<%@ Language=JavaScript %> د . رفعت سيد أحمد  من يصافح المسئولين الأمريكيين باسم الثورة .. خائن لها !!
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

لا تصافح ....

 

من يصافح المسئولين الأمريكيين

باسم الثورة .. خائن لها !!

بقلم  د . رفعت سيد أحمد

 

لا تصالح

ولو توجوك بتاج الإمارة

كيف تنظر فى يد من صافحوك

فلا تبصر الدم فى كل كف

هذه الكلمات الشعرية ، التى افتتح بها شاعرنا الكبير الراحل أمل دنقل رائعته الخالدة (لا تصالح) ، هى فى ظنى أصدق تعبير عما أريد أن أوصف به حالة أولئك الذين يزعمون وصلاً بالثورة أو بإئتلافاتها الكثيرة (16 ائتلاف حتى الآن) ، حين لا يجدون حرجاً فى الالتقاء بممثلى الخارجية أو الكونجرس أو السفارة الأمريكية أو البريطانية والآن الإسرائيلية (تطور طبيعى للتبعية والتنازلات) ، بل ويتبجح بعضهم خاصة من سماسرة حقوق الإنسان ، بأن ذلك مسألة طبيعية ، بل ومطلوبة ، إن هؤلاء جميعاً ؛ وخاصة من فعل فعلته تلك عن علم ومعرفة بطبيعة واشنطن وعلاقاتها الوطيدة بنظام مبارك البائد ، يعد فى عرفى وعقيدتى ، وفهمى السياسى ، خائن لهذه الثورة ، ولدماء شهدائها الذين لقوا حتفهم بقنابل ورصاص صنع فى الولايات المتحدة الأمريكية ، بل ودهس بعضهم بسيارة مصفحة تابعة للسفارة الأمريكية (هل تتذكرونها ؟!) ، وفى تقديرى ، أن رفع لافتة (الخيانة الوطنية) هنا ليس تطرفاً ، ولا هو دعوة خارجة عن سياقها ، بل هو توصيف لحالة حقيقية ، تحتاج إلى أكبر قدر من الصراحة، بعد أن كثرت اللقاءات ، وتعددت ، منذ مجىء توماس فريدمان الكاتب اليهودى القريب من المخابرات الأمريكية ، والتقاءه ببعض الصحفيين والأدباء المشهورين ، وبالعديد من النشطاء السياسيين والحقوقيين ، مروراً بزيارة عضو مجلس الشيوخ الأمريكى الجمهورى (جون ماكين) والمستقل جوزيف ليبرمان الصهيونى الدور والمعروف بعداءه التاريخى للعرب وللمسلمين ، وقيامهما يوم 27/2/2011 بزيارة ميدان التحرير بصحبة السفيرة الأمريكية بالقاهرة (مارجريت سكوبى) المعروفة أيضاً بعدائها وكراهيتها للمصريين والعرب (وبالمناسبة تربطها علاقات وثيقة بالدكتور محمد البرادعى وعمرو موسى وكانت على اتصال دائم بهما ومصافحة دائمة معهما أثناء وبعد الثورة !!) ، وانتهاء بزيارات بعض مسئولى الخارجية الأمريكية ثم الزيارة الخطيرة لروبرت دان المسئول عن مكتب الأمم المتحدة فى إسرائيل عن تنسيق عملية السلام والمعروف بعلاقاته السرية مع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والذى أتى بتكليف من واشنطن لكى يصنع لنا (شوف الوقاحة) نظام انتخابى جديد ، المهم فى كل هذه الزيارات ، هو لقاء بعض المصريين ممن يزعمون – كما أشرنا – وصلاً بالثورة ، وادعائهم التحدث باسمها ، وهو أمر يؤدى إذا تكرر ، وها هو يتكرر ، سيؤدى إلى سرقة أمريكية وإسرائيلية تدريجية لهذه الثورة ، وهوا ما بدأ يحدث فعلياً على الأرض ، ولهذا وصفنا هذا السلوك " بالخيانة الوطنية " ، ولنا فى إطلاق هذا الحكم أو الرأى حيثيات :

أولاً : يعلم كل من شارك فى ثورة 25 يناير ، وكل من راقب أو قرأ تاريخ العلاقات الأمريكية / المصرية ، والأمريكية / العربية ، أن واشنطن كانت دائماً فى صف أنظمة الاستبداد ، وفى مقدمتها نظام مبارك ، وكانت دائماً دولة معتدية على أمتنا (العراق – أفغانستان نموذجاً) وحليفاً استراتيجياً للعدو الإسرائيلى فى جميع مجازره وجرائمه ليس ضد الفلسطينيين أو اللبنانيين فحسب بل ضد الشعب المصرى ، منذ العام 1948 وحتى يومنا هذا (100 ألف شهيد) .

إن الإدارة الأمريكية ومن ساندها من صحفيين (أمثال توماس فريدمان) وجمعيات وهيئات ، تقف فى خانة العدو الاستراتيجى والتاريخى للشعب المصرى ، ومن يرى غير هذا الرأى فليتفضل بتقديم أدلته وبراهينه ، وكان أشد وأنصع أشكال العداء للمصريين هو مساندتهم لنظام مبارك طيلة الثلاثين عاماً ، وتقديمهم للدعم المادى ، بل وأدوات القمع الأمنى المباشر ، لتركيع الشعب المصرى وضمان خضوعه لهذا الحاكم المستبد ، وضمان استسلامه الكامل لإسرائيل ولاتفاقات العار معه (كامب ديفيد) ؛ وحتى اللحظات الأخيرة من عمر ثورة 25 يناير كانت هيلارى كلينتون وأوباما يدعمان حسنى مبارك ، ثم رجلهم السرى ، والقوى ، عمر سليمان ؛ وكانت الزيارات المستمرة للمسئولين الأمريكيين ، مع النصائح الأمنية الثابتة خاصة من المخابرات المركزية الأمريكية ، لكيفية قمع الثوار ، كانت هى المنهج المتبع لنظام مبارك ضد الشعب الذى خرج ، وثار ، بل لا نذيع سراً ، إذا قلنا أن مقر مكتب التحقيقات الأمريكية (F.B.I) فى منطقة الشرق الأوسط كلها ، يوجد داخل السفارة الأمريكية بالقاهرة ، وهو مكتب متخصص فى قمع الثوار ، والتجسس لصالح إسرائيل ، وخلق العملاء الصغار من السياسيين والأدباء ونشطاء حقوق الإنسان !! وأن هذا المكتب المشبوه كان له الدور الأبرز ومعه السفيرة الحيزبون الشمطاء (مارجريت سكوبى) فى قتل الـ 400 شهيد مصرى ، وجرح الآلاف من شباب وشيوخ الثورة .

ثانياً : ترى هل بعد ذلك ، نسأل لماذا نتهم من يتصل أو يتحاور مع هؤلاء القتلة ، بأنه خائن لدماء الشهداء وللوطن وللثورة ، ثم لماذا أصلاً نصافحهم ، أو نتحاور معهم ، هل النشطاء السياسيين والحقوقيين ، والصحفيين والأدباء وبعض قادة ائتلافات الثورة ، فى موضع للمسئولية السياسية (مثل المجلس العسكرى أو الحكومة الانتقالية مثلاً) لنعذرهم فى ضرورة الاتصال مع مسئولى دولة مجرمة مثل الولايات المتحدة يقطر الدم فى كل كف مسئوليها ، ثم رجاء دلونا أيها المصافحون ، عن أية ثورة ، أو حركة تغيير كبرى ، فى التاريخ أو فى عالمنا المعاصر ، قام فيها الضحية بمصافحة الجلاد ، والابتسام فى وجهه ؟! ربما ، بل ينبغى أن نتحاور مع المناضين الأمريكيين الشرفاء من الشعب ، ومن الهيئات المستقلة المعروفة ببعدها عن الإدارة الأمريكية وأجهزة مخابراتها ، ولكن من العار أن نصافح أو نتحاور مع تلك الإدارة ومسئوليها وسفاراتها .

* إذن وبكل اطمئنان ، وبدون تأنيب للضمير ، أقولها مجدداً ، أن كل من صافح أو حاور أو سيحاور مستقبلاً المسئولين الأمريكيين ، باسم الثورة ، هو خائن لها ، ليس هذا فحسب ، بل ينبغى فضحه وإبعاده عنها قبل أن يسرقها ويؤمركها ، وأنا أدعو هنا الثوار الحقيقيين إلى إعداد (قائمة سوداء) بهم ، فدماء الشهداء وتضحيات هذا الشعب وثورته ليست مجالاً للمزايدة والترخص ، والله أعلم .

 

E – mail : yafafr @ hotmail . com

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا