نداء الى كل المثقفين والمناضلين العراقيين: "التنظيف" حمزة الحسن

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

               

مقالات مختارة

 مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

نداء الى كل المثقفين والمناضلين العراقيين:

 

"التنظيف"

حمزة الحسن

تنص وثيقة التوجهات السرية الصادرة عام 1992 وهي خطة العمل الاستراتيجية للسنوات القادمة للولايات المتحدة الامريكية وحتى اليوم على جملة من المبادئ الشريرة ومنها العمل على اسقاط انظمة دكتاتورية غير متحكم بولائها للغرب والولايات المتحدة من خلال استعمال ترسانة قوية من ذرائع حقوق الانسان واسلحة الدمار الشامل، وفي حال الاسقاط تقوم الادارة الامريكية بتصنيع مؤسسة سياسية حاكمة تبدو مستقلة في الظاهر للحفاظ على ماء الوجه لكن الخيوط الرئيسة تدار عبر ستار، وعلى العمل على تنظيم ديمقراطية تسمى( ديمقراطية النخبة الحاكمة) على حساب بؤس وجوع الاغلبية وهذه الديمقراطية( المنخفضة الحدة) كما جاء في الوثيقة تقوم على استدراج بعض عناصر النظام القديم ومن ذوي الوجوه المقبولة وكذلك من الساخطين عليه الذين يعول عليهم في الحفاظ على السياسات الامريكية العليا مع ترك الهوامش للسلطة المصنعة لتبرير وجودها امام الناس، وتؤكد الوثيقة على ضرورة دمج العناصر الوطنية في اللعبة السياسية بكل الطرق.

وفي حال رفض هؤلاء الذين تسميهم الوثيقة( اصحاب الرؤوس الحارة) من مثقفين وتجمعات يسارية وادباء ونقابيين، فيجري تفعيل العمل بقانون الاعمال القذرة من قبل وكالة المخابرات، وفي حال القتل يتم اللجوء الى ما تسميه الوثيقة بالحرف الواحد( الانكار النظري المقبول) وقد شرعت هذه الوثيقة المنشورة في فصلية العمل السري ـ خريف 1994 على عالم تهمين عليه قوة واحدة ووحيدة والعمل خارج نطاق الامم المتحدة والابقاء على الصوارخ العابرة للقارات في اوروبا والحذر من صعود الشيوعية في روسيا والتعامل المستمر معها كخطر محتمل وقادم، ومنع ظهور اي قوة مستعدة للقيام بادوار اقليمة مهما كلف الثمن ومواجهتها بالذرائع نفسها: حقوق الانسان وأسلحة الدمار الشامل وكانت الوثيقة تضع العراق وايران وكوريا داخل هذا التصنيف.

ان اجزاءً واسعة من هذه الوثيقة الشريرة جرت وتجري على أرض الواقع في العراق بعد الاحتلال ولكن صفحات عمل كثيرة تفرضها طبيعة عمل الاحتلال وظروفه وخاصة ظروف ما قبل الانسحاب وما بعده وهي المرحلة الأدق لأن المهمة الآن ليست للجيوش بل للعناصر الخفية في المجمع الاجرامي لسفارة المحتل التي تحتوي على أكثر من ثلاثة الاف خبير، وأخطر المهام التي نفذ قسم كبير منها وفي الطريق الباقي هي التصفية الجسدية للمناضلين والساخطين وغير المدجنين والاعداء( اصحاب الرؤوس الحارة) الذين يشكلون خطرا وشيكا وقادما على مصالح المحتل العليا من نقابيين بواسل وكتاب شرفاء وسياسيين يساريين( تؤكد الوثيقة على كلمة اليسار ) والعملية تعرف بـ( التنظيف) اي اخلاء البلد من قواه السياسية والادبية والنقابية والاعلامية المعادية لهذه الرأسمالية المتوحشة، وتشمل عملية التنظيف اضافة الى التصفية الجسدية التصفية الاخلاقية عبر وسائل الدعاية والاعلام وهذه مهمة ستوكل  الى عملاء محليين صغار لأنهم الأقدر على مخاطبة الشعب العراقي حسب تقاليده ونظام قيمه ومعاييره وأعرافه ودرجة حساسيته الاخلاقية، وهو الأمر الذي حدث في بلدان عربية كثيرة ومنها على سبيل المثال اغتيال المناضل النقابي الباسل فرحات حشاد في تونس قبل  رحيل المحتل بوقت قصير بالاشتراك مع عناصر محلية كانت تريد افراغ البلد من قواه الحقيقة وهذا ما حصل، وفي المغرب كما تم تدبير جريمة اغتيال المناضل مهدي بن بركة بعد رحيل الاحتلال بوقت قصير لأنه كان يشكل تهديدا للمؤسسة الحاكمة ويطالب باستحقاقات المقاومة.

ان الشهور القادمة ستشهد اعمالا اجرامية واسعة وخطيرة من مؤسسات المحتل الغاطسة اليوم في الصمت والظلام ولا تظهر في الواجهة لأن هذا هو في صلب وطبيعة الدور الاجرامي، كما سنشهد مسرحيات الهاء ومشاغلة وصراعات كبيرة وصغيرة لكي يكون خروج المحتل( نظيفا) وهادئا على حساب شعب يتصارع على الاسلاب، وستكون كل هذه المهازل وهي قائمة اليوم كقنابل دخان من أجل اعادة رسم السلطة السياسية على الطريقة الأمريكية أولا ومن أجل خروج هادئ وترك البلد خاويا الا من جثث مناضليه وسلطة مأجورة لكي يكون هؤلاء كما تنص الوثيقة بالحرف الواحد( جسر العبور بين الشركات القومية الكبرى العابرة للقارات وبين الشركاء الصغار) ثانيا. على هذه الوثيقة علق الصحافي الامريكي الشهير روبرت اندرسون قائلا( ان هذا يتجاوز بكثير اساليب الهيمنة القديمة الى فرض سياسات جديدة بستار كثيف من اساليب السياسة الحديثة) ويقصد استعمال ورقة حقوق الانسان واسلحة الدمار الشامل والحقوق والحريات السياسية كذريعة للسيطرة على العالم.

ان وحشا قد انطلق وسيلتهم الجميع ما لم تتم عملية التصدي الباسل والشجاع له بقوة وذكاء وخاصة على جبهات كثيرة صغيرة مفتعلة كل يوم لتوزيع الجهد العام وتشتيت الذهن في حين يتسلسل هو واللصوص الصغار من الابواب الخلفية في أكبر عملية نهب منظمة في التاريخ.

 

27/6/2010

www.alaazal.com

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا