نزار رهك تنظيم القاعدة وشرعنة الجريمة

 

 

تنظيم القاعدة وشرعنة الجريمة

 

 

نزار رهك

 

مع كل جريمة يراد إرتكابها من قبل قوات الأحتلال الأمريكية أو الصهيونية في العراق أو فلسطين تظهر أشرطة بن لادن أو الظواهري التي تدعوا الى (الجهاد !!)  مما يعطي العدوان صفة محاربة الأرهاب والتي هي الأكثر تقبلا للمتلقي الغربي والشعب الأمريكي ويختم على المقاومة بمعادلة التوافق مع تنظيم القاعدة الأجرامي ..ويمنح دفعا إعلاميا لتبرير جرائم الأحتلال والتي هي في كل حالاتها وبوجود الأدارة الأمريكية لمجرمي الحرب بوش ورايس وديكشيني وبتغييب القانون الدولي وخرق المواثيق الدولية والأنتهاكات الصارخة لحقوق الأنسان تمنح نفسها وشريكتها الصهيونية الحق كاملا في الأستمرار بعمليات الأبادة الجماعية في العراق وفلسطين بحجة الدفاع عن النفس .. ولم تقنع هذه الحجج والمزاعم شعوب العالم التي خبرت أكاذيب وبشاعة السياسة الأمريكية وصلافة حليفها الأستراتيجي الأسرائيلي . في هذا الوقت بالذات وحيث الجريمة ضد أبناء شعبنا في غزة تصل الى أقصى مدياتها الجنائية والأرهابية واللاإنسانية و المنتهكة لكل الأعراف والقيم القانونية الدولية تظهر أشرطة العميل الأمريكي السري أسامة بن لادن ليدعو الى (الجهاد) وكأنما المقاومة الفلسطينية عاجزة عن المواجهة وغير قادرة على الجهاد وكانت تنتظر بفارغ الصبر الدرة التي سينطق بها أسامة بن لادن ولم ينقصها سوى مجرمي القاعدة لتسحق ماتبقى من الأطفال الفلسطينيين.

لقد بنت الولايات المتحدة الأمريكية سياساتها العدوانية من خلال خلق العدو الوهمي والضبابي ألا وهو الأرهاب العالمي من أجل الأستمرار في التسلًح وذريعة لبسط نفوذها العسكري على العالم وتسعير حمى الحروب العدوانية في أفغانستان والعراق وكانت ضمن خططها كوريا الشمالية وإيران ومحاصرة روسيا والصين ولكنها وقبل أن تكمل مشوارها الأجرامي سقطت في مستنقعات المقاومة العراقية قبل أن تنتهي من المقاومة في أفغانستان وكلا البلدين هما تاريخيا أرضا صلبة عصية على الأحتلال الأجنبي بأي حجة كانت .

إن تنظيم القاعدة التي ساهمت كل من المخابرات الأمريكية و السعودية والمصرية والأردنية بتشكيله وتأسيسه وإرساله الى أفغانستان لمحاربة النظام الأشتراكي والقوات السوفيتية المساندة له وبقيادة رجل الأعمال السعودي أسامة بن لادن كان ومازال يقدم خدماته الكبيرة للأستراتيجية الأمريكية لا في أفغانستان وحدها بل في جميع أنحاء العالم .

إن الأستراتيجية الأمريكية في ما يسمى بمكافحة الأرهاب ترتكز على ممارسة دور حركة التحرر الوطني البديلة و الموالية للأمريكان والصهاينة لضرب حركة التحرر الوطنية الحقيقية للبلدان المحتلة عن طريق الأعمال الأجرامية الموجهة ضد المدنيين وأشعال فتيل العنف الطائفي والديني ومن ثم تصفية عناصر المقاومة الوطنية فرادا وجماعات كما حدث ويحدث في العراق حيث وجدت المقاومة العراقية نفسها بين مطرقة القاعدة وسندان الأحتلال ووجهت حربها ضد تنظيم القاعدة الأجرامي الذي أرتكب أبشع المجازر بحق الأبرياء المدنيين وأشعل الحرب الطائفية التي لم ينج منها الأبرياء من كلا الطائفتين وأبقت على حيادها مع الأمريكان بل وتلقي الدعم السياسي والعسكري والمالي من قوات الأحتلال. وأصبح معروفا من إن تنظيم القاعدة في العراق يمول مباشرة من قبل وزير الدفاع السعودي بندر بن سلطان ونائب الرئيس الأمريكي ديكشيني وبأشراف مباشر من عصابات الموساد المتواجدة بشكل واسع في مناطق كردستان العراق وهو المنفذ لدخول وخروج عناصر تنظيم القاعدة عبر مطاري أربيل والسليمانية الخارجة عن السيطرة المركزية العراقية .وهو ما يفسر أيضا لماذا تخلو منطقة كردستان بالمقارنة مع بقية مناطق العراق من جرائم القاعدة رغم الحضور الواضح لتنظيم أنصار السنة والمتحالف مع هذا التنظيم.

إن ظهور بن لادن عبر الأشرطة الصوتية في لحظات الصراع الحرجة في وقت تحتدم فيه المحاججات الأسرائيلية بأن وجود حماس في السلطة حتى وإن كانت قد وصلت في ضل إنتخابات فلسطينية حرة هو تهديد للوجود اليهودي في إسرائيل وإظهار حماس للمجتمع الدولي بكونها منظمة إرهابية , لذلك فأن ظهور شبح  بن لادن الصوتي بعد إن لم يجد ظهور الظواهري من قبله أي أثر على سير الأحداث يعطي للمحاججات الصهيونية في إرتكابها للمجازر في غزة أرضية دعائية تضاف الى الترسانة الدعائية الأمريكية والأوربية المساندة لأسرائيل. وفي هذا الصدد يطرح السؤال نفسه :  لمن يوجه إسامة بن لادن خطابه ؟ للفسطينيين في غزة ؟ هم ليسو بحاجة اليه .ولا هو نموذجهم في المقاومة وهم ليسوا بعصابات إرهابية .

إن كان صادقا في جهاده الذي يدعيه عليه أن يوجه طاقاته للأطاحة برأس أفعى الأنظمة الموالية للصهيونية وعلى رأسها النظام السعودي والأنظمة الخليجية الأخرى حيث تمارس القاعدة نشاطها شبه العلني ومفكري القاعدة والتكفيريين تجدهم في أغلب المساجد وصحافتهم الألكترونية يمتليء بها الأنترنت وشعاراتهم التكفيرية تمتليء بها جدران المساجد..

إن تصوير القاعدة بأعتبارها معادية للأحتلال الأمريكي في العراق إنما هو إكذوبة من أكاذيب الأحتلال وسلطة الأحتلال  وإعلامها في العراق وما صور العمليات العسكرية المقاومة التي تبثها شبكات الأنترنت  إلا أفلاما كان يبيعها المقاومون العراقيون ( وغالبيتهم من ضباط الجيش العراقي والغير منتمين الى حزب البعث)  الى عناصر تنظيم القاعدة لتبنيها بأسم التنظيم لقاء مبالغ مادية يديمون بها تمويل عملياتهم اللاحقة وهي من الأخطاء الفدحة للمقاومة العراقية  , وإذ بها بعد جملة من العمليات يجري تصفية المقاومين عبر كمائن وعمليات إغتيال تقوم بها نفس هذه العصابات القاعدية .. وقد دون الكثير من هذه الأحداث الصحفي الألماني يوركن تودنهوفرمؤلف كتاب (لماذا تقتل زيد ؟) الصادر بالطبعة الألمانية  وهو عبارة عن معاينات حية ولقاءات مباشرة مع عدد من المقاومين العراقيين وقصص تفصيلية لجرائم الأحتلال في العراق وهو الصحفي الوحيد الذي إلتقى مباشرة مع المقاومة العراقية وعاش أيام عصيبة في محافظة الرمادي مرتديا الدشداشة العراقية ومتنقلا من مدينة الى أخرى في أيلول من عام 2007.

إن تنظيم القاعدة هو ليس سوى أحد المنظمات الأرهابية الأمريكية وبأسمه تنفذ جميع العمليات الأجرامية التي تمارسها القوات القذرة من شركات الحماية من أمثال بلاك ووتر والميليشيات الكردية وعناصر قوات بدر وجيش المهدي وهي بمجموعها تولد العناصرالأساسية لإستراتيجية الفوضى الخلاقة الأمريكية  التي لن يدفع ثمنها سوى الأبرياء من أبناء  شعبنا ولا يكلف بن لادن ورهطه من العملاء الأمريكان نفسه سوى تسجيلا صوتيا لجمل تمت صياغتها في أروقة المخابرات المركزية الأمريكية ليدفع الشعب العراقي والفلسطيني بآلاف الضحايا وتوجه الضربات والحملات العسكرية ضد المقاومة بحجة محاربة الأرهاب والأرهابيين.

 

 

17.01.2009    المانيا

Rahak@t-online.de  

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل أيّة مسؤوليّة عن المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

___________________________________________________________

 

مقالات الكاتب

نزار رهك

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

 

 

 

لا

 

للأحتلال