الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | طلبة وشباب | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

مقالات مختارة

صوت اليسار العراقي

تصدرها مجموعة من الكتاب العراقيين

webmaster@saotaliassar.org    للمراسلة

 

 

 

 

 

 

 

 

   

 

خفايا حملة الاجتثاث وإحباطها أمريكيا: نرفض الاجتثاث ونحتقر

 مَن يهين شهداء العراق من ضحايا النظام الشمولي المجرم ويمجد القتلة الصداميين.

علاء اللامي

وأخيرا خضعت الهيئة التمييزية البرلمانية لضغوطات مختلفة سلطت عليها من قبل أطراف عدة لعل من أقواها السفارة الأمريكية التي قيل بأنها نقلت رسالة عاجلة وشديدة اللهجة انطوت على تهديدات أمريكية مباشرة لقيادة نظام حكم المحاصصة ككل في الرئاسات الثلاث. وقد جرى نقل الرسالة في الوقت الذي كان فيه طارق الهاشمي يواصل اجتماعاته مع مسؤولي دولة الاحتلال في واشنطن ويهدد بمقاطعة "سنية " شاملة إذا لم يتم التوصل إلى حل لما سماها السفير الأمريكي في بغداد " معضلة الاجتثاث". كما ذكرت مصادر دبلوماسية إن الهاشمي رفض مغادرة واشنطن وإنهاء زيارته قبل إجبار الهيئة التمييزية على إصدار قرارها بإلغاء قرارات الاجتثاث الأخيرة ولكن السفارة الأمريكية عجزت عن فعل ذلك بسبب عناد الأحزاب الحاكمة الكبيرة  وصرح المطلك أبرز المرشحين المهدَّدين بالاجتثاث وأكثرهم استفزازا لعوائل مئات الآلاف من شهداء العراق من جميع الطوائف والقوميات من ضحايا النظام البعثي الصدامي المجرم، معترفا بهذا العجز حين قال بأن الكتل السياسية الكبيرة أصبحت متمردة - لم يقل على السيد الأمريكي - ولكنه قال شيئا قريبا من ذلك حين أضاف " ولم تعد ستجيب للضغوطات الدولية "..بعد ساعات على هذا التصريح تم التوصل إلى حل وسط حيث أصدرت الهيئة التمييزية قرارا لا يلغي قرارات الاجتثاث بل يؤجل النظر فيها وفي الطعون المقدمة ضدها إلى ما بعد الانتخابات بسبب ضيق الوقت كما قيل، على أن لا يعتبر المشمولون بالقرار ممن تنطبق عليهم إجراءات هيئة العدالة والمساءلة غير فائزين في الانتخابات حتى إذا فازوا. وهذا الإجراء له سابقة سياسية حيث تم اجتثاث خمسة نواب من البعثيين الكبار فازوا ضمن قائمة علاوي في الانتخابات التشريعية السابقة من بينهم راسم العوادي وعدنان الجنابي. وكما هو متوقع ومنتظر احتفل المطلك بنصف الانتصار الذي حصل عليه بفضل زيارة حليفه الهاشمي إلى واشنطن، ولكنه لن ينسى مرارة ما فعله حليفه الثاني وزعيم قائمته إياد علاوي وهذا ينبئ عن شروخ  داخلية عميقة قد تعصف بقائمتهما المشتركة وتحولها إلى شظايا. لقد كشفت هذه الأزمة، ضمن ما كشفت، عن وجود خلل كبير وانعدام للثقة بين علاوي والمطلك بلغ درجة التشكيكات العلنية بأن الأول قد تآمر أو في الأقل، لم يقم بما يتوجب عليه القيام به إزاء حليفة في وقت الضيق، حتى إنه كما قال المطلك لصحيفة أمريكية لم يتصل به هاتفيا طوال عدة أيام بعد صدور قرار اجتثاثه.

 وقال سياسيون بارزون يشاركون في العملية السياسية الاحتلالية أن المطلك اتهم علاوي مباشرة بأنه قد يكون تآمر ضده ليخلو له الجو ويستولي على القائمة لمصلحة حلفائه الأمريكيين والبريطانيين التقليديين،وأن بعض "الشركاء" قد أوصلوا أدلة خاصة ومهمة ضده إلى هيئة العدالة والمساءلة.على أية حال جاءت هذه لتطورات لتثبت عدة أشياء نذكر منها على سبيل التلخيص والتذكير:

-  إن الأحزاب الطائفية الشيعية وحلفاءها في الكردستاني فشلت في خطتها الاجتثاثية غير المبدئية والتي هدفها الأساسي سياسي انتخابي بحت لا يخلو من روائح تمت بصلة لما أسميناه ذات مرة "فوبيا البعث".

-  إن الأحزاب الطائفية السنية أثبتت إنها لا تقل عمالة للاحتلال واستعدادا لأن تتحول إلى خرقة مبتلة بيد المحتلين مقابل مكاسبها السياسية والمالية والإدارية وإن بقايا حزب البعث في سبيلها إلى التماهي مع الأحزاب الطائفية السنية وقد يمسي أحدها مستقبلا .

-  إن تحالف علاوي المطلك خرج من الأزمة بشروخ وكدمات هي من طبيعة هذين الشخصين النافلين سياسيا ومعنويا ومن يحيط بهما، وإنهما أبعد ما يكونا عن الخط الوطني المناهض للطائفية والاحتلال وهما مستعدان لإحراق العراق بمن فيه لتحقيق طموحاتهما الشخصية.

-  إن الرفض المبدئي الحازم للاجتثاث بجميع أشكاله هو الموقف الصحيح والمنسجم مع الديموقراطية الحقيقية بشرط أن لا يعني ذلك تساهلا مع البعثيين الصداميين الذين دأبوا على إهانة مئات الآلاف من شهداء العراق الذين قتلهم النظام الصدامي المجرم وفي مقدمة هؤلاء الاستفزازيين صالح المطلك وظافر الجنابي وآخرين ممن لازالوا يعتبرون انتفاضة ربيع 1991 " صفحة غدر وخيانة قام بها الغوغاء" و" وجريمة الأنفال" نصرا مبينا لنظامهم الصدامي الموغل في دماء الأبرياء، وينبغي اعتبار هذه الإهانات والإساءات بحق الشهداء عبر تمجيد العهد الشمولي الصدامي جريمة وأن مكان حسمها هو القضاء العراقي المستقل .

-  إن الانتخابات التشريعية القادمة ستكون كسابقتها ناقصة الشرعية وإن الموقف الوطني منها ينبغي أن يكون بالدعوة السلمية إلى مقاطعتها مع احترام رغبة وإرادة ملايين العراقيين الذين سيقررون المشاركة ..ليكون الشعار المقترح : قاطعوا الانتخابات، فإنْ قررتم المشاركة فلا تنتخبوا الطائفيين في قائمة الائتلاف والتوافق والكردستاني والصداميين الصرحاء في قائمة المطلك علاوي .. بل انتخبوا أعداء الطائفية الحقيقيين والذين قاتلوها فعليا و وضعوا حدا للتذابح وقطع الرؤوس على الهوية الطائفية والعرقية.

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | كتابات حرّة | فنون وآداب | طلبة وشباب | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي