مزحة العودة الى" كرد ستان " للنضال من  جديد لتحرير العراق!!!!

 

 

كاظم نوري الربيعي

 

تحضرني مزحة  كان يرددها الروس  خلال  فترة الاتحاد السوفيتي حين كانت طوابير المواطنين حتى على الخبز نظرا لوضع البلاد الاقتصادي العصيب بسبب  التركيز على التسلح  والبرامج التسليحية للحاق ببرامج الولايات المتحدة و الغرب خلال فترة الحرب الباردة وهو ما اربك الوضع الاقتصادي في عموم البلاد السوفيتية انذاك.

تحضرني تلك المزحة التي  ساتناولها لاحقا وانا  اقرأ خبرا مفاده ان الدكتور اياد علاوي صاحب الرقم الاكبر باصوات العراقيين بالانتخابات التي جرت في العراق "  المطعون بشرعيتها كونها  جرت في ظل الاحتلال وما رافقها من تزوير" يعتزم الاقامة في " كردستان العراق"بعد البيان الذي تلاه ضد حزب الدعوة الحاكم وتحديدا خص به المالكي رئيس حكومة الاحتلال ووصف خصومه " بخفافيش  الظلام " وحسب  تقديرنا  ان جميع المتمترسين في المنطقة الخضراء بحماية قوات الاحتلال هم " خفافيش".

 والا ما الذي يمكن اطلاقه من تسمية مناسبة عليهم وهم يحتمون بالمحتل  وقواته للعام التاسع وتحدوهم الرغبة بتمديد الوجود العسكري في العراق الى يوم يبعثون باستثناء بعض الاطراف التي عبرت عن موقفها الرافض للوجود الاجنبي؟؟

 كما  اتهم  علاوي  في بيانه المالكي بانه عميل  للاجنبي  وتحديدا الى ايران  وليس غيرها لانه يعلم  ان العمالة  للولايات المتحدة او بريطانيا اوغيرها من مخابرات دول الجوار  كانت ولاتزال من حصة  اخرين معظمهم موجود في السلطة والبرلمان.

 خبر نية علاوي الاقامة في كردستان العراق" نقلته صحيفة الشرق الاوسط التابعة " لعائلة ال سعود".

 وقيل ان بارزاني  صاحب المبادرة لحلحلة الامور بين علاوي  والمالكي رحب  به دون ان يفصح عن طبيعة" اللجوء الذي  منحه له" دولة الرئيس في كردستان" هل هو لجوء سياسي ام انساني وانا استبعد   اللجوء الانساني لان علاوي يعيش في" بحبوحة " مثلما يعيش مضيفه " بارزاني" ايضا وبقية الجماعات التي تحكم.

 "الكل في الهوى سوى" والكل يردد" اللهم زد وبارك"" خزينة العراق مليانة".

 انها فرصتهم جميعا  لكن متى يشبعون؟؟

  لم يبق يعاني سوى الشعب العراقي المظلوم .

فالذي يطالب بحقه من  ابناء الشعب هو " ارهابي او صدامي".

واذا دعا الى محاسبة الفاسدين والحرامية واللصوص في السلطة  المتوفرة لهم الحماية وما اكثرهم لم يسمع احد  دعواته.

واذا طالب بالماء والكهرباء والخدمات الاخرى  يوعدونه ويخلفون وعودهم.

واذا طالب باطلاق سراح السجناء والمعتقلين من الذين لم تثبت ادانتهم من غير المجرمين  لم يستمع  احد الى مطاليبه.

 واذا طالب الخريجون العاطلون عن العمل بفرصة عمل شريفة  يقتاتون عليها هم وعوائلهم لم يستجب لهم احد.

 واذا طرقوا ابواب  الدوائر الحكومية لامجيب سوى  اولئك الذين انضموا لهذا التجمع اوالكيان او الحزب او ذاك من حقهم ان يتمتعوا بالامتيازات.

 وعندما  تتصاعد دعوات العوائل التي تسال  عن  المفقودين  والمغيبين من ابنائها لااحد يسمع    دعوتها .

 سلطة جل مسؤوليها  شعارهم  لاترى ولاتسمع     يتكلمون ويوعدون .

  لكن بالمشمش.

 كل  مطالب الشعب المشروعة  لاتعنيهم ويطلبون من المواطن ان يصمت.

 نعود الى المزحة الروسية  الكل يتذكر ان قائد الثورة البلشفية" ثورة العمال والفلاحين" في روسيا هو الزعيم "فلاديمير التش  لينين" وعندما مات   لينين لم يدفن  وتكريما له تم  تحنيطه ووضع  جثمانه  في مكان قرب مبنى" الكرملن" المقر الرئيس لقادة الحزب الشيوعي  السوفيتي وتحول الضريح  الى مزار للمواطنين والاجانب نظرا لمكانة هذا الزعيم .

استيقظ لينين مرة من مكانه هكذا يمزح الروس ليشارك الشعب مكاسب الثورة ليرى  طوابير الناس وهي تقف  للحصول حتى  على رغيف الخبز.

فقال مع تفسه هل هذه هي الدولة الاشتراكية التي وعدت بها الشعب .

" دولة العمال والفلاحين" التي  كنا  نحلم بها؟؟

 علي ان اعود مرة اخرى الى  فنلندا   التي كان يعيش فيها " لينين" قبل اندلاع الثورة البلشفية للنضال من جديد من اجل الشيوعية واقامة دولة العمال والفلاحين.

 علاوي ربما  قرأ التاريخ السياسي في روسيا جيدا وهاهو  يعتزم التوجه الى"  كردستان " للنضال من جديد من اجل " تحرير العراق" واقامة " نظام ديمقراطي تعددي فدرالي  خمس نجوم" لان النظام القائم هو نظام لايرقى الى مايحلم به هو والمحيطين به .!!!

الوطني الحقيقي الذي يهمه العراق  وشعبه ونذر نفسه  لخدمة بلاده                   لايهمه المنصب هكذا يفترض بقدر اهتمامه بالمكان الذي  يستطيع من خلاله ان يخدم المواطنين.

 هكذا نفهم النضال الحقيقي لانضال " نصف  ردن " الذي ابتلى به العراقيون.

اذا تعذر الحصول على المنصب الذي  تستطيع من خلاله ان تخدم المواطنين" والكل يريدون" بالطبع لااحد يتفانى  او يضحى ويقدم على نشاطات واعمال تخدم الشعب  العراقي" ليس بالضرورة ان يكون من خلال منصب حكومي في حكومة بات لايشرف من يعمل من اجل العراق  وشعبه ان يكون له مكانا فيها نظرا للفساد المستشري وتقاسم الامتيازات في اطار محاصصة مقيتة يحاول  البعض ان يسميها "  الشراكة " لا المشاركة" وان الوصف الاخير هو الاقرب لها .

الجمعيات والمنظمات الخيرية والانسانية  التي تهتم بالارامل واليتامى وضحايا" الديمقراطية  المتأمركة " في العراق ربما المكان المشرف الذي يستطيع من خلاله ان يخدم المسؤول  شريحة واسعة من المواطنين تقدر بالملايين.

هذا مثال واحد  وهناك  عشرات   الحقول والمجالات التي يمكن ان  نخدم بها شعبنا ووطننا   ونستطيع من خلالها ان  ننال رضى الملايين اذا كنا فعلا حريصين على المواطنين .

اما اسلوب المزايدات وخداع العراقيين فلم يعد يمر على المواطن الذي اختبر الجميع  وعن قرب عبر  تسلمهم للمناصب في السلطة منذ عهد بريمر سيئ الصيت حتى الان  وتيقن انه لايرجى خيرا من مثل هذه النماذج والعينات التي اعتادت بوس اللحى في اية لحظة وستتراجع عن "  ثورياتها   وملخياتها " ما ان تتلقى جرة اذن خفيفة من المحتل او توجيه من  الدول التي ترعى توجهاتهم .

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا