<%@ Language=JavaScript %> حواتمة في حوار مع صحيفة "اليسار والتقدم" اليونانية الانتفاضات هي طريق حقبة جديدة تاريخية ثورية في البلاد العربية
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

حواتمة في حوار مع صحيفة "اليسار والتقدم" اليونانية

الانتفاضات هي طريق حقبة جديدة تاريخية ثورية في البلاد العربية

 

أجرى الحوار: كوستا ايسخوس

عضو المكتب السياسي في حزب "اليسار والتقدم" اليوناني

مسؤول العلاقات الخارجية والأمن

 

مقدمة بقلم ايسخوس:

الرفيق مهيار قطامي عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين؛ صديق لا يكل، لعب دوراً حاسماً في تحقيق هذه الزيارة واتصالات حزب اليسار والتقدم في الأردن وسوريا.

انطلقنا لنلتقي بعد 20 دقيقة أمام المكاتب الرئيسية للمنظمة، حيث المقرات في بناية من 6 طوابق وفي حي هادئ في دمشق قريباً من المركز.

الحارس شاب فلسطيني في كشك، تقليدي للحراسة ويرتدي المنديل الفلسطيني والكلاشنكوف في الكتف، يشد على يدي ويقول بالعربية أهلاً وسهلاً يا رفيق.

مباشرةً ننتقل إلى المكان حيث سيعقد اللقاء مع الرفيق حواتمة؛ مكان مضياف وعلى جداره من الخلف صور أكثر من 20 من الشهداء من قادة وكادرات الجبهة الديمقراطية، والذين استشهدوا في معارك في الأرض المحتلة وفي الخارج على أيدي الموساد، يشرحون لنا بكلمات قليلة القصة الشخصية لكل منهم.

يدخل الرفيق حواتمة إلى المكتب مبتسماً ويحتضنني وبإنجليزية رائعة يرحب بي ...

الرفيق حواتمة شخصية كبيرة في اليسار العربي والعالمي في القرن العشرين، يتحدث عن اليونان بإعجاب عن تاريخها ونضال شعبها والعلاقة التاريخية مع الحضارة العربية القديمة ... وخصوصاً مع الفلسطينيين؛ الذين يتعلمون من طفولتهم تاريخهم القديم، وبأن أحد روافدهم القديمة جاءت من جزيرة كريت.

يتجه حديثنا حول الاتصالات والعلاقات مع القادة التاريخيين لحركات التحرر والحركة الشيوعية، وقادة الاتحاد السوفييتي السابق؛ ومع فيدل كاسترو وجيفارا وناصر وآخرين ...

ينتقد العقود المديدة لِـ "العهد السوفييتي"، نقداً ماركسياً وديمقراطياً وهو الذي منذ أعوامه الـ 14 يشارك في المقاومة الفلسطينية؛ وأعوام مديدة في السجون وثلاثة أحكام بالإعدام في الأردن والعراق، وفترات طويلة في سجون أخرى، حاملاً حكمة البشر الذين تذوقوا بمرارة مأساة شعبهم، يملك نظرة العناد والصلابة في النضال، والانشداد إلى موقف الحياة، أين فلسطين وشتات شعبها، ولا يتراجع حتى بعد مرور أجيال عديدة عن الاقتلاع الصهيوني الكبير.

الأسئلة تبدأ والمقابلة تأخذ شكل الماراتون لمدة ثلاث ساعات، وأتساءل أي صحيفة ستعطيني خمسة آلاف كلمة ...

وفيما يلي نص الحوار:

س1: رفيق حواتمة كيف ترون التغيرات التاريخية الكبرى، والتي تحدث في العالم العربي ؟ وما هي آثارها على القضية الفلسطينية ؟

الثورات والانتفاضات في مصر وتونس وليبيا واليمن والجزائر والأردن والبحرين وعُمان والمغرب وحتى في المملكة العربية السعودية، تستطيع أن تفتح الطريق أمام مرحلة جديدة تاريخية ثورية في تطور البلدان العربية، وهذه الحقبة الجديدة الثورية تعتمد على ثلاث دعائم أساسية هي: الديمقراطية في الحريات الإيديولوجية السياسية والاجتماعية والنقابية، في مرحلة جديدة للديمقراطية البرجوازية، والثانية: المساواة التامة بين الجنسين، والثالثة: تحتوي ربما على عناصر حاسمة من العدالة الاجتماعية.

هذه التغيرات الكبرى تحدث هزات بنيوية لقلب أعتى الأنظمة المتسلطة، ذات الحكم المطلق والرجعية في منطقتنا الواسعة وأيضاً تشكل صداعاً حاداً لقوى الإمبريالية و"إسرائيل".

إذاً الحركة الشعبية العربية تهدف إلى تحقيق الدساتير الديمقراطية الجديدة بدلاً من دساتير الاستبداد الدكتاتورية والطائفية أو التمييز بين الرجل والمرأة، حركة بنى اجتماعية وديمقراطية تتواجد أمامنا وتشكل خطراً كبيراً، وبالخصوص على الأنظمة ذات الحكم المطلق (مونارخيا)، بلا شك أن التغيرات الثورية الكبيرة ستشكل دفعة إيجابية للقضية الفلسطينية،.

نحن الفلسطينيين في الأرض المحتلة وفي الشتات، نراهن على تشديد نضالنا التحرري، بحيث يضع حداً للاحتلال وللسياسات غير الشرعية الاستيطانية لـ "إسرائيل"، وبناء دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، والضمان التام للاجئين الفلسطينيين، وحقهم في العودة إلى موطنهم، كما ينصّ بشكل قطعي على ذلك القرار 194 لمجلس الأمن للأمم المتحدة، وكل ذلك ضمن إطار حل متوازن بين الفلسطينيين و"إسرائيل".

في الواقع نتحدث عن مرحلة تاريخية جديدة، تصحب إرهاصات بزوغ الدولة البرجوازية الديمقراطية، وعلى اليسار في العالم العربي أن يعيد دراسة إستراتيجيته، كي يكون على مستوى الضرورة التاريخية، وأن يأخذ دوره التاريخي على مستوى الحركات الشعبية، مكافئاً مبادراً بالأفكار، وقوة أولى في صفوف الشباب.

س2: في الغرب وأوروبا واليونان وبعض دوائر اليسار، الرئيس الحالي للسلطة الفلسطينية محمود عباس؛ يعتبر أنه مُقاد من المراكز الغربية المؤثرة، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأن حماس كقوة فلسطينية تتزايد وعبر "الممارسات الإرهابية"، كما أن الجبهة الديمقراطية تشارك من واقع المسؤولية في السلطة الفلسطينية ... كيف تعلقون على ذلك ؟

حول ما يدعى بالاتفاقية" التاريخية ـ أوسلو" بين ياسر عرفات وإسحاق رابين؛ تحت "إشراف" الولايات المتحدة الأمريكية، وبدعم من الاتحاد الأوروبي والدول العربية، أصبح هناك واقع سياسي جديد في المنطقة، نحن ومنذ اللحظة الأولى كنا في الضد من هذه المبادرة، ليس فقط أن مخاوفنا الكبرى قد تحققت، بل لأنه لم يكن هناك ضمانات دولية، و"إسرائيل" التي لم تتقيد لأي اتفاقية جوهرية من أجل بناء دولة فلسطينية مستقلة حسب قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

عشرون عاماً من المفاوضات من قبل شريحة في منظمة التحرير دون تحقيق أي تقدم، بالعكس أنجزت تراجعات هامة.

إن سياسة السيد عباس لم تحترم القرارات الجماعية لمنظمة التحرير، ونحن من جانبنا لم نشارك ولن نشارك في هذه المهزلة طالما "إسرائيل" تواصل الاستيطان، والاستمرار في بناء جدار "الأبارتهايد" ـ "الفصل العنصري"، ونهب الأرض والماء، هذه الحقوق التي تضمنها لنا قرارات الأمم المتحدة، هذا ما يسمى بـ "المفاوضات" ما هو إلا مهزلة وادعاء كاذب من جانب "إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية والأقوياء في الاتحاد الأوروبي.

إن الأطر الجماعية للجبهة الديمقراطية ستقوم باتخاذ القرارات المناسبة، حيث سوف لن تعرض قضية المشاركة فقط، بل سنطرح مسألة إعادة بناء إستراتيجية لمنظمة التحرير ضمن هذه الظروف التاريخية، بحيث يكون للحوار والنضال نتيجة ...

إن منظمة التحرير ذات تاريخ تقدمي طويل، نحن اليوم بحاجة إلى إعادة بنائها وبرنامج جديد مكافح مناضل، برنامج سياسي جديد كفاحي ونضالي وحدوي جبهوي، يعتمد على مطالبنا الأساسية، من أجل دولة مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وفق القرار الأممي 194.

كما أن حماس قد قامت بانقلاب سياسي وعسكري على "برنامج الوفاق الوطني الاجتماعي في حزيران 2006 في غزة، والتي تغيبت عن النضال الفاعل لنضالنا منذ عام 48 وحتى منتصف 88، جوهرياً هي التعبير الإيديولوجي للأخوان المسلمين في الحياة السياسية الفلسطينية، قوّة شديدة المحافظة، تتلقى مبالغ هائلة ومعروفة علناً من إيران والعربية السعودية، وأيضاً من حكام الدول العربية ذات الحكم المطلق "مونارخي"، هذه القوى التي تعتبر "صديقة للشعب الفلسطيني"، لأنها ببساطة هناك حيثما تملك السلطة السياسية تمارس سياسة الاستقطاب للشرائح الشعبية الفقيرة، والتي تتأثر بالخدمات السلطوية الرعوية الاجتماعية لحماس.

المسألة الرئيسية هي المسألة السياسية والإستراتيجية، ونظرتنا البرنامجية، هذه هي العناصر التي تحكم على المنظمات الفلسطينية وجدواها من أجل نضالنا الوطني.

إن اليمين واليمين المتطرف الإسلامي السياسي والإيديولوجي، له تجارب مشهودة في أفغانستان، العراق، اليمن، السعودية، الجزائر، السودان، مصر ... وفي بلدان الحكم المطلق العربية الأخرى؛ وفي الشرق الأوسط، وأيضاً في التجارب تحت مظلة الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الحرب الباردة.

إن حرب "تسييس الدين" ضد القوى المدنية، ما زال يشكل البؤرة الرئيسية لتوجهات حماس، نحن لا نتفق مع أهداف حماس ولا مع "الهجمات ضد المدنيين" في الداخل الإسرائيلي.

نحن نقاتل في المعارك ضد الجيش الإسرائيلي، جيش الاحتلال. إن سياسة حماس بهذه العمليات عملياً تدعم سياسات القوى اليمينية المتطرفة في "إسرائيل" التي "تقوي بعضها البعض".

س3: اليوم الحكومة اليونانية للسيد يورغو باباندريو تعتبر إسرائيل الحليف الإستراتيجي في المنطقة، اتفاقيات الطاقة، التعاون السياسي الواسع، التعاون العسكري، مناورات عسكرية مشتركة هي على أجندة الحكومتين، رئيس الاشتراكية الدولية يقدر أن هكذا تعاون وثيق سيكون لصالح الشعب اليوناني، مستخدماً إسرائيل "كثقل الميزان" في مواجهة تركيا، كيف ترون ذلك كله ؟

إن العلاقات التاريخية بين شعبينا هي من المسائل المعروفة، لا تتقطع ولن تنقطع ولا شك فيها، ناضلنا معاً ضد الاستعمار والفاشية، ناضلنا من أجل الديمقراطية والحرية. إن الحكومة الراهنة لـ "إسرائيل" هي من اليمين المتطرف، تخاف من الآخر، تميّز بين المواطنين حسب الأصل والدم والدين، راهناً حكومة نتنياهو تتدارس الفصل والتمييز بين اليهود والعرب في "إسرائيل" وعلى أساس "الطهارة القومية والدينية" عبر تغييرات دستورية.

في العلاقات الدولية والاتفاقيات الثنائية بين الدول، يجب أن يكون هناك مبادئ، ونتساءل أية مبادئ تساند الحكومة اليونانية الراهنة، إن حكومات تركيا وإسرائيل تتصارع على مَنْ سيكون الشرطي لحماية مصالح الإمبراطوريات القوية.

إن اليونان والشعب اليوناني ليسوا بحاجة لـ "حكومات صديقة"، نحن سنعمل على الاستمرار في علاقات الصداقة والتعاون لشعبينا وبشكل خاص مع اليسار في جانبي المتوسط.

إن حزام النفوذ الاقتصادي الحصري هي مسألة متشابكة، ولفلسطين مصلحة مباشرة فيها كما لبلدكم، إن القانون الدولي لا يمكن أن يكون فاعلاً فقط من أجل استثمار مصادر الطاقة في المتوسط، ولا يكون فاعلاً من أجل الشعب الفلسطيني المقتلع من وطنه ودياره، على المستوى الفلسطيني من هنا تنطلق مبادرتنا الإستراتيجية، في دعوتنا للحركة الوطنية الفلسطينية بمكوناتها والفصائل كافة السياسية والمجتمعية، نحو صوغ إستراتيجية بديلة، فشعبنا له الحق بالحياة، بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية بالحدود على الرابع من حزيران/ يونيو 1967، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية كمرجعية ملزمة لعملية السلام، وضمان حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وفق القرار 194، ورفض المفاوضات قبل الوقف التام للاستيطان، ورفض سائر الحلول الجزئية والمجزوءة.

إن فلسطين تملك الصبر والإصرار والعناد، وسنتذوق معاً نصر شعوبنا ...

 

* نُشرت في صحيفة "اليسار والتقدم" "AVGI ـ افيغي" وموقع "ايسكرا ـ ISKRA" لليسار الأوروبي، وموقع "لجنة التضامن" الأوروبية.

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا