<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك العراق يشترك بمؤامرة حرب إستعمارية ضد ليبيا
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               مقالة للكاتب نزار رهك                            

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

العراق يشترك بمؤامرة حرب إستعمارية ضد ليبيا

 

 

نزار رهك

 

لقد عادت ثانية معادلة الحرب والديكتاتورية , هل الديكتاتورية سببا كافيا لشن الحرب على البلد , أم إن الحرب ضرورة من ضرورات الوجود الأستعماري يجد بوابته الجديدة عبر حجة حماية الجماهير المنتفظة .

وهي عودة ثانية بعد الحروب ضد العراق وتدميره وقتل مليون ونصف المليون من العراقيين الى سؤال : هل إن مجلس الأمن الدولي هو منظمة محايدة للأمن والسلام في العالم ؟ أم إن قوى العولمة الأستعمارية هي التي تسيطر على مقدرات وقوانين هذه المنظمة ؟

والسؤال الأخير لا يحتاج الى تعدد في الأجابات , لأن العالم الآن تحت القيادة المباشرة للأستعمار الأمريكي والغربي ووجهة التغيرات العالمية يجب أن تصب من وجهة نظرهم في وعاء المصالح الأستراتيجية لهذه البلدان . وهذا الوعاء الأستراتيجي يخلط الأقتصاد بالسياسة والأعلام والأستقلال الوطني لجميع شعوب العالم .. ومنها يتم توزيع الأدوار للعملاء من الحكام والمسؤولين ودوائر الأعلام وكتبة الأحتلال وأيضا السذّج من كتاب المقالات وكذلك الناشطين في مجال حقوق الأنسان ومنظمات المجتمع المدني في الدول التابعة .

لقد كتبنا الكثير عن عدم شرعية وديمقراطية ومصداقية أي حكومة في ظل الأحتلال , وعن أي قرار وقوانين تنبثق من مثل هذه الحكومات , وعن أي موقف في السياسة الداخلية خاصة الأمنية والعسكرية منها لأنها تنفذ سياسة الأحتلال وقمع المقاومة الشعبية , وعن أي سياسة خارجية لأنها ستكون محكومة بمصالح الأحتلال الأستراتيجية .

وبعد إن تلقت قوى الأستعمار ضربة الجماهير في تونس ومصر بدأت تعيد حساباتها وخططها للحفاظ على توازناتها الأستراتيجية ولكن هذه المرة ليست في مواجهة الأتحاد السوفيتي أو الصين وإنما بين قواها ونفوذها في المنطقة العربية من جهة وشعوب هذه المنطقة من جهة أخرى لذلك وجهت ماكنتها الأعلامية العملاقة أولا لتحصر الأهتمام في تظاهرات الشعب الليبي السلمية دون تظاهرات دول الخليج والعراق التابعة لها .

إن الجرائم المرتكبة في البحرين هي أكثر شناعة وبشاعة من جرائم النظام الليبي الغير موثقة غير المؤكدة رغم الأقمار الصناعية الغربية التي تستطيع تصوير كل شيء على كوكب الأرض

بينما جريمة النظام المصري ضد المتظاهرين تجري أمام عدسات الكاميرات ومصفحات السفارة الأمريكية تدهس المتظاهرين دون رحمة دون أن يحرك لا مجلس الأمن ولا الغرب قيد أنملة ولم يرف لهم جفنا بل كانوا حتى اللحظة الأخيرة يكرسون جهدهم لحماية هذا النظام ومحاولة فرض بدائلهم .

أما في البحرين فأن الأستعمار لن يجد أكثر أخلاصا لهم من ملوك النفط لذا فأن العنف ضد المدنيين وكأنه عمل مبرر وشرعي وديمقراطي وفي خطاب وزيرة الخارجية الأمريكية في باريس أعطت الحق لملك البحرين في إستدعاء قوى قمع من بلدان مجاورة أيضا .

إنه منطق المجرمين ومنطق إستعماري وعدواني يفقد مصداقية النوايا المعلنة في حماية المدنيين في ليبيا .. إنه يعيد المسلسل العراقي الأجرامي بنسخة ليبية وبأنتظار جرائم إبادة جديدة .

أما أكثر العناصر خسة وعمالة هو موقف الجامعة العربية المساندة للحرب على ليبيا التي ستكون تحت واجهة الحظر الجوي , وعملية الحظر الجوي تعني للغرب الضوء الأخضر لشن الغارات الجوية وبدء عمليات عسكرية لأحتلال ليبيا وهو الهدف التي مهدت له جامعة الدول العربية التي تغافلت عن الجرائم الأسرائيلية وجرائم الأحتلال في العراق وجرائم ملك البحرين والرئيس اليمني وتضع نفسها كصانعة للقرار الأستعماري .

وتم إنتقاء عملاء الأستعمار من وزراء خارجية الدول التابعة لأجتماع باريس لوضع وتشريع الخطط الحربية للأحتلال ومنهم إضافة لوزير خارجية قطر والأمارات وعمرو موسى وزير خارجية حكومة العراق العميلة هوشيار زيباري وهذه أول مرة يتم إحترام قوة عربية ديبلوماسية من قبل الغرب ويتم إعتبار موقفهم من الحرب ضد ليبيا موقفا شرعيا وحجة دامغة لأتخاذ القرارات العالمية للبدء بشن الهجوم العسكري ضد بلد عربي آخر .

على الحكومة العراقية أن تعلن موقفها من الحرب ضد ليبيا بصراحة لا أن يصرح المسؤولين بشيء ووزير الخارجية يمارس عمالته من جانب آخر . على العراق إن أراد أن يكون دولة حرّة ومستقلة أن يطالب قبل إصدار القرارات أن يتحقق من صحة الجرائم المرتكبة في ليبيا ويطالب بلجنة تحقيق دولية قبل أن يسارع وزير الخارجية العراقي الى الأجتماع في باريس للمشاركة في جريمة ليس للشعب العراقي فيها من مصلحة وليس للشعب الليبي من أفق سلمي وديمقراطي نتيجة هذه الحرب .

الحرب ضد ليبيا سوف لن تكون ضد القذافي كديكتاتور بل ستون ضد الشعب الليبي وتدمر مقدراته الأقتصادية

وتشعل نار الفتنة والحرب الأهلية .

 

 

المانيا

19.03.2011

Rahak@t-online.de

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا