<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان المطالبة ام الدفاع عن حقوق المراة
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               مقالة للكاتب يوسف علي خان                    

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

المطالبة ام الدفاع

 

عن حقوق المراة

 

 

يوسف علي خان

 

تتشكل الجمعيات والمنظمات وتعقد المؤتمرات من اجل المراة معنونة معظم تلك النشاطات بعنوان الدفاع عن حقوق المراة 00 ومعنى الدفاع يقصد به لغويا هو التصدي لاي محاولة بالاعتداء على شيء موجود ومحقق وبحوزة من يتصدى للدفاع 00 وهذا يعني بان المراة قد حصلت على جميع حقوقها وهي بصدد الدفاع عنها تجاه من يحاول النيل منها او التجاوز عليها 00 فهل حقيقة ان المراة قد حصلت على حقوقها كي تدعوا النساء للدفاع عن هذه الحقوق 00 فقد يكون الامر صحيحا بالنسبة للنساء الاوربيات اللواتي استطعنا الحصول على معظم حقوقهن ان لم يكن على جميعها فان رفعت شعار الدفاع فقد يكون ذلك صوابا ودعوة صادقة عن ما حصلت  عليه المراة من مكاسب تعمل على حمايتها والدفاع عنها من اجواء التحرر والانعتاق من هيمنة الرجل وقيود المجتمع الظالمة والاعراف السقيمة التي لا تنسجم والقيم الانسانية التي منحها الله لبني البشر دون تمييز بين الجنس او العرق غير ان هذا الامر يختلف اختلافا جذريا عما هي عليه المراة في مجتمعنا العربي والاسلامي القابع تحت قيود القبلية المتخلفة والاعراف البالية والسطوة الذكورية الظالمة التي سلبتها كامل حقوقها واخفتها خلف جدران حصونها وجللتها بالسواد من قمة رأسها حتى اخمص قدميها وجعلتها مجرد اشباح اذابت كل صورها في بودقة هذا الكائن الاسود 00 فاذا فهناك فرق شاسع بين المطالبة بالحقوق والدفاع عنها فالمراة في عالمنا العربي فاقدة لحقوقها فهي مطالبة لا بالدفاع عن حقوق لا وجود لها وانما المطالبة بتحقيق الحقوق لها 00 فهي لم تعد تملك حتى تلك الحقوق التي استطاعت قبل خمسين سنة ان تحصل عليها بفضل بعض التنظيمات النسائية التي ظهرت في بدايات القرن الماضي حيث تخلصت من تلك العباءة السوداء المقيتة فظهرت سافرة بلباسها المحتشم وبشخصيتها البارزة تقتحم معاهد العلم جنبا الا جنب مع الرجل وتسير بالشوارع بكل ثقة دون خوف او وجل فكانت فترة ذهبية عاشها العراق والعديد من البلدان العربية حتى اذا جاء الطوفان الرجعي فهجم عليها وانتزع منها كل ما حصلت عليه واعادها الى عهود الجاهلية والتخلف واخافها وافزعها بمختلف الاحابيل الروحانية الملفقة التي نسبها الى الدين زيفا اوللتقاليد الاجتماعية  واضطرها ان تعود القهقرى الى عبائتها السوداء واغطية الراس  تحاشيا من التهم الباطلة التي هددوها بها00 وهكذا فقد اعادها الرجل الى عصور الجاهلية من جديد00 العصر الذي عاشته المراة مسلوبة الارادة والحقوق والتي وصل بها الامر ان تنتزع منها حتى حقها في الحياة التي وهبها الله لها  عندما كان وجهاء العرب يأدون بناتهم ويدفنوهن وهن احياء تخلصا من العار الذي افترضوا وجوده الازلي في كل امراة والذي ستجلبه لهم لا محال 00فهل هناك افضع من هذا السلوك الهمجي تجاه نصف البشر ودون ان يعو ا بانهم بتصرفهم هذا سيقضون على البشرية كلها بل وعلى ذريتهم حيث ان الرجل لا يحبل ولا يلد وانما هذا من شؤون المراة فقط فلولا جسدها ما وجدوا هم على هذه الارض فان سلبوها حقها في الحياة فانما سيسلبون بالنتيجة حياتهم هم ايضا ولكن كانوا بجهلهم غارقون 00 00 فانهم اذا وأدوا الفضليات من بناتهن كي يكونوا  مضطرين للزواج من الجواري والامات00 فهل كانوا سيرضون ان يكونوا اولاد الامات والجاريات 00 هكذا كانت عقلية العرب الاوائل وللا سف الشديد فقد استمرت هذه العقليات المتخلفة بعد ظهور الاسلام فمع انه قد حرم وأد البنات فان المسلمين بجميع عصورهم المتتالية وحتى  يومنا هذا لم يعترفوا بحق المراة ولا بمساواتها بالرجل فبقيت حقوقهن مهضومة طيلة كل العهود حيث فرضوا عليها الحجاب والانزواء داخل جدران بيتها ومنعوها من الاختلاط بالرجل وحصروا واجبها بالانجاب ا واعتبروها وسيلة ارضاء الشهوات في الملاهي الليلية كي ينثروا على رأسها الملايين من الدولارات وهي تتلوى برقصاتها المثيرة او ما تقدمه له على فراش الزوجية فقط 00مع انها ليست كذلك فهي ايضا الطبيبة والمدرسة والعالمة والمهندسة او الوزيرة بل الملكة  وليست كما يدعي بانها  خادمة تربي الاطفال وتعد الطعام 00 فعلى المراة ان ترفع شعار (( المطالبة)) بحقوقها وليس شعار(( الدفاع ))عنها فعندما تحصل على كامل حقوقها فبامكانها ان ترفع شعار الدفاع عن هذه الحقوق بعد ان تحققها وهو امر مستبعد في هذا الوقت للتخلف الذي اصاب عقلية الرجل وادران الخرافات التي وفدت علينا من بعض المناطق التي عشعش فيها الجهل والنزعات القبلية المتشددة وغياب العقلية المدنية المثقفة والمتنورة 00 حيث ظهر  البعض من المتنفذين الذين لازالوا يعيشون في عقلية البداوة الرجعية المظلمة  مع كل ما يدعونه من تفوق علمي وحصولهم على الشهادات العالية الرفيعة المزورة فهم يحجبون عن المراة ما حصلت عليه من بعض الحقوق محاولين انتزاعها واعادتها الى الوراء في الوقت الذي يتقدم فيه العالم بخطى حثيثة يتسشابق فيها مع الزمن مما يقتضي الان ان تطالب باستعادة ما سلب منها واستحصال مالم تستطع ان تحققه خلال ما فات من السنين وعند ذاك بامكانها كما قلنا وبعد ان تصل الى ما وصلت اليه المراة الغربية والاوربية فلها ان ترفع شعار الدفاع عن المكتسبات 00 فعن أي حق تريد اليوم ان تدافع عنه وهي سليبة لابسط حقوقها 00 كما عليها ان تعي وتتنبه الى مكائد الرجل الذي يريد ان يحرمها من ادميتها كي يجعلها مجرد اداة لا حول لها ولا مكانة لها في عالم الرجال 00 فان كان هو قد تخلى عن عقاله وايشمغه ولبس البنطلون ووضع الرباط على عنقه ومشى سارح الرأس مكشوف الوجه فمن حق المراة ايضا ان تتخلى عن برقعها وتسير سافرة دون عباءة او براقع بل يكفي ان تخرج بلباس محتشم يظهر شخصيتها القوية التي لا تقل عن شخصية الرجل ان لم تبزه وتتفوق عليه ولها ان تمارس كل ما يمتلكه الرجل من حقوق فلها ان تسافر دون المحرم الذي يفرضه عليها الرجل للمحافظة عليها لانه يضعها دائما  موضع شبهات وشكوك00 فهي احرص على شرفها وليست بحاجة الى من يراقبها او يحميها من الزلل فهي تستطيع ان تحمي نفسها فقد استطاعت السفر الى مختلف بلدان العالم ودرست في المعاهد والجامعات وحصلت على اعلى الشهادات 00 فعن أي حق ابقاه لك الرجل حتى تدافعين عنه بل عليك ان تبدأي المطالبة من جديد فقد اعادك الى المربع الاول وافقدك ما حصلت عليه في العقود الماضية وكا فحت من اجله واليوم يريد ان ينتزع حتى هذا الشيء الضئيل الذي حزت عليه لذا فاليكن شعارك هو المطالبة فقد جردتك الايام من كل شيء حتى الكوتة فقد اضحت مجرد خدعة  ولم يبقى لك  ما تدافعين عنه 00!!!  

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا