Untitled Document

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

كتابات حرّة

صوت اليسار العراقي

 

تصدرها مجموعة من الكتاب العراقيين

webmaster@saotaliassar.org    للمراسلة

 

 

النفط العراقي – الاحتلال الامريكي – نهب ثروات البلد

 د. محمد جواد فارس

بعد اكتشاف النفط في أوائل القرن الماضي بوادي الرافدين من قبل مجموعة من الخبراء الألمان ثم الانكليز، أصبح النفط عاملا على أساسيا في تحديد توجهات سياسات القوى العظمى في عموم الشرق الاوسط والعراق بشكل خاص. باعتباره خزان أساسي ومهم في المنطقة. فهناك ترابط رئيسي في تحديد هذه السياسات بين الدول العظمى، "خاصة بعد معاهدة سايكس بيكو في تقسيم المنطقة الى بلدان تقع تحت سيطرة الاستعمارين الفرنسي والانكليزي" وبالإتفاق مع الشركات الاحتكارية العالمية ومنها الكارتل النفطي، مثل شركة ستاندر أويل اوف نيوجرسي، وشركة شل .

ففي العراق وجدت ثلاث شركات مهمة هي :

1- شركة نفط العراق I P C ) )تحظى منذ عام 1925 م بعقد امتياز للتنقيب واستخراج النفط في المنطقة الشمالية الشرقية من العراق ومحور فعاليتها كان قائما آنذاك على منطقة كركوك الغنية بالنفط. 

2- شركة الموصل M P C) ) تحظى بعقد امتياز منذ عام 1932 م، وقد تنازلت عن حقوقها وموجوداتها ضمن الشركة الشاملة .

3- شركة البصرة B P C ) ) عقد امتيازها كان منذ عام 1938 وتعمل في الجنوب، جرى تأميمها على مراحل بين عامي 1973 – 1975 م .

كان عقد امتياز لكل من هذه الشركات السالفة الذكر 57 عاما فبعد عام 1958 أي بعد ثورة 14 تموز المجيدة والتي قادها الزعيم عبد الكريم قاسم والضباط الاحرار، سن قانون رقم 80 لعام 1961 م والذي بموجبه تم سحب ما يعادل 99،5 من مساحات مناطق امتيازها غير المستثمر والتي كانت خاضعة لاتفاقيات الامتيازات .

كان لهذا القانون الدور الاساسي في اسقاط نظام ثورة 14 تموز1958 ، حيث لعبت هذه الشركات دورا بارزا ومميزا في عملية التامر .

ومن الجدير بالذكر أن اكتشاف النفط في منطقة كركوك، وعلى وجه التحديد في با با كركر،جرى عام 1927 م حيث كانت الحقول المطورة والمنتجة لا تزيد على 15 حقل مكتشف. وهناك حقول تملك خزنا نفطيا هائلا. وتعتبر هذه الحقول، عملاقة، وفق المقاييس النفطية الدولية مثل حقل مجنون ، ونهر بن عمر ، الحلفانية ، غرب القرنة ، الناصرية ، العمارة ، الرطاوي ، مناطق شرق بغداد وغيرها . وقد جرى تأهيل وتطوير عدد من الحقول منها خباز وحقول حمرين وخرماه وعجيل واللحيس وحبة والبزركان وابو غرب وجبل فكة " التي تدعي ايران زورا بانها حقل مشترك ، وهذا غير صحيح . فهي تقع داخل العراق، والنفط مستخرج منها منذ عقود " .

لقد لعب تأميم النفط العراقي في حزيران 1972 م دورا مهماً بما سمي بالخطة الانفجارية، والتي شملت التعليم والصحة.  حيث انتشرت من شمال العراق حتى جنوبه المدارس والجامعات الأكاديمية، لإعداد كوادر تغطي احتياجات العراق للمرحلة المستقبلية. إضافة لذلك، فقد جرى تخطيط كامل بإقامة مستشفيات متطورة من حيث الكادر والمعدات الطبية ومستوصفات صحية في الريف العراقي وبذلك اصبح العراق محط أنظار العالم، وموضع تقدير في تقييم ايجابي من قبل المؤسسات التابعة للامم المتحدة .

جاء الحصار الجائر، ومن ثم الغزو والاحتلال ليحطم هيكلية الدولة.  هذه الدولة_ حسب تقارير الأمم المتحدة_ صمدت بوجه الحصار الجائر، وذلك بتقديم البطاقة التمونية لأهم احتياجات المواطن العراق من المواد الغذائية . وعلى أثر الاحتلال جرى نهب مؤسسات الدولة ، الجامعات ، المدارس ، المستشفيات ، المستوصفات، وحتى متحف بغداد وحضارة البلد نهبت ، ومخازن وزارة التجارة ، مما أدى إلى حالة إرباك شاملة في طبيعة المجتمع العراقي، وهذا ما كان بارزا ضمن المخطط الامريكي – الصهيوني، الذي جرى تنفيذه على يد مجاميع من اللصوص بطريقة ( الفرهود ) .

وهنا أود الاشارة إلى قضية مهمة تجلب انتباه الجميع، ألا وهي أن قوات الاحتلال أطلقت العنان لقوى النهب، لكنها حافظت على الوزارة الوحيدة: وزارة النفط والمعادن العراقية، التي بقيت وحيدة، وبعيدة عن متناول السرقة . مما يؤكد وجود مخطط أعد له مسبقاً. وكان المطلوب هو نفط العراق وثرواته التي نهبت، وماتزال تتعرض للسرقة والتبديد.

ولنأتي الآن إلى عملية نهب ماتبقى من ثروات البلد على يد ما سمي " الحكومة المنتخبة " ويعلم العراقيون، أن أحداث مهمة جرت في البلد، منها السيطرة على أنابيب النفط المارة ضمن هذه المنطقة أو تلك ، وفتح ثغرات في الأنبوب ونهب اطنان من النفط المار بهذا الانبوب أو ذاك على يد العديد من العصابات، بعلم ومرأى من السلطات الحكومية . والغرض من هذا المخطط هو خلط الاوراق، لكي لا تتم المحاسبة على أساس عدد البراميل المصدرة وسعر النفط الخام وكان انذاك قد وصل الى حدوده العليا، ولكي لاتجر محاسبة على أساس ما يدخل للموازنة المالية ، وهنا تضيع مصادر هذه الثروة وتدخل الى جيوب المتحاصصين طائفيا، والمتربعين على دفة الحكم منذ عام 2003 .

وهؤلاء ليسوا بصدد المحافظة لا على سيادة العراق ، ولا على وحدة اراضيه، وانما بقاؤهم لجمع الثروة على حساب عشرة ملايين عراقي يقعون تحت خط الفقر، وهم يزدادون بكل ساعة غنىً. ومن أجل ديمومة الثروات ومضاعفتها، فقد أقاموا المشاريع في بلدان الجور، واوروبا، وأصبحت لهم ارصدة تكفيهم لسنوات، حاسبين الحساب، من أجل توفير هذه الاموال لأحفادهم !.

واليوم نأتي الى المشهد العراقي الحالي في الدعاية الانتخابية ، لانتخاب نواب للدورة القادمة في شهر اذار من هذا العام. فقد بدأ الصراع بين الكتل المتنافسة والمتناحرة، بالتفجيرات التي استهدفت المدنيين، واوقعت خسائر كبيرة في صفوفهم البشرية، والمادية. والغرض واضح، وهو افشال وهزيمة هذا الطرف أو ذاك،  بحجة عدم التمكن من حماية الأمن.  وهناك كتل أخرى، تعمل من أجل صياغة شعارات جديدة على أساس أن العملية السياسية التي ولدت بعد الاحتلال ولادة قيصرية، وهي ميتة، تستبدل بيافطة جديدة ألا وهي ما يسمى " بالمصالحة الوطنية " . وهنا يثار سؤال وجيه: من يتصالح مع من ؟! هل المصالحة هي مع الكتل الموجودة ضمن البرلمان الحالي ؟ انهم متصالحين بالتأكيد وفق الأجندة الامريكية التي جاءت بهم إلى البرلمان وفق معيار المحاصصة الطائفية.  أو هم يريدون كسب المقاومة الوطنية العراقية المسلحة منها والسلمية إلى جانبهم، بحجة انهم جاؤوا إلى البرلمان لكي يصلحوا المسيرة. وهنا نتساءل من هؤلاء؟ ماذا فعلوا بعد ان أعطوا وعودا كاذبة في تغيير الدستور، وكذلك في اقامة مؤسسات دستورية واعداد قانون الصحافة والاحزاب.  لكن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح. ولهذا فإن شعبنا سئم هؤلاء ووعودهم الكاذبة . وهنا لا يمكن أن نتجاوز الدور العظيم والاساسي الذي تلعبه المقاومة، التي كبدت وتكبد المحتل خسائر جسيمة بشرية ومادية معلنة وغير معلنة.  هذه المقاومة اليتيمة، تقاتل على جبهة الاحتلال الامريكي الصهيوني وجبهة المشككين فيها ، بحجة ليست هناك مقاومة وانما أرهاب يستهدف المدنين واخرالمشككين هو السيد " معن بشور " في اللقاء المفتوح من على فضائية "الجزيرة" أواسط هذا الشهر، على هامش ملتقى بيروت العربي والدولي لدعم المقاومة قائلا : على المقاومة ـ وهنا يقصد المقاومة العراقية من خلال السؤال ـ ، أن توجه سلاحها نحو العدوالمحتل " فيا سيد "معن" ، المقاومة العراقية الوطنية ليست بحاجة إلى إرشاداتك ونصائحك، فالمقاومة التي لم توجه سلاحها نحو العدوالمحتل ليست مقاومة،  لكنك تذكرني بأنك تعيد اسطوانة قالها لي في قضية ساخنة على فضائية "الكوثر" الايرانية، الايراني "رسول الشبيبي" الخبير في شؤون الشرق الاوسط، متهما " بأنه لاتوجد هناك في العراق مقاومة بل هناك ارهاب يستهدف المدنيين" !!! 

إن مقاومة الشعب العراقي مستمرة حتى خروج آخر جندي محتل، والنصر حليفها بالتاكيد

                  

1                                                                                                                                                                                                 

  

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم