمكانه تسجيل موقف  وإنقاذ ماء الوجه ببيان يعبر عن وقوفه مع نساء اليمن اللآتي يمثلهن زوراهذا الموقف المتواطئ يجب أن يبلغ إلى المنظمات النسائية  العربية وإلى الاتحاد العام للمرأة العربية ومنظمات المجتمع المدني  في اليمن وخارجه، ولاينبغي السكوت عليه .
توضيح: الرئيس يكره العمل النقابي، ووقف ضده منذ الأيام الأولى لتوليه السلطة.في القاهرة حجزت جوازات مسؤولي رابطة طلاب اليمن حتى يسلموا الرابطة للأمن وقيل لهم بصراحة الرئيس لايحب الروابط وماشابههاوفي الإفطارالسنوي الذي تقيمه السفارة اليمينة بالقاهرة للطلاب في شهر رمضان من كل عام  سحب المايكرفون من طالب تحدث مطالبا بتنظيم نقابي للطلبة بينما سمح لطالب آخر بالحديث عارض زميلهالتنظيمات النقابية ضعفت بعد الوحدة وعلى الأخص بعد حرب 1994 وبداية الإعداد للتوريث، وتحولت إلى ديكورات  يكافأ مسؤولوها بتعيينهم في مجلس الشورى أو في وظائف أخرى، ويسمح لهم بنهب ميزانياتها إلى جيوبهم . هؤلاء مثلوا السلطة وعملوا بتوجيهاتها وليس لهم علاقة بالإرادة الحرة للعمال وبمصالحهم ولم يمثلوا أية نقابة أو اتحاد تمثيلا حقيقيا . في شركة الكهرباء بصنعاء قرأت في 5/10/2009 هذه العبارة  "النقابات العمالية من أهم مكونات المجتمع المدني ودورها ينصب في خدمة الاستقرار الاجتماعي والمصلحة الوطنية" مجلس نقابة موظفي الكهرباء ، العاصمة. الاستقرار هو كلمة نعم والنوم والطاعة للسلطة ، ثم  الامتناع عن التعبير عن أي  موقف لايروق لها أو تبني أي مطالب مصلحية   للعمال.
  إن الحديث في الأعراض خط أحمر في اليمن. فنحن لسنا شعبا محافظا وإنما شديد المحافظة وعميق التدين . وما قاله الرئيس هو جزء من ثقافة ميدان التحرير المغتصب منذ 2 فبراير،  فهناك قيل علنا وهمسا نفس ما قاله الرئيس. ولقد سمعت شخصيا قبل عدة أسابيع شابا يتحدث حديث الإفك الذي نطق به الرئيس.وعليه فهذه هي ثقافة السلطة بكليتها، ولولا ذلك لما قال الرئيس ما قاله على الملأ وهو بين عناصر قيادية مؤتمرية صفقت لما قاله بعد أن ذكره أحدهم  بما كان قد نسي قوله. لقد كان من بين حجج  ما قبل مذبحة 18 مارس وقبلها بروفة فجر  12مارس، أن المعتصمين في ساحة التغيير بحسب مزاعم لم تثبت صحة أي منها يؤذون سيدات حي  الجامعة في غدوهن ورواحهنكتبت في مقال سابق في  "النداء" عن متحدثين بأجر في الفضائية اليمنية مساء 13 مارس أوكل إليهم إثارة  المشاهدين حول أمور لاوجود لها  تمس العرض والشرف  وهما من أكثر الأمور حساسية لدى كل مواطن ومواطنة .عموما  الشكر لمن أوعز للرئيس بالفكرة لأنه مكنه من الإفصاح عن معدنه وخلقه وثقافته، وربما أنه أراد من حيث لايدري تقصير أيام الرئيس في السلطة والتعجيل بنهايته . الحقيقة أن هناك العديد  من كبار المسؤولين الذين يضيقون بالرئيس  ذرعا ويتمنون رحيله اليوم قبل الغد لأنهم يرونه عبئا عليهم   وعلى البلد  فهو يشتمهم ويسخر منهم ولايسمع نصيحة منهم  وخاصة بعد أن تكبر وتجبر. إنه في أيامه الأخيرة يبدو كالثور الهائج  المعصوب العينين يتخبط يمنة ويسرة  ويصطدم بهذا الجدار وذاك حتى يخور .
سابقة رئاسية مشينة :
لم يفلت لسان الرئيس لأول مرة  فقد سبق له قبل أسابيع الاتصال ليلا بشخصية عامة  محترمة  يقول لها محتدا أما آن لك أن ترفع بنتك. من الشوارع . الابنة ناشطة سياسية بارزة ومحترمة جدا مثل والدها  الذي أحسن تربيتها. الرئيس سمع  من الأب ما لم يسمعه في حياته الذي أجبره على الاعتذار على سوء سلوك لسانه بعد أن قال له إن لم تعتذر سأقوم لك حتى من قبري وليس من سريري، وتذكر أنك أب لبناتالرئيس لم يتعظ بما حدث في تلك الليلة وبما سمعهوكرر نفس الغلطة في جمعة " الحوار". وفي ذلك أظهر إفلاسه  سياسيا وأخلاقيا وأنه لم يعد في جعبته شيء يقوله  . إن  ما قاله يعاقب عليه أمام القانون ويضاف إلى سجل جرائمه وانتهاكاته .
هل سيعتذر كما اعتذر لواشنطن عندما اتهمها بإدارة غرفة في إسرائيل تدير" الفوضى الخلاقة" في الوطن العربي؟ منذ أسابيع قليلة لم نعد نسمع شيئا عن هذه الفوضىوطبيعي أن الكل ينتظر منه اعتذارا، وفي هذه الحالة فإنه سيعتذر أيضا  لبناته ونسائه قبل غيرهن.
شعر ميدان التحرير:
ليت للتحرير عينا ترى       أي عار مسه بين الورى
فهو في مصر فدى أنشودة     
وهو في صنعاء مكان للخرا

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا