<%@ Language=JavaScript %> عناد عبد الصعب إبراهيم الزبيدي و الحزب القائد بالخديعة
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

إبراهيم الزبيدي و الحزب القائد بالخديعة

 

 

عناد عبد الصعب 

 

نشر موقع كتابات في 26 حزيران 2011 مقالة للسيد ابراهيم الزبيدي بعنوان الحزب القائد...بالخديعة تجدونها في الرابط التالي: http://www.kitabat.com/i85297.htm سجّل فيها ذكرياته عن تغطيته لزيارة الرئيس الجزائري احمد بن بللا لبغداد في5 نيسان 1962 ووصفه لاغلب المساهمين في استقبال الرئيس الجزائري آنذاك بالمتضررين من ثورة 14 تموز 1958 و اعداء الحزب الشيوعي العراقي التي اصطفت تحت شعارات بعثية خالصة رغم انه " في تلك الأيام كان حزب البعث ما زال صغيرا وقليل الأهمية بين القوى المعادية للنظام القاسمي المتهم بأنه شعوبي شيوعي معاد ٍ للقومية العربية ووحدة مصر وسوريا."  استوقفتني عبارته " فلأن جميع أعضاء قيادته القطرية، آنذاك، وأغلب أعضائه الآخرين، كانوا شبابا يافعين، تتراوح أعمارهم بين العشرين والخامسة والعشرين، وأغلبُهم تلاميذ جامعيون أو تلاميذ ثانوية، فقد كانوا الأكثر حيوية ونشاطا وعنادا وهتافا وصراخا في جبهة العداء لقاسم والشيوعيين. ثم جاءت الفرصة الذهبية لهؤلاء المراهقين ليركبوا موجة هذه التظاهرة الفريدة من نوعها، وقيادتها والاستحواذ عليها، وإظهارها وكأنها تظاهرة حزب البعث وحده لا شريك له، وتتحول إلى رسالة سياسبة موجهة إلى الزعيم شخصيا، قبل كل شيء، وإلى جميع الدول والقوى المعادية للزعيم، والمتخوفة من احتمال هيمنة الحزب الشيوعي العراقي على الحكم، وبالتالي وصول الإتحاد السوفيتي إلى شواطيء الخليج الدافئة.

ذكرني بتلك الحكاية زميلٌ لي من أيام الإذاعة في الستينيات، ونحن نستعرض تاريخ حزب البعث، ونتساءل عن السر الذي جعل أمريكا تلتقطه، على أثر تلك الزيارة، وترعاه، وتجعله قائد الجبهة العريضة المعارضة لنظام الزعيم، وتساعده، بالتالي، على إنجاح انقلابه الأول عام 1963، ليبدأ التاريخ الدموي في العراق والمنطقة، وصولا إلى صدام حسين، ثم حافظ أسد،  ثم بشار."

منذ فترة ليست قصيرة و انا اروّج لفكرة ان حزب البعث ضربة استباقية من المخابرات الاجنبية لغرض تنفيذ مخططها في ادامة الاستعمار الاورو-امريكي للمنطقة.  ظهر حزب البعث كقوة تنظيمية سياسية في سنة تقسيم فلسطين اي ان بذوره كانت في سنوات الحرب العالمية الثانية.  رغم ان المشاعر الوطنية و القومية العامة كانت ضد الاحتلال البريطاني و الفرنسي في المنطقة لم تعرف العنصرية طريقها الى عقول الناس و ظلت ضعيفة.  الصهيونية التي هي التوأم الشقيق للنازية لم تنتشر بين يهود المنطقة كما كان روادها يحلمون.  يكفي ان نقرأ كتاب "عملية بابل" لشلومو هليّل (يهودي عراقي نظّم تهجير الشباب اليهود العراقيين الى فلسطين) لنعرق قدر خيبة آماله و اضطرار الصهاينة للاستعانة بموشي دايان في 1946 لتنظيم اعمال تخريب و ارهاب ضد المصالح اليهودية في العراق.  رغم ذلك ظل يهود العراق متمسكين بوطنهم و شعبهم وفي 1946 أسسوا عصبة مكافحة الصهيونية .  و قلما يذكر المؤرخون ان شهيد الاستقلال الاول في 28 حزيران 1946 كان يهودياً من عائلة طويق الذي قتلته رصاصات الشرطة العراقية على المظاهرات المطالبة بجلاء القوات البريطانية.

 كانت الخطة الصهيونية تفتقر الى العداء لليهود كالذي كان في شرق اوروبا و شمالها لذلك ظهرت الحاجة الى حركة قومية عنصرية تستعدي الناس على يهودهم و لم يكن هناك افضل من البعث لتلك المهمة الخسيسة.

في الغالب تميل الاهواء الى القوي المنتصر لكن البعثيون الاوائل اختاروا الفاشية و النازية في اوقات اندحارها.  ذكر سعدون حمادي لاحد طلبة الماجستير في الثمانينات عند اعداد اطروحته انه عندما كان يدرس في بيروت اواخر الاربعينات اشترك مع مجموعة من الشباب العرب في جامعته في احتفالات سنوية عند شاطئ البحر في شهر نيسان.  كانت المجموعة تجلب معها تمثال نصفي لموسوليني (الزعيم الفاشي الايطالي) و تقرأ الاشعار القومية الحماسية و تؤدي التحية الفاشية.

احتاج الصهاينة و المخابرات الاجنبية لعنصر او حركة محلية تمزق التآلف الاجتماعي و الشعبي ليظهر العداء لليهود فيسهل تهجيرهم الى الدولة الناشئة كايد عاملة رخيصة و تخلخل البناء الاجتماعي لشعوب المنطقة فتدخلها بدوامة لم تخرج منها حتى يومنا هذا.

 لا تبخسوا البعثيين قدرهم فلم تلتقط المخابرات الامريكية حزب البعث في 1962، بل ساهمت في انشائه و تمكينه من تدمير المنطقة.  بعد انهيار الاتحاد السوفييتي اعترفت قيادة الحزب الديمقراطي المسيحي في ايطاليا انه كانت تتلقى تمويلها من المخابرات المركزية الامريكية لوقف المد السياسي للحزب الشيوعي الايطالي.  حزب البعث لا يختلف عن الحزب الديمقراطي المسيحي الايطالي عدا انه ما يزال يحاول الحاق اذى اكبر بشعوب المنطقة.  انها حشرجات الاحتظار، ان شاء الله.

 

عناد عبد الصعب

6 تموز 2011

enadabdulsaab@gmail.com

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا