مجرم الحرب بلير يؤكد: انه
  كان لابد من الحرب حتى ولو استناداً لذرائع وهمية

صرح رئيس الوزراء البريطاني السابق ومجرم الحرب توني بلير  يوم 12 ديسمبر/كانون الاول في لقاء اجرته معه قناة "بي بي سي" انه كان سيعلن موافقته لخوض الحرب على العراق والاطاحة بصدام حسين، حتى وان كان على يقين بعدم وجود اسلحة الدمار الشامل لدى العراق.

واضاف رئيس الوزراء البريطاني السابق ، المبعوث الحالي للجنة الرباعية الدولية  الخاصة بالشرق الاوسط ، قائلاً  "في اي حال من الاحوال كنت ساعتبر ان ازاحته (صدام حسين) خطوة بالاتجاه الصحيح. بالطبع كان ينبغي تقديم براهين اخرى للرأي العام حول جوهر التهديدات التي يمثلها".

كما اكد  بلير في اشارة لصدام حسين  "لا اعتقد اننا كنا سنعيش بشكل افضل لو كان هو وابنائه لا يزالون في سدة الحكم". كما قال "انني اتعاطف مع هؤلاء الذين عارضوا هذه الحرب انطلاقاً من اعتبارات معينة ، وكذلك مع من يعارضها الآن، لكن كان ينبغي علي ان اتخذ قراراً".

واشار توني بلير الى ان "صدام كان يشكل خطراً على المنطقة ، واستخدم الاسلحة الكيمياوية ضد شعبه، وهذه هي الامور التي كانت تثير قلقي في حينه".

وذكر بلير انه مستاء بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدتها بريطانيا نتيجة لمشاركتها في  الحملة على العراق ، منوهاً بانه يفهم طبيعة النتائج التي ستترتب على خوض حرب كهذه، مشيراً الى انه "لا يمكنك ان تكون طرفاًً في اي صراع دون ان تعي ان ثمة ثمن ينبغي عليك ان تدفعه في المقابل".

هذا ومن المتوقع ان يصبح توني بلير العام القادم الشاهد الاهم في المحاكمة العلنية التي تجريها لجنة دولية غير حكومية، اسست لتقصي الحقائق والبت في الملابسات التي سبقت الحرب على العراق

وكانت صحيفة "ساندي مييل" البريطانية يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني قد أفادت بان رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير سيقدم افادته لللجنة التحقيق في اسباب حرب العراق حول رسالة سرية استلمها من المدعي البريطاني السابق اللورد غولدسميت في يوليو/تموز عام 2002 جاء فيها ان شن حملة على العراق امر "غير قانوني ويتناقض والقوانين الدولية".

وحسب معطيات الصحيفة فانها حصلت على هذه المعلومات من خلال الاستماع الى شهادات عدد من المسؤولين البريطانيين رفيعي المستوى  في الجلسات التي بدأت اعتبارا من يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني.

وقد اثبت اللورد غولدسميت موقفه بعدة دلائل تشير الى عدم قانونية شن حرب على العراق مؤكدا انه امر غير مسموح به تحت مبرر "التدخل العسكري من اجل الدفاع عن النفس" او ما يطلق عليه بـ"التدخل العسكري لحماية المدنيين" كما لا اساس لمثل هذا التدخل في قرارات مجلس الامن. 

وتفيد الصحيفة بان توني بلير – وفق معطيات المسؤولين البريطانيين – رفض الاستماع الى تلك الدلائل بل امتنع عن دعوة غولدسميت  الى المشاركة في الجلسات الحكومية.

هذا وقد اعترف السير جرمي غرينستوك الممثل البريطاني السابق لدى الامم المتحدة في الفترة ما بين 1998 – 2003 في احدى جلسات اللجنة ان التدخل الغربي في العراق كان "امرا مشكوكا في شرعيته".

كما اعلن سير كريستوفر ماير، سفير بريطانيا السابق لدى الولايات المتحدة الامريكية ان توني بلير وجورج بوش، اتخذا قرار تغيير نظام صدام حسين الحاكم في العراق، في عام 2002 بمزرعة جورج بوش في كروفورد بولاية  تكساس الامريكية.

جاء ذلك اثناء ادلاء سير ماير بشهادته امام اللجنة البريطانية المستقلة التي شكلت للتحقيق بالظروف التي دفعت لندن لخوض الحرب على العراق.

واشار السفير السابق الى ان موقف بلاده الرسمي من "المشكلة العراقية" تغير جذرياً بعد هذا اللقاء، الامر الذي اشار اليه خطاب بلير في اليوم التالي له.

واضاف: "حسب معرفتي انها المرة الاولى التي قال فيها توني بلير علناً عبارة (تغيير النظام)، في محاولة منه لاستخلاص العبر من احداث 11 سبتمبر/ايلول واسقاطها على العراق، الامر الذي ارى من وجهة نظري انه ادى وبشكل موجه الى توحيد التهديدات من قبل اسامة بن لادن وصدام حسين. فعندما سمعت هذا الخطاب ادركت انه يعتبر تجسيداً للوحدة بين بريطانيا والولايات المتحدة".

وقال ماير انه اذا كانت سياسة واشنطن الرسمية في هذا الشأن مبرمجة على "تغيير النظام" منذ اعتماد ادارة الرئيس الاسبق بيل كلينتون في عام 1998 "قانون تحرير العراق"، فانه اصبح في دائرة اهتمام ادارة بوش نتيجة لاحداث سبتمبر/ايلول، وهو امر انعكس على اللقاء الذي تم في مزرعة كروفورد.

وقال السفير السابق: "عندما اجتمع رئيس الوزراء والرئيس لم يكن الهدف من اجتماعهما النقاش في سبل كبح النظام العراقي او تشديد العقوبات عليه، لان ثمة تغييرات كبيرة طرأت على موقف الادارة الامريكية، فكان ينبغي على الحكومة البريطانية التكيف مع الموقف الجديد واعادة النظر بشأن العديد من القضايا، ما يعني انه كان بالنسبة للندن مضيعة للوقت استمرارالتنسيق مع واشنطن حول تغييرالنظام من جانب، والتصريح بانها لا تستطيع المساندة في ذلك".

ونوه سير كريستوفر ماير بانه لم يكن هناك مغزى من مناقشة "المشكلة العراقية" في هيئة الامم المتحدة، لان الخطة الامريكية لاجتياح العراق كانت جاهزة في يناير/آذار 2003.

 

 

 

 

 
 
 
 
______________________________________________________________
 
الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | كتابات حرّة | فنون وآداب | طلبة وشباب | المرأة | الأطفال | إتصل بنا
 
 
جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | طلبة وشباب | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

 

مقالات مختارة

صوت اليسار العراقي

صحيفة تصدرها نخبة من المثقفين والكتاب اليساريين العراقيين